الحكومة: بروتوكول تعاون لتقديم 100 منحة دراسية لمتفوقي الثانوية العامة بمحافظات الصعيد
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
كتب- محمد سامي:
شهد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم، بمقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، مراسم توقيع بروتوكول تعاون بهدف تقديم 100 منحة دراسية كاملة بفروع الجامعات الأجنبية بالعاصمة الإدارية لخريجي الثانوية العامة المتفوقين من أبناء محافظات الصعيد، بحضور د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وذلك تنفيذاً لتوجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بإتاحة الفرصة أمام الطلاب المتفوقين الحاصلين على شهادة الثانوية العامة المصرية بمحافظات الصعيد، للدراسة بفروع الجامعات الأجنبية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك في إطار مبادرة "100 حلم للمستقبل .
وقام بالتوقيع على بروتوكول التعاون كُل من: المهندس خالد عباس، رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، والدكتور محمد حلمي الغر، القائم بأعمال أمين عام مجلس شؤون فروع الجامعات الأجنبية، ورؤساء فروع الجامعات الأجنبية بالعاصمة الإدارية الجديدة ممثلين عن تلك الأفرع، وهم: وصلاح حجازي، مدير عام الجامعة الألمانية الدولية، ومُعتز السيد غانم، رئيس مؤسسة جلوبال الجامعية، المستضيفة لجامعة هيرتفوردشاير الانجليزية، والدكتور رامي سلام، رئيس الجامعة الكندية ممثلاً عن مجلس أمناء الجامعات الكندية بمصر، والدكتور محمود هاشم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الجامعات الأوروبية في مصر، المستضيفة لفرعي جامعة لندن وجامعة لانكشاير، وإيهاب فاروق، القائم بأعمال رئيس مؤسسة جامعات المعرفة الدولية المستضيفة لفرعي جامعة كوفنتري وفرع جامعة نوفا.
وثَّمن رئيس الوزراء هذه المُبادرة التي تدعم دور الدولة تجاه الصعيد حيث تتيح لأبنائه فرصاً تعليمية متطورة بجامعات ذات سمعة عالمية متميزة أقامت فروعها بالعاصمة الإدارية الجديدة، معتبراً أن ذلك يُعزز اهتمام الدولة برعاية الطلاب المتفوقين والارتقاء بقدراتهم من أجل الاستثمار في مستقبل هذا الوطن.
وصرح الدكتور أيمن عاشور، بأن بروتوكول التعاون يُجسد التكامل بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وشركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، وأفرع الجامعات الأجنبية المُنضمة للمبادرة لصالح الطلاب المتفوقين، من منطلق المسؤولية الاجتماعية للأطراف المُشاركة لخدمة المجتمع قضايا التنمية، حيث يستهدف تقديم الدعم لأبناء الصعيد وتأهيلهم بتعليم مُتميز يمكنهم من أداء دور فاعل في تحقيق التنمية المُستدامة.
وأوضح وزير التعليم العالي أن الاتفاق يقدم 100 منحة دراسية لأوائل الثانوية العامة من أبناء محافظات الصعيد في مختلف البرامج والتخصصات العلمية، اعتباراً من العام الدراسي المقبل 2023/2024، بواقع 20 منحة دراسية من كل جامعة، بحيث يتم قبول الطلاب وفقًا لمعايير القبول الخاصة بكل جامعة.
وأضاف الوزير أن الطلاب الذين سيدرسون بأفرع الجامعات الأجنبية بالعاصمة الإدارية، سيحصلون على شهادة من الجامعة الأم، وهذه الشهادة مُعادلة من المجلس الأعلى للجامعات، مع وجود ضوابط تمنع تقدم الطالب للحصول على منحة في أكثر من جامعة، حتى لا يتم استبعاده من الحصول على أي منح، لافتاً إلى أن وزارة التعليم العالي خصصت رابطًا مركزيًا إلكترونيًا يمكن للطالب من خلاله الاطلاع على كافة الشروط الخاصة بالتقديم لكل جامعة، وكذلك روابط التقديم لكل جامعة مُشاركة في برنامج المنح، والرابط هو:
(هنا)
من جانبه أكد المهندس خالد عباس، رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، أن هذا الاتفاق يأتي تنفيذاً لمبادرة "100 حلم للمستقبل.. التعليم بالعاصمة الإدارية " من منطلق المسئولية المجتمعية التي تحرص عليها الشركة وتسعى لأن يصل مردودها الإيجابي للأسرة المصرية، مضيفًا أن تكلفة كل منحة ستكون مُناصفة بين الجامعة وشركة العاصمة، كما ستقوم الشركة بتحمل تكلفة الإقامة والإعاشة والانتقالات للطلاب.
