في ريف منطقة نانت الفرنسية، يجري العمل على مشروع علمي ثوري قد يغيّر مستقبل زراعة الأعضاء في العالم، داخل مزرعة مغلقة تخضع لإجراءات وقائية صارمة، يُربّى أكثر من 500 خنزير معدّل وراثياً، تم استنساخهم بغرض واحد، التبرع بأعضائهم للبشر. اعلان

ورغم أن الفكرة قد تبدو كأنها مأخوذة من روايات الخيال العلمي، فإنها اليوم واقع تجريبي تتزايد حوله الآمال.

ففي فرنسا وحدها، ينتظر أكثر من 22 ألف مريض أعضاء حيوية قد تنقذ حياتهم، فيما يعيش حالياً مريض واحد في الولايات المتحدة بعضو مزروع مصدره خنزير.

 وبحسب تقرير مصور نشرته قناة " فرانس 2" بدأ المشروع بخنزيرة واحدة، استُخرجت منها خلية تم تعديل حمضها النووي باستخدام تقنية "المقص الجزيئي". حُذفت أربعة جينات خنزيرية، وأضيفت ستة جينات بشرية مصنّعة، لجعل أعضائها أكثر توافقاً مع جسم الإنسان. ثم زُرعت الخلية في رحم الأنثى، فأنجبت نسلاً معدّلاً وراثياً، يمكن نظرياً استخدام أعضائه في عمليات الزراعة.

يقول جان فيلنوف، مربي الخنازير المسؤول عن المشروع: "الخنزير يبدو طبيعياً تماماً... له أذنان وأربع أرجل، كأي خنزير آخر. لكن نعم، لقد تم تعديله قليلاً.

Relatedجلسات يوغا بحضور صغار الخنازير في الولايات المتحدةشاهد: مقهى ياباني يتيح فرصة الجلوس بين الخنازير الصغيرة واحتضانها بيرو تحتفل بمرور 20 عاما على تطوير سلالة معدلة وراثيا من خنازير غينيابيئة معقّمة وأمن بيولوجي صارم

داخل المزرعة، لا مجال للمخاطرة. يمنع دخول أي شخص دون تعقيم كامل للملابس والمعدات وحتى عجلات السيارات، يوضح فيلنوف: "علينا أن نغسل ونعقّم كل شيء. لا مجال للخطأ هنا، فمزرعتنا تُدار بأقصى درجات الحذر."

خلال إحدى زيارات التصوير، أظهرت صور الأشعة فوق الصوتية أجنة خنزيرة حامل، ما يشير إلى أن التجربة مستمرة في التوسّع. وحتى الآن، وُلد 500 خنزير معدّل.

لماذا الخنازير تحديداً؟

تشرح الدكتورة أوديل دوفو، رئيسة شركة "Xenothera" المشرفة على المشروع: "لا يمكن استخدام كلية فأر، فهي صغيرة جداً، ولا كلية فيل، فهي ضخمة. لكن خنازير من هذا النوع تملك الحجم المثالي لأعضاء بشرية."

وتُستخدم أيضاً أجسام الخنازير المضادة في مختبرات "Inserm" الفرنسية لتطوير أدوية مضادة لرفض الجسم للأعضاء المزروعة.

بالرغم من أن تربية هذه الخنازير مرخّصة في فرنسا، فإن زراعة أعضائها في البشر لم تحصل بعد على موافقة السلطات الصحية، لكن العلماء يأملون أن تُجرى أولى عمليات الزرع خلال عامين، إذا تغيّرت اللوائح التنظيمية.

يقول الدكتور ألكسندر لوبي، مدير معهد زراعة وتجديد الأعضاء في Inserm ": نحن نرى البدايات الأولى لحالات رفض مناعي، وعلينا إيجاد طرق لوقف هذا النوع من الخلايا. زراعة الأعضاء بين الأنواع ستكون واحدة من أكبر الثورات الطبية في القرن الحادي والعشرين."

