دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)--  أعلنت الفنانة الأميركية إيمي شيرالد إلغاء معرض كبير لأعمالها كانت ستُقيمه في "المعرض الوطني للصور الشخصية"، التابع لمؤسسة سميثسونيان، مشيرة إلى وجود رقابة على إحدى لوحاتها التي تُصوّر تمثال الحرية، وقد استوحتها من فنانة متحوّلة جنسيًا.

وتُعد شيرالد من أبرز الرسّامات المعاصرات في الولايات المتحدة.

وقد نالت شهرة كبيرة بعد رسمها الصورة الرسمية لميشيل أوباما في العام 2018. تُعرف بأعمالها التي تُجسّد الحياة اليومية للأميركيين السود باستخدام أسلوب "غريزاي" (درجات الرمادي) مع خلفيات زرقاء واسعة. 

المعرض الذي يحمل عنوان "السموّ الأميركي" كان مرتقبًا في سبتمبر/ أيلول المقبل ، وقد جال بالفعل على عدد من المتاحف، بدءًا من متحف سان فرانسيسكو للفن الحديث، ثم متحف ويتني للفن الأميركي في نيويورك، حيث يُعرض حاليًا. وخلال افتتاحه بنيويورك، حضرت الفنانة أريوا بَسِت، التي استوحت منها لوحة "تحويل الحرية" (Trans Forming Liberty)، والتقطت صورًا مع شيرالد أمام العمل الفني.

وفي بيان لها، أفادت شيرالد إنها أُبلغت من قبل المعرض الوطني للصور بأن "هناك مخاوف أُثيرت داخليًا" بشأن اللوحة.

وتابعت شيرالد: "هذه المخاوف أدّت إلى نقاشات حول إزالة العمل من المعرض. ورغم أنه لا يمكن تحميل المسؤولية لفرد واحد، من الواضح أن الخوف المؤسّسي، المتأثّر بالمناخ السياسي العام المعادي لحياة المتحوّلين جنسيًا، كان له دورًا في ذلك."

لوحة إيمي شيرالد "تحويل الحرية" التي رسمتها عام 2024 كانت محور النزاع بين شيرالد والمعرض الوطني للصور.Credit: Kevin Bulluck/Courtesy the artist/Hauser and Wirth

من جهته، صرّح متحدّث باسم مؤسسة سميثسونيان بأن المتحف اقترح إضافة فيديو لتوفير سياق للوحة، قبل أن تتخذ شيرالد قرارها النهائي بسحب معرضها بالكامل. وقد تواصلت CNN مع ممثل عن صالة عرض شيرالد، Hauser & WirthK للحصول على تعليق بشأن مقترح الفيديو.

وبحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز (أكّد ممثل المعرض دقته)، قالت الفنانة إن الفيديو لم يكن مكمّلًا للوحة بل كان سيُعرض بدلاً منها، وتضمّن وجهات نظر معادية للمتحوّلين جنسيًا.

وقالت شيرالد لصحيفة نيويورك تايمز:"كان من شأن الفيديو أن يفتح النقاش حول قيمة الظهور العابر جنسيًا، وأنا كنت أعارض تمامًا أن يكون ذلك جزءًا من سردية معرض ‘American Sublime’."

وأضافت أن هذا التوجّه يُناقض جوهر رسالتها الفنية، التي تتمحور حول تمثيل التجارب الإنسانية بكرامة ووضوح من دون شروط أو تفسيرات تبريرية.

بورتريه إيمي شيرالد للسيدة الأميركيّة الأولى السابقة ميشيل أوباما كان نقطة انطلاق الفنانة نحو الشهرة.Credit: Tiffany Sage/BFA.com/Courtesy Whitney Museum of American Art

إلغاء شيرالد لمعرضها يُعدّ أحدث أزمة تضرب مؤسسة سميثسونيان، في وقتٍ تحاول فيه المتاحف التابعة لها التكيّف مع الضغوط والتدخلات المتزايدة من إدارة الرئيس دونالد ترامب في ولايته الثانية.

وقد أُسست المؤسسة بموجب قانون صادر عن الكونغرس في العام 1846، لكنها تجد نفسها اليوم في مواجهة توجهات أيديولوجية جديدة فرضتها إدارة  الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي قامت في الأشهر الماضية بتقليص حقوق المتحوّلين جنسيًا بشكل منهجي، بالتوازي مع اتخاذ خطوات تهدف إلى كبح أو عكس سياسات الشمول العرقي والجندري في المدارس والمتاحف والمؤسسات العسكرية.

ففي شهر مارس/ آذار، وقّع الرئيس ترامب أمرًا تنفيذيًا يطالب بإدخال تغييرات على محتوى معارض وفعاليات مؤسسة سميثسونيان، مشيرًا في نص القرار إلى أن المؤسسة "روّجت لسرديات تصوّر القيم الأمريكية والغربية على أنها بطبيعتها ضارة وقمعية".

كما منح ترامب في القرار نائب الرئيس جيه دي فانس صلاحية إيقاف التمويل الحكومي لأي "معارض أو برامج تسيء إلى القيم الأمريكية المشتركة، أو تُحدث انقسامًا بين الأمريكيين على أساس العرق، أو تروّج لبرامج أو أيديولوجيات لا تتماشى مع القانون والسياسات الفيدرالية".

