أكد وزير الخارجية الألماني، يوهان فادفول، أن بلاده "لن تغير موقفها الداعم لإسرائيل"، مشدداً على أن ألمانيا "منحازة تماماً لتل أبيب"، ولا يمكنها لعب دور الوسيط في أي مفاوضات بينها وبين حركة "حماس".

وفي مقابلة مع صحيفة "تسايت" الألمانية، نُشرت الأربعاء، برر فادفول امتناع بلاده عن التوقيع على البيان الدولي الصادر هذا الأسبوع، عن 25 دولة بينها بريطانيا وفرنسا وكندا، والذي أدان تجويع المدنيين في غزة وتهجيرهم وقتلهم على يد القوات الإسرائيلية، قائلاً: "لدينا التزام لا ينتهي تجاه الدولة اليهودية، ولا أحد يمكنه أن يطلب منا التخلي عن إسرائيل".



برلين خارج الإجماع الدولي
ودعا البيان الذي وقّعته أغلب القوى الغربية الاثنين الماضي، صراحة إلى "إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، ووقف عمليات القتل الوحشي، وتقطير المساعدات الإنسانية"، في ظل استمرار المجاعة وسقوط المزيد من الضحايا المدنيين.


ورغم ذلك، اختارت ألمانيا عدم التوقيع، وهو ما فسره الوزير الألماني بـ"انحياز بلاده التام لإسرائيل"، التي اعتبر أنها "مهددة من إيران والحوثيين وحزب الله وحماس".

وأوضح فادفول أن "الوساطة بين إسرائيل وحماس تتطلب حيادية، وهذا ما لا نملكه"، مضيفاً: "نحن نقف إلى جانب إسرائيل، ولن نكون وسيطاً مناسباً في هذه الحرب".

وزعم أن حركة "حماس" تستخدم الفلسطينيين كـ"ورقة مساومة"، مدعياً أن الانتقادات الموجهة له بشأن غزة "لا تأخذ في الاعتبار التهديدات الأمنية الحقيقية التي تواجهها إسرائيل"، حسب تعبيره.
 
برلين تبرر تسليح الاحتلال الإسرائيلي
ويأتي هذا الموقف في سياق تصاعد الجدل حول دور ألمانيا في تمويل وتسليح جيش الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما مع اتساع رقعة الجرائم في غزة، وتزايد الأدلة على وقوع "إبادة جماعية"، وفق توصيف محكمة العدل الدولية.

ففي جلسة استماع عقدتها محكمة العدل الدولية في 9 نيسان/أبريل 2024 ٬ اعترف محامو الحكومة الألمانية بتزويد الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة، لكنهم دافعوا عن الموقف الرسمي، مؤكدين أن "كل شحنة تخضع لتقييم قانوني دقيق، وأن صادرات الأسلحة تتماشى مع القانون الدولي"، نافين تهمة التواطؤ في الإبادة الجماعية.

ورغم أن عدداً من الدول الأوروبية أوقف شحنات الأسلحة إلى الاحتلال٬ خوفاً من استخدامها في ارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي، إلا أن برلين واصلت الدعم العسكري، في خطوة وُصفت بأنها "مشاركة مباشرة في الجرائم".


ويحذر حقوقيون من أن إدانة الاحتلال الإسرائيلي في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة الإبادة الجماعية في غزة، قد تمتد آثارها القانونية إلى الدول التي زودتها بالأسلحة، وفي مقدمتها ألمانيا، ما قد يجعلها "شريكة في الجريمة"، إذا ثبت أن الأسلحة ساهمت في ارتكاب الفظائع.

يُذكر أن حرب الإبادة المتواصلة في غزة، والتي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي كامل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أسفر حتى الآن عن أكثر من 202 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومجاعة حصدت أرواح العشرات، بحسب وزارة الصحة في غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية فادفول الوسيط حماس غزة المانيا حماس غزة وسيط فادفول المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی فی غزة

إقرأ أيضاً:

تحرك عربي ضد الكنيست الإسرائيلي في الاتحاد البرلماني الدولي

فلسطين – طالب البرلمان العربي الاتحاد البرلماني الدولي باتخاذ موقف حازم تجاه خرق الكنيست للمبادئ التي يقوم عليها العمل البرلماني الدولي، مطالبا بتجميد عضويته في الاتحاد فورا.

وأدان البرلمان العربي بأشد العبارات مصادقة الكنيست الإسرائيلي على فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، معتبرا هذه الخطوة تمثل عدوانا تشريعيا سافرا على حقوق الشعب الفلسطيني.

