مذكرة تفاهم لتعزيز الشراكة في دعم القطاع الصحي الوقفي
تاريخ النشر: 8th, July 2025 GMT
مسقط- العمانية
وقّعت مؤسسة الصحة الوقفية "أثر" وبنك صحار الإسلامي، اليوم على مذكرة تفاهم لتعزيز الشراكات المجتمعية الهادفة إلى تطوير القطاع الصحي الوقفي في سلطنة عُمان.
وتهدف المذكرة إلى تأسيس تعاون في مجالات تنمية القطاع الصحي من خلال الوقف، ودعم المبادرات الصحية المستدامة، وتبادل الخبرات بين القطاع المصرفي الإسلامي والقطاع الوقفي.
وتنص المذكرة على تعاون الطرفين في عدد من المجالات، أبرزها تقديم الدعم الفني واللوجستي للمشروعات الوقفية الصحية، وترويج المبادرات الصحية المشتركة، بالإضافة إلى تقديم برامج تدريبية تخصصية للعاملين في المؤسسة.
وتشمل المذكرة التزام الطرفين بتفعيل العمل المشترك من خلال تشكيل فريق متابعة دوري لتنفيذ المبادرات المتفق عليها، وضمان حماية حقوق الطرفين عبر اتفاقيات تفصيلية لكل مشروع.
ويأتي التوقيع على المذكرة في إطار تفعيل الشراكات الوقفية في المجالات الصحية، وابتكار حلول تمويلية مستدامة تخدم المجتمع وتسهم في تطوير الخدمات الصحية في سلطنة عُمان.
وقّع على الاتفاقية عن بنك صحار الإسلامي فهد بن أكبر الزدجالي، رئيس الصيرفة الإسلامية، وعن مؤسسة "أثر" ريم بنت نور بن محمد الزدجالية، عضو بمجلس إدارة المُؤسَّسة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الملتقى الوقفي الثالث يدعو إلى تفعيل الشراكات الاستراتيجية لتوسيع أثر القطاع في التنمية المستدامة
أوصى الملتقى الوقفي الثالث الذي نظمته مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية بضرورة تعزيز الشراكات الاستراتيجية بين القطاع الوقفي والجهات الحكومية والخاصة والمجتمعية في تنفيذ المشاريع الوقفية ذات الأثر الاقتصادي والاجتماعي المستدام، بما يسهم في تحقيق التكامل بين الجهود الوطنية الهادفة إلى تعزيز التنمية، وتوسيع نطاق العمل الوقفي في سلطنة عُمان ليكون أكثر فاعلية واستدامة.
وكانت أعمال الملتقى قد انطلقت اليوم تحت شعار "نحو وقف مبتكر وعطاء مستدام"، برعاية معالي الشيخ سالم بن مستهيل بن أحمد المعشني المستشار بديوان البلاط السلطاني، وبمشاركة نخبة من المختصين والخبراء في القطاعين العام والخاص، وحضور أكثر من 350 مشاركا من مختلف محافظات سلطنة عُمان.
وشدد المشاركون في الملتقى على أهمية استحداث مفهوم الوقف التنموي من خلال تفعيل برامج المسؤولية المجتمعية لدعم المبادرات الوطنية في مجالات التعليم والصحة والعمل الخيري، بما يسهم في تحقيق أثر وقفي مستدام يعود بالنفع على المجتمع، كما دعوا إلى تثمير الأموال الوقفية عبر الصناديق الاستثمارية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية ذات العائد المجزي، والاستفادة من الأدوات التمويلية المبتكرة مثل الصكوك الوقفية والوقف المشترك لتعظيم العائد المالي للأصول الوقفية.
العوائد الوقفية
وأكدت التوصيات على أهمية تخصيص نسبة من العوائد الوقفية لدعم برامج التمكين الاقتصادي وريادة الأعمال للفئات المنتجة من الأسر والشباب، تعزيزا لدور الوقف في التنمية المجتمعية، إلى جانب إطلاق برامج تدريبية مجانية لتأهيل الكوادر العاملة في القطاعين الوقفي والخيري، وتنمية مهاراتها الشرعية والقانونية والإدارية والمالية، مثل برنامج "صُنّاع الأثر الوقفي" المنبثق من برامج التدريب الشرعي بمؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية.
ودعا المشاركون إلى دعم الأبحاث والدراسات الأكاديمية والتطبيقية في مجالات الحوكمة والابتكار والاستثمار الوقفي بما يعزز تطوير الأداء المؤسسي للقطاع الوقفي في سلطنة عُمان، إضافة إلى توظيف الإعلام والمنصات الرقمية في نشر ثقافة الوقف والتوعية بأهميته بأساليب حديثة ومؤثرة تعزز المشاركة المجتمعية في تنميته واستدامته.
