الإمارات تتصدر المشهد الإنساني العالمي للمساعدات إلى غزة
تاريخ النشر: 10th, July 2025 GMT
شعبان بلال (أبوظبي، القاهرة)
أخبار ذات صلةتصدرت دولة الإمارات المشهد الإنساني العالمي، بين أكبر الدول المانحة للمساعدات في قطاع غزة، في خطوة تجسد النهج الإنساني الراسخ للدولة، حيث شملت الجهود إرسال شحنات طبية وغذائية عاجلة عبر إمدادات جوية وبرية وبحرية، ومستشفيات ميدانية، مع علاج آلاف المصابين، عبر عملية «الفارس الشهم 3»، فيما أشاد خبراء ومحللون وسياسيون بجهود الإمارات في تقديم الدعم للأشقاء الفلسطينيين.
وأشاد مكتب «فخر الوطن» بجهود دولة الإمارات الإنسانية المستمرة في غزة، لتتصدّر بذلك المشهد الإنساني العالمي، بين الدول المانحة للمساعدات.
وأكّد المكتب أن هذا العطاء المتواصل يجسّد النهج الإنساني الراسخ لدولة الإمارات، المستند إلى قيم الأخوّة والتكافل التي أرساها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتواصل القيادة الرشيدة اليوم السير على خطاه.
ومن خلال عملية «الفارس الشهم 3»، تنوّعت المساعدات الإماراتية خلال هذه الفترة بين المواد الإغاثية والطبية والغذائية، لتلبّي احتياجات آلاف الأسر الفلسطينية، وتُسهم في التخفيف من حدّة الأوضاع الإنسانية التي يمرّ بها القطاع، لا سيما في ظلّ التحدّيات المتفاقمة التي تُواجه النظام الصحي والخدمي هناك.
وقد شملت هذه الجهود إرسال شحنات طبية وغذائية عاجلة عبر إمدادات جوية وبرية وبحرية، ومستشفيات ميدانية، مع علاج آلاف المصابين في مستشفيات الإمارات.
ويأتي هذا الالتزام الإنساني امتداداً لسياسة إماراتية ثابتة تضع الإنسان في قلب أولوياتها، وتؤكد عبر كل موقف ومبادرة أن الإمارات ستظل دائماً في صف المحتاجين، حاملةً رسالة الخير والسلام إلى كل من أنهكته الأزمات.
وبذلك، ترسّخ الإمارات مكانتها دولةً رائدة في ميادين العطاء الدولي، ومرجعاً في العمل الخيري القائم على الكفاءة والاستدامة والرحمة.
وأشاد خبراء ومحللون وسياسيون بجهود دولة الإمارات في تقديم المساعدات الإغاثية للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، في إطار عملية «الفارس الشهم 3».
وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، الدكتور نبيل ميخائيل في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات من أكثر الدول دعماً لأهل غزة والشعب الفلسطيني، وتتميز إسهاماتها بالتنظيم الدقيق والجيد لكل مجهود، ودورها محوري في دعم القضية الفلسطينية، وهو ما يتمثل في عملية «الفارس الشهم 3» وما تضمنته من حملات تنموية ومساعدات كبيرة، من إقامة مستشفيات ميدانية لعلاج الجرحى والمصابين من الشعب الفلسطيني، واستضافة المئات من الأطفال لعلاجهم في المستشفيات الإماراتية.
وفي السياق، ثمن أستاذ العلوم السياسية بجامعة فلسطين، الدكتور تيسير أبو جمعة، دور الإمارات في غزة، وأنه قديم وممتد منذ سنوات طويلة، والدولة سباقة بالعمل الخيري في القطاع وأقامت المستشفى الميداني في رفح، والذي كان له دور كبير في علاج وإنقاذ المرضى والجرحى.
وقال أبو جمعة لـ«الاتحاد»: إن عملية «الفارس الشهم 3»، دعمت أهالي غزة بالأدوية والغذاء ووفرت الخيام ولا زالت مستمرة في دورها، ما يؤكد الموقف الثابت لدولة الإمارات تجاه القضية والشعب الفلسطيني وتحقيق استدامة المجتمع وصموده.
