وزيرة السياحة عن ارتفاع أسعار الفنادق: المنافسة حرة
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
زنقة 20 | الرباط
في جواب على سؤال للنائب البرلماني عبد الرحيم بوعيدة، عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، حول الارتفاع الكبير في أسعار الفنادق المغربية، وتأثيره السلبي على السياحة الداخلية، وعلى القدرة الشرائية للمواطن المغربي ، قالت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، أن أسعار الخدمات السياحية خاضعة لمبدأ المنافسة الحرة وفق القانون المتعلق بحرية الأسعار والمنافسة.
و ذكرت الوزيرة ، أن الأسعار تكون مرتفعة في فصل الصيف لأن الطلب يفوق العرض خلال هذه الفترة من السنة.
وللحد من هذه الظاهرة، أشارت عمور الى أنه تم اتخاد عدة تدابير ضمن خارطة الطريق للسياحة منها تشجيع الاستثمار في المنتوج السياحي الأكثر طلبا من طرف السياح المغاربة؛ إحداث منتجعات سياحية تأخذ بعين الاعتبار القدرة الشرائية للسائح المغربي ، تحسين جاذبية المنتوج السياحي من خلال تثمين المدن العتيقة، وإحداث مدارات سياحية، والتنشيط الثقافي وتعزيز الأنشطة الطبيعية والرياضية.
بالاضافة لإطلاق عدة خطوط جوية دولية وداخلية لفك العزلة عن بعض المناطق وتعزيز اتصال الوجهات المغربية فيما بينها تعزيز الترويج بتنسيق مع المكتب الوطني المغربي للسياحة من خلال إطلاق حملة ترويجية “نتلاقاو في بلادنا”؛ القيام بحملات تحسيسية بشراكة مع التمثيليات المهنية من أجل الحرص على تقديم خدمات سياحية ملائمة من حيث الجودة والأسعار.
و أشارت إلى أن القانون الجديد المتعلق بالمؤسسات السياحية وأشكال الإيواء السياحي الأخرى، سيمكن كذلك من تنويع العرض السياحي، بجودة وأثمان مناسبة.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
“حيحا” عودة مسرحية إلى التراث المغربي بروح معاصرة
الثورة نت /..
تقدّم فرقة مسرح البساط عملها الجديد “حيحا” في عودة إلى جذور الحكاية المغربية، مع إعادة صياغتها بلغة مسرحية تستحضر الذاكرة الشعبية وتمنحها أفقاً جديداً. العرض، الذي قُدّم الأسبوع الفائت بمسرح سيدي بليوط بالدار البيضاء ضمن مهرجان الأصيل الوطني للفن والثقافة، يستلهم تراث البساط والحلقة وعبيدات الرمى، ويحوّله إلى بناء درامي يشرك المتفرج في قلب الحكاية.
تبدأ المسرحية في السوق الأسبوعي، مسرح الحكواتيين التقليدي. يصل أربعة حكواتيين ويتنازعون أسبقية افتتاح الحلقة، فيلجأون إلى طقس بسيط لحسم الخلاف: يضع كل منهم بَلْغَته (حذاء تقليدي) في كيس واحد، ويُترك لمتفرج من الجمهور اختيار واحد. بهذا الفعل العفوي، يعيد المخرج عبد الفتاح عشيق تشكيل العلاقة بين الخشبة والقاعة، ليصبح الجمهور شريكاً في صناعة الحكاية لا مجرد متلقٍّ لها.
تستعيد المسرحيةُ أسماء حكواتيين سكنت الذاكرةَ الجماعية؛ مثل: لمسيح والكريمي وزروال ولبشير. هي أسماء تنتمي إلى فضاءات بدت في طريقها إلى الأفول، من جامع الفنا إلى ساحة الهديم وساحة تارودانت، تستحضرها “حيحا” بوصف أصحابها علامات دلالية على زمن كان الحكي فيه فعلاً يُرمّم الوجدان ويمنح المعنى للمهمّشين.
من خلال أربع حكاياتٍ تتوازى في خطاباتها وتتشابك في رموزها، تبني المسرحية عالماً يتداخل فيه العبث مع النقد الاجتماعي. وفي هذا العالم، تظهر إحدى الحكواتيات التي تُمنع من تقديم رقمها، في إقصاء لصوتها، فتبقى في الانتظار على هامش الحلقة. هذا الإقصاء يفتح الباب لقراءة رمزية عميقة، فالمرأة التي تُؤجل حكايتها ليست سوى صورة لصوت مُعطَّل، لحضور يُراد له أن يُهمَّش، وكائن يترك خارج دائرة الاعتراف.
مشهد أخير يتحوّل فيه الانتظار الطويل إلى حدثٍ مفصلي
تبلغ المسرحية ذروتها في مشهدها الأخير، حين يتحوّل الانتظار الطويل إلى حدثٍ مفصلي. تُزف الحكواتية نفسها، التي ظلّت مؤجَّلة، إلى أحد الحكواتيين في عرس مغربي تراثي يستعيد الطقوس في صفائها البدائي؛ زغاريد، رقصات وإيقاعات الرمى، وأهازيج تفتح باب الفرح على مصراعيه. يتحول الختام بذلك إلى لحظة استرجاع للحق في الحكي، وكأن العرض يعلن أن الحكاية التي حاول البعض إسكاتها ستجد طريقها مهما طال الزمن.
تتشكل اللوحة بفضل أداء جماعي وسينوغرافيا بُنيت على رؤية تجعل الحلقة مركز الفعل المسرحي، تحيطها مرايا تعكس حركة الجسد والصوت، وتفتح لها ممرات محفوفة بالضوء والموسيقى التي صاغها رضى مساعد، فيما أضفت صفاء كريث من خلال الأزياء، وعبد الرزاق أيت باها من خلال الإضاءة، طبقات جمالية أثرت الفضاء الدرامي.
كل ذلك تحت إشراف عبد الفتاح عشيق، مؤلف ومخرج العمل، الذي يقول”: “حاولتُ، رفقة فريق العمل، جعل التراث يتكلّم من جديد بلغته القديمة وروحه المعاصرة، فكان. أردنا للحلقة أن تستعيد مكانها الطبيعي؛ فضاءً يُنصف الحكاية ويُعيد للإنسان حقَّه في أن يسمَع قبل أن يرى”