التكامل الوقفي
وأكدت مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية في ختام الملتقى أن هذه التوصيات تمثل خارطة طريق لتفعيل التكامل بين الوقف والمسؤولية المجتمعية والعمل الخيري، بما يعزز دوره في تحقيق أهداف "رؤية عُمان 2040"، ويجعل من القطاع الوقفي رافدا حيويا للتنمية الشاملة.
وفي كلمته الافتتاحية، أوضح خليل بن أحمد الخليلي رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية أن انعقاد الملتقى يأتي في إطار تعزيز أواصر التكامل والتعاون بين شركاء العمل الوقفي من مؤسسات وأفراد، وترسيخ الوعي الجمعي الذي يسهم في استعادة الوقف لمكانته الحضارية في المجتمع، مشيرا إلى أن الوقف يمثل أحد أرقى صور العطاء الإنساني وأعمقها أثرا.
وأضاف أن المؤسسة ماضية في رؤيتها الرامية إلى تعظيم أثر الوقف وتنمية مجالاته بما يخدم التنمية الوطنية المستدامة، ويواكب التطلعات في بناء الإنسان والمجتمع، مؤكدا أن المؤسسة تولي اهتماما خاصا بتوسيع مجالات الشراكة مع الجهات الحكومية والخاصة والمؤسسات المجتمعية تعزيزا لدور الوقف في دعم التعليم والصحة والابتكار والإنتاج المعرفي، انسجاما مع أهداف "رؤية عُمان 2040".
كما دعا الخليلي إلى مواصلة العمل بروح التكامل والتعاون بين مختلف الجهات الوقفية، واستثمار الطاقات الشبابية في إدارة الأوقاف وتنميتها، مشددا على أن الوقف رسالة حضارية خالدة، تمثل في جوهرها تعبيرا عن الإيمان، وتجسيدا لقيم العطاء، وترسيخا لثقافة المسؤولية المجتمعية التي تميز المجتمع العُماني منذ فجر تاريخه وحتى اليوم.
وتحدث سعادة السيد الدكتور منذر بن هلال البوسعيدي نائب رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040، عن مكانة الوقف كأداة داعمة لمسارات التنمية المستدامة، مبينا دوره في تحقيق محاور الرؤية المتمثلة في المجتمع والاقتصاد والحوكمة والبيئة، وأكد أن القطاع الوقفي يسهم في بناء اقتصاد متنوع ومبتكر، موضحا أهمية الحوكمة في إدارة الأوقاف من خلال تعزيز مبادئ الشفافية والمساءلة وتبني المعايير الحديثة في الرقابة والإدارة، مع إبراز تكامل دور وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040 مع المؤسسات الوقفية.
كما دعا سعادته إلى شراكات فعّالة بين المؤسسات الوقفية والقطاعين الحكومي والخاص، والتعاون مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية لتطوير حلول مبتكرة في إدارة الأوقاف، مؤكدا أن للتكنولوجيا والتحول الرقمي دورا أساسيا في تحسين كفاءة إدارة واستثمار الأصول الوقفية، وتعزيز الشفافية والثقة المجتمعية عبر المنصات الرقمية التي تدعم العمل الوقفي وتزيد من فاعليته.
جلسات الملتقى
توزعت جلسات الملتقى الوقفي الثالث على ثلاثة محاور رئيسة، تناول كل منها جانبا مهما من جوانب تطوير العمل الوقفي وتعزيز دوره في التنمية المستدامة، فقد خُصِّص المحور الأول للحديث عن "الابتكار والتقنيات الرقمية في تعظيم أثر المبادرات الوقفية والخيرية"، مسلطا الضوء على فرص التكامل بين الأوقاف والقطاع الخاص في إطار برامج المسؤولية الاجتماعية، بما يسهم في تعزيز العمل الخيري وبناء شراكات استراتيجية تحقق التنمية المستدامة، وشارك في هذا المحور عدد من المختصين؛ حيث قدّم عبدالعزيز بن مسعود الغافري، رئيس قسم الأوقاف والحج والعمرة بـ«صحار الإسلامي»، ورقة عمل تناول فيها "دور صحار الإسلامي في تحقيق رؤية عُمان 2040"، كما قدّم محمد بن خليفة الصبحي، مدير المحافظ الاستثمارية في شركة «أوبار كابتال»، ورقة بعنوان "استثمار أموال الأوقاف في الأدوات المالية المتوافقة مع الشريعة (صندوق غراس الوقفي الاستثماري نموذجا)"، وشارك عيسى بن سالم الريامي رئيس إدارة الالتزام والتدقيق الشرعي في بنك العز الإسلامي، بورقة بعنوان "عطاء مستدام (تجربة بنك العز الإسلامي)"، فيما تناول الدكتور محمد فخري صويلح مدير أول للاستثمار الوقفي في بنك نزوى، موضوع "تقنيات الاستثمار الوقفي المعاصر"، وقد أدار الجلسة المهندس والإعلامي عدنان بن سعيد الجلنداني.