خسر المعرض الوطني للصور (National Portrait Gallery) مديرته كيم ساجيت في شهر يونيو/ حزيران، عندما قدّمت استقالتها بعد أسابيع فقط على إعلان الرئيس ترامب نيّته إقالتها، رغم أن الرئيس لا يملك على ما يبدو أي صلاحية قانونية مباشرة للتحكم في تعيين أو إقالة قيادة المتحف.

كان من المقرّر أن يقام المعرض الضخم للفنانة إيمي شيرالد في المعرض الوطني للصور حتى فبراير/ شباط 2026، ويضمّ أعمالاً بارزة مثل بورتريه السيدة الأميركيّة الأولى السابقة ميشيل أوباما، وبريونا تايلور، إلى جانب إعادة تصورها الشهيرة لمشهد "قبلة يوم النصر" بعدسة ألفريد آيزنشتادت لكن من منظور علاقة بين شخصين من ذات الجنس، ضمن حوالي 50 مشهداً يعكس الهوية الأميركية.

لوحة "تحويل الحرية" إلى جانب حوالي 50 عملاً فنياً آخر، تُعرض حالياً في متحف ويتني.Credit: Tiffany Sage/BFA.com/Courtesy Whitney Museum of American Art

وفي ما يتعلّق بلوحتها "Trans Forming Liberty" (تحولات في مفهوم الحرية)، ورد في بيان شيرالد: "هذه اللوحة موجودة كي تُفسِح المجال لشخص تمّ تسييس إنسانيته والتغاضي عنها. لا يمكنني أن أمتثل بضمير مرتاح لثقافة الرقابة، خصوصًا عندما تستهدف مجتمعات هشّة، في وقت يُشرَّع فيه ضد الأشخاص المتحولين جنسياً، ويُسكتون ويُعرّضون للخطر في أنحاء البلاد، فإنّ الصمت ليس خيارًا."

أمريكارسمفنونمتاحفمعارضنشر السبت، 26 يوليو / تموز 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: رسم فنون متاحف معارض جنسی ا

إقرأ أيضاً:

المجلس الوطني الفلسطيني يؤكد ثقته بالدور الريادي لمصر بقيادة الرئيس السيسي

ثمن رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، الجهود المتواصلة التي تبذلها مصر من أجل تأمين إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، إلى النازحين والمحاصرين الذين يعانون من التجويع منذ أكثر من 22 شهرا في قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل.

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية وفا؛ فقد قال فتوح في بيان، له اليوم الجمعة، :  أن المساعي المصرية نجحت خلال الـ24 ساعة الماضية، في إدخال عدد من شاحنات المساعدات، ما يعكس التزام مصر الثابت والدائم تجاه القضية الفلسطينية العادلة، ودورها التاريخي والمركزي في دعم نضال الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية. 

اعبر فتوح عن ثقته في مصر  ببذل الجهد الدبلوماسي، والضغط على المجتمع الدولي وعلى الاحتلال الإسرائيلي، من أجل تأمين تدفق كافة المستلزمات الطبية، والمواد الغذائية وحليب الأطفال إلى قطاع غزة، والعمل على إفشال سياسة التجويع الممنهجة، وحرمان المدنيين من أبسط مقومات الحياة.

وشدد المسؤول الفلسطيني ثقته بالدور الريادي والفاعل لمصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي. 

وختم : نعول على قدرة مصر في ممارسة مزيد من الضغط السياسي والدبلوماسي لوقف العدوان الظالم، والتصدي للمخططات الرامية إلى تهجير أبناء قطاع غزة، كما تصدت من قبل لكل المشاريع التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.

الاحتلال يسمح للدول الأجنبية بإسقاط المساعدات جوا لغزة ابتداء من اليوممحمد عبد الغني: ضمان استمرار تدفق المساعدات المصرية لغزة حتمي حفاظًا على حياة الفلسطينيينالقاهرة الإخبارية: الوفد الإسرائيلي يدرس رد حماس.. والمساعدات تدخل غزةمصدر مصري: دخول 161 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة من معبري زكيم شمال القطاع وكرم أبو سالممصدر مصري: دخول 161 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ الأمس طباعة شارك مصر المجلس الوطني الفلسطيني الرئيس السيسي مساعدات إنسانية إغاثية القضية الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • متحدث الحكومة: المعرض الوطني للتصنيع خطوة مهمة لتعزيز المكون المحلي
  • عقوبات أمريكية جديدة على كوريا الشمالية.. وترامب يلوّح بإحياء المفاوضات
  • المجلس الوطني الفلسطيني يؤكد ثقته بالدور الريادي لمصر بقيادة الرئيس السيسي
  • جدال وتوتر خلال اجتماع ترامب ورئيس المركزي الأميركي
  • محكمة أمريكية ترفض قرار ترامب بإلغاء حق الجنسية بالولادة
  • ترامب يزيد الضغط على باول بزيارة المركزي الأميركي
  • محكمة أمريكية تُلغي قرار ترامب بإلغاء «حق الجنسية بالولادة»
  • الرئيس الفرنسي يقاضي مشهورة أمريكية ادعت أن زوجته “رجل متحول”
  • محكمة أمريكية تلغي قرار ترامب بشأن تحديد الجنسية عند الولادة