في تطور جديد يعيد تسليط الضوء على شبكة الاتجار الجنسي التي كان يديرها رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين، اجتمع مسؤول بارز في وزارة العدل الأمريكية، الخميس الماضي، مع غيلين ماكسويل، الشريكة الأساسية لإبستين والمدانة بتهم الاتجار في الجنس، وذلك وسط تصاعد الضغوط السياسية والشعبية على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لكشف الوثائق المرتبطة بالقضية.



وعُقد اللقاء في مدينة تالاهاسي بولاية فلوريدا، حيث تقضي ماكسويل (63 عاماً) عقوبة السجن لمدة 20 عاماً بعد إدانتها بمساعدة إبستين في استغلال فتيات قاصرات. 

وأفاد محاميها، ديفيد ماركوس، لشبكة "سي بي إس نيوز"، بأن اللقاء استمر طوال اليوم، مضيفاً أن موكلته أجابت عن "كل الأسئلة دون استثناء"، واصفاً الاجتماع بأنه "خطوة إيجابية".


وكان نائب المدعي العام، تود بلانش، قد أبدى في وقت سابق رغبته في لقاء ماكسويل للاستماع إلى أي معلومات تملكها بشأن شخصيات قد يكون إبستين ساعدهم في ارتكاب انتهاكات جنسية. 

وأعرب محامي ماكسويل عن "امتنانه" لجدية وزارة العدل في متابعة القضية بعد سنوات من الإهمال.

اسم ترامب يتصدر العناوين
ويأتي الاجتماع في خضم تجدد الجدل حول علاقة إبستين بشخصيات نافذة، من بينهم الرئيس دونالد ترامب، بعد أن كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن اسم ترامب ورد في مستندات تابعة لوزارة العدل مرتبطة بالقضية، خلال إفادة قدمتها المدعية العامة بام بوندي إلى ترامب في أيار/ مايو الماضي.

ورغم نفي البيت الأبيض صحة تلك التقارير ووصفها بـ"الأخبار الكاذبة"، إلا أن الضغوط تصاعدت على إدارة ترامب من قبل مؤيديه وأعضاء في الكونغرس للمضي قدمًا في الإفراج عن ما يُعرف بـ"قائمة عملاء" إبستين. وتعهّد ترامب سابقًا خلال حملته الانتخابية بالكشف الكامل عن ملفات القضية، إلا أن هذا الوعد لم يُنفّذ، مما أثار موجة استياء في الأوساط المحافظة.

وفي هذا السياق، أصدرت لجنة الرقابة في مجلس النواب، التي يهيمن عليها الجمهوريون، أمراً باستدعاء غيلين ماكسويل للإدلاء بشهادتها عن بُعد من السجن في 11 آب/ أغسطس القادم، بينما صوّتت لجنة فرعية أخرى على استدعاء وزارة العدل لتقديم الملفات ذات الصلة بالقضية.

وحذر رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، من الوثوق بشهادة ماكسويل، بالنظر إلى ماضيها في التعاون مع إبستين، لكن محاميها شدد على أن موكلته "ستقدّم شهادة صادقة" إذا قررت الإدلاء بها، رافضاً الاتهامات المسبقة بأنها غير موثوقة.


رفض الإفراج عن وثائق هيئة المحلفين
في خطوة اعتُبرت مؤشراً على استمرار التعتيم، رفض قاضٍ في ولاية فلوريدا، الأربعاء الماضي، طلب وزارة العدل بنشر شهادات لجنة المحلفين الكبرى المتعلقة بتحقيق أُجري عام 2006 بشأن إبستين. 

وجاء هذا الطلب ضمن محاولة جديدة لإضفاء مزيد من الشفافية على التحقيقات السابقة، إلا أن القرار القضائي أعاد القضية إلى المربع الأول.

ومنذ وفاة إبستين في زنزانته في نيويورك عام 2019 في ظروف وُصفت بأنها "انتحار"، لم تهدأ نظريات المؤامرة حول طبيعة وفاته، وشبكة علاقاته المعقدة، وسط اتهامات لأجهزة استخباراتية وسياسية بالتستر على حقيقة ما جرى.

هل كان إبستين عميلا استخباراتيا؟
في إطار الجدل المستمر، نفت مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية، تولسي غابارد، وجود أي دليل على أن جيفري إبستين كان عميلاً استخباراتيا، محليا أو أجنبيا. وخلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، أكدت غابارد أنها "لم تطّلع على أي معلومات تثبت ذلك"، مضيفة: "إذا طرأ أي شيء يغير ذلك، فسندعم الكشف عنه".