من جانبه، قال الناطق باسم «تيار الإصلاح الديمقراطي» في حركة فتح، عماد محسن، في تصريح لـ«الاتحاد» أن الدعم يجسد دور الإمارات الاستثنائي في مساندة الشعب الفلسطيني في القطاع وتعزيز صموده على أرضه وتمسكه بالثبات في وطنهم حتى نيل حقوقهم المشروعة.
ويوضح أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي، الدكتور هيثم عمران، لـ«الاتحاد» أن دعم النازحين الفلسطينيين يؤكد جهود الإمارات وتعزيز موقعها كواحدة من الدول الرائدة في تقديم المساعدات الإنسانية في الأزمات الدولية، وليس فقط في محيطها العربي، ويبرهن استمرار هذا النهج، ويرسخ استجابتها للأزمات الإنسانية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفارس الشهم 3 المساعدات الإنسانية المساعدات الإماراتية المساعدات الإغاثية مساعدات الإمارات المساعدات الغذائية الإمارات غزة فلسطين قطاع غزة حرب غزة الحرب في غزة أهالي غزة سكان غزة الفارس الشهم 3 دولة الإمارات لـ الاتحاد
إقرأ أيضاً:
من الهواية إلى العالمية.. كيف تحوّلت الألعاب الإلكترونية إلى صناعة كبرى تتصدر المشهد وتُصنع في السعودية مستقبله
البلاد (الرياض)
من بداية بسيطة على أجهزة بدائية في نهايات السبعينيات، إلى ملاعب رقمية يُشهدها الملايين ويتنافسن فيها نخبة المحترفين حول العالم، حيث قطعت الألعاب الإلكترونية رحلة مذهلة تحوّلت فيها من وسيلة ترفيه فردية إلى صناعة عملاقة تُنتج مليارات الدولارات سنويًا، وتحظى باعتراف دولي ورياضي وثقافي، وصولًا إلى تنظيم بطولات عالمية تُقام لها احتفالات رسمية وتُخصّص لها جوائز كبرى، مثل “كأس العالم للرياضات الإلكترونية”.
وبدأت الحكاية بشاشات بسيطة وأفكار عبقرية، حين ظهرت الألعاب الإلكترونية تجاريًا لأول مرة في مطلع السبعينيات، وكانت لعبة “Pong” من أوائل التجارب الناجحة، التي مهّدت الطريق لجيل جديد من الترفيه المنزلي، ومع التقدّم السريع في تقنيات الحوسبة، بدأت منصات مثل “Nintendo”، و“Sega”، و“Atari” تطرح مفاهيم جديدة، لتحوّل الألعاب من مجرد تجربة بصرية إلى بيئة تفاعلية قائمة على التحدي، والخيال، والذكاء.
وتنوّعت الألعاب الإلكترونية مع مرور الوقت وبحسب طبيعتها وأسلوب اللعب ووظيفتها، ولم تعد مجرد تسلية، بل أصبحت وسيلة لتفريغ الطاقات وصقل المهارات الذهنية، وظهرت ألعاب القتال مثل “Street Fighter” و”Tekken”، إلى جانب ألعاب التصويب مثل “Call of Duty” و”Valorant”، ثم انتشرت ألعاب الرياضة مثل “FIFA” و”NBA 2K”، ولاحقًا تعمّق اللاعبون في عوالم ألعاب تقمّص الأدوار مثل “Final Fantasy” و”The Witcher”، كما فرضت ألعاب الإستراتيجية مثل “Age of Empires” حضورها، فيما أبهرت ألعاب العالم المفتوح والمحاكاة مثل “Minecraft” و”Grand Theft Auto” اللاعبين بإمكاناتها اللامحدودة، قبل أن تفرض ألعاب الجوال مكانتها كأحد أكثر قطاعات السوق نموًا وانتشارًا على مستوى العالم.
هذا التنوع لم يُثر فقط اهتمام المستخدمين، بل جذب شركات تقنية كبرى، وفتح الباب أمام ابتكار اقتصادي واسع النطاق، شكّل نواة لصناعة رقمية عالمية ضخمة.
وبحلول الألفية الجديدة، ومع انتشار الإنترنت عالي السرعة، بدأت تظهر مسابقات تنافسية بين اللاعبين، وتطورت لاحقًا إلى بطولات احترافية تُبث مباشرة عبر منصات رقمية ويتابعها ملايين المشاهدين.