وأضاف "عباس" أن خمسة من أفرع الجامعات الأجنبية الموجودة بالعاصمة الإدارية تشارك في هذا البروتوكول، وتشمل: الجامعة الألمانية الدولية، ومؤسسة جلوبال (جامعة هيرتفوردشاير)، ومؤسسة الجامعات الكندية، ومؤسسة الجامعات الأوروبية في مصر، ومؤسسة جامعات المعرفة الدولية (كوفنتري - نوفا).
وأشار المهندس خالد عباس، إلى أن العاصمة الإدارية الجديدة أصبحت تتمتع بعدد من الجامعات العالمية التي لها سُمعة متميزة، وهو ما يُسهم في سرعة تنمية المدينة، وكذا جذب السُكان لها، مؤكداً أن الشركة تُقدم التيسيرات المختلفة للمشروعات التنموية المتنوعة.
من جانبهم أعرب ممثلو الجامعات الأجنبية بالعاصمة الإدارية الجديدة، عن سعادتهم بالمشاركة ضمن هذه المبادرة التي تُجسد المسئولية المجتمعية لتلك الكيانات التعليمية الكبرى، لافتين إلى أن المنح المقدمة من كل جامعة ستشمل مختلف البرامج والتخصصات المُقررة لتلبية كافة الاحتياجات التعليمية للطلاب المستحقين المتقدمين لنيل تلك المنح.
وأشار ممثل مؤسسة الجامعات الكندية أنها ستشارك بطرح 20 منحة في عدة برامج متميزة تشمل: بكالوريوس الهندسة المستدامة، وتضم تخصصات "الميكاترونكس، والهندسة الحيوية، وهندسة الطاقة المتجددة" وكذا بكالوريوس العلوم في الرياضيات وعلوم الحاسب، وتضم تخصصات "علوم الحاسب الآلي، التخصص في علوم الألعاب، علوم الحاسب الآلي وتحليل الأعمال والبيانات"، وبكالوريوس إدارة الأعمال BBA وتضم تخصصات (المحاسبة، المالية، الدعاية والإعلان، الإدارة والتنظيم، ريادة الأعمال).
وأضاف ممثل مؤسسة جلوبال الجامعية أنها ستطرح بجامعة هيرتفوردشاير 20 منحة في عدة برامج مميزة تشمل: البرامج الطبية، مثل "العلاج الطبيعي، الصيدلة" والبرامج الهندسة وتضم تخصصات "الهندسة الميدانية، الهندسة الميكانيكية والميكاترونكس"، وبرامج علوم الحاسب "علوم الحاسب (الذكاء الاصطناعي)"، وبرامج العلوم الإنسانية وتضم تخصصات "التسويق باستخدام التواصل الرقمي، الإعلام" وبرامج الفنون الابتكارية وتضم تخصصات "التصميم الرقمي للإعلام، العمارة الداخلية والتصميم").
كما أشار ممثل مؤسسة جامعات المعرفة الدولية، المُستضيفة لفرعي جامعة كوفنتري البريطانية ونوفا البرتغالية، إلى أنها ستطرح 20 منحة في عدة برامج مميزة، حيث يقدم فرع جامعة كوفنتري البريطانية منحًا في البرامج التالية: (الهندسة المدنية، الهندسة الميكانيكية، الهندسة الكهربائية والإلكترونية، الحوسبة، علوم الحاسب، القرصنة والأمن السيبراني، الإعلام الرقمي، التصميم الجرافيك، العمارة الداخلية والتصميم، الأعمال والتسويق، إدارة الأعمال، إدارة الأعمال والموارد البشرية)، بينما يقدم فرع جامعة نوفا البرتغالية منحًا في البرامج التالية: (الإدارة، الهندسة البيئية، الهندسة الصناعية والإدارة، إدارة المعلومات، تطبيق الرياضيات على إدارة المخاطر).
وأوضح ممثل مؤسسة الجامعات الأوروبية في مصر، المُستضيفة لفرعي جامعة لندن ووسط لانكشاير أنه سيتم طرح 20 منحة في عدة برامج مميزة، ويقدم فرع جامعة وسط لانكشاير منحًا في البرامج الهندسية (الهندسة الميكانيكية، هندسة السيارات الرياضي، الميكاترونكس والأجهزة الذكية، الهندسة باستخدام الحاسوب)، ويقدم فرع جامعة لندن منحًا من خلال كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، وذلك في البرامج التالية (الاقتصاد والتمويل، الأعمال والإدارة، السياسة والعلاقات الدولية، الاقتصاد والسياسة)، وتقدم كلية جولد سميث منحًا في علوم الحاسبات (تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي، تطوير الويب والهاتف المحمول، الحوسبة المادية وانترنت الأشياء، تطوير الألعاب، الواقع الافتراضي، تجربة المستخدم)، ويقدم التحالف الأكاديمي (كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، كلية بيركبك، الكلية الملكية، كلية الملكة ماري، كلية الدراسات الشرقية والإفريقية، كلية لندن الجامعية) منحًا في القانون، وتقدم الكلية الملكية في لندن برنامجًا في علم النفس.
