منظمة قوول تدشن حملة صحية لمكافحة الكوليرا في محلية كتم بشمال دارفور
تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT
دشنت منظمة قوول، بالتنسيق مع وزارة الصحة بولاية شمال دارفور، حملة صحية متكاملة لمكافحة الكوليرا ونواقل الأمراض الأخرى في محلية كتم. تأتي هذه الحملة في إطار مشروع الاستجابة السريعة للطوارئ الصحية بالمحلية، وتستهدف مدينة كتم ومعسكري كساب وفتابرنو لإيواء النازحين.وأكد مدير الخدمات الصحية بالمحلية يوسف عثمان عبد العزيز ، أن الحملة تجئ بمشاركة ثلاثين من معززي الصحة الذين تم اختيارهم من المجتمع المحلي وتدريبهم على رفع الوعي الصحي وتغيير السلوك والممارسات الصحية الخاطئة.
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
ملتقى الحضارات والتجارة.. ملاكا تدشن حملة زوروا ماليزيا 2026
ملاكا- "بابا نيونيا" عنوان لثقافة هجين تشكلت على مدى العصور على ساحل مضيق ملاكا في ماليزيا، وهو الممر التجاري البحري الأكثر نشاطا في العالم ويربط المحيطين الهادي والهندي، وأخذ اسمه من مدينة ملاكا الماليزية التي تتوسط ساحله، تلك المدينة الغنية بالتنوع الثقافي والاجتماعي، والتي كانت وما تزال ملتقى التجار والثقافات.
وفي بابا يونيا انصهرت الثقافتان الصينية والهندية بالثقافة الملايوية المحلية، هذا كله في عهد السلطنة الإسلامية التي حكمت أرخبيل الملايو، ومزجته بثقافة عربية إسلامية، بحسب ما سجله كبار مؤرخي المنطقة، ثم جاءت حقب استعمارية طويلة بدأت في القرن الخامس عشر، وأضافت للمدينة ومحيطها ثقافات أوروبية: برتغالية وهولندية وبريطانية.
ويرى الخبير السياحي الماليزي نارش موهان أن الثقافة الفريدة التي تشكلت في ملاكا كانت نتاج موقعها الإستراتيجي على مضيق ملاكا، المعبر التاريخي للسفن التجارية بين الشرق والغرب، ويضيف في حديثه للجزيرة نت أن كثيرا من القادة السياسيين والمحاربين حلّوا في ملاكا وأقاموا فيها، واندمجوا مع السكان المحليين لينتجوا ثقافة صينية ملايوية فريدة.
ويقول موهان "حدثت مصاهرة بين الملايويين والأوروبيين والصينيين والهنود وغيرهم، ومن هنا نتجت هذه المجموعة السكانية التي نطلق عليها البابانونيا والتي تتشكل أساسا من الأعراق الصينية الملايوية".
إنها العولمة الحقيقية كما وصفها رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم لدى تدشينه، قبل أيام، حملة زوروا ماليزيا للعام 2026، وقال إنها العولمة التي انخرطت فيها جميع الثقافات من الشرق والغرب وشكلت مركزا تجاريا وحضاريا على مدى قرون.
وتمثل ملاكا نموذجا تاريخيا واقعيا للعولمة التي سبقت الحضارة الغربية، برأي أنور إبراهيم، وأضاف في كلمته على ساحل المضيق "ثقافة التسامح من الشرق الأوسط وعبر مضيق ملاكا وصولا إلى الصين أسست مركزا تجاريا واستثماريا عالميا لقرون عديدة".
إعلانوأكد المسؤول الماليزي أن السياحة "مفتاح لنشر الوعي عن تاريخ المنطقة وثقافة التسامح والتواصل الاجتماعي والاقتصادي، والذي شكلت سلطنة ملاكا المسلمة محورا له في عهد ما قبل الاستعمار"، ودعا أنور إبراهيم إلى إعادة كتابة التاريخ بروح محلية بعيدا عما أملاه المستعمر خلال 5 عقود من الهيمنة السياسية والاقتصادية والثقافية على منطقة جنوب شرق آسيا.
