جلسة الحكم على مسئولى اتحاد الكاراتيه بواقعة وفاة ناشئ بالإسكندرية اليوم
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
تنظر محكمة جنح سيدي جابر في الإسكندرية اليوم السبت، برئاسة المستشار عبدالحسيب حمدي عبدالحسيب رئيس المحكمة وكل من المستشارين مروان هشام جمال وأحمد محفوظ رسلان وكلاء النائب العام، محاكمة كل من "س.س.م" رئيس اللجنة الطبية بالاتحاد المصري للكارتيه و"ا.ا.ا" رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد المصرى للكارتيه و"ا.
وتعود أحداث القضية المقيدة برقم 6541 لسنة 2025 جنح قسم شرطة سيدي جابر، عندما تسبب المتهمون كل من رئيس اللجنة الطبية بالاتحاد المصري للكارتية ورئيس لجنة المسابقات بالاتحاد المصري للكارتية ورئيس منطقة الإسكندرية للكاراتيه في الإهمال وعدم مراعاة القوانين واللوائح، مما تسبب خطأ في موت المجني عليه "ي.ا.م".
وتبين من التحقيقات، قيام كل من "س.س.م" رئيس اللجنة الطبية بالاتحاد المصري للكارتية و"ا.ا.ا" رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد المصري للكارتية و"ا.م.ال" رئيس منطقة الإسكندرية لرياضة الكارتية، في غضون الفترة من 2020/2/6 الي 2025/2/10 بدائرة قسم شرطة سيدي جابر بمحافظة الإسكندرية.
المتهمة الأولي "س.س.م" رئيس اللجنة الطبية بالاتحاد المصري للكارتية، تسببت خطأ باخلالها الجسيم بما تفرضه عليها أصول وظيفتها في موت المجني عليه الطفل "ي.ا.م" وكان ذلك ناشئا عن إهمالها وعدم مراعاتها للقوانين واللوائح وعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة التي تمليها عليها وظيفتها والمنصوص عليها صراحة بقرار وزير الشباب والرياضة رقم 1642 لسنة 2024 من توفير طاقم طبي لفاعليات بطولة الجمهورية للكارتية تحت سن 18 عاما المنعقدة في 2025/2/6 إلى 2025/2/10 وفقا لضوابط وإجراءات الرعاية الصحية والطبية للهيئات والمنشآت الشبابية والرياضية وشركات الخدمات الرياضية التي تمارس بها نشاط رياضي الصادرة من وزير الشباب والرياضة، وذلك بأن وفرت طبيبين ما زالا تحت التدريب لتقديم الخدمات الطبية للبطولة المار ذكرها ،مكتفية في ذلك بشهادات تخرجهما دون اشتراط تقديم ما يفيد مزوالتهما مهنة الطب وذلك للمخالفة لأحكام القوانين رقمي 415 لسنة 1954 بشأن مزاولة مهنة الطب و3 لسنة 1985 بشأن مزاولة مهنة العلاج الطبيعي مما ترتب عليه تشخيصي حالة المجني عليه الصحية فور سقوطه من قبل الطبيب من ثم اتخاذ ما يلزم من إجراءات طبية من شأنها منع تفاقم حالة الطفل المجني عليه وإنقاذ حالته من التدهور وذلك علي النحو المبين في التحقيقات.
المتهم الثاني " ا.ا.ا" رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد المصري للكارتية ،ومدير بطولة الجمهورية للرياضة السالفة تحت سن 18 عاما ،تتسبب خطاا في وفاة المجني عليه الطفل " ي.ا.م" وكان ذلك ناسشئا عن إهماله للقوانين واللوائح بأن لم يستوثق من قيام المتهمة الأولي بتوفير طاقم طبي متخصص لفاعليات بطولة الجمهورية للكارتية تحت سن 18 عاما والمنعقدة خلال الفترة سالفة البيان واغفاله عن التحقق من هوية الطيبين للوقوف علي صفتهما وإخطار رئيس المنطقة باتخاذ ما يلزم نحو أرجاء البطولة في حال عدم توافر الأطباء، وذلك بالمخالفة لأحكام وضوابط وإجراءات الرعاية الصحية والطبية للهيئات والمنشآت الشبابية والرياضية وشركات الخدمات الرياضية التي يمارس بها نشاط رياضي الصادرة من وزير الشباب والرياضة.
