بعد أشهر من الحرمان.. أكياس الدقيق تعود إلى غزة والأمهات ينتزعن ما يسدّ رمق أطفالهنّ
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
بعد انقطاع طويل، عادت غزة لتستقبل الدقيق مع دخول قوافل الإغاثة إلى المدينة، يوم الأربعاء، في خطوة طال انتظارها وسط حصار خانق ووضع إنساني متدهور. اعلان
وقد تجمعت حشود ضخمة في نقاط التوزيع، حيث أشرف عمال إغاثة يرتدون سترات صفراء على تسليم أكياس القمح التي تحمل شعار برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في مشهد أعاد إلى المدينة المنكوبة بعضاً من الحياة.
وكانت قوافل المساعدات قد توقفت عن دخول القطاع منذ آذار/مارس، حين علّق الجيش الإسرائيلي نقل المساعدات وسمح بدلاً من ذلك لمنظمة "مؤسسة غزة الإنسانية" الأمريكية بإيصالها إلى نقاط تجميع قرب الحدود. هذه الآلية البديلة جوبهت برفض واسع من الفلسطينيين ومنظمات الإغاثة الدولية، الذين وصفوها بأنها كمائن ومصائد للموت.
وفي مواجهة هذه الفوضى، أعلنت العشائر الفلسطينية في غزة أنها تتولى زمام المبادرة لإعادة القوافل وتنظيم توزيعها داخل الأحياء بما يضمن العدالة والكرامة للسكان. لكن حتى الآن، تبقى التفاصيل المتعلقة بالتنسيق مع الأمم المتحدة والسلطات الإسرائيلية في إطار هذه الخطة غير واضحة.
في مواقع مختلفة من المدينة، وقف عشرات الفلسطينيين في طوابير لتسلُّم طرود غذائية.
وسط مشاهد الانتظار الطويل، روت هبة خليل، وهي أم لسبعة أطفال، شعورها بالارتياح لتلقيها الدقيق للمرة الأولى منذ أشهر، بعدما عجزت عن الحصول على المساعدات التي تُنهب وتُباع بأسعار باهظة في السوق. وقالت: "لقد انتظرنا لأشهر دون أن نحصل على الدقيق أو نأكل الطعام، وكان أطفالي يبكون دائمًا".
Relatedهل تستفيد غزة من نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران؟يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزةبلجيكا: نشطاء يغلقون مقرّيْ شركتين لاتّهامهما بالتواطؤ مع إسرائيل في "جرائم حرب" بغزةبدورها، تحدثت أم علاء عن معاناتها السابقة مع "العصابات" التي كانت تستولي على حصص العائلات، معربة عن أملها باستمرار هذه الآلية المنظَّمة لتوزيع الطعام. وأضافت: "أنا سعيدة لأنني أستطيع إطعام أطفالي الذين لم يأكلوا منذ الأمس... لقد ذهبوا إلى الفراش جائعين".
تحذيرات أمميةوصف جوناثان ويتال، مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA) في الأراضي الفلسطينية، الأوضاع في غزة بأنها "مصممة لقتل الفلسطينيين"، مشيرًا إلى أن المدنيين يُستهدفون حتى في أماكن توزيع المساعدات.
وقال ويتال في تصريح صحافي من داخل القطاع إن "الفلسطينيين الذين يحاولون الوصول إلى الطعام والمعونات الإنسانية يتعرضون للقتل بشكل شبه يومي"، مؤكدًا أن هذه الوفيات "يمكن تجنّبها تمامًا".
وأشار إلى مقتل نحو 400 شخص منذ بدء تخفيف الحصار جزئيًا قبل أكثر من شهر، أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء. ورغم أن الأمم المتحدة وشركاءها يمتلكون خطة لتوصيل المساعدات إلى كل عائلة في القطاع، إلا أن تنفيذ هذه الخطة يواجه، بحسب ويتال، "منعًا متكررًا من جميع الجهات".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي قطاع غزة إسرائيل روسيا دونالد ترامب إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي قطاع غزة إسرائيل روسيا الأمم المتحدة قطاع غزة إسرائيل المساعدات الإنسانية ـ إغاثة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي قطاع غزة إسرائيل روسيا بنيامين نتنياهو البرنامج الايراني النووي سوريا أوروبا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس
إقرأ أيضاً:
كاتبة إسرائيلية: هكذا تغذي المساعدات الإنسانية الحروب
دعت أستاذة القانون نيتا باراك كورين إلى تشديد الرقابة على المساعدات الإنسانية للحد من سرقتها في مناطق النزاع، مشيرة إلى أن المانحين بحاجة إلى قواعد أكثر صرامة لمنع القادة العسكريين والمليشيات والأنظمة الاستبدادية من الاستيلاء على الأموال المعنية للمدنيين، واستخدامها في أغراض حربية.
