عقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية، اجتماعات دورته العادية 112 على مستوى كبار المسؤولين، اليوم الثلاثاء، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، برئاسة دولة اليمن وحضور السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، والسفير على بن إبراهيم المالكي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية.


ويأتي اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على مستوى كبار المسؤولين بعد انتهاء أعمال اللجنة الاقتصادية والاجتماعية على مدار اليومين الماضيين، والتي شهدت تسليم الرئاسة الدورية للمجلس من الجمهورية الإسلامية الموريتانية الى الجمهورية اليمنية، وذلك وفقا لقاعدة الترتيب الهجائي للدول العربية.

هيفاء أبو غزالة: الأمانة العامة نسقت مع الدول الأعضاء للموضوعات التي تُمثل أولوية للعمل التنموي الاقتصادي والاجتماعي المشترك

 وفي كلمتها في افتتاح أعمال الدورة 113 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على مستوى كبار  المسؤولين، أكدت السفير هيفاء أبوغزالة، أن تلك الدورة تشكل أهمية خاصة في موضوعاتها وتوقيتها، حيث تقوم هذه الدورة الهامة بالإعداد والتحضير لقمتين عربيتين الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية، والدورة (33) للقمة العربية، وبحث الموضوعات الهامة، الواردة من الدول الأعضاء والمجالس والمنظمات العربية المتخصصة، في إطار الإعداد للدورة الخامسة للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية المرتقبة.

السفيرة د. هيفاء أبوغزالة 

وأوضحت أبو غزالة أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية قامت بالتنسيق مع الدول الأعضاء باقتراح الموضوعات التي تُمثل أولوية للعمل التنموي الاقتصادي والاجتماعي المشترك، واخذاً في الاعتبار التطورات والمستجدات الصعبة التي تواجه العديد من دول المنطقة، لاسيما مسألة الأمن الغذائي العربي وتأثيره المباشر على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وقد حرصت الأمانة العامة على إعداد ورقة مفاهيمية للموضوعات الاجتماعية التنموية، حيث تربط بين مسألة الأمن الغذائي وحياة الانسان اليومية، وفي كافة القطاعات ذات الصلة.

مبادرة أبو الغيط لإنقاذ الموسم الزراعي السوداني تتصدر المناقشات


وتضمن مشروع جدول أعمال المجلس العديد من الموضوعات الهامة، من بينها مبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، حول دعم جهود إنقاذ الموسم الزراعي في جمهورية السودان، ومقترح المملكة العربية السعودية حول انشاء مجلس وزراء للأمن السيبراني العربي، بالإضافة إلى تعديل الضوابط والمعايير الخاصة بإنشاء المنظمات العربية المتخصصة والكيانات المنبثقة عن جامعة الدول العربية.

اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي لكبار المسؤولين 

كما بحثت الاجتماعات مقترح الجمهورية العربية السورية حول الاستثمار في التعليم وخاصة التعليم الرقمي، وكذلك مقترح الجمهورية التونسية إنشاء المركز الإقليمي للتراث الثقافي المغمور بالمياه في مدينة المهدية التونسية، فضلا عن عدد من الموضوعات الدورية الهامة وفي مقدمتها التطورات المتعلقة بمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وكذلك دعم الاقتصاد الفلسطيني في ظل الصعوبات المتفاقمة التي يعانيها جراء ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي.


جلسة عمل على مستوى كبار المسؤولين للاعداد والتحضير للدورة الخامسة للقمة العربية التنموية


وخصص المجلس جلسة عمل على مستوى كبار المسؤولين من أجل الإعداد والتحضير للدورة الخامسة للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية التي تستضيفها الجمهورية الإسلامية الموريتانية في نوفمبر 2023، وتعقد اللجنة المعنية بالمتابعة والاعداد للقمة اجتماعاتها برئاسة الجمهورية اللبنانية، وذلك على المستويين كبار المسؤولين والوزاري على هامش اجتماعات الدورة العادية 112 للمجلس.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية الشؤون الاقتصادية الشؤون الاجتماعية المجلس الاقتصادي والاجتماعي هيفاء أبو غزالة جامعة الدول العربية الاقتصادیة والاجتماعیة الاقتصادی والاجتماعی لجامعة الدول العربیة المجلس الاقتصادی الأمانة العامة هیفاء أبو

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: الأمة تواجه حربًا فكرية تستهدف القضاء على الهوية الدينية والوطنية

أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن تجديد الخطاب الديني وبناء الوعي يمثلان ركيزتين أساسيتين لتحقيق الأمن الفكري وصيانة الهوية الوطنية والإنسانية، مشددًا على أن التجديد ليس خروجًا عن الأصول، ولا تفلتًا من الثوابت، وإنما هو تفعيل للعقل المستنير في فهم النصوص ومواكبة الواقع، بما يحقق مقاصد الشريعة ويحفظ استقرار المجتمعات ويصون هويتها من العبث والتزييف.

