جريدة الرؤية العمانية:
2025-08-01@07:32:19 GMT

رصاصة في قلب الإنسانيّة

تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT

رصاصة في قلب الإنسانيّة

ريتّا دار

[email protected]

 

قرأت ذات مرّة سؤالًا استنكاريًّا عالقًا في فضاء الإنترنت: "لماذا حين ينكسر قلب، لا يتوقّف الكوكب لثانية، احترامًا لكارثيّة الأمر؟!".

أعدت قراءته بصمت وكأنّني عثرت فيه على مرآة صغيرة.

فكم مرّة انكسر القلب، ومرّ العالم كأنّ شيئًا لم يكن؟

وكم مرّة مات إنسان، وضحكات التّلفاز في البيت المجاور مسموعة.

لكنّني أريد أن أضيف لهذا السّؤال: وماذا عن الموت؟

لماذا حين يُنتزع إنسان من الحياة، لا تتوقّف السّماء عن إرسال شمسها، أو الرّيح عن بعثرة أوراق الأشجار؟

لماذا لا يرتبك الضّوء؟ لا يختنق الهواء؟

لماذا لا يفقد النّاس شهيّتهم للحياة لدقيقة واحدة فقط، احترامًا لمن خُلع من الحياة بقوّة وغدر؟

الموت بطبيعته، حدثٌ فاصل.

مُوجع، لكنّه جزء من النّسيج الكونيّ، مثله كمثل تعاقب الفصول الأربعة، أو الّليل والنّهار. يُولد الإنسان ويكبر، ثمّ ينطفئ. يموت الكبار بعد أعمار مديدة، ويموت بعض الأطفال سريعًا كومضة. يموت النّاس من أمراض خبيثة، من فواجع الطّبيعة، من أخطاء لم تكن مقصودة.

كلّ ذلك، رغم قسوته، مفهوم. مُؤلم نعم، لكنّه منسجم مع محدوديّة الحياة.

لكن ما لا أفهمه، ولا أستطيع أن أدرّب قلبي على تقبّله، هو الموت الناتج عن القتل. القتل بحدّ ذاته كفعل يقرّر فيه الإنسان أن يقف أمام حياة شخص آخر، ويقطعها من المنتصف، كما لو كان يمزّق ورقة لا تعنيه.

القتل سلوك غير طبيعيّ

ليس لأنّ ضحاياه أبرياء فقط، بل لأنّه كسر لكلّ ما فينا من معانٍ. إنّه ضدّ الحبّ، ضدّ الطّبيعة، ضدّ الفطرة، ضدّ الرّحمة.

كلّما قرأت رقمًا في نشرة إخباريّة عن ضحايا حرب هنا أو هناك، أرى الوجوه خلف تلك الأرقام. أُمّهات، أطفال، شباب لم تكتمل ضحكاتهم. حين أسمع عن قصف، أو حادثة طعن، أو تفجير، أفكّر في وجه الشّخص الّذي لم يكن يعرف أنّ هذا هو صباحه الأخير. أفكّر في الحذاء الّذي نُسي في زاوية ما، في الهاتف الّذي ظلّ يرنّ، في الرسائل الّتي لم يمنح القاتل المقتول لحظة ليقرأها.

والمثير للسخرية حقّاً أنّ الإحصائيّات الحديثة تقول إنّ عدد وفيّات الحروب في القرن الحالي، رغم فداحته، لا يُحدث تغييرًا جذريًّا في معدّلات الوفيّات العالميّ، لأنّ سكّان العالم باتوا بالمليارات.

لكن هل يُقاس الحزن بالحجم والكمّ؟

هل يصبح الألم أقلّ لأنّ البشر أكثر؟

إنّ موتًا واحدًا غير طبيعيّ كفيل بأن يهزّ جدار الرّوح، فكيف بملايين!

منذ سنوات، لا أقف على قدمي، بل على قلبي.

قلبي الّذي ما زال يحمل في تجاويفه صور من رحلوا.

لا أحد علّمني كيف أتعامل مع الموت حين يكون مفاجئًا، عنيفًا، وعبثيًّا.