وأوضح ممثل الجامعة الألمانية الدولية أنها ستطرح ضمن المبادرة 20 منحة في عدة برامج مميزة بكليات (الهندسة، الهندسة المعمارية، كلية التكنولوجيا الحيوية، كلية المعلوماتية وعلوم الكمبيوتر، كلية إدارة الأعمال وبرنامج معلوماتية الإدارة، كلية التصميم، كلية الهندسة الصيدلية والتكنولوجيا).
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: قائد فاجنر متحور كورونا بريكس تنسيق الجامعات فانتازي سعر الذهب أمازون الطقس سعر الدولار الحوار الوطني تمرد فاجنر أحداث السودان سعر الفائدة مصطفى مدبولي الحكومة متفوقي الثانوية العامة بالعاصمة الإداریة الجدیدة العاصمة الإداریة الجدیدة الثانویة العامة مؤسسة الجامعات التعلیم العالی إدارة الأعمال علوم الحاسب منحة دراسیة فی البرامج فرع جامعة رئیس مجلس منح ا فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
هارفارد ترفض إملاءات ترامب: المال مقابل الولاء؟
يحمل شعار جامعة هارفارد رسمًا لثلاثةِ كتبٍ- منها اثنان أعلى الشعار والثالث أدناه- مكتوبٍ عليها أحرف كلمة "فيريتاس" اللاتينية التي تعني الحقيقة لتصبح هذه الكلمة شعارًا يمثّل رسالة تنشرها الجامعة في مختلف بقاع الكرة الأرضية لتصبح حلمًا لكثير من الطلاب للدراسة يومًا ما فيها.
تعود الجذور الدينية لجامعة هارفارد إلى سنة 1639، حيث جاء اسم الجامعة تخليدًا لأحد رجال الدين البارزين جون هارفارد، وتقديرًا لإسهاماته الكبيرة في تأسيس هذه الجامعة العريقة.
واليوم تتصدر جامعة هارفارد قائمة الدفاع عن الحرية الأكاديمية، وحرية التعبير في ضوء التغيرات والضغوط السياسية لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال العديد من المؤسسات الأكاديمية العريقة في الولايات المتحدة.
يحمل الرئيس دونالد ترامب مشروعًا سياسيًا يستهدف معاقل الجامعات الأميركية باعتبارها حواضن فكرية للتيارات اليسارية والليبرالية في الولايات المتحدة الأميركية.
ولطالما اشتكى التيار المحافظ في الحزب الجمهوري الأميركي من تأثير التيارات الليبرالية في مسار العمليات التعليمية الجامعية الأميركية، ولقد جاءت المظاهرات الصاخبة التي شهدتها الجامعات الأميركية بعد حرب 7 أكتوبر/ تشرين الأول سنة 2023 لتزيد من حنق التيارات المحافظة حيال هذه الجامعات.
إعلانلقد جاءت هذه المظاهرات لتعطي التيار اليميني المحافظ في الولايات المتحدة الأميركية فرصة ذهبية لاستهداف هذه المؤسسات تحت دعاوى مكافحة العداء للسامية ولتحقيق توغلٍ لها داخل هذه المؤسسات.
فحوى رسالة ترامب إلى جامعة هارفارد
أرسلت إدارة الرئيس الأميركي ترامب في شهر أبريل/ نيسان الماضي رسالة من حوالي خمس صفحات إلى جامعة هارفارد تشمل العديد من المطالب يجب على الأخيرة تنفيذها لضمان استمرار الدعم الفدرالي المالي للجامعة والذي تقدر قيمته بأكثر من مليارَي دولار أميركي.
طالبت إدارة الرئيس الأميركي جامعة هارفارد رسميًا بإجراء إصلاحات تشمل طريقة إدارة الجامعة والعملية التعليمية برمتها محددةً فترة زمنية هي نهاية شهر أغسطس/ آب من هذا العام الجاري تقوم خلالها الجامعة بإعادة هيكلة أساسية تتوافق مع مضامين هذه الرسالة.
حدّدت الرسالة أهدافًا معينةً للتغيير في إدارة الجامعة تقوّض من خلالها دور الطلاب والأساتذة الجامعيين- غير المثبتين في نظام الجامعة تثبيتًا كاملًا- في قرارات الجامعة الإدارية.