مضيفاً  "الخنازير قد تصبح مصدراً لا ينضب للأعضاء. الأمر مسألة حياة أو موت. هناك مرضى يموتون يومياً في فرنسا والعالم لعدم توفر أعضاء."

المشروع لا يزال في مراحله التجريبية، لكن إن تحقق، فقد يشكّل حلاً جذرياً لأزمة عالمية مستمرة منذ عقود. ومن مزرعة في نانت، قد تنطلق أولى ملامح "مصانع الحياة"، حيث تتحول الخنازير إلى أمل أخير لآلاف المرضى حول العالم.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب غزة البرنامج الايراني النووي إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب غزة البرنامج الايراني النووي وقاية من الأمراض تحليل الحمض النووي فرنسا علوم طبية خنزير بري إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب غزة البرنامج الايراني النووي حلف شمال الأطلسي الناتو حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وقف إطلاق النار فولوديمير زيلينسكي سوريا فی فرنسا

إقرأ أيضاً:

مشروع ترميم السقايات العمومية يتوّج ضمن برنامج “الانفتاح” بمدينة بني ملال

أعلنت جماعة بني ملال عن فوز مشروع “إعادة ترميم السقايات العمومية بالمدينة القديمة” في إطار تنزيل برنامج “انفتاح” برسم سنتي 2024-2025، وذلك ضمن مشروع الميزانية التشاركية الذي يروم تعزيز المشاركة المواطِنة وترسيخ قيم الشفافية والحكامة المحلية.

وهذا المشروع ثمرة لتعاون مشترك بين الجماعة الترابية ومكونات المجتمع المدني، بهدف الحفاظ على الموروث الثقافي والمعماري للمدينة، وردّ الاعتبار للسقايات التاريخية التي تُعد جزءاً من الذاكرة الجماعية والمشهد الحضري لبني ملال.

وأوضح مصدر من الجماعة أن “المبادرة تندرج في إطار سعي المجلس إلى إشراك الساكنة المحلية في تحديد أولويات التنمية الحضرية، عبر آليات ديمقراطية وتشاركية”، مشددا على أن المشروع يمثل نموذجاً للتمازج بين الحفاظ على التراث وتحقيق التنمية المستدامة.

ويُرتقب أن يشمل المشروع إعادة تأهيل عدد من السقايات القديمة المتناثرة داخل المدينة العتيقة، بشكل يحترم طابعها التاريخي ويُعيد لها وظيفتها المجتمعية، في إطار مقاربة تروم الربط بين الذاكرة المحلية والتحولات المجالية التي تعرفها المدينة.

ويُشار إلى أن مشروع “انفتاح” يندرج ضمن البرامج الوطنية الرامية إلى تعزيز الشفافية وتقوية الثقة بين المواطن والإدارة، من خلال تفعيل آليات المشاركة العمومية في التخطيط وتتبع تنفيذ السياسات المحلية.

مقالات مشابهة

  • مشروع ترميم السقايات العمومية يتوّج ضمن برنامج “الانفتاح” بمدينة بني ملال
  • تركيا تتجه نحو تقنين زراعة وبيع القنب الهندي لأغراض طبية
  • هاني من مصلحة زراعة بعلبك: الزراعة هي الحجر الأساس للأمن الغذائي الوطني
  • 5 آلاف وحدة سكنية.. العيداني يكشف عن مشروع إسكاني واعد بالبصرة
  • استثمار يضع سرت الليبية على خارطة النفوذ الاقتصادي الإقليمي
  • الرئيس الروسي يقر سداد مصر تمويل مشروع محطة الضبعة النووية بالروبل الروسي
  • الإسكان حسمت الأمر.. موعد سداد أول أقساط شقق سكن لكل المصريين 5
  • الحر ينهي حياة آلاف الأشخاص سنويًا.. فيديو
  • منال عوض : حريصون على دعم المحافظات في إعداد خطط استراتيجية قابلة للتنفيذ و تحسن جودة حياة المواطنين