لكن هذه التصريحات لم تمنع استمرار التكهنات، خاصة بعد أن صرّح نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق، دان بونجينو، العام الماضي، بأن لديه معلومات موثوقة تفيد بأن إبستين كان بمثابة "مصدر استخباراتي" لإحدى دول الشرق الأوسط، دون تقديم أدلة ملموسة.

رغم مرور سنوات على انتحار إبستين المفترض والغامض، لا تزال قضيته تطارد النخبة السياسية والمالية في الولايات المتحدة، وتثير تساؤلات حول مدى تورط شخصيات نافذة في واحدة من أكبر شبكات الاستغلال الجنسي في العصر الحديث. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ماكسويل الاتجار في الجنس ترامب امريكا ترامب ماكسويل ابستين الاتجار في الجنس المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وزارة العدل

إقرأ أيضاً:

الجاهل عدو نفسه (ترامب نموذجا)

جيفري إبستين، رجل أعمال وملياردير أمريكي، كان معروفًا بعلاقاته الواسعة مع عدد من الشخصيات البارزة في الأوساط المالية والسياسية والثقافية. ثم وفي نيسان/ أبريل 2005، فتحت شرطة بالم بيتش بولاية فلوريدا تحقيقًا مع إبستين بعد بلاغ من أحد الآباء حول استدراجه لابنته البالغة من العمر 14 عامًا  إلى الفراش، نظير مبلغ مالي، وتم اعتقاله وتقديمه للمحاكمة، وصدر بحقه حكم بالسجن لعامين، ثم تم الافراج عنه بعد 13 شهرا، بموجب صفقة مع وزارة العدل، تسمح له بمزاولة عمله، مع البقاء تحت الرقابة القضائية، وفيما تلا ذلك من سنوات تقدم 36 من ذوي فتيات قاصرات ببلاغات ضد ابستين، يتهمونه بالاعتداء الجنسي عليهن، وكشفت التحقيقات أن ابستين كان يدير خلية للاتجار بالفتيات القاصرات، اللواتي كان يقدمهن لمجموعة مختارة من "ضيوفه"، وأودع السجن في تموز يوليو 2019، في انتظار جلسة النطق بالحكم عليه، وتم العثور عليه ميتا في السجن بعدها بنحو شهر، وقال تقرير الطب الشرعي، إنه مات منتحرا بشنق نفسه.

مايكل فرانزيسي، وهو رئيس عصابة، كان نزيل نفس السجن الذي كان فيه ابستين، أبلغ الصحفي في قناة نيوز نيشن الأمريكية برايان انتين، أنه قضى سبعة أشهر في الزنزانة التي كان ابستين نزيلها، وأنه لا يمكن لشخص أن ينتحر شنقا في مثل تلك الزنزانة، "فلا شيء في السقف أو الباب أو السرير يجعل شنق النفس ممكنا" حسب قوله، ومن ثم راجت معلومات بأن الرجل مات مخنوقا وليس شنقا، وعزز هذه الفرضية أن ابستين كان خاضعا للرقابة بكاميرات تلفزيون في زنزانته، وعندما أفرجت وزارة العدل الأمريكية عن شريط الفيديو للحظات الأخيرة في حياة ابستين، قبل أيام، كانت هناك فجوة مدتها دقيقتان وأربعون ثانية في الشريط، بالضبط عند "النقطة" التي كان ينبغي أن تكشف عن كيفية موته.

ثم دخل المريب، الذي يكاد يقول: خذوني، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خط القضية، عندما هدد بمقاضاة صحيفة وول ستريت جيرنال، بزعم أنها أشانت سمعته، عندما قالت إنه قدم لابستين بطاقة يهنئه فيها بعيد ميلاده، بها صورة فتاة عارية تماما، ولكنه لم يفعل رغم تمسك الصحيفة بموقفها، وإعلانها أنها لا تمانع في المثول أمام القضاء، لعرض البطاقة موضوع القضية المرتقبة.

ثم كان ما كان من أمر وزيرة العدل بام بوندي، التي كانت قد صرّحت في وقت سابق من هذا العام، بأن لديها "قائمة بعملاء إبستين"، أي شركاءه في جرائم التغرير بالقاصرات، على مكتبها، ولكن ما أن علت أصوات المطالبين بنشر ما يسمى بملفات ابستين، والتي تحوي تلك القائمة، كي يعرف الرأي العام ما إذا كان ترامب مدرجا فيها، حتى أصدرت بوندي مذكرة رسمية تقول فيها إن "مثل هذه القائمة لا وجود لها"، وكما كان متوقعا فقد بادر ترامب إلى الإعراب عن دعمه القوي لبوندي، قائلاً إنها تعاملت مع المسألة بشكل جيد.

