نتانياهو يشكر دفء معاملة السعودية لاسرائيليين هبطوا اضطراريا في جدة
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
أزجى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالغ شكره الى السعودية الثلاثاء، على "دفء" معاملتها لركاب اسرائيليين كانوا على متن طائرة سمحت لها بالهبوط الاضطراري في جدة غربي المملكة.
اقرأ ايضاًواضطرت صعوبات فنية الطائرة الى الهبوط في مطار المدينة السعودية الواقعة على ساحل البحر الاحمر يوم الاثنين، وذلك قبل ان يتم استئجار رحلة خاصة لاعادة ركابها إلى بلدهم الثلاثاء، بحسب ما افاد بيان لوزارة الخارجية الاسرائيلية.
وكانت الطائرة تقل 128 راكبا إسرائيليا قادمة من جزيرة سيشل، وقال بعضهم لوسائل اعلام عبرية انهم قوبلوا باستقبال حار في جدة استمر طيلة الليل.
ولا تعترف السعودية باسرائيل وترفض اقامة علاقات معها كما فعلت كل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان في اطار "اتفاقات ابراهام" التي رعتها الولايات المتحدة، علما ان الاخيرة مستمرة في محاولاتها لاقناع المملكة بالانضمام لتلك الاتفاقات.
وفي مقطع فيديو نشره مكتبه، عبر نتنياهو عن تقديره البالغ لما وصفها بالمعاملة الدافئة التي احاطت بها سلطات المملكة الركاب الاسرائيليين عقب هبوط طائرتهم اضطراريا في جدة اثر تعسر رحلتها.
كما عبر رئيس الوزراء الاسرائيلي عن تثمينة "حسن الجوار" الذي تنم عنه هذه المعاملة، مؤكدا سعادته لان الركاب سيعودون سالمين الى ديارهم.
אני מאוד מעריך את היחס החם של הרשויות הסעודיות לנוסעים הישראלים שהמטוס שלהם נקלע למצוקה ונאלץ לנחות נחיתת חירום בג'דה.
אני שמח שכולם חוזרים הביתה.
אני מאוד מעריך את השכנות הטובה. pic.twitter.com/XyVj0o9B1g
وتعد هذه المرة الاولى التي تهبط فيها طائرة اسرائيلية على اراضي السعودية التي كانت سمحت للرحلات الاسرائيلية بعبور اجوائها عام 2022.
وفي خضم التسريبات الاعلامية والحديث المتزايد عن جهود لابرام اتفاق لتطبيع علاقات اسرائيل والسعودية، قامت الاخيرة هذا الشهر بتعيين اول سفير غير مقيم لها في فلسطين، سيتولى ايضا منصب قنصل المملكة العام في القدس الشرقية.
وحتى ما قبل هذا الخطوة، كانت السفارة السعودية في الاردن تتولى ملف فلسطين.
ويعول الفلسطينيون كثيرا على السعودية التي لا تزال تشترط اقامة دولة لهم قبل الانضمام الى اتفاقات التطبيع مع اسرائيل، والتي اعتبروها طعنة في الظهر.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ السعودية اسرائيل نتنياهو التطبيع جدة فی جدة
إقرأ أيضاً:
ما قصة تماثيل عين غزال الأردنية التي احتفل بها غوغل؟
احتفى محرّك البحث العالمي "غوغل" بتماثيل "عين غزال" الأردنية، مسلطًا الضوء على واحدة من أقدم الشواهد الفنية في تاريخ البشرية.
هذا الاحتفاء أعاد هذه التماثيل إلى الواجهة، حيث تعتبر تماثيل عين غزال، نافذة على بدايات التفكير الرمزي والديني لدى الإنسان في العصر الحجري الحديث.
تماثيل عين غزال تعد شاهدة على مجتمع استقر قبل نحو تسعة آلاف عام على أطراف عمّان الحالية، وترك خلفه إرثًا فنيًا وروحيًا ما زال يثير أسئلة العلماء والمؤرخين حتى اليوم.
موقع عين غزال
يقع موقع عين غزال الأثري في الجزء الشرقي من العاصمة الأردنية عمّان، قرب مجرى سيل الزرقاء، في منطقة كانت تُعدّ من أكبر المستوطنات البشرية في العصر الحجري الحديث قبل الفخاري.
وتشير الدراسات الأثرية إلى أن الموقع كان مأهولًا بشكل متواصل تقريبًا بين عامي 7200 و5000 قبل الميلاد، أي في مرحلة مفصلية من تاريخ البشرية شهدت الانتقال من الصيد وجمع الثمار إلى الزراعة والاستقرار.