مفتي الجمهورية: العلم عبادة وسلوك حضاري يسهم في بناء الإنسان وتحقيق العمران مفتي الجمهورية: بناء الإنسان أساس بناء الأوطان

جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظمه معهد إعداد القادة بحضور الأستاذ الدكتور كريم همام، مدير المعهد ومستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي للأنشطة الطلابية، والإعلامي الدكتور خالد سعد كبير مذيعي القناة الأولى وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعدد من رؤساء الجامعات وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس ووفود طلابية من مختلف الجامعات المصرية، في لقاءٍ اتسم بالثراء الفكري والحوار البنّاء الذي يجسّد روح التواصل بين العلماء والشباب.

وفي مستهل كلمته، استعرض  المفتي أبرز المحطات المؤثرة في مسيرته العلمية والإنسانية، موضحًا أن نشأته الريفية في كنف والدين كريمين كانت البداية الحقيقية لتكوينه العلمي والخلقي، حيث تفتّحت مداركه بين رحاب المسجد، وتشرّب من بيئته الريفية قيم البساطة والصدق والاعتماد على النفس. وأكد أن الفضل بعد الله تعالى يعود إلى والديه في غرس القيم الأصيلة في نفسه، ثم تحدث عن مرحلة عمله معيدًا بالجامعة، وتأثره بأستاذيه الجليلين الدكتور حامد علي الخولي والدكتور محمود عثمان، اللذين شكّلا في حياته نموذجين راسخين في العلم والقدوة، ثم  التواصل الذي جمعه بفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب،  شيخ الأزهر، الذي كان له أثر عميق في مسيرته ورؤيته للتجديد والفكر الإسلامي.

وأوضح أن تجديد الخطاب الديني في عصر الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفًا فكريًّا، بل أصبح ضرورة حضارية لحفظ الدين وصيانة العقول، مؤكدًا أن الخطاب الديني ليس جمودًا عند ظاهر النصوص دون فهم ولا انسلاخًا عن الدين تحت دعوى المعاصرة، بل هو توازن دقيق بين الثابت والمتغير؛ فالإسلام عقيدة وعبادة وأخلاق، وكلها تحتاج إلى عرض رشيد يواكب لغة العصر وأدواته، ويستفيد من منجزاته دون أن يهدم النص أو يغيّر جوهر الدين. وأضاف أن العلم الصادق يقود إلى الإيمان، وأن العقل والدين جناحان لا تقوم الحياة بدونهما، مستشهدًا بقوله تعالى «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا» [الإسراء: 85].
مشيرًا  إلى أن الإنسان مهما بلغ من العلم يظل بحاجة إلى الإيمان الذي يمنحه التوازن والسكينة.

وفي حديثه عن الأمن الفكري، شدّد المفتي، على أن حماية الفكر من الانحراف والانغلاق ضرورة كبرى لبناء الأوطان، فالأمن الفكري ـ كما قال ـ يبني ولا يهدم، ويغرس الطمأنينة والاستقرار في النفوس، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب» موضحًا أن الفكر المنحرف مصدر اضطراب وهدم، بينما الفكر المستنير سبيل إلى الرشاد والسلام الاجتماعي.

وتناول دور الشباب في حماية الفكر الديني وبناء الشخصية الوطنية، مؤكدًا أن الشباب هم طاقة الأمة وسر نهضتها، وأن الأنشطة الطلابية تمثل وسيلة فاعلة لتنمية الوعي وتعزيز الثقة بالذات وبالقدرات، مشيرًا إلى أهمية إحياء دور المؤسسات الدينية في التثقيف والتوجيه، موضحًا أن دار الإفتاء المصرية تنظم العديد من الدورات التدريبية الموجهة للشباب، تتناول قضايا علم النفس والاجتماع والتطرف الفكري، مبينًا أن التطرف لا يقتصر على الدين وحده، بل يمتد إلى التطرف المضاد الذي يسعى إلى تفريغ الدين من مضمونه وقيمه الأصيلة.