ولفتت -في مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال- إلى أن الكثير من مساعدات الأمم المتحدة تُسرق في مناطق الصراعات الكبرى مثل الصومال وسوريا وإثيوبيا وقطاع غزة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: ترامب لن ينقذ الفلسطينيين ولا الأسرى ولا إسرائيل من نفسهاlist 2 of 2لوتان: الذكاء الاصطناعي الجديد لدى ترامب يطرح مشكلتين كبيرتينend of listمعضلة المساعداتوشددت الكاتبة -التي تعمل في الجامعة العبرية في القدس- على أن السبب الرئيسي وراء استمرار سرقة المساعدات هو صعوبة الموازنة بين إنقاذ أرواح المدنيين الآن، وخطر تقوية المقاتلين مستقبلا.
وأضافت أن المؤسسات الإغاثية تعطي الأولوية لبقائها الوظيفي، إذ يعمل في القطاع الإنساني نحو 570 ألف شخص يتلقون نحو 35 مليار دولار سنويا، وإذا رفضت هذه المؤسسات التعامل مع الجماعات المسلحة، فقد تمنعها تلك الجماعات من الوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها، مما قد يؤدي إلى تقليص ميزانيات المؤسسات الإغاثية وفقدان الوظائف.
وفي الصومال، تقدر الكاتبة أن ثُمن المساعدات فقط يصل إلى الأسر المعنية، في حين تستحوذ 3 عصابات على معظم عقود نقل المساعدات من برنامج الأغذية العالمي، وتسرق هذه المجموعات من 30% إلى 50% من الشحنات.
وفي سوريا، يتابع المقال، استطاع نظام بشار الأسد المخلوع سرقة 60 مليون دولار من المساعدات عام 2020 فقط.
أما في غزة، وفق رأي الكاتبة، تستمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بتقديم خدماتها رغم ادعاءات بتورط بعض موظفيها في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
حلول مقترحةوأكدت الكاتبة أن المساءلة لا تزال ممكنة إذا ضغط المانحون بقوة على المنظمات الإنسانية، ويمكن للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج -التي تموّل معا أكثر من 70% من الميزانيات الإنسانية العالمية- فرض شروط واضحة على كل جهة تتلقى الدعم.
إعلانواعتبرت الكاتبة أن الانتقادات التي تقول "إن إيقاف المساعدات غير أخلاقي لأن المدنيين سيموتون" ليست دقيقة دائما، مشيرة إلى أن وقف الولايات المتحدة المساعدات إلى إثيوبيا عام 2023 لم يتسبب بكارثة بل أدى إلى انخفاض معدلات سوء التغذية.
وذكرت 5 شروط يمكن للمانحين فرضها لضمان وصول المساعدات، وهي كالآتي:
المطالبة بالشفافية: اشتراط الكشف المسبق عن جميع الرسوم والتكاليف المتعلقة بنقل المساعدات، بما في ذلك رسوم الحراسة والضرائب المحلية، مع فرض عقوبة بتوقيف التمويل لمدة 12 شهرا إذا تمت مخالفة هذا المعيار. توفير الحماية: السماح للمانحين بتوظيف حراس معتمدين أو الاعتماد على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، مع إلغاء المنحة فور عقد أي اتفاقيات خاصة مع المليشيات. حماية المبلغين عن الفساد: تخصيص 2% من قيمة كل منحة لتغطية تكاليف عمليات المراجعة الخارجية وتكاليف الدفاع القانوني عن جميع المبلغين عن أي مخالفات تتكشف أثناء نقل أو توصيل أو توزيع المساعدات. حد الفترة الزمنية: وقف مهام المساعدات التي تتجاوز مدتها 10 سنوات ما لم يوافق المانحون بالإجماع على تمديدها بعد مراجعة عامة. تمويل مبادرات تتبع الأموال: تخصيص أموال لتطوير تقنيات تتبع الأموال والسلع للحد من عمليات السرقة.وخلصت باراك كورين إلى أن استمرار سرقة المساعدات سيؤدي إلى تراجع ثقة المجتمع الدولي بالمؤسسات الإغاثية، ويضعف قدرتها على التدخل في النزاعات القادمة، وحذرت من أن استمرار التمويل دون شروط صارمة سيُغذي النزاعات على الأمد الطويل.