لقاء مقلق وشهادة منسية.. فنانة أمريكية تكشف وقائع مقلقة وتطالب بالتحقيق مع ترامب في فضيحة إبستين
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
في خطوة جديدة قد تعيد تسليط الضوء على واحدة من أكثر القضايا إثارةً للجدل في أمريكا، اتهمت الفنانة الأمريكية ماريا فارمر السلطات الفيدرالية بتجاهل شهادتها المبكرة عام 1996 بشأن الانتهاكات الجنسية التي تورط فيها الثري الأمريكي الراحل جيفري إبستين وشريكته جيلاين ماكسويل. ولم تكتفِ فارمر بالإشارة إلى إبستين، بل ذكرت اسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضمن دائرة الشخصيات النافذة التي طالبت بالتحقيق معها، مستندةً إلى حادثة وصفتها بـ"المقلقة" داخل أحد مكاتب إبستين.
وفقًا لتقرير نشرته يورونيوز نقلًا عن نيويورك تايمز، فقد كانت ماريا فارمر من أوائل النساء اللواتي قدمن شكاوى ضد إبستين. وأكدت أنها تواصلت مع مكتب التحقيقات الفيدرالي عام 1996، وقدّمت لهم شهادتها عن تجاوزات إبستين، مشيرة إلى تورط شخصيات بارزة كانت ضمن دائرته، ومن بينهم دونالد ترامب.
فارمر أوضحت أنها عاودت الإدلاء بشهادتها مجددًا في عام 2006، في إطار تحقيقات أوسع، وأكدت خلالها حادثة جرت في وقت متأخر من إحدى الليالي داخل مكتب إبستين، عندما كان عمرها في بداية العشرينات.
"نظرات مقلقة" وتعليق مثير للجدلسردت ماريا فارمر تفاصيل تلك الحادثة قائلة إنها كانت تعمل لدى إبستين ما بين 1995 و1996، حيث بدأت بشراء الأعمال الفنية، قبل أن تتحول مهمتها إلى استقبال الزوار ومراقبة الداخلين والخارجين من شقته الفخمة في مانهاتن.
وفي إحدى الليالي، دُعيت إلى المكتب وهي ترتدي شورتًا رياضيًا، وفوجئت بدخول ترامب مرتديًا بدلة رسمية. شعرت وقتها بالخوف من "نظراته غير المريحة"، بحسب تعبيرها. وتابعت أن إبستين دخل الغرفة وقال لترامب: "لا، لا.. ليست هنا من أجلك"، قبل أن يغادرا سويًا، وتسمع ترامب يعلّق: "ظننت أنها في السادسة عشرة".
ورغم تلك الواقعة، أكدت فارمر أنها لم تتعرض لأي تصرف غير لائق من ترامب لاحقًا، ولم تره يتصرف بشكل غير أخلاقي مع أخريات.
ردود نافية وتشكيك في التوقيتمن جانبه، نفى ستيفن تشيونج، مدير الاتصالات في الحملة الانتخابية لترامب، رواية فارمر بشكل قاطع، مؤكدًا أن الرئيس ترامب "لم يكن في مكاتب إبستين مطلقًا"، وأضاف أن ترامب طرد إبستين من نادي "مارالاجو" بسبب سلوكه "المريب".
كذلك وصفت كارولاين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، تقرير نيويورك تايمز بأنه "إعادة تدوير يائسة لأخبار قديمة"، مشيرة إلى أن الجميع يعلم أن إبستين طُرد من نادي ترامب الخاص.
رغم كل شيء.. لا اتهامات رسمية حتى الآنحتى اللحظة، لم توجّه أي جهة تحقيق أمريكية اتهامًا رسميًا إلى ترامب بشأن علاقته بإبستين، ولم يُذكر اسمه كطرف مباشر في أي من التحقيقات المعلنة. ومع ذلك، تعيد رواية ماريا فارمر فتح التساؤلات حول ما قد تحمله الملفات غير المنشورة المتعلقة بإبستين، والتي يتردد أنها قد تحتوي على أسماء بارزة، من ضمنها ترامب.
شهادة تطرق أبواب الماضي وتثير الجدل في الحاضررغم مرور ما يقرب من ثلاثة عقود على تلك الوقائع، تعكس شهادة ماريا فارمر صدىً لا يزال يتردد حتى يومنا هذا، في ظل الشكوك التي تحوم حول حجم العلاقات والنفوذ المحيط بإبستين. وبينما تؤكد السلطات الأمريكية عدم توجيه أي اتهامات حتى الآن، فإن عودة اسم ترامب في هذه القضية الحساسة تثير الكثير من الأسئلة لدى الرأي العام، خاصة مع اقتراب الانتخابات، وتجدد الاهتمام بماضي الشخصيات المؤثرة في المشهد السياسي الأمريكي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب نيويورك تايمز إبستين أمريكا يورونيوز
إقرأ أيضاً:
ماذا دار في اجتماع وزارة العدل الأمريكية مع شريكة إبستين في تهمة الاتجار بالجنس؟
في تطور جديد يعيد تسليط الضوء على شبكة الاتجار الجنسي التي كان يديرها رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين، اجتمع مسؤول بارز في وزارة العدل الأمريكية، الخميس الماضي، مع غيلين ماكسويل، الشريكة الأساسية لإبستين والمدانة بتهم الاتجار في الجنس، وذلك وسط تصاعد الضغوط السياسية والشعبية على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لكشف الوثائق المرتبطة بالقضية.
