تتواصل خسائر الاحتلال الإسرائيلي من حرب الإبادة ضد قطاع غزة، وآخرها تراجع علاقاته الإقليمية والدولية، لاسيما مع الدول الصديقة والحليفة، ومنها الإمارات التي تعتبر صورتها الدولية رصيدا استراتيجيا بالغ الأهمية.

وأكد رئيس برنامج الخليج في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، والزميل المشارك في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، يوئيل جوزانسكي، أن "الأسبوع المقبل يصادف الذكرى الخامسة لإعلان التطبيع مع الإمارات، وهو إنجازٌ يُمثّل نقلةً نوعيةً في اتفاقيات أبراهام، وأصبحت منذ ذلك الحين أقرب صديق لإسرائيل في العالم العربي، واختارت الحفاظ على التزامها بالتطبيع رغم تزايد الضغوط عليها بسبب حرب غزة، ولم تتراجع عن علاقاتها مع بل استمرت برعايتها".



وأضاف جوزانسكي، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أن "سفير إسرائيل بقي في أبو ظبي بينما عاد نظراؤه في الدول العربية إلى تل أبيب، أو أُعيدوا إليها؛ كما يلتقي وزراء خارجية الجانبين علنًا؛ ونمت تجارتهما؛ وتوطدت علاقاتهما الأمنية، لاسيما في مجال مبيعات الأسلحة، ويتواصل تعاونهما، وفي الوقت نفسه، تُواصل قيادة المساعدات الإنسانية لغزة".


إلى وأشار أن "الإمارات طبّعت علاقاتها مع إسرائيل وأرست سلامًا دافئًا نسبيًا، وعلى عكس الأردن ومصر، شرّعت وجوده في المجال العام الإماراتي، وفي الوقت نفسه، أصبحت منذ فترة طويلة الطرف العربي الأكثر انخراطًا في غزة من منظور إنساني، حتى أكثر من مصر، المجاورة لها، وتأمل الإمارات أن تُعزز بذلك صورتها، لاسيما لدى الرأي العام العربي، حيث تُوصف أحيانًا بالتواطؤ مع إسرائيل، فيما تردّ على هذا النقد بأنه بفضل علاقاتها معه تمكّنت من تحقيق إنجازات للفلسطينيين ما كانت لتحققها لولا ذلك".

وأوضح أن "الإمارات تسعى لإحكام قبضتها على غزة في أيام ما بعد الحرب، على حساب دول أخرى، بما فيها قطر، وترى ميزة في "حصريتها" شبه الكاملة في العلاقات مع إسرائيل، وتسعى لاستغلالها، وبجانب كل هذا، يرتفع ثمن العلاقة معه بالنسبة للإمارات، لأنه في بلد تُعدّ صورته الدولية رصيدًا استراتيجيًا بالغ الأهمية، تتفاقم الآثار النفسية للحرب، حيث تصلهم موجات من الانتقادات العالمية، وأصبحت سفاراتها حول العالم هدفًا للنقد، ويتعرض مواطنوها أحيانًا لمضايقات في الدول العربية".

وأضاف أن "استطلاعات الرأي تُظهِر تضرّر صورتها بسبب استمرار علاقاتها مع إسرائيل، كما تُثار انتقادات بين الإماراتيين للعلاقات معه، وفي الوقت الذي تأمل فيه الإمارات أن يتم القضاء على حماس بسرعة وفعالية، لكن إسرائيل فشلت في ذلك، ورغم كل هذه الانتقادات، فلم تُبدِ قيادة الإمارات أي إشارة لأي تغيير في توجهاتها تجاه مستقبل علاقاتها رغم كل هذه التحديات".

وزعم الكاتب "أن سبب مُحافظة الإمارات على علاقاتها ربما لأن مزايا هذه العلاقة بالنسبة لهم فاقت عيوبها حتى الآن، واعتقادها أنها قادرة على السيطرة على الخطاب الداخلي والخارجي، واحتواء الانتقادات، ويبقى السؤال عن السقف الزمني لاستمرار هذا الوضع، في حين أن إسرائيل لديها العديد من المزايا في أبو ظبي، لأنه بعد الهجوم الصاروخي الحوثي عليها في 2022، الذي شكّل صدمة لهم، وسارعت إسرائيل لإرسال بطاريات دفاع صاروخي للمساعدة في حماية الإمارات".

واستدرك قائلا إنه "لا يمكن للإماراتيين أن يبقوا غير مبالين بالوضع في غزة، وقد أدخلوا تعديلات في موقفهم تجاه الحرب خلال العامين الماضيين، وباتوا يتبنّون خطاً أكثر انتقادًا إسرائيل في خطابهم، بجانب دعم أكبر للفلسطينيين، وتحديدًا المطالبة بإقامة دولة فلسطينية كشرط لمشاركتهم في إعادة إعمار غزة، دون الذهاب بالضرورة إلى حدّ إلغاء الاتفاقات، لأنها خطوة سيكون صعباً عليهم اتخاذها، لأنها ستضر بعلاقاتهم مع الولايات المتحدة، وستُفسر بأنها اعترافٌ بالفشل".