المتهم الثالث "ا.م.ال" رئيس منطقة الإسكندرية لرياضة الكارتية والمسئول عن تنظيم البطولة محل التحقيق، تسبب خطأ في موت المجني عليه الطفل " ي.ا.م" وكان ذلك ناشئا عن إهماله وعدم مراعاته للقوانين واللوائح بأن تقاعس عن توفير جهاز الصدمات القلبية "AED" لفعاليات البطولة ذلك انهةفي حالة توافر جهاز الصدمات لكان قد أمد المسعف المتعامل مع حالة الطفل المتوفي عبر الإرشادات الصوتية المتوفرة بالجهاز بالتعليمات المثلي الواجب اتباعها في مثل هذه الحالة ايان تعامله مع المجني عليه فضلا عن قيامه بالتعاقد مع شركة تقديم خدمات إسعاف غير مرخص لها تقديم تلك الخدمة لتوفير سيارة إسعاف وذلك بالمخالفة لما ورد بالتعميم الصادر من الاتحاد المصري للكارتية والمؤرخ في 2024/3/30 بشأن ضرورة التنسيق مع هيئة الإسعاف لتوفير سيارة للاسعاف المجهزة بأجهزة الصدمات القلبية وذلك علي النحو المبين في التحقيقات.
وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق في الواقعة والتي قررت إحالة المتهمين الي محكمة الجنح لمحاكمتهم.
كانت النيابة العامة أمرت بإحالة رئيسة اللجنة الطبية بالاتحاد المصري للكاراتية ورئيس منطقة الإسكندرية للكاراتية، ورئيس لجنة المسابقات بالاتحاد المصري للكاراتية، إلى محكمة الجنح المختصة، وذلك لاتهامهم بالتسبب خطأ نتيجة إهمالهم في وفاة أحد اللاعبين المشاركين في بطولة الجمهورية.
وأسفرت تحقيقات النيابة عن مخالفة المتهمين لقرار وزير الشباب والرياضة رقم 1642 لسنة 2024 بشأن ضرورة توفير طاقم طبي مؤهل لفعاليات بطولة الجمهورية، وسماحهم بإسناد مهام الرعاية الطارئة لأطباء لم تصدر لهم بطاقات مزاولة المهنة، فضلا عن كون المتهمة الأولى تختص بحالات النساء والتوليد بعيدًا عن التخصص اللازم للإشراف الطبي على ذلك النوع من الرياضات القتالية، وكذا تغافلهم عن توفير جهاز الصدمات القلبية الأتوماتيكي بمقر انعقاد البطولة، والتعاقد مع شركة خدمات طبية غير مرخصة بالمخالفة للتعميم الصادر من الاتحاد المصري للكاراتيه.
وفي ضوء ما كشفت عنه التحقيقات، أصدرت النيابة العامة في هذا الصدد عدة توصيات، يأتي على رأسها:
ضرورة الالتزام التام بأحكام القرار رقم 1642 لسنة 2024، الصادر من وزير الشباب والرياضة، شأنه شأن باقي الاشتراطات المتطلبة لإقامة البطولات لما له من أثر بالغ في الحفاظ على أرواح الرياضيين، ويشمل عدم خوض البطولة أو قبول اللاعب لخوض غمارها دون الاطلاع على الملف الطبي الخاص به للوقوف عما إذا كان يعاني من تاريخ مرضي يحول دون ممارسته للرياضة من عدمه، فضلا عن توفير طبيب على الأقل متخصص في الحالات الحرجة والعناية المركزة بكل بطولة رياضية، وخاصة الرياضات القتالية وألعاب القوى.