وفي الجلسة الحوارية، استمع  المفتي إلى أسئلة الطلاب، موضحًا الفرق بين التبليغ والدعوة والفتوى، مبينًا أن المبلّغ عن الله لا بد أن يمتلك أدوات العلم والرؤية والبصيرة، فقول النبي صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية» لا يعني النقل دون فقه أو وعي، بل يتطلب سلوكًا راقيًا وقدوة حسنة. كما دعا إلى التعامل الواعي مع وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها سلاحًا ذا حدين، يمكن أن يكون منبرًا للخير كما يمكن أن يتحول إلى أداة للانحراف والتضليل، مؤكدًا أهمية الثقة في المؤسسات الدينية والوطنية، ومحذرًا من حملات التشكيك التي تستهدف النيل منها بزعم تبعيتها، قائلاً إن من يطعن في المؤسسات الدينية إنما يفعل ذلك لأنه يرفض الاعتدال، ولا يرى إلا فكره الضيق وأهواءه الشخصية.

وفي حديثه عن السلام الإنساني، ثمّن الجهود الوطنية والعالمية المبذولة في صناعة السلام، معتبرًا أن السلام ليس شعارًا يُرفع، بل فنٌّ وإرادة تتطلب عملًا مستمرًّا وصبرًا طويلًا، داعيًا الله تعالى أن يبارك في كل من يسعى إلى إحلاله وترسيخه. كما أكد أن العالم المعاصر يواجه أزمة أخلاقية خانقة، وأن إصلاح الأخلاق هو المدخل الحقيقي لإصلاح المجتمع بأسره، مشددًا على ضرورة إدراج مادة القيم والأخلاق في المناهج الدراسية لترسيخ السلوك القويم في نفوس الناشئة.

وأكد المفتي أن الأمة تواجه حربًا فكرية شرسة تستهدف القضاء على الهوية الدينية والوطنية والتاريخية واللغوية، محذرًا من الذوبان والانفصال عن الجذور، داعيًا إلى الاعتزاز بالهوية المصرية والعربية والإسلامية ومقاومة محاولات تفكيكها، ومشيرًا إلى أن بعض الجهات تحاول التقليل من قيمة الوطن والدين والتاريخ، في حين أن الحفاظ على هذه الثوابت هو الضمان الحقيقي للأمن الفكري والاجتماعي. وأضاف أن العقل والعلم والدين إذا اجتمعوا صلح الفكر واستقام الوعي، مؤكدًا أن الحرب الفكرية الراهنة أخطر من أي حرب مادية لأنها تستهدف العقول والضمائر قبل الأجساد.

مفتي الجمهورية يوجه نصيحة أبوية للشباب

وفي ختام كلمته، وجَّه المفتي نصيحة أبوية للشباب بألا ينخدعوا بالمظاهر الزائفة أو ما يسمى “التدين المغشوش”، داعيًا إلى تحرّي الصدق في طلب العلم والأخذ من المصادر الموثوقة، وتوقير الوالدين، وتعظيم القدوة الحسنة، والحذر من الانسياق وراء الشائعات والمحتوى الهابط عبر وسائل التواصل الاجتماعي مهما حظي من انتشار، مؤكدًا أن العلاقة الصادقة بالله هي الحصن المنيع من الفتن والانحرافات، مصداقًا لقوله تعالى: «إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا» [الأنفال: 29].

من جانبه، رحّب الأستاذ الدكتور كريم همام بمفتي الجمهورية، مثمنًا الدور الرائد لدار الإفتاء المصرية في نشر العلم وترسيخ القيم وبناء الوعي الوطني والفكر المستنير، ومشيدًا بجهود فضيلة المفتي المشهودة في خدمة الدين والفكر والوطن، وقدّم في ختام اللقاء درع المعهد؛ تقديرًا لعطائه وجهوده المخلصة في خدمة الفكر والدين والوطن.

مقالات مشابهة

  • انطلاق أعمال اجتماع "كبار الموظفين" التحضيري للدورة السادسة للمؤتمر الإسلامي لوزراء العمل بالدوحة
  • الشرع في موسكو.. ملفات عدة على طاولة المباحثات مع بوتين
  • أين المجلس الاعلى للأمن الغذائي في توجيه البوصلة للحليب البودرة؟
  • السكن المسار المهني والتربصات.. ملفات هامة تجمع عمارنة مع أساتذة ولاية الجلفة
  • جلسة حوارية بجامعة الدول العربية حول "الأمن القومي وتأثير الإعلام على صناعة الرأي العام العربي"
  • مفتي الجمهورية: الأمة تواجه حربًا فكرية تستهدف القضاء على الهوية الدينية والوطنية
  • ليبيا على طاولة مجلس الأمن اليوم
  • مصر قلعة الأمة الحصينة.. قضايا الدولة تهنئ الرئيس السيسي على قمة شرم الشيخ
  • لخدمة ذوي الهمم.. برتوكول تعاون بين قضايا الدولة والمجلس القومي للإعاقة
  • مجلس الشؤون الاجتماعية العرب يعقد دورته الـ82 وسط تحديات غير مسبوقة بالجامعة العربية