ناسا تقترب من إطلاق الطائرة إكس-59.. خطوة ثورية لكسر حاجز الصوت بلا ضجيج (شاهد)
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
توشك وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" على تحقيق ما يوصف بـ"الإنجاز النوعي" في عالم الطيران، ، وذلك مع اقتراب لحظة الإقلاع الأولى للطائرة التجريبية "إكس-59"، التي توصف بكونها تمهّد لعصر جديد من السفر الجوي الأسرع من الصوت، دون الضجيج الذي كان يرافق هذه السرعة في السابق، ما قد يعيد النظر في قيود الطيران التي سادت لعقود.
وأعلنت "ناسا"، عبر بيان رسمي، أن الطائرة قد خضعت في 10 تموز/ يوليو الجاري لاختبارات أرضية على أحد مدارج كاليفورنيا، حيث أجرت تجربة تحرك بطيء باستخدام محركها الخاص، في إطار سلسلة من الاختبارات النهائية التي تسبق الإقلاع الفعلي، وهو المقرر أن يتم في وقت لاحق من هذا العام.
ووفقاً للوكالة، ستواصل "إكس-59" تسريع حركتها تدريجياً على المدرج خلال الأسابيع المقبلة، إلى أن تصل إلى سرعات قريبة من سرعة الإقلاع، دون التحليق فعلياً، في مرحلة يُراد منها التحقق من كفاءة أنظمتها الديناميكية والمحرك، قبل دخولها الأجواء.
Supersonic without the boom: The #X59 revealed at @LockheedMartin Palmdale, CA. 1/12/2024 @NASAaero @NASA https://t.co/6YSWV87ksL pic.twitter.com/5OqhlI8ZeY — Rob Mayeda (@RobMayeda) January 12, 2024
نحو سفر أسرع.. وأكثر هدوءاً
تم تطوير الطائرة في إطار "مهمة كويست" بالشراكة مع شركة "لوكهيد مارتن"، وتستهدف إحداث نقلة نوعية في النقل الجوي، من خلال تقليص مدة الرحلات الطويلة وتقليل الانبعاثات الضوضائية المصاحبة لاختراق حاجز الصوت.
وتشير تقديرات "ناسا" إلى أن الطائرة ستكون قادرة على قطع المسافة بين نيويورك ولندن، خلال 3 ساعات ونصف فقط، ما يفتح الباب أمام نموذج جديد من السفر العابر للقارات، يُمكن المسافرين من تناول الإفطار في نيويورك ووجبة خفيفة في لندن، قبل منتصف اليوم.
وتتميز "إكس-59" بتصميم انسيابي يبلغ طوله 100 قدم (نحو 30 متراً)، وعرض جناحين يصل إلى 30 قدماً، بينما جاء أنف الطائرة طويلًا ومدببا بشكل خاص لتقليل موجات الصدمة الناتجة عن اختراق جدار الصوت، بحيث لا يتعدى صوتها في الأرض "طرقة خفيفة"، رغم قدرتها على التحليق بسرعة 1488 كيلومترا في الساعة.
منذ العام 1973، حظرت الولايات المتحدة، ومعها دول أخرى، الطيران الأسرع من الصوت فوق اليابسة، بسبب ما يسببه "الانفجار الصوتي" من إزعاج وضغوط على البنية التحتية والبيئة السمعية للسكان.
لكن "ناسا" تأمل في أن تُحدث "إكس-59" تحولا جذريا في هذا المجال، من خلال تقديم طائرة تُحقق سرعة تتجاوز الصوت مع ضجيج منخفض قابل للتحمل، ما قد يعيد فتح المجال الجوي أمام الطيران الأسرع من الصوت بشكل تجاري، للمرة الأولى منذ عقود.
هل تعود "الكونكورد" بشكل جديد؟
يرى البعض أن "إكس-59" تمثّل الجيل الجديد من الطائرات الأسرع من الصوت، خلفا لطائرة "الكونكورد" الفرنسية-البريطانية، التي عرفت بين عامي 1976 و2003 بأنها أسرع طائرة ركاب في التاريخ، بسرعة قد بلغت 2172 كيلومترا في الساعة، وقطعت المحيط الأطلسي في أقل من ثلاث ساعات.
لكن "الكونكورد" توقّفت بشكل نهائي عن الخدمة جرّاء ارتفاع تكاليف التشغيل، وتأثير الضوضاء على السكان، وأيضا بعد حادث تحطم مميت عام 2000 عزّز المخاوف المرتبطة بالسلامة.
اليوم، ومع "إكس-59"، تسعى "ناسا" إلى إعادة إحياء حلم الطيران الأسرع من الصوت، ولكن بوجه جديد أكثر استدامة وهدوءاً، في ظل سعي عالمي متزايد نحو حلول نقل جوية تجمع بين السرعة والراحة والمسؤولية البيئية.
ورغم أن "إكس-59" لا تهدف في مرحلتها الحالية إلى تشغيل تجاري فوري، فإنّ نجاحها قد يفتح الباب أمام سلسلة من الطائرات الأسرع من الصوت التي يمكن أن تُحدِث ثورة في سوق الطيران المدني خلال العقد المقبل.
وتراهن "ناسا" على أنّ بيانات الطائرة واختبارات الضوضاء المصاحبة لها ستُقنع الجهات التنظيمية، بما فيها إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، بإعادة النظر في الحظر المفروض على هذا النوع من الطيران، لتكون "إكس-59" بوابةً نحو مستقبل أسرع وأكثر سلاسة في السفر الجوي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا ناسا الطيران حاجز الصوت ناسا الطيران حاجز الصوت اكس 59 المزيد في تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأسرع من الصوت
إقرأ أيضاً:
المراقبة الجوية في مرمى الاتهام.. أجواء أوروبا الموحدة تفشل في مواجهة تأخيرات الطيران 2025
كشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) في تقرير حديث أن تأخيرات المراقبة الجوية في أوروبا تضاعفت خلال العقد الماضي، ما تسبب في اضطرابات واسعة للمسافرين وشركات الطيران.
المراقبة الجوية تضع أوروبا في مأزقوبحسب التقرير الذي أصدره الاتحاد الدولي للنقل الجوي، ارتفعت تأخيرات إدارة تدفق الحركة الجوية (ATFM) في أوروبا بنسبة 114% بين عامي 2015 و2024، رغم أن الزيادة في عدد الرحلات لم تتجاوز 6.7% خلال الفترة ذاتها. ولا تشمل هذه الأرقام التأخيرات الناتجة عن الأحوال الجوية، كما تم استبعاد رحلات الإلغاء المرتبطة بإضرابات المراقبين الجويين.
ووفقاً لإياتا، فإن نقص الموظفين والقيود على السعة التشغيلية يشكّلان السبب الأكبر وراء هذه التأخيرات، وهي مشكلات معروفة منذ سنوات ولم تُعالج بالشكل الكافي، خصوصاً في فرنسا وألمانيا. ولفت التقرير إلى أن مزوّدي خدمات الملاحة الجوية في هذين البلدين يتحمّلون مسؤولية أكثر من 50% من إجمالي التأخيرات المسجّلة.
وقال ويلي والش، المدير العام لإياتا: “نحن نشهد اليوم نتيجة إخفاق أوروبا في السيطرة على منظومة المراقبة الجوية.
حتى لو شهد عام 2025 تحسناً طفيفاً مقارنة بعام 2024، فإن ذلك لا يغيّر حقيقة التدهور المستمر منذ عشر سنوات. لقد وُعدت شركات الطيران والمسافرون بسماء أوروبية موحّدة تقلل التأخيرات وتخفض استهلاك الوقود عبر مسارات أكثر كفاءة. لكن ما حدث هو العكس تماماً؛ فقد تضاعفت التأخيرات، بينما تستمر النقاشات حول زيادة أعباء تعويضات الركاب EU261، في حين يبقى السبب الجوهري وهو المراقبة الجوية بلا مساءلة. وهذا أمر غير مقبول بكل المقاييس.”
7.2 مليون رحلة جوية في أوروبا تأخرت خلال 2025أظهر تقرير إياتا، أن 7.2 مليون رحلة تعرضت لتأخيرات بين 2015 وأكتوبر 2025، منها 6.4 مليون رحلة تأخرت 30 دقيقة أو أقل، و700 ألف رحلة تأخرت أكثر من 30 دقيقة.
وبلغت التأخيرات في عام 2024 نحو 30.4 مليون دقيقة، مقارنة بـ 14.2 مليون دقيقة عام 2015، كما شهد شهرا يوليو وأغسطس وحدهما نحو 38% من إجمالي التأخيرات.
أشار تقرير إياتا إلى أن 87% من التأخيرات في 2024 نتجت عن نقص الموظفين والقدرات التشغيلية لدى مقدمي خدمات الملاحة الجوية.
فيما ارتفعت التأخيرات المتعلقة بالموظفين وحدها بنسبة 201.7% منذ 2015.
وشكّلت الإضرابات والاحتجاجات نحو 8.8% من إجمالي التأخيرات، مسجلةً 9.8 مليون دقيقة من التأخير خلال العقد، رغم شمول الفترة لسنوات الجائحة التي كادت الحركة الجوية تتوقف فيها بالكامل.
نوهت إياتا أن الأرقام الذي توصل إليها هذا التقرير تم احتسابها حتى نهاية 2024 أو حتى أكتوبر 2025.