“الوعد الصادق 3”: إيران تقلب الطاولة… وكيان العدو يدخل مرحلة الانكشاف الشامل
تاريخ النشر: 25th, June 2025 GMT
يمانيون | تقرير
في تحول استراتيجي حاد، جاءت العملية الإيرانية الأخيرة تحت عنوان “الوعد الصادق 3” لتخلط أوراق المشهد العسكري والسياسي في المنطقة، وتكشف ـ بما لا يدع مجالاً للشك ـ هشاشة الكيان الصهيوني وتراجع فعالية غطائه الأمريكي.
لم تعد الضربات الإيرانية مجرد رسائل تحذيرية، بل تحوّلت إلى معادلات ردع فعلية، تفرض وقائع ميدانية جديدة وتهدد الكيان الغاصب في العمق وعلى أكثر من جبهة.
هذه العملية، بما مثلته من جرأة توقيتية ودقة في الأهداف، فتحت الباب واسعًا لتقييم حالة الانهيار العسكري والمعنوي في الكيان الصهيوني، وأظهرت ـ بالتوازي ـ أن إيران، ومعها محور المقاومة، لم تعد في موقع الدفاع، بل أصبحت الطرف الذي يمسك بمبادرة التصعيد ويرسم حدود المواجهة.
الصواريخ الإيرانية فضحت الوهم الصهيوني
في هذا السياق، أكد عضو الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الناصري حميد عاصم، أن “الوعد الصادق 3” لم تكن مجرد ضربة ردعية، بل كشفت هشاشة المنظومة الأمنية والعسكرية للكيان الصهيوني.
وأوضح أن الرد الإيراني ـ العميق داخل الأراضي المحتلة ـ يأتي في إطار معادلة متصاعدة، تهدف إلى ردع العدوان الأمريكي الصهيوني، وموازنة ميدانية تؤسس لمرحلة جديدة من الاشتباك المفتوح.
عاصم أشار بوضوح إلى أن واشنطن دخلت الحرب بشكل مباشر، رغبةً في إنهاك طهران وتفكيك مشروعها النووي السلمي، غير أن الرد الإيراني جاء مغايرًا لكل التوقعات الغربية، مؤكداً أن طهران لم تنكفئ، بل تمسكت ببرنامجها السيادي ومشروعها المقاوم، في وجه سياسة الإخضاع التي تقودها أمريكا ويصطف خلفها الكيان الصهيوني ودول التطبيع.
الأهم من ذلك أن كيان العدو بات مكشوفاً تماماً، وفق تعبير عاصم، في ظل عجز دفاعاته الجوية عن التصدي لصواريخ المقاومة.. وأضاف: “اليوم لم تعد المسألة مقتصرة على صواريخ من غزة، بل من إيران، ومن اليمن، ومن لبنان، ما يعني أن الكيان محاصر نارياً في كل الاتجاهات”.
إيران تثبت كما ثبتت اليمن وغزة
المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، محمد الحاج موسى، قدّم من جانبه قراءة أشمل للعملية، معتبرًا أن العدوان الأمريكي الصهيوني على إيران هو عدوان على الأمة بكاملها، وامتداد لحرب استنزاف ممتدة ضد حركات المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا.
وصف الحاج موسى العملية بأنها تمثل تحولًا في قواعد الاشتباك، حيث لم تعد ساحات الصراع منفصلة، بل باتت موحدة تحت لواء مشروع مقاومة واحد يربط طهران وصنعاء وغزة وبيروت وبغداد بقدس واحدة.
ولفت إلى أن العدوان الأخير هدفه “ضرب مرتكزات المشروع المقاوم”، لكن الرد أتى بأشكال متعددة تؤكد أن المشروع مستمر وأن العدو يعيش أسوأ مراحله.
وأوضح أن “إيران باتت تقاتل نيابةً عن كل العواصم العربية والإسلامية”، وأن الهجمات على إيران تشبه الهجمات على غزة وخانيونس وصنعاء، وهي كلها ساحات جهاد واحدة، والعدو واحد.
التحية التي وجهها الحاج موسى للشعب اليمني وللسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي لم تكن مجرد إشادة رمزية، بل تعبير عن قناعة بأن اليمن أصبح ركيزة محورية في محور المقاومة، وذراعاً صاروخياً رديفاً لإيران في مواجهة المشروع الصهيوأمريكي.
