وزير الثقافة يشارك في مهرجان الشعر الدولي لدعم غزة
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
الثورة نت/..
شارك اليمن في مهرجان الشعر الدولي لدعم غزة، الذي نظمته حركة شعراء العالم برئاسة رئيس الحركة الشاعر العالمي فرناندو روندون، يومي 28 و29 يونيو الجاري في كولومبيا بمشاركة 170 شاعرا يمثلون 110 دول حول العالم.
وجاءت مشاركة بلادنا في افتتاح المهرجان بكلمة مسجلة لوزير الثقافة والسياحة الدكتور علي اليافعي ترجمت إلى الإنجليزية والإسبانية، أشاد فيها بجهود اللجنة المنظمة والشعراء المشاركين.
وذكر أن الشعب اليمني أعلن وقوفه منذ اللحظات الأولى وما يزال إلى جانب الشعب الفلسطيني سواء في مواقفه السياسية أو الشعبية ممثلة بالمسيرات والمظاهرات المليونية التي تخرج أسبوعيا.. مبينا أن المثقف اليمني أيضا كان صوته مسموعا في هذه الفعاليات من خلال القصائد والأناشيد واللوحات الفنية.
وعبر وزير الثقافة والسياحة عن سعادته بالمشاركة في مهرجان الشعر العالمي لدعم غزة.. مؤكدا أن ما يحدث في غزة جريمة إبادة جماعية لم يسبق لها مثيل في التاريخ.
وقال: “إذا كنا نسمع في الأساطير أو في خيالات المؤرخين عن محارق تعرض لها مجموعة من الناس في زمن قد لا يكون حقيقيا، فإننا نرى ونسمع كل يوم عن محارق يتعرض لها شعب بأكمله”.. لافتاً إلى أن ما يزيد هذه المحارق بشاعة هو الصمت العالمي المخزي الذي لا مبرر له.
وأضاف “إننا في اليمن إذ نشترك مع الشعب الفلسطيني في الحصار والمعاناة، إلا أننا نحاول أن نقدم جزءا بسيطاً من المساندة والدعم لهذا الشعب المظلوم”.. مؤكدا أن الشعب اليمني يرفع صوته عالياً في المسيرات والمظاهرات التي تخرج اسبوعيا في كافة المدن، وصوت المثقف اليمني واضح وبارز في هذه الحشود.
ولفت اليافعي إلى أن وزارة الثقافة والسياحة في الجمهورية اليمنية أقامت وما تزال العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية والأدبية والإصدارات المساندة للشعب الفلسطيني والرافضة للجرائم التي يرتكبها العدو الاسرائيلي، لأنها تؤمن أن المثقف الحقيقي هو الذي ينتمي إلى إنسانيته أولاً، وإلى أمته ثانياً، صوته صوتها وحرفه يدها، وريشته ملامحها في جميع حالاتها.
كما أكد في كلمته المسجلة أن الأقلام والألوان والألحان تنزف مع الدماء الحرة التي تسيل ومع الضحايا الذين يسقطون في كل لحظة وهم يواجهون عدوانا همجياً وحشيا، وإذا لم تشارك آلامهم، ولم تسعَ إلى كسر الحصار والصمت المخزي فهي ليست سوى رشح فوضوي عبثي لحظي زائف.
وحيا وزير الثقافة والسياحة، الأصوات الحرة على مواقفها وتفاعلها تجاه الجرائم الوحشية الصهيونية بحق غزة وكل فلسطين.. داعيا المؤسسات والكيانات الثقافية إلى القيام بواجباتها وبشكل مستمر في دعم مظلومية الشعب الفلسطيني ورفض كل أشكال العدوان العسكري والسياسي عليه إلى أن ينال حقه في الحياة الكريمة ويستعيد أرضه المحتلة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الثقافة والسیاحة إلى أن
إقرأ أيضاً:
سنابل الصمود .. كيف حول الشعب اليمني ’’الزراعة’’ إلى سلاح لمواجهة العدوان والحصار
بين التراب والسنابل، بين الأرض واليد اليمنية الصامدة، يُكتب فصل جديد من فصول الصمود في مواجهة العدوان والحصار، في تلك الحقول الممتدة من الجوف إلى صعدة، ومن عمران إلى ذمار، تتنفس الأرض حياةً رغم كل ذلك القصف الهمجي، وتزداد عزيمة الإنسان اليمني على مواجهة كل محاولات التجويع والإخضاع، الحبوب التي تُزرع اليوم ليست مجرد غذاء، بل سنابل رسالة وطنية، كل حبة فيها تحكي قصة إرادة لا تنكسر، وحلم أمة في الاعتماد على ذاتها، ورؤية قيادة ربانية جعلت من الزراعة خط الدفاع الأول عن الحياة والكرامة.