ورجّح أن "تشهد علاقات تل أبيب وأبو ظبي عملية تدريجية لتفريغها من محتواها، عبر تجميد هادئ للمشاريع، وتراجع في التنسيق، وانزلاق تدريجي نحو "سلام بارد" على غرار النموذجين المصري والأردني، وإذا لاحظنا تراجعًا ملحوظًا في دعم الإدارة الأمريكية لإسرائيل، فستتلقى الإمارات دعمًا، وقد تبتعد عنه، خاصة إذا نفذ القدس قرار احتلال مدينة غزة، وفي العموم فإن استمرار الحرب يهدد الرؤية الإقليمية الإماراتية، التي أصبحت الإمارات مركزًا عالميًا للتجارة والنقل والطاقة والابتكار، وترغب بالحفاظ على هذه المكانة، وتحسينها".

وكشف أن "الإمارات قد تجد نفسها مجبرة على إعادة النظر في مسارات التكامل الإقليمي، وتدرس خيارات لتعزيز بدائل لا ترتبط بإسرائيل، وبشكل عام فإن الصيغة الإماراتية للحفاظ على العلاقات، وفي الوقت ذاته مساعدة الفلسطينيين، تواجه اختبارًا صعبًا، حيث تسعى لامتلاك زمام الأمور، لكن الواقع يُصعّب عليها مواصلة المناورة كالماضي، وقد تُجبر على اختيار جانب واضح ومعارض للأنظمة العربية، إن شاءت".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلي غزة الإمارات التطبيع إسرائيل غزة الإمارات التطبيع صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة علاقاتها مع مع إسرائیل وفی الوقت

إقرأ أيضاً:

الاتحاد: حان الوقت لتوحيد الصف العربي ضد مشروع إسرائيل المهدد للمنطقة

أكد المستشار رضا صقر، رئيس حزب الاتحاد، أن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري جاء في توقيت بالغ الأهمية، وأقر مشروع قرار استثنائي يعكس خطورة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي على يد الاحتلال الإسرائيلي.

النائبة وفاء رشاد : ملف الثأر في الصعيد أولوية عملي البرلمانيطرد نائبة من برلمان نيوزيلندا بسبب حديثها عن فلسطين.. ماذا قالت؟الخبرة تسبق التشريع.. اختصاصات الشيوخ تعيد التوازن للعمل البرلمانيبرلماني: موقف مصر من الأمن المائي ثابت لا يتزحزح

وأوضح صقر، في تصريحات صحفية اليوم، أن القرار استخدم لغة حاسمة وغير نمطية، تؤكد أن العدوان المستمر منذ أكثر من 673 يوماً يمثل اعتداءً على جميع الدول العربية، وعلى مصالحها وأمنها القومي، الأمر الذي يستدعي موقفاً موحداً وفاعلاً لمواجهة هذه الجرائم.

وأشار رئيس حزب الاتحاد إلى أن استناد القرار إلى اتفاقية الدفاع العربي المشترك يعيد التأكيد على أن أي اعتداء على دولة عربية هو اعتداء على الكل العربي، مما يفرض على الدول الأعضاء تقديم كل أشكال الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني، سواء سياسياً أو اقتصادياً أو أمنياً.

كما ثمّن صقر تكليف الجزائر والصومال، العضوين العربيين في مجلس الأمن، بتقديم مشروع قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لإلزام الاحتلال بوقف عدوانه، ومنع تنفيذ مخطط فرض السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة تمهيداً لتهجير سكانه، مؤكداً أن هذه الخطوة تعكس إرادة عربية حقيقية للدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

طباعة شارك رضا صقر حزب الاتحاد جامعة الدول العربية الشعب الفلسطيني

مقالات مشابهة

  • الإمبراطورية.. خبير علاقات دولية: إسرائيل تخطط لضم ما تبقى من الأراضي الفلسطينية
  • طيور الخير الإماراتية تمد أهل القطاع بنحو 500 طن … صور
  • دخون الإماراتية تكافئ أول عملائها بهدية فاخرة من الذهب .. فيديو
  • تفاهم بين «الصحفيين الإماراتية» و«الإمارات لريادة الأعمال»
  • “الأحرار الفلسطينية”: 676 يوم على تواصل الإبادة بغزة في ظل صمت دولي مستمر
  • الاتحاد: حان الوقت لتوحيد الصف العربي ضد مشروع إسرائيل المهدد للمنطقة
  • كاتب إسرائيلي: مذبحة ناميبيا تكشف جذور الإبادة الجماعية الاستعمارية
  • مع استمرار الحرب في غزة.. تونس تقود حراكاً قانونياً ضد «التطبيع مع إسرائيل»
  • «قد تكون مميتة في بعض الحالات».. مختص يشرح أسباب خطورة «حمامات الثلج»