تتألف القاعدة الجماهيرية لترامب في معظمها من أنصاف المتعلمين، والمتعصبين المسيحيين، والعنصريين الاستعلائيين، ومثل هذه الفئة، يغرّها المدح ويؤلمها القدح بقوة، ومن ثم فإن وصف ترامب لهم بالضعف والجهل، والانجرار خلف "دعاية" الحزب الديمقراطي- وهي اتهام بالغباء، أحدث شرخا في صفوف الجمهوريين، وبهذا فإن ترامب بنرجسيته المعهودة وجهالته الجهلاء، قلب أقوى مناصريه إلى خصوم، وهكذا يكون الجاهل عدوا لنفسهما أقلق مرقد ترامب، هو أن أصواتا جهيرة لمناصريه من جماعة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا"، أعلنت عبر مختلف المنابر والمنصات أن إخفاء ترامب ووزيرة العدل لـ"القائمة" أمر مريب، يلقي ظلالا كثيفة من الشك على ترامب نفسه، فما كان من الأخير إلا أن وصف أنصاره أولئك بـ"الضعفاء"، لتصديقهم ما وصفه بـ"خدعة" الديمقراطيين بشأن جيفري إبستين، الذي سبق أن مول بسخاء حملة ترامب الانتخابية عام 2016، وقال إنه لم يعد يرغب في دعمهم السياسي، ووصفهم ب"أنصاري السابقين الذين لم يتعلموا، ولن يتعلموا الدرس".

وكان رد فعل أنصار ترامب قويا وبليغا، فقد توافدت مجموعات كبيرة منهم الى نقاط مختلف في مختلف الولايات، وأحرقوا قبعات عليها شعار "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا"، التي قام ترامب بالترويج لتسويقها لحسابه الخاص. ثم تدافع نواب في الحزب الجمهوري الذي أوصل ترامب الى البيت الأبيض، لمطالبة وزيرة العدل بوندي بنشر ملفات ابستين "لنعرف ما إذا كان ترامب فعلا من زبائن حفلات ابستين الماجنة".

واستشعر ترامب الخطر، وخطل تصريحاته الاستفزازية، وأعلن الخميس الماضي، أنه سيتم نشر ملفات ابستين ،التي سبق أن أعلنت وزيرة العدل بوندي أنها تخلو من أسماء المتواطئين مع ابستين في جرائمه، ولكن لات ساعة مندم، فقد وقع الفأس على الرأس سلفا، وبدأت الهجرات الجماعية بعيدا عن تحالف "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا" الذي قدم لترامب شيكا على بياض، ولم يحتج عندما أصدر قراراته الرعناء بالدخول في حرب اقتصادية ضد جميع دول العالم، ولا على مشاركته لإسرائيل في هجومها على إيران، بل صفق لمطالبته بضم كندا وجزيرة غرينلاند إلى الولايات المتحدة، والاستيلاء على قناة بنما.

تتألف القاعدة الجماهيرية لترامب في معظمها من أنصاف المتعلمين، والمتعصبين المسيحيين، والعنصريين الاستعلائيين، ومثل هذه الفئة، يغرّها المدح ويؤلمها القدح بقوة، ومن ثم فإن وصف ترامب لهم بالضعف والجهل، والانجرار خلف "دعاية" الحزب الديمقراطي- وهي اتهام بالغباء، أحدث شرخا في صفوف الجمهوريين، وبهذا فإن ترامب بنرجسيته المعهودة وجهالته الجهلاء، قلب أقوى مناصريه إلى خصوم، وهكذا يكون الجاهل عدوا لنفسه.

مقالات مشابهة

  • ترامب يهرب من جدل إبستين في واشنطن إلى رحلة مليئة بالغولف في اسكتلندا
  • ماذا طلب وزير الماليّة من كتاب العدل؟
  • وسط محاولات خلاص ترامب من التهمة المشينة.. مسئول قانوني أمريكي يستجوب شريكة إبستين
  • الجاهل عدو نفسه (ترامب نموذجا)
  • فضيحة إبستين تعصف بواشنطن.. صمت الضحايا وتحوّلات عميقة | تقرير
  • أزمة جديدة لترامب.. سي أن أن تبث تسجيلات تظهر ترامب مع إبستين
  • الغارديان: ترامب موجود في ملفات وزارة العدل عن تاجر الجنس إبستين
  • إتجار بالبشر وتحـ.رش بالأطفال... ترامب يواجه ضغوطًا جمة بسبب إبستين
  • مصادر لـCNN: وزيرة العدل الأمريكية أبلغت ترامب بوجود اسمه في ملفات جيفري إبستين