وعُقد اللقاء في مدينة تالاهاسي بولاية فلوريدا، حيث تقضي ماكسويل (63 عاماً) عقوبة السجن لمدة 20 عاماً بعد إدانتها بمساعدة إبستين في استغلال فتيات قاصرات.
وأفاد محاميها، ديفيد ماركوس، لشبكة "سي بي إس نيوز"، بأن اللقاء استمر طوال اليوم، مضيفاً أن موكلته أجابت عن "كل الأسئلة دون استثناء"، واصفاً الاجتماع بأنه "خطوة إيجابية".
وكان نائب المدعي العام، تود بلانش، قد أبدى في وقت سابق رغبته في لقاء ماكسويل للاستماع إلى أي معلومات تملكها بشأن شخصيات قد يكون إبستين ساعدهم في ارتكاب انتهاكات جنسية.
وأعرب محامي ماكسويل عن "امتنانه" لجدية وزارة العدل في متابعة القضية بعد سنوات من الإهمال.
اسم ترامب يتصدر العناوين
ويأتي الاجتماع في خضم تجدد الجدل حول علاقة إبستين بشخصيات نافذة، من بينهم الرئيس دونالد ترامب، بعد أن كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن اسم ترامب ورد في مستندات تابعة لوزارة العدل مرتبطة بالقضية، خلال إفادة قدمتها المدعية العامة بام بوندي إلى ترامب في أيار/ مايو الماضي.
ورغم نفي البيت الأبيض صحة تلك التقارير ووصفها بـ"الأخبار الكاذبة"، إلا أن الضغوط تصاعدت على إدارة ترامب من قبل مؤيديه وأعضاء في الكونغرس للمضي قدمًا في الإفراج عن ما يُعرف بـ"قائمة عملاء" إبستين. وتعهّد ترامب سابقًا خلال حملته الانتخابية بالكشف الكامل عن ملفات القضية، إلا أن هذا الوعد لم يُنفّذ، مما أثار موجة استياء في الأوساط المحافظة.
وفي هذا السياق، أصدرت لجنة الرقابة في مجلس النواب، التي يهيمن عليها الجمهوريون، أمراً باستدعاء غيلين ماكسويل للإدلاء بشهادتها عن بُعد من السجن في 11 آب/ أغسطس القادم، بينما صوّتت لجنة فرعية أخرى على استدعاء وزارة العدل لتقديم الملفات ذات الصلة بالقضية.
وحذر رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، من الوثوق بشهادة ماكسويل، بالنظر إلى ماضيها في التعاون مع إبستين، لكن محاميها شدد على أن موكلته "ستقدّم شهادة صادقة" إذا قررت الإدلاء بها، رافضاً الاتهامات المسبقة بأنها غير موثوقة.
رفض الإفراج عن وثائق هيئة المحلفين
في خطوة اعتُبرت مؤشراً على استمرار التعتيم، رفض قاضٍ في ولاية فلوريدا، الأربعاء الماضي، طلب وزارة العدل بنشر شهادات لجنة المحلفين الكبرى المتعلقة بتحقيق أُجري عام 2006 بشأن إبستين.
وجاء هذا الطلب ضمن محاولة جديدة لإضفاء مزيد من الشفافية على التحقيقات السابقة، إلا أن القرار القضائي أعاد القضية إلى المربع الأول.
ومنذ وفاة إبستين في زنزانته في نيويورك عام 2019 في ظروف وُصفت بأنها "انتحار"، لم تهدأ نظريات المؤامرة حول طبيعة وفاته، وشبكة علاقاته المعقدة، وسط اتهامات لأجهزة استخباراتية وسياسية بالتستر على حقيقة ما جرى.
هل كان إبستين عميلا استخباراتيا؟
في إطار الجدل المستمر، نفت مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية، تولسي غابارد، وجود أي دليل على أن جيفري إبستين كان عميلاً استخباراتيا، محليا أو أجنبيا. وخلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، أكدت غابارد أنها "لم تطّلع على أي معلومات تثبت ذلك"، مضيفة: "إذا طرأ أي شيء يغير ذلك، فسندعم الكشف عنه".
لكن هذه التصريحات لم تمنع استمرار التكهنات، خاصة بعد أن صرّح نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق، دان بونجينو، العام الماضي، بأن لديه معلومات موثوقة تفيد بأن إبستين كان بمثابة "مصدر استخباراتي" لإحدى دول الشرق الأوسط، دون تقديم أدلة ملموسة.
رغم مرور سنوات على انتحار إبستين المفترض والغامض، لا تزال قضيته تطارد النخبة السياسية والمالية في الولايات المتحدة، وتثير تساؤلات حول مدى تورط شخصيات نافذة في واحدة من أكبر شبكات الاستغلال الجنسي في العصر الحديث.