مشاركة
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: أخبار الإسكندرية أخبار الرياضة بالاتحاد المصری للکارتیة رئیس منطقة الإسکندریة وزیر الشباب والریاضة بطولة الجمهوریة المجنی علیه
إقرأ أيضاً:
وفاة الأديب المصري صنع الله إبراهيم
توفي، اليوم الأربعاء في أحد مستشفيات القاهرة، الأديب المصري صنع الله ابراهيم (مواليد 1937) إثر إصابته بالتهاب رئوي حاد، وكانت الحالة الصحية للأديب الراحل قد تدهورت قبل شهور ونقل على إثرها للمستشفى.
قبل أكثر من عقدين، تصدر اسم الكاتب المصري الراحل واجهة الأحداث محليا وعربيا عندما رفض، لدواع سياسية، جائزة أدبية مرموقة، وأثارت الواقعة الأولى التي تعود إلى أكتوبر/تشرين الأول عام 2003 جدلا سياسيا واسعا خاصة أن صنع الله إبراهيم برر رفضه لجائزة ملتقى القاهرة للرواية العربية باعتبارات سياسية تتعلق بالحريات والديمقراطية وبالأوضاع في فلسطين وهاجم مصر لأنها "دولة تمارس التعذيب، وتقمع حرية التعبير، وتفرض الحصار على الثقافة الحقيقية".
منذ تلك الواقعة المشهودة، زاد اسم صنع الله إبراهيم تداولا وحضورا في المشهد الأدبي والثقافي المصري والعربي من خلال أعمال روائية تعتبر امتدادا لمشروعه الذي بدأ مع "تلك الرائحة" (1966) وتواصل مع "نجمة أغسطس" (1974) و"اللجنة" (1981) و"ذات" (1992) وغيرها.
وقبل أشهر قليلة، عاد اسم صنع الله إبراهيم وهو يقترب من عقده التاسع (ولد عام 1937)، بقوة لساحة التداول إعلاميا وواقعيا من سرير في مستشفى معهد ناصر بالقاهرة بعد أن نقل إلى هناك لتلقي العلاج من أثار كسر في الحوض ونزيف في المعدة ومضاعفات أمراض أخرى متصلة بالتقدم في السن.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي والمنابر الإعلامية آنذاك بسيل من عبارات التعاطف والتضامن والتقدير والإشادات بصنع الله إبراهيم، حيث دعا كثيرون لإيلائه ما يستحق من عناية تليق بمقامه الأدبي وبمواقفه السياسية وقربه الدائم من نبض المجتمع سواء في حياته الخاصة أو في كتاباته ومواقفه المشتبكة مع محيطه المصري والعربي.
مساحات من الغيابوتعليقا على هذا التضامن الواسع مع صنع الله إبراهيم -في مرضه قبل وفاته-، قال الناقد الأدبي السوري هيثم حسين إن الدعوات للالتفات إليه الآن لا تعبر عن تعاطف عابر بقدر ما تكشف عن مساحات من الغياب، عن مسؤوليات تركت تتراكم، وعن مؤسسات لم تكن يوما في موضع الفعل والمسؤولية. حين يصبح التفاعل بديلا عن الرعاية، ويصير النداء الثقافي بديلا عن السياسة الثقافية، يتحول الكتاب إلى جزر معزولة".
إعلانوأضاف هيثم حسين أن عودة اسم صنع الله إبراهيم إلى التداول فجأة، تكشف عن "الحاجة القديمة إلى صوت من طينته، إلى كتابة لا تبحث عن تسوية، ولا تراكم مجدا هشا.. صنع الله إبراهيم كان، وما يزال، مشروع مساءلة، وموقفا أخلاقيا وإنسانيا لا يخضع للاستهلاك، ولا يرتضي التواطؤ أو المداهنة".
وعن مكانة الرجل في السياق الثقافي العربي، قال هيثم حسين، في حديث سابق مع الجزيرة نت، إن "صنع الله إبراهيم من القلائل الذين يتعرف بهم تاريخ الرواية العربية على ملامحه المتقلبة، لا يختصر في سيرة ولا يقاس بحجم التغطيات. هو أحد الذين نقلوا الكتابة من حيز الحكاية إلى حيز الاشتباك، من السرد المطمئن إلى السرد الكاشف الذي يفتح الأعين على الندوب".