اقتصاد الكيان ينهار.. والنهاية باتت وشيكة
وفي البعد الاقتصادي للضربات، قال الخبير اللبناني الدكتور حسن سرور إن المشهد الاقتصادي داخل الكيان يشهد انهيارًا متسارعًا غير مسبوق، تجلّى في “طوابير الهروب الكبير” للمغتصبين الصهاينة من الأراضي المحتلة، في مشهد يذكّر بانهيار الأنظمة المتهالكة قبيل سقوطها.
سرور أوضح أن الكيان يعيش شللاً اقتصادياً تامًا في قطاعات السياحة والتكنولوجيا والبناء، مع توقف أكثر من 80% من شركات التكنولوجيا، وهي العمود الفقري للاقتصاد الصهيوني، بالإضافة إلى تعطيل شبه كامل لحركة الاستثمار والبناء في مناطق عدة داخل فلسطين المحتلة.
وتابع أن الاحتلال حاول الزج بأوروبا في المعركة، من خلال إشراك دول مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، ولكن الضربات المتتالية أثبتت أن الاحتلال عسكرياً عاجز واقتصادياً مفكك، وأن القبة الحديدية وغيرها من أنظمة الدفاع لم تصمد، بل تحولت إلى عبء مكشوف أمام القوة الإيرانية الجديدة.
هروب آلاف المغتصبين الصهاينة عبر المنافذ البحرية والبرية يشكل ـ بحسب سرور ـ دليلاً ملموساً على دخول الكيان مرحلة “ما قبل السقوط”، مشيراً إلى أن الضربات التي انطلقت من إيران واليمن ولبنان، نجحت في خلق حالة من الذعر والفوضى الداخلية دفعت حتى الأمريكيين إلى التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
محور مقاومة بوجه تحالف تطبيع
إن عملية “الوعد الصادق 3” لم تكن مجرد رد على عدوان، بل هي إعادة رسم للتموضع الاستراتيجي في المنطقة. لقد أثبتت أن المحور الذي تقوده إيران، والذي يشمل اليمن وغزة ولبنان والعراق، بات يشكل قوة ردع شاملة، تمتلك زمام المبادرة في الجو والبر والبحر، وأن الضربات لم تعد رمزية، بل باتت تؤسس لواقع جديد عنوانه: العدو لم يعد في مأمن داخل كيانه.
من ناحية أخرى، فإن هذا التصعيد فضح الدول العربية المطبعة، التي هرولت لدعم الكيان أمنياً وسياسياً، لكنها اليوم تعيش المأزق ذاته، خصوصاً بعد أن أثبتت الشعوب الحية، من صنعاء إلى بغداد، أن خيار المقاومة لا يزال هو الخيار الوحيد القادر على إعادة التوازن في وجه المشروع الأمريكي الصهيوني.
من “الوعد الصادق” إلى “الوعد الناجز”
لقد دخلت المنطقة بعد “الوعد الصادق 3” في مرحلة ما بعد الردع الكلاسيكي، حيث أصبح تفكك الكيان الصهيوني قاب قوسين أو أدنى، وسط عجز حلفائه عن حمايته أو التخفيف من وطأة الضربات التي باتت تتوالى من ثلاث قارات تقريباً.
وبينما يتهاوى ما تبقى من “أسطورة إسرائيل التي لا تُقهر”، تترسخ معادلة المقاومة الممتدة عبر الجغرافيا، من قلب إيران إلى خاصرة الخليج، ومن ضفاف المتوسط إلى عمق النقب المحتل.
وفي هذه المرحلة المفصلية، لا تلوح في الأفق بوادر تراجع من محور المقاومة، بل يبدو أن إيران ـ ومعها اليمن ـ تستعدان لمواصلة الهجوم في المدى المتوسط والبعيد، ما يجعل من “الوعد الصادق 3” ليس نهاية جولة، بل بداية لمرحلة تحرير شاملة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی الوعد الصادق 3 لم تعد
إقرأ أيضاً:
حماس ترد على أكاذيب “نتنياهو”: محاولة يائسة لتبرئة الكيان وجيشه المجرم من جرائم الإبادة والتجويع
الثورة نت /..
أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء اليوم الأحد، أن “تصريحات المجرم نتنياهو لا تعدو كونها محاولة يائسة لتبرئة الكيان الصهيوني وجيشه المجرم من جرائم الإبادة والتجويع التي أودت بحياة أكثر من 18 ألف طفل”.