كلّ موت غير طبيعيّ يؤلمني.

ليس فقط لأنّه شاذّ، بل لأنّه انتهاك للمنطق الإنسانيّ.

نحن نُولد لنعيش. نُخلق لنُعانَق ونُحَبّ، لا لنُقتل.

حين تُقتل حياة أيّ كائن حيّ -حتّى شجرة- بيد بشر، يموت جزء في كلّ واحد منّا، حتّى لو لم نعرف الضّحيّة يومًا.

وحين نعتاد على ذلك، حين نُصبح قادرين على تقبّل الخبر والانتقال مباشرة إلى ما بعده، فهذا يعني أنّ ضررًا عميقًا أصاب إنسانيّتنا.

الموت حقّ، نعم.

لكنّ القتل ظلم.

وما بين الموت والقتل، يقف الإنسان مذهولا، مُتألّما، عاجزا، لا على قدميه.. بل على قلبه.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بجانِِ هرب الحشيش إلى المملكة

نجران

أصدرت وزارة الداخلية، اليوم، بيانًا بشأن تنفيذ حكم القتل تعزيرًا، بأحد الجناة في منطقة نجران، فيما يلي نصه:

قال الله تعالى: (وَلَا تُفْسِدُواْ فِي ٱلْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا)، وقال تعالى: (وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)، وقال تعالى: (وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلْفَسَاد)، وقال تعالى: (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).

أقدم/ أحمد علي محمد عبدالواحد -صومالي الجنسية- على تهريب الحشيش المخدر إلى المملكة، وبفضلٍ من الله تمكنت الجهات الأمنية من القبض على الجاني المذكور، وأسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب الجريمة، وبإحالته إلى المحكمة المختصّة، صدر بحقه حكمٌ يقضي بثبوت ما نُسب إليه وقتله تعزيرًا، وأصبح الحكم نهائيًا بعد استئنافه، ثم تأييده من المحكمة العليا، وصدر أمرٌ ملكيٌّ بإنفاذ ما تقرّر شرعًا.

وتمّ تنفيذ حُكم القتل تعزيرًا بالجاني/ أحمد علي محمد عبدالواحد -صومالي الجنسية- يوم الأربعاء 5/ 2 / 1447هـ الموافق 30 / 7 / 2025م بمنطقة نجران.

ووزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لتؤكّد للجميع حرص حكومة المملكة العربية السعودية على حماية أمن المواطن والمقيم من آفة المخدرات، وإيقاع أشد العقوبات المقررة نظامًا بحق مهرّبيها ومروّجيها، لما تسبّبه من إزهاقٍ للأرواح البريئة، وفسادٍ جسيمٍ في النشء والفرد والمجتمع، وانتهاكٍ لحقوقهم، وهي تحذّر في الوقت نفسه كل مَن يُقدم على ذلك، بأن العقاب الشرعي سيكون مصيره.
والله الهادي إلى سواء السبيل.

مقالات مشابهة

  • التعطيش بعد التجويع.. الاحتلال يمعن في القتل الممنهج لأهالي غزة
  • تنفيذ حكم القتل حدًا بأحد الجناة في منطقة الرياض
  • تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بجانِِ هرب الحشيش إلى المملكة
  • كامل إدريس: السودان لا يموت.. لن ننتظر المعجزات بل سنصنعها بأيدينا وعقولنا
  • رصاصة طائشة تحول الفرح إلى مأتم .. القصة الكاملة لمصرع شاب بالدقهلية
  • حسام الغمري: التآكل النفسي وسيلة العدو لتفكيك الجبهة الداخلية دون قتال أو رصاصة
  • شهادة جندي أمريكي خدم بغزة: أمير مشى 12 كيلومترا ليحصل على عدس.. فتلقى رصاصة
  • طريق الموت من أجل الطحين.. مجاعة غزة تحصد الأرواح وسط صمت العالم | تقرير
  • تنفيذ حكم القتل تعزيرًا في مواطن لارتكاب عددًا من الجرائم الإرهابية
  • تنفيذ حُكم القتل تعزيرًا في مواطِنٍ أقدم على ارتكاب جرائم إرهابية