وأضاف أن أهل المنطقة لا سيما المثقفين والمؤرخين وحتى النشطاء في عصر تكنولوجيا المعلومات يقع عليهم عبء كتابة تاريخ المنطقة وثقافتها، واستشهد بما كتبه عالم الاجتماع الماليزي محسن السقاف في ستينيات القرن الماضي بأن "الانتماء والولاء والصدق مع الوطن يبدأ بالهوية الثقافية والتاريخية التي نكتبها بأنفسنا، لا ما يكتبه المستشرقون أو المستعمرون من وجهات نظر عنا".
المكانة الحضارية والتاريخية التي لا تضاهى جعلت أنور إبراهيم يختار ملاكا -كما قال أنور إبراهيم- لإطلاق حملة زوروا ماليزيا لعام 2026، فالعولمة لم تبدأ من الغرب وإنما من الشرق العربي الإسلامي.
ومن خلال استعراض ثقافي واسع أقيم على ساحل مضيق ملاكا، جسدت وزارة السياحة الماليزية شعار "ماليزيا آسيا الحقيقية"، وقال وزير السياحة والثقافة والفنون الماليزي تونغ كينغ سينغ في حفل التدشين إن تصدير الهوية الثقافية لا يقل أهمية عن التنمية الاقتصادية التي تستهدفها السياحة، وأشار إلى إدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) ملاكا ضمن قائمة التراث الإنساني، بما يشمل الطبيعة من خلال دعمها معهد أبحاث الغابات الاستوائية.
تقف على ضفاف نهر ملاكا الذي يشق المدينة شواهد معمارية على حقب تاريخية، يعرّفها مرشدون من على متن قوارب سياحية لا تكاد تتوقف، تبرز فيها الحقبة الاستعمارية بوضوح نظرا لأن تقاليد الملايويين العمرانية كانت تعتمد أساسا على الأخشاب، وهي لا تعمّر طويلا مثل البناء الحجري.
ويزخر وسط المدينة القديمة بمتاحف متنوعة ومتخصصة، تعكس روح التاريخ من كل جوانبه، وبين خطوة وأخرى معلم يسجل لحبقة ما، فقد بنى البرتغاليون إدارات حكم مستعمرتهم بالأحمر العنابي، تبعهم الهولنديون والبريطانيون الذين اشتهروا بكنائسهم، لكنها لم تقنع الملايويين بتبني المسيحية، وأخيرا رحل المستعمر بثقافته.
ولعل من أبرز محطات جانب النهر بوابة الحي الصيني، وهو سوق ليلي شعبي نشط، وفيه يمكنك تذوق الطبق التايلندي "المانغو بالأرز اللاصق"، وفي طريق العودة ترقب ما يطلق عليه بحي الهند الصغرى، وكلا الحيّين يحمل رسالة محيطين يربطهما مضيق ملاكا.
وفي الختام، لا تنس أن تمر على السوق الملايوي الشعبي لتتناول طبقا من الدودول، وهي حلوى تقليدية ملايوية مصنوعة من جوز الهند والسكر البني غير المكرر، وتوابل تمنحها نكهة فريدة، فهناك يستعرض الباعة ثقافة المنطقة تلقائيا ودون تكلف.
القرية البرتغاليةزيارة ملاكا ستكون ناقصة دون الحديث مع سكان القرية البرتغالية، وهي كأنها لغة خليط من الملايوية والبرتغالية والإنجليزية، وقد حافظت السلطات على الطابع التقليدي للقرية إلى جانب الخدمات العصرية، واختلطت أنساب البرتغاليين فلم يعودوا أوروبيين ولا هم بشرق آسيويين.
إعلانوبالقرب من القرية البرتغالية، أعيد تشييد فندق لسبون (لشبونة)، والمفارقة أن إدارته ملايوية هندية صينية، وليس فيه من البرتغال سوى التذكير بالماضي، ومن باحة الفندق الواسعة المليئة بالنوافير يمكن أن يصحبك مديره التنفيذي روب تيان للإطلالة على المضيق البحري أقصاه، وتقابلك جزيرة صغيرة يسمونها الكبيرة، وستعشر أنك على ضفة أهم مضيق في العالم، حيث تعبره ثلث التجارة العالمية، وكتبت على جنباته حضارات، بينما كانت المدينة التي أخذ اسمها مركزا للتجارة العالمية وضعت بنود اتفاقية غير مكتوبة لمنظمة التجارة العالمية.