وأشارت إلى إن تلك الوحشية قد شهدت عليها عشرات التقارير الدولية والأممية، “وهي استمرار لخطابه المضلل لتبرير جرائم الحرب ومحاولة لقلب الحقائق”.
وقالت “حماس”، في بيان إن “استخدام مجرم الحرب نتنياهو لمصطلح “تحرير” هو محاولة لقلب حقيقة الاحتلال بنص القانون والقرارات الدولية ذات الصلة، وأسلوب مفضوح لن يغطي على جريمة الإبادة والقتل والتدمير الممنهج منذ أكثر من 22 شهراً”.
وأضافت: كما أن حديثه عن “عدم الرغبة في احتلال غزة” مجرد خداع يخفي خططه للتهجير القسري، وتدمير مقومات الحياة، وتنصيب سلطة تابعة له.
وقالت: “يستمر مجرم الحرب نتنياهو في توظيف ملف الأسرى كذريعة لاستمرار العدوان ولتضليل الرأي العام، متناسياً أن جيشه تسبب بمقتل العشرات منهم، وبأنه انقلب على اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في يناير من هذا العام”.
وأشارت إلى انسحابه “من جولة المفاوضات الأخيرة التي كنا فيها على بُعد خطوة واحدة من التوصل لاتفاق وتبادل للأسرى”، مؤكدة “أن الطريق الوحيد للحفاظ على حياتهم هو وقف العدوان والتوصل لاتفاق، لا مواصلة القصف والحصار”.
وقالت: “إن محاولته استخدام لغة الأرقام للتضليل لن تنطلي على الرأي العام والمنظمات الدولية المعنية، فمزاعمه عن إدخال مليوني طن من المساعدات إلى غزة لا تعفيه من المسؤولية عن جريمة التجويع التي أدت لاستشهاد 217 مواطناً، منهم 100 طفل بسبب الجوع وسوء التغذية.
وأضافت: أن نسبة ما دخل لا تتجاوز عشرة بالمائة من احتياجات القطاع الإنسانية. وإن أحدث بيانات الأمم المتحدة (IPC) تكذّب مزاعم نتنياهو، حيث أكدت انتشار الجوع الحاد ووفاة الأطفال جراء التجويع، في وقت يتعمد فيه الاحتلال إغلاق المعابر وإسقاط المساعدات الجوية في مناطق خطرة أو في البحر، ما أودى بحياة العشرات.
وتابعت الحركة “إن إصرار نتنياهو على استمرار العمل بآلية توزيع المساعدات عبر مؤسسة غزة اللا إنسانية، والتي قتلت نحو 1800 فلسطيني، هو تأكيد على خططه لهندسة التجويع في غزة وتوظيفه كإحدى أدوات الإبادة والتهجير، ويكذّب إنكاره لقتل طالبي المساعدات ما وثقته منظمات دولية وصحافة عالمية، عن إطلاق النار الممنهج على المدنيين المتجمعين لالتقاط الغذاء عند ما بات يُعرف بـ”مصائد الموت””.
وقالت حركة حماس: “إن الادعاء بأن جيشه المجرم لا يمنع الصحفيين الدوليين من تغطية الأحداث، تفضحه وقائع الميدان، وتقارير المؤسسات الإعلامية والصحافة الدولية التي طالبت وما تزال تطالب بتمكين صحفييها من الدخول لغزة، وتوثيق ما اقترفه جيشه من فظائع ومجازر.
وأردفت: “كما أن تصريحه المضلل يتناقض مع سجل جيشه الدموي في استهداف وقتل أكثر من 260 صحفياً فلسطينياً، ما جعل هذه الحرب الأسوأ عالميًا من حيث عدد ضحايا الصحفيين، ونكرر التحدي لنتنياهو بأن يسمح بحرية دخول الصحفيين والمؤسسات الإعلامية الدولية، وهو ما سيفضح حجم جرائمه”.
وأكمل البيان مؤكدا:”أن الأمم المتحدة وكافة الدول والمؤسسات المعنية، أمام اختبار أخلاقيّ وقانونيّ، ما يستدعي التحرك الفوري لوقف هذا العدوان والإبادة الجماعية، ورفع الحصار وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وكامل إلى كافة مناطق قطاع غزة، ومحاسبة قادة العدو الاسرائيلي على جرائمهم المروّعة بحق الأطفال والمدنيين العزّل، ورفض رواية الاحتلال المضللة وأكاذيب نتنياهو المكشوفة، والعمل على فتح جميع المعابر، ووقف الحرب، وضمان حماية المدنيين”.