أما المحور الثاني، فجاء بعنوان "الإطار التكاملي بين الوقف والمسؤولية الاجتماعية لتعزيز التنمية"، مركزا على إعادة تشكيل منظومة الوقف ليكون أداة فاعلة في دعم الاقتصاد الوطني وتمويل القطاعات الأساسية كالتعليم والصحة، مع التأكيد على الحوكمة والتكامل المؤسسي لضمان الفاعلية والاستدامة، وشارك في هذا المحور ناصر بن راشد العبري رئيس فريق الرستاق الخيري، بورقة استعرض فيها "التجربة الوقفية للفريق وأثرها في المجتمع"، وقدّم المهندس إسماعيل بن سليمان الصوافي مدير المسؤولية الاجتماعية والعلاقات العامة في الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، ورقة حول "أثر مبادرات المسؤولية المجتمعية على المؤسسة"، كما تحدّث المهندس محمد بن سالم البوسعيدي الرئيس التنفيذي لمؤسسة بوشر الوقفية، عن "العلاقة التكاملية بين المؤسسة وفريق نداء الخير ولجنة الزكاة"، وشاركت رحمة بنت ناصر العامرية المدير الإداري بمؤسسة الشيخ سعيد بن ناصر الحشار الوقفية، بورقة بعنوان "تكامل الأوقاف مع مبادرات المسؤولية الاجتماعية (الفرص والتحديات)"، وأدار الجلسة الدكتور حمير بن ناصر المحروقي المتحدث باسم جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة.
وجاء المحور الثالث، تحت عنوان "الوقف أداة استراتيجية لدعم الاقتصاد والتنمية"، متناولا أحدث الأساليب والتقنيات المبتكرة في إدارة وتنمية الأوقاف، بما في ذلك توظيف التكنولوجيا والتحول الرقمي لتعزيز كفاءة الأداء الوقفي وزيادة أثره التنموي، وقدّم المهندس محمود بن خلفان الحديدي الرئيس التنفيذي للمؤسسة الوقفية لدعم التعليم «سراج»، ورقة بعنوان "رحلة مؤسسة سراج الوقفية نحو التميز"، وطرح مسعود بن عبدالله العبدلي رئيس مجلس الأمناء بفريق منح الخيري ورئيس لجنة الزكاة بالولاية، ورقة بعنوان "حوكمة العمل التطوعي في الفرق الخيرية ولجان الزكاة (فريق منح أنموذجا)"، كما قدّم المهندس عبدالمنعم بن محمد المرشدي رئيس مجلس إدارة مؤسسة تكافل الوقفية، ورقة حول "الوقف وأثره في دعم العمل الخيري"، وشاركت الدكتورة صابرة بنت سيف الحراصية رئيسة قسم العلاقات الخارجية بدائرة التعاون الدولي في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، بورقة تناولت "دور المؤسسات الوقفية والخيرية كحاضنة للتوظيف والتمكين المهني للباحثين عن عمل"، وختم المهندس منير بن حسين اللواتي المدير العام لأوقاف اللواتية، المحور بورقة بعنوان "الأوقاف الشيعية الجعفرية في سلطنة عُمان"، وأدار الجلسة الدكتور محمد بن علي الهنائي المدير العام للمديرية العامة للمطبوعات والمصنفات الفنية بوزارة الإعلام.
كما شهد الملتقى توقيع مذكرتي تفاهم، الأولى بين مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية و«صحار الإسلامي»، وقعها من جانب المؤسسة سيف بن سالم البوسعيدي الرئيس التنفيذي، ومن جانب صحار الإسلامي فهد بن أكبر الزدجالي رئيس الصيرفة الإسلامية، والثانية بين المؤسسة ومؤسسة الشيخ مستهيل بن أحمد المعشني الوقفية، ووقعها من جانب المؤسسة سيف بن سالم البوسعيدي، ومن المؤسسة الأخرى المهندس مسلم بن سعيد المعشني عضو مجلس الإدارة، وذلك بهدف تعزيز التعاون المشترك في مجالات الاستثمار والتمويل الوقفي المستدام.
وعلى هامش الملتقى نُظمت حلقتان تدريبيتان استهدفتا أكثر من 160 مشاركا من قطاعات حكومية وخاصة ووقفية وخيرية، جاءت الأولى بعنوان «قياس العائد من الاستثمار الاجتماعي»، برعاية الجمعية العُمانية للطاقة (أوبال)، قدمها عبد اللطيف بن راشد المعمري وزهير بن إبراهيم البوصافي من شركة خمسين للأعمال، فيما حملت الثانية عنوان «التفكير الإبداعي والتحليل الاستراتيجي»، قدمها المدرب سعود بن محمد الرواحي، وهدفتا إلى تنمية المهارات القيادية والفكر الابتكاري لدى المشاركين في إدارة الأوقاف.