وأكد البرلمان العربي -في بيان رسمي له- أن هذا القرار يمثل تصعيدا خطيرا ينسف أي أفق لحل الدولتين، وينتهك بصورة صارخة القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرارات مجلس الأمن رقم 242 و 338 و 2334.

وأكد رئيس البرلمان العربي محمد بن أحمد اليماحي أن تمرير مثل هذه “التشريعات العنصرية” في الكنيست يشكل تهديدا مباشرا للسلم والأمن الدوليين، ويعكس إصرار “دولة الاحتلال” على استكمال مخططاتها الاستعمارية وتكريس نظام الفصل العنصري، تحت غطاء قانوني زائف، في تحدٍ صارخ لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وللنظام الدولي القائم على احترام القانون الدولي وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.

ودعا اليماحي الاتحاد البرلماني الدولي إلى “اتخاذ موقف حازم تجاه خرق كنيست كيان الاحتلال” للمبادئ التي يقوم عليها العمل البرلماني الدولي، مطالبا بتجميد عضويته في الاتحاد فورا، باعتباره مؤسسة تشريعية تشرعن الاحتلال والاستيطان وتقوض الأسس الديمقراطية التي يرتكز عليها النظام البرلماني العالمي.

وطالب رئيس البرلمان العربي برلمانات العالم بعدم الاعتراف بأي مخرجات تشريعية صادرة عنه تمس الوضع القانوني للأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل على فرض عقوبات برلمانية ضد الأعضاء الذين يصوتون لصالح مشاريع الضم والاستيطان، بوصفهم شركاء مباشرين في تقويض القانون الدولي وتكريس منظومة الاحتلال والفصل العنصري.

وأكد رئيس البرلمان العربي، على الدعم الكامل للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها مدينة القدس، مشددا على ضرورة توحيد المواقف البرلمانية الدولية لوقف هذا الانفلات التشريعي في كنيست كيان الاحتلال، وفضح ممارساته المشينة أمام كافة المحافل الدولية.

ويدعو قرار الكنيست الإسرائيلي الأخير، الذي تم التصويت عليه في 23 يوليو، إلى فرض “السيادة الإسرائيلية” على الضفة الغربية وغور الأردن، وهو ما يُعتبر خطوة تمهيدية لضم هذه الأراضي المحتلة، وحظي بتأييد 71 عضوًا مقابل معارضة 13 عضوًا في الكنيست.

وينص القرار على أن الضفة الغربية تشكل «جزءًا لا يتجزأ من الوطن التاريخي للشعب اليهودي”، ويدعو الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ خطوات استراتيجية لتثبيت هذا “الحق التاريخي” لتحقيق الأمن القومي، ومع ذلك، القرار ليس ملزما قانونيا، ولا يفرض خطوات تنفيذية مباشرة، لكنه يعكس توجها سياسيا متشددًا يهدف إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية.

وتأتي هذه الخطوة في سياق تصاعد الدعوات الإسرائيلية لضم الضفة، حيث سبق أن وجه 14 وزيرا من حزب الليكود ورئيس الكنيست، أمير أوحانا، رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يطالبونه بالتصديق الفوري على الضم، وينظر إلى هذا القرار على أنه جزء من استراتيجية أوسع تشمل تعزيز الاستيطان، مصادرة الأراضي، تهجير الفلسطينيين، وعزل المناطق الفلسطينية عن بعضها، بهدف تغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي على الأرض.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • تايمز: إسرائيل في خطر حقيقي من فقدان الدعم الدولي
  • تظاهرة في برلين ضد التجويع الإسرائيلي بغزة
  • تحرك عربي ضد الكنيست الإسرائيلي في الاتحاد البرلماني الدولي
  • باراك: إسرائيل تحولت لدولة منبوذة.. والحل الوحيد لإنقاذها هو العصيان المدني
  • وزير خارجية أمريكا: قرار ماكرون بالاعتراف بدولة فلسسطين لا يخدم سوى حماس
  • وزير خارجية إيرلندا: أطفال غزة يموتون والمجتمع الدولي صامت
  • الرئيس الإسرائيلي خلال زيارة للجنود في غزة: نحن دولة تلتزم بالقانون الدولي
  • وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يهدد مجددا: سنفتح أبواب الجحيم على غزة إذا لم تبرم صفقة
  • وزير المالية الإسرائيلي: آن أوان إغلاق باب المفاوضات واحتلال غزة بشكل كامل