ما يميّز عين غزال عن غيره من المواقع المماثلة في المنطقة، هو ضخامته نسبيًا؛ إذ قُدّر عدد سكانه في ذروة ازدهاره بالآلاف، وهو رقم كبير جدًا بمقاييس تلك الفترة. هذا الاستقرار السكاني الكثيف أتاح نشوء أنماط اجتماعية ودينية معقدة، انعكست لاحقًا في طقوس الدفن والعمارة والفنون، وعلى رأسها تماثيل الجص الشهيرة.
اكتشاف تماثيل عين غزال عام 1983
بدأت قصة الاكتشاف في عام 1983، عندما كانت أعمال توسعة عمرانية تجري في المنطقة. وخلال حفريات إنقاذية، عثر فريق من علماء الآثار على مجموعة غير متوقعة من التماثيل المدفونة بعناية تحت أرضية أحد المباني السكنية القديمة. لاحقًا، كشفت حملات تنقيب إضافية عن مجموعتين رئيسيتين من التماثيل، يعود تاريخ دفنهما إلى نحو 6500 قبل الميلاد.
شكّل هذا الاكتشاف صدمة علمية حقيقية، إذ لم يكن معروفًا آنذاك وجود تماثيل بشرية كاملة الحجم تقريبًا تعود إلى هذا الزمن السحيق. ومنذ ذلك الحين، أصبح اسم «تماثيل عين غزال» حاضرًا في أبرز المراجع الأكاديمية، وغالبًا ما يُشار إليها بوصفها من أقدم التماثيل البشرية في العالم.
تماثيل من الجص
صُنعت تماثيل عين غزال من مادة الجص (الجبس الجيري)، وهي مادة كانت تُحضّر عبر حرق الحجر الجيري ثم خلطه بالماء لتكوين عجينة قابلة للتشكيل. وقد بُنيت التماثيل حول هيكل داخلي من القصب أو الأغصان، ثم جرى تغليفها بطبقات من الجص المصقول بعناية.
تتراوح أطوال التماثيل بين نصف متر ومتر تقريبًا، وبعضها تماثيل كاملة، فيما صُنعت أخرى على شكل أنصاف تماثيل (بوست). اللافت للنظر هو التركيز الشديد على ملامح الوجه، ولا سيما العيون الكبيرة المصنوعة غالبًا من القار أو الصدف، والتي تمنح التماثيل نظرة حادة ومقلقة، كأنها تحدّق في المشاهد عبر آلاف السنين.
ملامح بلا أفواه
من أكثر ما يثير الجدل العلمي حول تماثيل عين غزال، هو غياب الفم في معظمها، مقابل إبراز واضح للعيون والرؤوس. هذا الاختيار الفني المتكرر دفع الباحثين إلى طرح تفسيرات متعددة، من بينها أن التماثيل لم تكن تمثّل أفرادًا بعينهم، بل كائنات رمزية أو أسلافًا مقدسين، أو ربما آلهة مرتبطة بالخصوبة والحياة والموت.
كما يرى بعض العلماء أن غياب الفم قد يرمز إلى الصمت الطقسي، أو إلى عالم روحي لا يحتاج إلى الكلام، فيما تبقى العيون وسيلة الاتصال بين العالم المرئي والعالم غير المرئي.
لماذا دُفنت تحت الأرض؟
لم تُترك التماثيل معروضة أو مهجورة، بل دُفنت بعناية فائقة داخل حفر خاصة تحت أرضيات المنازل، وهو ما يفتح بابًا واسعًا للتأويل. فالبعض يرى أن الدفن كان جزءًا من طقس ديني دوري، حيث تُصنع التماثيل وتُستخدم في شعائر معينة ثم تُوارى الأرض بعد انتهاء دورها الرمزي.
ويذهب رأي آخر إلى أن هذه التماثيل كانت مرتبطة بطقوس حماية المنزل أو الجماعة، وأن دفنها تحت الأرضية يهدف إلى ضمان البركة أو الحماية الروحية لسكان المكان.
وعُثر في موقع عين غزال على ما يقارب 32 تمثالًا وتمثالًا نصفيًا، وهو عدد كبير قياسًا بالفترة الزمنية التي تعود إليها.
أين توجد تماثيل عين غزال اليوم؟
تتوزع تماثيل عين غزال اليوم بين عدد من المتاحف العالمية، أبرزها متحف الأردن في عمّان، الذي يضم مجموعة مهمة تُعدّ من أثمن معروضاته الدائمة.
كما توجد تماثيل أخرى في متاحف عالمية مثل المتحف البريطاني في لندن، ومتحف اللوفر في باريس، ضمن سياق التعاون العلمي الذي رافق عمليات التنقيب والدراسة.
ويُنظر إلى عرض هذه التماثيل في متحف الأردن على وجه الخصوص بوصفه استعادة رمزية للإرث الحضاري المحلي، وربطًا بين سكان عمّان المعاصرين وأحد أقدم فصول تاريخ مدينتهم.