حذّرت وكالة التصنيف الائتماني "موديز" من استمرار ارتفاع كلفة خدمة الدين في كينيا، في ظل اعتماد الحكومة المتزايد على السوق المحلية لتمويل العجز في الميزانية، وهو ما يعمّق الضغوط على ملاءة البلاد المالية.

وأشارت "موديز" -في تقرير لها- إلى أن كينيا تُعد من بين أعلى الدول عالميا من حيث نسبة كلفة الفائدة إلى الإيرادات، إذ تشكّل مدفوعات الفائدة نحو ثلث العائدات الحكومية السنوية، مما يعكس عبئا ماليا متزايدا.

وحسب التقرير، فإن الحكومة الكينية تعتمد على السوق المحلية لتغطية نحو ثلثي احتياجاتها التمويلية، أي ما يعادل قرابة 4% من الناتج المحلي الإجمالي سنويا، مما يؤدي إلى ضعف القدرة على تحمّل الدين ويؤثر في التصنيف الائتماني للبلاد.

خريطة كينيا (الجزيرة)

وخلال عرضه للموازنة أمام البرلمان الشهر الماضي، حدّد وزير المالية جون مبادي العجز المتوقع للسنة الحالية بـ4.8% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بـ5.7% العام الماضي. بيد أن "موديز" حذّرت من احتمال تجاوز هذا الهدف نتيجة ضغوط مالية حادة، من أبرزها ضعف هيكل الإيرادات وعدم تحقيق الحكومة أهدافها في جمع الضرائب.

وبالتوازي مع ذلك، تواجه نيروبي تحديا إضافيا يتمثل في سداد التزامات خارجية سنوية تصل إلى 3.5 مليارات دولار، مما يستلزم التوصل إلى برنامج تمويلي جديد مع صندوق النقد الدولي خلال الأشهر المقبلة.

وكان محافظ البنك المركزي، كاماو ثوجي، قد أشار إلى أن جولة جديدة من المحادثات مع الصندوق ستُعقد في سبتمبر/أيلول المقبل، في محاولة للتوصل إلى اتفاق يُعزز ثقة المستثمرين ويُسهم في تخفيف كُلفة الاقتراض الخارجي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

تشخيص من البرلمان والبنك للأزمة.. غياب موازنة حكومية وفقدان الإيرادات

في أحدث التصريحات الرسمية حول الأزمة الاقتصادية، كشف رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، بأن الموارد التي تحصلها الحكومة تُغطي فقط 40% من موازنتها بعد توقف تصدير النفط جراء هجمات مليشيا الحوثي.

وقال العليمي، في حوار مع قناة "صدى البلد" المصرية، إن استهداف مليشيا الحوثي لموانئ تصدير النفط تسبب بخسارة الحكومة لـ70% من الإيرادات، ما "تسبب بدخول المجلس الرئاسي في أزمة اقتصادية وما زال يعاني من آثارها الاقتصادية حتى اليوم"، بحسب العليمي.

وفي حين تحدث العليمي عن عمل الرئاسي والحكومة على تنمية الموارد المحلية، إلا أنه قال بأن ذلك يُغطي نحو 40% فقط من موازنة الدولة، وما تبقى "يُقدَّم لنا من السعودية والإمارات في دعم الرواتب والمشتقات النفطية".

ورغم الإجماع الرسمي من قبل الشرعية طيلة الفترة الماضية على التأكيد بأن وقف تصدير النفط جراء هجمات مليشيا الحوثي هو سبب الأزمة، إلا أن مواقف وتصريحات صدرت خلال الساعات الماضية من أهم الجهات الرسمية سلطت الضوء على جوانب أخرى للأزمة.

أولى هذه المواقف ما نشره الصحفي فتحي بن لزرق على صفحته في "فيس بوك"، لخص فيه تفاصيل لقائه بمحافظ البنك، أحمد غالب المعبقي، في مقر البنك بعدن، للاستيضاح من قيادة البنك حول الوضع الاقتصادي وأسباب انهيار العملة المحلية بالمناطق المحررة.

وبحسب ما نشره بن لزرق، أشار المعبقي، في بداية حديثه، إلى أن من أبرز المشاكل التي واجهتها الحكومة الشرعية هي توقف تصدير النفط، وقال إن ذلك أرهق كاهل الدولة وجعلها تواجه التزامات تفوق قدراتها.

إلا أن حديث محافظ البنك تطرق إلى جوانب مهمة للأزمة، حيث أشار إلى أن الحكومة تعمل منذ 2019 دون ميزانية رسمية، وهو ما صعّب – وفق المحافظ – من مهام الحكومة وأربك أداء مؤسساتها، مؤكدًا أن وجود ميزانية حقيقية لدى الحكومة سيمكنها من معرفة واجباتها والتزاماتها والتخطيط المالي السليم.