ومع ظهور منظمات مثل “ESL”، و”MLG”، و”LCS”، أصبح هناك تصنيف عالمي للاعبين، ونشأت بيئة احترافية حقيقية تُمنح فيها عقود ورعاية ورواتب، وتُبرم فيها صفقات انتقال بين الفرق.
وجاء التحول الأهم حين بدأ الاعتراف الرسمي بالرياضات الإلكترونية كمسابقات عالمية تُنظّم لها بطولات قارية، وتُدرج ضمن برامج التظاهرات الرياضية الكبرى، حتى ظهرت في عام 2024 النسخة الأولى من “كأس العالم للرياضات الإلكترونية”, التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-, وذلك خلال”مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة”، الذي استضافته المملكة خلال شهر أكتوبر عام 2023, لتكون البطولة الحدث الأكبر من نوعه على مستوى العالم، وتنظمه المملكة في الرياض سنوياً ابتداءً من صيف العام 2024م, لتشكل منصة مهمة تسهم في الارتقاء بقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، الذي يشهد نمواً متزايداً, وترسخ مكانة المملكة كوجهة رائدة لأبرز المنافسات الرياضية والعالمية, وتُسجّل لحظة فارقة في تاريخ هذا القطاع المتسارع، إذ لم تقف هذه الجهود عند هذا الحد, بل استمرت وصولًا لصياغة حضور إستراتيجي فاعل، انطلاقًا من قناعة بأن صناعة الألعاب لم تعد مجرد ترفيه، بل أصبحت جزءًا من مكونات الثقافة والاقتصاد والتأثير الدولي.
وباتت الرياضات الإلكترونية ركيزة من ركائز الاستثمار الثقافي، الرياضي، والتقني، من خلال الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، وبدعم من برامج رؤية المملكة 2030، لتسعى المملكة من خلالها إلى تنويع اقتصادها، وتمكين شبابها، وبناء مستقبل قائم على الابتكار الرقمي.
وتُجسّد هذه الرؤية اليوم من خلال تنظيم وإقامة المملكة للنسخة الثانية من البطولة العالمية “كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025”، في “بوليفارد رياض سيتي”، في حدث عالمي يضم مشجّعين من مختلف أنحاء العالم، ويجمع قرابة (2000) لاعب محترف، و(200) نادٍ من أكثر من (100) دولة، يتنافسون في أكثر من (24) لعبة إلكترونية، للفوز بجوائز مالية تتجاوز (70) مليون دولار، وهي أعلى قيمة جوائز في تاريخ الرياضات الإلكترونية.
وامتدت المشاركة السعودية إلى تطوير اللاعبين السعوديين، ودعم الشركات الناشئة في مجال تطوير الألعاب، وإنشاء أكاديميات تدريبية ومسارات مهنية في مجالات البث، التحكيم، البرمجة، الإدارة الرقمية، وحتى التصميم البصري.
وتؤكد تقارير شركة Newzoo المتخصصة بتحليلات سوق الألعاب الإلكترونية، أن إيرادات هذه الصناعة قد تجاوزت (180) مليار دولار في عام 2024، متفوقة بذلك على صناعتَي الموسيقى والسينما مجتمعتين، وباتت البطولات تُباع لها التذاكر، وتُبرم فيها شراكات ورعايات كبرى، وتحولت إلى بيئة اقتصادية مكتملة الأركان.
وتشكّل الألعاب الإلكترونية اليوم جزءًا من الثقافة الحديثة، ومنصة للتعبير، ومجالًا وظيفيًا مفتوحًا لجيل المستقبل، بل إن الدول باتت تتنافس على حضورها في هذا السوق العالمي، والمملكة تضع نفسها في طليعة هذه المنافسة، لا كمستضيف فقط، بل كمصنع للفرص، ومحفّز للابتكار، وقائد إقليمي في بناء صناعة متكاملة ترتكز على الشغف والمعرفة.
وتحولت الألعاب الإلكترونية إلى جانب الترفيه لمنظومة اقتصادية، ثقافية، إبداعية متكاملة وبآفاق لا حدود لها، لتبرز المملكة كمركز دولي يحتضن التغيير، ويقود الطموح، ويُعيد تعريف مستقبل الألعاب، والرياضة، والترفيه، بلغة يفهمها العالم، ويلعب بها الجيل القادم.