خطابي: الجامعة العربية تدعم المحتوى الإعلامي الخاص بفلسطين وحقوق شعبها المشروعة
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
أكد السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، الحرص على العمل لإنصاف المحتوى الداعم للقضية الفلسطينية والقدس الشريف.
جاء ذلك كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع الأول للفريق الفني العربي المكلف بالتفاوض مع شركات الإعلام الدولية اليوم الثلاثاء والذي تنظمه وزارة الاتصال الحكومي الأردنية.
وقال خطابي" إننا وبكل الحزم مطالبون بالعمل على إنصاف المحتوى الداعم للقضية الفلسطينية والقدس الشريف والحيلولة دون الاستخدامات المحرفة للحقائق التاريخية والجغرافية والعمرانية والتراثية ذات الصلة بالشعب الفلسطيني وقضيته المشروعة".
وأضاف أن هذا الاجتماع يأتي في نطاق تنفيذ القرار الصادر عن الدورة 53 لمجلس وزراء الإعلام العرب في يونيو المنصرم بالرباط بشأن تشكيل فريق للتفاوض مع الشركات الإعلامية العالمية.
وأشار إلى الجهود القيمة للرئاسة الأردنية في ضوء الوثيقة المرجعية التي أعدتها كأرضية للنقاش فيما بين الدول الأعضاء وإسهام مقدر من اتحاد الإذاعات العربية ضمن عمل تشاركي يؤشر على تحول نوعي في مسيرة العمل الإعلامي العربي على مستوى التعامل مع الفضاء الرقمي الدولي".
ولفت خطابي إلى هذا التوجه الاستراتيجي يستهدف في المقام الأول حماية المصالح العربية وتكثيف الجهود الجماعية التي تهدف إلى تعزيز الحضور الفاعل في المجال الرقمي والحرص على تحقيق وضمان السيادة الرقمية التي أضحت في زمن الابتكار والثورة التكنولوجية للاتصالات مسألة حيوية لا غنى عنها لدى الدول والمجموعات الإقليمية.
وأكد السفير خطابي أن الجميع مطالبون خلال هذا الاجتماع واللجنة العربية المكلفة بتحديد أفضل الآليات لاستشراف تعامل آمن وشفاف ومنصف مع هذه الشركات وفق القواعد القانونية المتعارف عليها، واستئناسا بتجارب ونماذج دولية وخاصة الاتحاد الأوروبي، مع مراعاة الأنظمة التشريعية الوطنية، وذلك سواء من حيث الإيرادات الضريبية أو من حيث صون المحتوى الإعلامي العربي من خطابات الكراهية والتطرف والإساءة للأديان، فضلا عن الحمولات المخلة بالآداب العامة والسلم الأهلي.
وشدد الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية ، على أن قطاع الإعلام والاتصال يتطلع أن تشكل توصيات هذا الاجتماع فرصة لتنظيم الخدمات الرقمية مع هذه الشركات بما يسهم في ترسيخ المواطنة الرقمية الواعية في إطار منظور عربي متضامن وضوابط قانونية محكمة ، وهذا ما يتطلب وضع تصور منهجي واضح اعتمادا على مقاربة تفاوضية منسجمة للفريق الذي نراهن على كفاءاته المهنية للإسراع بتحديد الإجراءات التنفيذية المطلوبة تنفيذا لتوجيهات مجلس وزراء الإعلام العرب ، معربا عن ثقته أن روح التوافق والحوار واستحضار المصلحة العربية ستكون خير معين في نجاح هذه المهمة.
ويبحث الفريق آليات التفاوض مع شركات الإعلام الدولية، وإعداد مجمل الشروط والقواعد المنبثقة عن الاستراتيجية العربية الموحدة للتعامل مع شركات الإعلام الدولية، القانون الاسترشادي العربي لتنظيم وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي، وتنظيم عمل منصات البث الرقمي، والتعامل مع الضرائب الرقمية.
ويأتي اجتماع الفريق العربي، تنفيذا لقرار مجلس وزراء الإعلام العرب رقم (533) خلال دورته العادية الثالثة والخمسين في المغرب، باعتماد الاستراتيجية العربية الموحدة للتعامل مع شركات الإعلام الدولية التي قدمها الأردن، وتشكيل فريق فني عربي للتفاوض مع هذه الشركات برئاسة الأردن وعضوية كل من: السعودية، الإمارات، مصر، المغرب، تونس، العراق، والأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب واتحاد إذاعات الدول العربية.
وتسعى الاستراتيجية العربية إلى تعزيز المحتوى العربي والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية من الدعاية السلبية والإسلاموفوبيا، وحماية الأطفال والناشئة من المحتوى الضار، والتصدي لخطاب الكراهية، والأخبار الكاذبة والاعتداء على الخصوصية، إضافة إلى الحفاظ على حق وسائل الإعلام في سوق الإعلان الذي تستحوذ منصات التواصل الاجتماعي على الحصة الأكبر منه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإعلام والاتصال الجامعة العربي الشعب الفلسطيني
إقرأ أيضاً:
الإحتفاء الإعلامي قصير النظر … ونقل صراعات غرب أفريقيا لدارفور
الإحتفاء الإعلامي قصير النظر …
ونقل صراعات غرب أفريقيا لدارفور …
الدبلوماسية الشعبية … دور مطلوب …
لاحظت إكثر من مرة حالة إسفيرية من البهجة المهتاجة المتعددة الدوافع لمقتل بعض القادة من دول وسط وغرب أفريقيا في صفوف الدعم السريع المتمرد.