محافظ البنك تحدث عما أسماها "واحدة من أعقد المعضلات"، والمتمثلة في أن موارد الدولة لا تصل كاملة إلى البنك المركزي، "بل يذهب جزء كبير منها إلى محلات صرافة أو يُصرف خارج الأطر دون رقابة، وأن ما يصل للبنك لا يغطي 25% من الالتزامات".

وفي تصريح صادم، تصدّر الحديث على مواقع التواصل الاجتماعي، كشف محافظ البنك أن أكثر من (147 مؤسسة حكومية إيرادية) لا تخضع لأي رقابة حقيقية، ولا يعرف البنك المركزي أين تذهب إيراداتها، مضيفًا أن بعض المحافظات تعبث بمواردها، وتتصرف بها خارج الأطر القانونية، دون تخطيط، ودون مراعاة للأولويات الملحة.

وقال محافظ البنك إن بعض المحافظات تدير ميزانيات وصرفيات خاصة بها، لا تخضع لأي تقييم حقيقي ولا رقابة من الحكومة، وما يتبقى من الفتات يُرسل للبنك، بينما تُحمّله في الوقت ذاته مسؤولية تغطية كافة التزاماتها، دون مراعاة للموارد الموردة إلى خزينة الدولة، ولا للتمويل المتاح من مصادر غير تضخمية.

وفي الوقت الذي أشعلت فيه تصريحات محافظ البنك المركزي جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، جاءت مواقف رسمية أخرى لتؤكد ما قاله المحافظ، فيما يتعلق بالإيرادات والموازنة، وعلاقتها بالأزمة الحادة التي تعاني منها المناطق المحررة حاليًا.

هذه المواقف جاءت في مضامين الخبر الرسمي الذي نشره الموقع الرسمي لمجلس النواب، حول الاجتماع الذي عقدته هيئة رئاسة مجلس النواب ورؤساء الكتل البرلمانية، عبر تقنية الاتصال المرئي، برئاسة رئيس المجلس سلطان البركاني، خلال يومي الأربعاء والخميس، لمناقشة عمل اللجان البرلمانية المكلفة بالنزول الميداني.

الاجتماع، الذي جاء على خلفية ما تعرضت له اللجنة البرلمانية المكلفة بالنزول الميداني لتقصي الحقائق في محافظات (حضرموت – المهرة – سقطرى) يوم الاثنين الماضي، في مدينة المكلا، تطرق إلى الحديث عن الأزمة الاقتصادية الراهنة.

حيث أشارت هيئة رئاسة المجلس ورؤساء الكتل البرلمانية إلى أن "حالة العجز عن تسديد المرتبات أو توفير الخدمات ناتجة عن النهب المنظم الذي تقوم به بعض الجهات، ولا تورد المبالغ الخاصة بالدولة إلى الخزينة العامة، وصارت كل جهة تتصرف بمزاجها وتتخذ قرارات على هواها، ما أوصل البلد إلى هذا الوضع الذي لا يُحسد عليه".

محذرين بالقول: "ما لم تكن هناك إجراءات وعقاب ومحاسبة، فإن الوضع سيتفاقم، وسيتسع الخرق على الراقع، وسيزداد عبث المؤسسات الإيرادية والجهات المتنفذة التي فرضت لنفسها جبايات غير قانونية، وسينهار الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي نتيجة كل تلك العوامل المدمرة لأي بلد وجدت فيه".

وأكدت هيئة رئاسة المجلس ورؤساء الكتل البرلمانية، في اجتماعها، بأن بقاء الحكومة تعمل بدون رؤية أو برنامج يخضع للمراقبة والمحاسبة لا يمكن القبول به، داعية إلى التزام الحكومة بتقديم برنامجها وموازنتها العامة وحساباتها الختامية بكل شفافية، وعرضها على مجلس النواب.


مقالات مشابهة

  • موديز ترفع التصنيف الائتماني لتركيا
  • محافظ بنك عدن يكشف: 147 مؤسسة تتهرب من الرقابة وتحجب الإيرادات عن الدولة
  • تشخيص من البرلمان والبنك للأزمة.. غياب موازنة حكومية وفقدان الإيرادات
  • إعلام عبري يفضح حيلة إسرائيلية لمواجهة الضغوط الدولية بسبب مجاعة غزة
  • محمود محيي الدين: مصر خرجت من غرفة الانعاش وعليها إعلان خطة تنموية شاملة
  • محمود محيي الدين: مصر خرجت من غرفة الانعاش.. وعلينا توسيع حجم التحالفات
  • واشنطن تعلن التزامها بوقف إطلاق النار لتسهيل الجهود الإنسانية في غزة
  • ناقد فني: ثقة المشاهد بالأفلام السعودية لها تأثير كبير في ارتفاع الإيرادات المالية
  • الدين العام في بلجيكا يسجل 106.8% من الناتج المحلي الإجمالي