يمانيون / قصة صمود
رؤية قيادية تحوّل الفكر إلى فعل
كان توجيه قيادة المشروع القرآني أحد أهم عوامل الانطلاقة العملية لهذا المسار، فقد أكد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه على أهمية الاعتماد على الذات والتوجه نحو الاكتفاء حيث قال: ( لا بد لهذه الأمة أن تتجه نحو الاكتفاء الذاتي، لتعتمد على نفسها في مجال غذائها فتهتم بالزراعة تهتم بالتصنيع، في كل المجالات، تهتم بالتصنيع العسكري، تهتم بالتصنيع في مختلف الأشياء التي يحتاجها الناس لتكون بمستوى المواجهة) ،
وقد أعادت توجيهات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله هذه الرؤية إلى صلب العمل، حيث تم تبني خطة واضحة لتطوير الإنتاج الزراعي في كل المحافظات، وتعزيز الاكتفاء الذاتي، خصوصًا في الحبوب والبقوليات، والتي تمثل العمود الفقري للأمن الغذائي الوطني، حيث أكد السيد القائد منذ وقت مبكر على أهمية هذا الأمر ومن أهم ما قاله في هذا السياق في ضوء المحاضرة الرمضانية ’’22’’ 1442هــ ، : ( الجانب الزراعي هو العمود الفقري للاقتصاد، وإذا اهتممنا به، فنحن نبني اقتصادنا على نحوٍ صحيح، ونحقق لأنفسنا الاكتفاء الذاتي في قوتنا الضروري، فيما يعتبر له أهمية كبيرة جداً على مستوى أمننا، على مستوى كرامتنا، أن نعيش بكرامة، ألَّا يتحكم بنا أعداؤنا فيما يدخل إلينا من غذاء، ننتج هذا الغذاء، ونحقق الاكتفاء الذاتي فيه.
من الخطأ الاستراتيجي، حتى عند الدول غير المسلمين، أن يعتمد الإنسان على الاستيراد لاحتياجاته الأساسية، عندنا في البلد لو نأتي إلى قائمة الاستيراد، تجد أنهم يستوردون كل شيء: الحبوب بكل أنواعها، الفواكه بكل أنواعها، الخضروات، حتى الثوم، والبصل، والبطاط، وغير ذلك، يستوردونه من الخارج، الزنجبيل، كل التفاصيل هذه تستورد من الخارج، وهذا خطأ فادح جداً، إذا قمنا بإنتاجها فسنعيش بكرامة، سنحقق لأنفسنا الاستقلال، سنفقد العدو ورقة ضغط علينا، لا يضغط علينا بقوتنا، بطعامنا، باحتياجاتنا الأساسية)
الجوف نموذجًا للصمود الزراعي
تُعدّ محافظة الجوف مثالًا حيًا على هذا الصمود، حيث تحولت خلال سنوات العدوان والحصار ، إلى واحدة من أهم المناطق المنتجة للحبوب في اليمن، تمتد آلاف الهكتارات المزروعة بالقمح والذرة والدخن، لتصبح حاملةً رسالة واضحة للعالم، أن اليمن قادر على توفير غذائه رغم الحصار.
توسيع الاكتفاء الذاتي في المحافظات الأخرى
لم يقتصر النجاح على الجوف، بل شمل محافظات عديدة مثل صنعاء ، عمران، صعدة، إب، وذمار، حيث تم إحياء المدرجات الزراعية القديمة، وتوسيع زراعة البقوليات مثل العدس والفاصوليا، إضافةً إلى الذرة والدخن، كما لعبت المبادرات المجتمعية دورًا مهمًا في تعزيز الإنتاج، وتحويل الزراعة إلى ثقافة عامة، يشارك فيها المجتمع كله لتقوية صمود الوطن.
الاعتماد على هذه المحاصيل لا يعزز الأمن الغذائي فحسب، بل يرسّخ أيضًا مفهوم السيادة الوطنية، ويجعل من اليمن أقل تأثرًا بالحصار وأساليب الحرب الاقتصادية، مؤكدًا أن الإرادة اليمنية لا تُقهر.
البعد المعنوي للصمود الزراعي
الزراعة في اليمن اليوم أصبحت رمزًا للكرامة الوطنية، فكل سنبلة قمح تُزرع، وكل محصول بقوليات يُحصَد، هو رسالة صمود لكل العالم، ومؤشر على أن الشعب اليمني قادر على مواجهة التحديات الاقتصادية بكل عزيمة، ويمثل نجاحًا أسطوريًا في زمن العدوان والحصار
الزراعة جبهة الصمود الحقيقية
اليوم، بين سنابل القمح وحصاد البقوليات، تتشكل واحدة من أبرز صور الصمود اليمني، التي تجمع بين التخطيط القيادي، والمبادرة الشعبية، والالتزام الوطني، الزراعة ليست مجرد إنتاج، بل معركة صمت منتصرّة على الحصار، ودرس عملي في الاعتماد على الذات، ورسالة قوة وكرامة ترفعها سنابل الأرض اليمنية كل موسم.