أرمينيا تشتعل.. اشتباكات داخل مقر الكنيسة بعد محاولة اعتقال أسقف بارز
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
تصاعدت حدة التوترات في أرمينيا، اليوم الجمعة، بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والكهنة داخل المقر الرئيسي للكنيسة الأرمنية الرسولية، وذلك إثر محاولة جهاز الأمن القومي توقيف رئيس أساقفة شيراك ميكائيل أجباهيان، أحد أبرز رجال الدين المعارضين للسلطة.
ووقعت عملية الاقتحام في دير إتشميادزين المقدس، المقر الرسمي لكاثوليكوس عموم الأرمن، غاريغين الثاني، الذي خرج شخصيًا لمواجهة قوات الأمن ومحاولة تهدئة الكهنة الغاضبين، بعد أن تحولت المواجهة إلى عراك بالأيدي واستخدام للقوة ضد المحتجين.
كاثوليكوس الأرمن يواجه قوات الأمن: انقسام نادر داخل المؤسسة الدينية
في مشهد غير مسبوق، ظهر الكاثوليكوس غاريغين الثاني علنًا وهو يحاول صد عناصر الأمن من التقدم داخل أروقة الكنيسة، في لحظة جسدت الانقسام العميق بين الدولة والمؤسسة الدينية.
الكهنة أغلقوا بوابات الدير، ومنعوا رجال الأمن من الوصول إلى الأسقف أجباهيان، الذي أعلن بدوره استعداده لتسليم نفسه لكنه شدد على أن “التهديد الحقيقي يجلس في الحكومة”، على حد تعبيره.
أسقف معارض في قلب العاصفة: من هو ميكائيل أجباهيان؟
ميكائيل أجباهيان، رئيس أبرشية شيراك، تحوّل في الأشهر الأخيرة إلى رمز للمقاومة الدينية في وجه الحكومة. وُجهت إليه تهمة خطيرة تتعلق بـ”الدعوة إلى قلب النظام الدستوري”، في وقت تتهم فيه السلطات الأرمنية رجال الدين باستخدام منابرهم للتحريض على إسقاط الحكومة.
أجباهيان نفى أي نية للانقلاب على السلطة، مؤكدًا أن دعواته كانت لحماية هوية الكنيسة الأرمنية ورفض تهميش دورها التاريخي في الحياة العامة.
حملة أمنية تطال رموزًا دينية واقتصادية: هل بدأ باشينيان تصفية معارضيه؟
محاولة توقيف أجباهيان لم تكن المعركة الأولى بين الحكومة ورجال الدين، إذ سبقها قبل يومين اعتقال المطران باغرات غالستانيان، قائد حركة “النضال المقدس”، بتهمة التخطيط لهجمات إرهابية والاستيلاء على السلطة.
كذلك، أصدرت السلطات مذكرة توقيف بحق رجل الأعمال الأرميني الروسي البارز سامفيل كارابيتيان، رئيس مجموعة “تاشير”، بعد أن عبّر علنًا عن دعمه للكنيسة.
هذه الاعتقالات دفعت العديد من المراقبين إلى التساؤل: هل تحوّلت الدولة إلى خصم مباشر للكنيسة؟ وهل يستخدم رئيس الوزراء نيكول باشينيان جهاز الأمن القومي في تصفية خصومه السياسيين والدينيين؟
توتر يتصاعد في دير إتشميادزين: تعزيزات أمنية ومخاوف من التصعيد
بحسب مصادر محلية، دفعت السلطات بتعزيزات أمنية إضافية إلى محيط الدير، وتم تسجيل دخول عناصر مقنعة من القوات الخاصة إلى ساحة الكنيسة بعد طرد الصحفيين.
الراهب آسوغيك كارابيتيان كتب منشورًا مثيرًا للقلق جاء فيه: “كل رجال الدين في أرمينيا مستعدون للاعتقال، إما أن تأخذونا جميعًا، أو تخرجوا جثثنا”، في تعبير عن حالة الغليان داخل المؤسسة الدينية.
غومري تحت المجهر.. تفتيشات واحتجازات لأنصار الكنيسة
في موازاة ما يجري في العاصمة الدينية، داهمت قوات الأمن مقر المطران أجباهيان في مدينة غيومري، واحتجزت عدداً من أنصاره بعد تفتيش واسع لمقر أبرشية شيراك.