وبصفتي متابعا لسنوات للخلافات والصراعات المسلحة في دول غرب أفريقيا (مالي ، تشاد ، أفريقيا الوسطى وغيرها ) فإن هناك ما يجب وضعه في الإعتبار.
إن الحس الوطني المشترك في غالب دول غرب أفريقيا جنوب الصحراء لا يزال في طور التكوين ولا تزال الغلبة حتى اليوم لعصبية القبيلة المتجاوزة للحدود التي رسمها المستعمر الأوروبي.
ولذلك فإن حركات المعارضة المسلحة في تلك الدول هي في الأساس حركات قبائل مع بعض الرتوش والإضافات من هنا وهناك لزوم إقامة الحجة بقومية الحركة.
ولهذا تجد بعض الحركات تعمل وتتحرك بشكل عابر للحدود وتجد العديدين من القيادات من ذوي الجنسيات المشتركة فتجد مثلا حركة مسلحة زعيمها وزير في تشاد ونائبه وزير في أفريقيا الوسطى ومقاتليها يتحركون بين الدولتين وفقا للمتغيرات وهكذا دواليك
هذا الوضع المزدوج ينطبق أيضا على بعض حركات دارفور المعتمدة على إثنيات تتوزع على جانبي الحدود بين دارفور وتشاد وأفريقيا الوسطى وهي تتلقى أيضا دعما ومتطوعين من بني عمومتهم من الجانب الآخر من الخط وفي سنوات مضت لعبت دورا في الإطاحة بحكومات في تلك الدول وصار لأفرادها حظوة في المناصب فتجد مثلا قيادي في حركة دارفورية له أخوة وأخوات في مناصب سيادية في تلك الدول.
نموذج المسلحين الجدد :
حين ينتشر السلاح فإن القبيلة العزلاء تتعرض للاستباحة والإستضعاف فتضطر لحمل السلاح لحماية نفسها في البداية وبالتدريج تبدأ في صياغة خطابها التظلمي الاحتجاجي والمطالبة بالمشاركة في قسمة السلطة والثروة.
ينطبق ماذكرنا أعلاه على القبائل المسلحة الجديدة مثل قبيلة أو شعب الفولان (فولبي ، بيو ، فلاتة) وعددها بالملايين ورعاة أبقار (بقارة) عابرين للحدود.
وعليه فإن المبالغة في الإحتفاء والإبتهاج بقتل قائد قادم لحرب السودان من غرب أفريقيا والزعم بأن مقتله ضربة قاضية لعموم عرب غرب أفريقيا فهو وصف لا يخلو من المبالغة فوق أنه تحد وتحريض لمجاميع بشرية ضخمة نحن في غنى عن إستعدائها وجرها لجغرافيا الحرب في دارفور كما وأنه وللأسف الشديد تأطير لحرب السودان وكأنها حرب ضد عرب غرب أفريقيا ويالها من مصيدة.
ولن تجد الجهات الراغبة في تطويل أمد هذه الحرب وسيلة لدفع الحشود للقدوم فزعة وحنقا أو تكسبا من الدول الغرب أفريقية أفضل من هذه الإحتفاءات المبتهجة دافعا للحشد والتحريض والتشوين البشري لميادين القتال من غرب أفريقيا عربها وعجمها.
وبالبحث في سيرة القائد القتيل صالح الزبدي وهو من قبيلة المسيرية التشادية تجد إنه مجرد نموذج فردي لقيادي ظل يتنقل بين حركات أفريقيا الوسطى وتشاد وأخيرا ليبيا قبل أن ينفتح له مورد جديد للتكسب في حرب السودان مع ضرورة تذكر أن سوق الإرتزاق الليبي ولغت فيه أيضا حركات دارفورية هي الآن في قمة السلطة وهرم الدولة.
متحركات الدبلوماسية الشعبية … أين هي ؟
كما تتطلب إدارة الحرب إدارة عسكرية لتجهيز وتشوين المتحركات تتطلب كذلك إدارة إعلامية للسيطرة والتحكم في الخطاب الإعلامي للقوات المشاركة المساندة للجيش أيا كانت وضبطه من حالة التفلت الحالية وتتطلب كذلك تأسيس إدارة للدبلوماسية الشعبية للتحرك خارج الحدود لتجفيف التشوين البشري في مظانه وإن هذه الدبلوماسية الشعبية لكي تنجح فهي تحتاج أن تعزز وتقاد بنخبة من العلماء والدعاة حتى يفهم العلماء والنخب والرأي العام في تلك المجتمعات أن مبتدأ ودوافع الحرب في السودان كانت سياسية وأبعد ما تكون عن مشاحنات القبائل وهكذا يجب أن تظل لتخمد ولو تدريجيا.
#كمال_حامد ????