الكتب المدرسية تتسلل الى الأسواق: من المخازن إلى الجشع
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
28 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: تسللت الكتب المدرسية من مخازن وزارة التربية العراقية إلى الأسواق السوداء، تاركة الطلاب في حيرة وأولياء الأمور في دوامة البحث عنها في المكتبات التجارية.
وأثارت هذه الظاهرة غضب العراقيين الذين يتساءلون عن كيفية خروج كتب مخصصة للتوزيع المجاني إلى الأسواق، بينما يعاني الطلاب من نقص حاد في المناهج.
وكشفت هيئة النزاهة الاتحادية، في 28 يونيو 2025، عن ضبط موظف في مديرية تربية ذي قار اختلس حوالي 13 ألف كتاب مدرسي، في عملية وصفت بأنها “مخالفة للقانون” وفق المادة 316 من قانون العقوبات، ما ألحق ضرراً بالمال العام.
وهذه ليست الحادثة الأولى، إذ ضبطت قيادة عمليات بغداد في أغسطس 2024 أربعة مخازن تحتوي على كتب دراسية مسروقة في منطقة الشعب شمال شرقي العاصمة.
وأعربت أم محمد، وهي أم لطالب في المرحلة الابتدائية، عن استيائها قائلة: “نضطر لشراء الكتب من شارع المتنبي بأسعار مرتفعة، بينما يفترض أن تكون مجانية. أين شرف المهنة لدى هؤلاء الموظفين؟”.
وشاركها الرأي أبو علي، معلم متقاعد، الذي أكد أن “الرواتب في العراق ليست بالسيئة، لكن الجشع يدفع البعض لاستغلال مناصبهم”.
وأظهرت تقارير سابقة أن الفساد الإداري والمحاصصة الطائفية في وزارة التربية ساهما في تفاقم هذه الأزمة، حيث يتم تسريب الكتب من المخازن إلى الأسواق عبر وسطاء، مما يحرم المدارس من الكميات الكافية.
ويرى المحلل التربوي حسن الجبوري أن المشكلة تتجاوز السرقة الفردية إلى غياب الرقابة الفعالة على المخازن والمطابع. وأضاف: “هناك خلل بنيوي في إدارة توزيع المناهج، يتطلب تدخلاً جذرياً من الحكومة”.
وتؤكد الأرقام أن أزمة نقص الكتب مستمرة منذ سنوات، إذ أفادت مصادر في سنوات سابقة أن خمسة ملايين طالب تأثروا بسبب تسريب الكتب وبيعها في الأسواق.
وتفاقمت الأزمة مع تأخر طباعة المناهج، حيث أشار مصدر في وزارة التربية العام الماضي إلى أن الكتب الجديدة كانت متوفرة في الأسواق قبل أن تبدأ الوزارة بالطباعة.
ويبرز هذا الواقع تساؤلات حول نزاهة بعض موظفي التربية، إذ يبدو أن الجشع، وليس الحاجة، هو الدافع الرئيسي وراء هذه السرقات. وتظل هيئة النزاهة تواجه تحدياً في استئصال هذا الفساد الذي يهدد العملية التعليمية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
ترامب يسرح مئات الموظفين في مراكز السيطرة على الأمراض
11 أكتوبر، 2025
بغداد/المسلة: أفادت مصادر مطلعة بأن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سرحت مئات الموظفين في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وإدارات أخرى، وذلك في إطار جولة جديدة من التسريحات، عقب دخول أمريكا في الإغلاق الحكومي، نتيجة فشل الكونغرس في التصويت على مشروع الميزانية.
وأوضحت المصادر أن الموظفين تلقوا إشعارات التسريح عبر البريد الإلكتروني، مساء الجمعة، تفيد بأن مهامهم أصبحت غير ضرورية أو “متطابقة تقريبا” مع وظائف أخرى في الوكالة، وفقا لوسائل إعلام أمريكية.
وبينما لم يتم التأكد بعد من العدد الدقيق للمسرحين، فقد ذكرت تقارير أخرى أن التسريحات استهدفت أكثر من 4000 موظف في 7 إدارات فيدرالية رئيسية، بينها أكثر من 1400 موظف في وزارة الخزانة، ونحو 1200 موظف في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، مع وصول الإخطارات لبعض العاملين في مراكز السيطرة على الأمراض، أمس الجمعة.
وكان مجلس الشيوخ الأمريكي رفض وللمرة السابعة، مشروعي قانون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، بشأن تمديد تمويل الحكومة، أمس الجمعة، وبذلك يستمر الإغلاق الحكومي في البلاد.
وجاء في نتائج التصويت، التي بثتها شبكة سي سبان، السبت: لم يمر مشروع القانون، الذي قدمه الديمقراطيون بعد أن حصل على 47 صوتًا مؤيدًا مقابل 50 صوتًا معارضًا، فيما لا يزال التصويت على المبادرة الجمهورية جاريًا، لكنها لن تتمكن من الحصول على الأصوات الستين المطلوبة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts