كتائب حزب الله العراقي تحذر من تحركات نحو سوريا وتطالب بانسحاب القوات الأمريكية
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
حذّر أبو علي العسكري، المسؤول الأمني في كتائب حزب الله العراقي، اليوم الأربعاء، من ما وصفه بـ"تسرب محدود" لبعض العراقيين من المناطق الغربية نحو الأراضي السورية، تحت عنوان "الفزعة"، لدعم النظام السوري بقيادة الرئيس أحمد الشرع.
وأوضح العسكري أن هذه التحركات الفردية، وإن بدت محدودة، قد تفتح الباب أمام مزيد من التدخلات غير المنضبطة، داعيًا القوات الأمنية العراقية إلى مراقبة تلك الحالات والتعامل معها بحزم، حتى لا تتحول إلى ظاهرة تنتشر خارج الأطر الرسمية والسياسية، وتُستخدم لتأجيج التوترات الإقليمية أو لإدخال العراق مجددًا في صراعات عابرة للحدود.
وفي ملف لا يقل حساسية، كشف العسكري عن اتفاق جرى بين حركة المقاومة الإسلامية في العراق ورئيس الحكومة محمد شياع السوداني بشأن انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي العراقية.
سوريا والسعودية توقعان 44 اتفاقية استثمارية بقيمة 6 مليارات دولار
أكسيوس: واشنطن ترعى لقاء بين سوريا وإسرائيل غدًا الخميس
وأشار إلى أن الموعد المتفق عليه لتنفيذ الاتفاق لا يتبقى عليه سوى شهرين فقط، غير أن الواقع الميداني، بحسب قوله، لا يشير إلى أي تغير ملموس في وضع هذه القوات "التي لا تزال محتلة" على حد تعبيره.
وأكد أن الاتفاق يشمل انسحاب القوات الأمريكية من قيادة العمليات المشتركة العراقية، ومطار بغداد الدولي، وكذلك قاعدة عين الأسد الجوية، إضافة إلى سحب جميع أنواع الطائرات الأمريكية من الأجواء العراقية، بما في ذلك الطائرات المسيّرة والمقاتلة.
تحذير أخير للحكومةوجّه العسكري تحذيرًا صريحًا لرئيس الوزراء، قائلاً: "لقد أعطينا الحكومة وقتًا كافيًا وزيادة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، ويجب الالتزام الكامل بذلك، وإلا سيكون لنا رأي آخر وتحرك مختلف"، في تهديد مبطن يُفهم منه أن الكتائب قد تعود إلى خيارات ميدانية إذا لم تُلبَ مطالبها.
تصعيد محتمل وتداعيات داخليةتصريحات العسكري تضع الحكومة العراقية أمام اختبار سياسي وأمني دقيق، بين ضغوط الفصائل المسلحة الرافضة للوجود الأجنبي، والتوازنات الإقليمية والدولية التي تحكم علاقات بغداد بالتحالف الدولي بقيادة واشنطن.
كما أن التحذير من تسرب مقاتلين إلى سوريا يعيد إلى الأذهان مخاوف سابقة من تحول الأراضي العراقية إلى نقطة انطلاق لتدخلات خارجية غير خاضعة لسيادة الدولة، وهو ما قد يُستخدم لتشويه صورة العراق أو إعادة إدراجه في دوائر الاتهام بزعزعة الأمن الإقليمي.
وتعكس هذه التصريحات حجم الاحتقان الكامن داخل بعض القوى العراقية المسلحة، التي ترى أن الوقت قد حان لإنهاء الوجود الأمريكي بالكامل، وتطبيق ما تعتبره استحقاقًا وطنيًا طال انتظاره.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كتائب حزب الله العراقي الرئيس أحمد الشرع مطار بغداد الدولي قاعدة عين الأسد الجوية سوريا الأراضي العراقية القوات الأمریکیة
إقرأ أيضاً:
فيدان: رصدنا تحركات انفصالية في سوريا ونساعد الحكومة على بناء جيشها
كشف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن بلاده رصدت تحركات في سوريا بعد الصراع الذي جرى بين عشائر البدو والدروز بمحافظة السويداء جنوب البلاد، ما دفعها إلى إطلاق تحذير للأطراف الانفصالية، مؤكدا أهمية سوريا بالنسبة للأمن القومي التركي.
وأشار فيدان، في لقاء تلفزيوني أمس الجمعة، لـ قناة "إن تي في" التركية المحلية، إلى أنّ تركيا حذرت من أنها ستتدخل لمنع تقسيم سوريا بعد رصدها استغلال مجموعات ما جرى في السويداء، قائلا: "وجب علينا إطلاق تحذير وفعلنا، لأننا نريد وحدة سوريا وسلامتها".
ولفت فيدان إلى أن تركيا ودول عدة أكدت مرات عدة على ضرورة احترام الحكومة السورية هوية كافة أطياف الشعب ومراعاة حقوقهم، مبينا أنه لا يجب لأي جهة أن تحمل السلاح خارج سلطة الدولة.
وأضاف أن تركيا بعثت الرسائل نفسها إلى إسرائيل عبر قنوات استخبارية ومحادثات مع محاورين آخرين، مشيرا الى أنه "لا يجوز لأحد المساس بسلامة أراضي سوريا ولا ينبغي أن تُشكل تهديدا لأي دولة في منطقتها، ولا ينبغي لأي دولة أن تُشكل تهديدا لها".
وعن الاشتباكات التي اندلعت في السويداء في 13 يوليو/تموز، قال فيدان "بصراحة، نرى أن إسرائيل تعرقل جهود الحكومة المركزية للتدخل بشكل محايد في الصراع بين البدو والدروز. وكان اعتراضنا الإستراتيجي على ذلك على وجه الخصوص".
وفي 13 يوليو/تموز الجاري، اندلعت اشتباكات مسلحة بين عشائر بدوية ومجموعات درزية بالسويداء، أعقبتها تحركات للقوات الحكومية نحو المنطقة لفرض الأمن، لكنها تعرضت لهجمات من مجموعات درزية مسلحة خارجة على القانون أسفرت عن مقتل عشرات الجنود.
وأوضح الوزير التركي، أن الرئيس السوري أحمد الشرع طبّق سياسة شاملة تجاوزت التوقعات، مؤكدا ضرورة عدم انحياز الحكومة المركزية لأي طرف في النزاعات المحتملة بين الجماعات، بل عليها التدخل، ومعاقبة المسؤولين عند ثبوت تورطهم.
إعلانوأشار إلى أنّ سوريا تشهد انطلاق عملية بدعم من تركيا ودول المنطقة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مضيفا "كنا نرى دائمًا أن هناك جهات يمكن أن تستفيد من تقسيم سوريا، ومن عدم استقرارها، ومن عدم تعافيها، وأنهم يرغبون في أن تظل سوريا تتخبط في حفرة اليأس والإحباط والسلبية".
ولفت فيدان، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صرح أنه ليس لديه رأي إيجابي للغاية بشأن استقرار سوريا.
وفي إطار مساعيها لاحتواء الأزمة، أعلنت الحكومة السورية 4 اتفاقات لوقف إطلاق النار بالسويداء، كان آخرها في 19 يوليو/تموز الجاري.
ولم تصمد اتفاقات وقف إطلاق النار الثلاثة الأولى طويلا، إذ تجددت الاشتباكات يوم 18 يوليو/تموز، إثر قيام مجموعة تابعة لحكمت الهجري، وهو أحد مشايخ عقل الدروز في السويداء، بتهجير عدد من أبناء عشائر البدو وممارسة الانتهاكات عليهم.
واستغلت إسرائيل الاضطرابات في السويداء، وصعدت عدوانها على سوريا، حيث شنت غارات مكثفة على 4 محافظات، تضمنت مقر هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي في دمشق.
الاتفاق مع الكردوعن توقيع الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي اتفاقا في 10 مارس/آذار الماضي أكد وزير الخارجية التركي أن بلاده تنتظر تنفيذ الاتفاق.
وقال "نريد أن يسير الأمر في أجواء إيجابية. نريد أن يخطو الأكراد خطوة نحو سوريا جديدة، يشعر فيها الجميع بالمساواة، دون سفك دماء أو معاناة، وتُصان فيها هويتهم وحقوقهم، وخاصة ممتلكاتهم ومواطنتهم وثقافتهم".
وفي 10 مارس/آذار الماضي، وقّع الرئيس الشرع، ومظلوم عبدي، اتفاقا لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز، وتأكيد وحدة أراضي سوريا، ورفض التقسيم.
التعاون الدفاعيوعن التعاون المحتمل بين تركيا وسوريا في مجال الدفاع، أوضح فيدان أنه "لا يوجد شيء أكثر طبيعية من التعاون بين البلدين في مجال الدفاع، وخاصة في مكافحة الإرهاب"، وأكد أن سوريا تحتاج إلى دعم ومساعدة فنية جدية في إعادة هيكلة مؤسسات الدولة الأساسية، وخاصة القوات المسلحة.
وأشار فيدان إلى أنه من غير الممكن توفير الأمن والنظام والخدمات إذا لم يتم إعادة هيكلة مؤسسات الدولة في سوريا، وقال إن هناك مشكلات في الصحة، والتعليم والنقل والطاقة وأن أنقرة تسعى، بالتعاون مع دول المنطقة، إلى معالجتها شيئا فشيئا.
وأضاف الوزير التركي، على القوات المسلحة السورية الوصول إلى مستوى معين من القدرة في مرحلة ما لحماية حدودها، ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، ومكافحة الإرهاب، ومنع التهديدات الأخرى في المنطقة؟
والأربعاء أعلنت وزارة الدفاع التركية، أن الحكومة السورية طلبت دعما رسميا من أنقرة لتعزيز قدراتها الدفاعية ومكافحة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الدولة.