وساق المتحدث نماذج من أعمال صنع الله إبراهيم، بينها "بيروت… بيروت"، و"ذات"، و"تلصص" وقال إنها "تخرق السائد، تمضي في الزواريب والحطام، لا لتأريخ ما حدث، بل لتفكيك آلياته وخباياه، وتكشف عن ملامح أخرى من مشروعه، حيث التوغل في ما هو شخصي كي يكشف عن العام، والرواية بوصفها فعلا سرديا مقاوما".
وعن التحام مؤلف "اللجنة" مع الواقع، يرى الناقد هيثم حسين أن صنع الله إبراهيم "لم يكتب الواقع كما يراد له أن يروى، لكنه نبشه وفتت لغته ونظامه، واجهه متلبسا بأقل أدوات الزينة. وحين تنقل الكتاب بين الأنواع والموضات والترضيات، ظل وفيا لذلك الهاجس العميق؛ أن تكون الكتابة في موقع المواجهة، لا في مقعد الشرح".
وإلى جانب التعاطف الإنساني، شكلت هذه الوعكة الصحية قبل وفاته، مناسبة لإعادة تسليط الضوء على أعمال صنع الله إبراهيم وعلى مواقفه السياسية منذ محنته في السجن (1959-1961) في غمرة الاعتقالات التي شنها نظام الرئيس جمال عبد الناصر في أوساط الشيوعيين، وما عاناه لاحقا في ظل حكم الرئيسين أنور السادات وحسني مبارك.
وعن الدور التأسيسي لصنع إبراهيم في معمار الرواية العربية، قال الروائي السوري فواز حداد إنه "في استعادة صنع الله إبراهيم، يمكن القول، ليس جيلنا الذي تلا جيله مدينا له فقط، وإنما الأجيال التالية أيضا، سواء في رواياته أو مواقفه".
ويرى حداد، في تصريح للجزيرة نت أن صنع الله إبراهيم "فتح منافذ كانت مغلقة في وجه الرواية، بدأها في روايته الأولى "تلك الرائحة" التي قرأها اللبنانيون والسوريون قبل المصريين، لأنه منعت في مصر، ونشرت في عدد خاص في مجلة "شعر"، وكانت في الستينيات تمثل التجريب والحداثة في الأدب".
وأضاف حداد أن اتجاه صنع الله إبراهيم في الكتابة الروائية تبلور في "اللجنة" بأجوائها الكافكاوية، لجهة النقد السياسي والاجتماعي، الذي تجلى بشكل رئيسي في تشريح هيمنة الدولة الأمنية وفضح آليات التسلط، ومن الجانب السردي تمردت الرواية على الشكل التقليدي للرواية العربية، وتدفقت باقي أعماله توغلا في الواقع بالاستعانة بمادة وثائقية، كسر من خلالها تابوهات السياسة والجنس.
صنع الله إبراهيم الإنسانوإلى جانب الاهتمام بصنع الله إبراهيم الكاتب، توقف كثيرون عند صنع الله إبراهيم الإنسان في مسكنه وفي ملبسه وفي باقي مناحي حياته الشخصية في الشارع وفي الحافلة وفي غيرها من المواقف التي تصوره شخصا عاديا يمشي في الأسواق ويشبه مرتاديه.
إعلانوفي السياق استعاد الصحفي المصري خيري حسن أجواء مقابلة صحفية عام 2007 مع صنع الله إبراهيم في بيته الذي "يقع على أطراف حي مصر الجديدة -بالقرب من شارع جسر السويس- شرق القاهرة.. في الدور السابع بدون أسانسير.. الشقة متوسطة قد لا تزيد على 80 متر تقريبا".
وردا على زميله المصور الذي استغرب كيف أن كاتبا كبيرة يعيش في شقة متواضعة وسبق له أن رفض جائزة تبلغ قيمتها المالية حوالي 24 ألف دولار، كتب خيري حسن أن صنع الله إبراهيم "لو أراد أن يسكن في المنتجعات السياحية لسكن. ولو أراد السكن في فيلا لسكن. ولو أراد أن يسكن في شقة 500 متر لسكن. لكنه رفض كل ذلك (ليسكن) في قلب وعقل وضمير مصر التي أحبها وكتب وأخلص في حبها".