محامي الأسقف، ميغران بوغوسيان، أكد أن نحو 30 عنصراً من القوات المقنعة اقتحموا المبنى دون إذن قضائي واضح، وهو ما أثار تساؤلات قانونية حول شرعية الإجراءات الأمنية المتخذة بحق المؤسسة الدينية.
ردود فعل داخلية ودولية.. موسكو تراقب والشارع الأرمني يغلي
داخل أرمينيا، تعالت أصوات سياسية وحقوقية منددة بتصرفات الحكومة، متهمة رئيس الوزراء باشينيان بإطلاق حملة منظمة ضد الكنيسة تحت ذريعة الحفاظ على النظام العام.
دوليًا، دخلت روسيا على خط الأزمة، إذ أعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن موسكو على تواصل مع شركائها في يريفان بشأن اعتقال كارابيتيان، المواطن الروسي الذي يواجه اتهامات قد تؤثر على العلاقات الثنائية بين البلدين.
كنيسة في مواجهة الدولة: أزمة هوية أم صراع على النفوذ؟
ما تشهده أرمينيا لا يُعد مجرد توتر مؤقت، بل يعكس أزمة أعمق تتعلق بدور الكنيسة الأرمنية في الشأن العام، وموقعها التاريخي كمؤسسة حامية للهوية الوطنية.
ومع تزايد الاتهامات للحكومة بمحاولة تحجيم الكنيسة وتجريدها من نفوذها التقليدي، يزداد خطر تفكك التوازن بين السلطات الروحية والسياسية، في بلد لطالما ارتبط تاريخه وبقاؤه بدوره الديني العميق.
هل ترغب أن أُحوّل هذا التقرير إلى صيغة جاهزة للنش
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أرمينيا حوادث حول العالم قوات الأمن رجال الدین
إقرأ أيضاً:
توتر شعبي وتصاعد الغضب في توغو بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية
تشهد العاصمة التوغولية لومي، منذ صباح الأربعاء الماضي، موجة جديدة من الاحتجاجات الشعبية على خلفية الإصلاحات السياسية الأخيرة وارتفاع الأسعار، وسط انتشار أمني كثيف ومخاوف من انزلاق الأوضاع نحو العنف.
وقد أغلقت معظم المتاجر أبوابها، فيما انتشرت مشاهد الإطارات المشتعلة والمتاريس الخشبية في عدد من أحياء لومي، التي تحولت إلى ساحة مواجهة بين قوات الأمن ومجموعات من المحتجين.
واستخدم الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق تجمعات شبابية متفرقة.
جاءت هذه التحركات استجابة للدعوة الثانية خلال شهر يونيو/حزيران، أطلقتها منظمات مجتمع مدني وشخصيات مؤثرة عبر وسائل التواصل، احتجاجا على استمرار اعتقال الأصوات المعارضة، وارتفاع أسعار الكهرباء، إلى جانب التعديلات الدستورية الأخيرة التي أفضت إلى تعيين الرئيس فاوري غناسينغبي رئيسا لمجلس الوزراء -أعلى منصب في البلاد- من دون تحديد سقف لولايته.
وقد أثار اعتقال مغني الراب التوغولي "أمرون"، المعروف بانتقاداته الحادة للسلطة، غضبا واسعا في مطلع يونيو/حزيران.
ورغم إطلاق سراحه لاحقا من مستشفى للأمراض النفسية، فإن السلطات كانت قد أوقفت نحو 50 متظاهرا آخر، أُفرج عن أغلبهم لاحقا.
من جانبها، دعت منظمة العفو الدولية إلى إجراء تحقيق مستقل في مزاعم تعرّض بعض المتظاهرين للتعذيب، وهي اتهامات نفت الحكومة علمها بها، معتبرة أن ما يحدث هو "محاولة لزرع الفوضى"، وفقا لتصريح وزير الحوار الاجتماعي، جيلبيرت باوارا، الذي شدد على ضرورة محاسبة المتسببين في ما وصفه بـ"الأوضاع غير القانونية".