كما تطالب هذه الرسالة الجامعة بإجراء إصلاحات في طريقة التعيين مبنيةً فقط على معايير الكفاءة العلمية دون أخذ اعتبار الأسس المساعدة في إزالة الفوارق الاجتماعية والعرقية والدينية في التوظيف الجامعي.
هذه الأسس من جملة مبادئ عامة تطبّقها المؤسسات العلمية الأميركية-بالإضافة إلى المعايير الأكاديمية الصارمة- منذ إصدار قوانين الحقوق المدنية في منتصف الستينيات من القرن الماضي لضمان إعطاء الأقليات فرصة للارتقاء العلمي والمهني وإصلاح ما أفسدته السياسات العنصرية السابقة في الولايات المتحدة.
كما استهدفت أيضًا هذه الرسالة عملية القبول في الجامعة على مستويي البكالوريوس والدراسات العليا، حيث طالبت الجامعة بأن تمدّ الحكومة الفدرالية بكل البيانات المتعلقة بالقبول حتى تراجعها الأخيرة. وكذلك إجراء إصلاحات أساسية في عملية قبول الطلاب الدوليين وإخطار وزارة الأمن القومي والخارجية الأميركية بأي نشاطات أو تجاوزات أكاديمية أو غيرها لأي طالب من طلاب الجامعة الدوليين، ممّا سيؤثر تأثيرًا كبيرًا في مبادئ الخصوصية التي يتمتع بها الطالب الجامعي عمومًا في أميركا.
إعلانكما تشتمل الرسالة أيضًا على مطالب عديدة تتعلق بإجراء إصلاحات في البرامج الأكاديمية بما فيها برامج دراسات الشرق الأوسط وحقوق الإنسان ودراسات الشرق الأدنى وإخطار الجامعة بأي تمييز ضد أي طالب يهودي أو إسرائيلي خاصةً بعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023.
كما طالبت الرسالة بتشكيل هيئة خارجية مستقلة عن الجامعة لمراجعة وتدقيق الإصلاحات الإدارية المتعلقة بتنوع الآراء في أوساط الطلاب وأساتذة الجامعة والإداريين، في نزعةٍ تهدف لتوطيد التيارات المحافظة داخل الجامعة مما سيشكل تدخلًا سافرًا في استقلالية هذه الجامعة الخاصة وحريتها الأكاديمية وقدرتها على الحفاظ على إرثها التاريخي كأول وأعرق جامعة أميركية.
رفض جامعة هارفارد هذه المطالب
رفضت إدارة جامعة هارفارد مطالب الرئيس الأميركي ترامب، مدركةً أن مثل هذا الرفض سيضع الجامعة في مواجهة مباشرة مع إدارة ترامب، وربما يجلب لها المتاعب والصعوبات الكثيرة، مثل تهديد إدارة الرئيس ترامب بإلغاء امتيازات الإعفاء الضريبي للجامعة كعقابٍ قاسٍ لها.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الجامعات الأميركية الخاصة غير الربحية – مثل جامعة هارفارد، وكذلك المؤسسات الخيرية أيضًا- تخضع لامتيازات الإعفاء الضريبي حتى تمكّنها من القيام بدورها دون تحمل الأعباء الضريبية الباهظة.
كما حاولت إدارة ترامب أيضًا استخدام أسلوب إلغاء تأشيرات الإقامة للطلاب الدوليين كوسيلة للضغط على الجامعات الأميركية، حيث قامت بإلغاء أكثر من ألف تأشيرة إقامة للطلاب الدارسين الدوليين في الولايات المتحدة الأميركية.
ويشكّل الطلاب الدوليون جزءًا أساسيًا لرفد الجامعات الأميركية بالعقول النيرة من كافة أنحاء العالم، وكذلك في رفد ميزانيات الجامعات الأميركية برسوم الطلاب الوافدين التي تعتبر ضعف ما يدفعه الطالب الأميركي العادي.
جاء رفض إدارة جامعة هارفارد مطالب إدارة ترامب في خطاب وجهّه رئيس الجامعة لمجتمعها، مفصّلًا فيه أسباب الرفض، ولكن في الوقت نفسه فقد أقرّ رئيس الجامعة بضرورة عمل إصلاحات تتوافق مع ضرورات المرحلة.
إعلانوأشار رئيس جامعة هارفارد إلى ضرورة قيام الجامعة ببذل المزيد من الجهد والعمل لمكافحة تنامي ظاهرتَي العداء للسامية، وكذلك الإسلاموفوبيا حيث عصفتا بالجامعة خلال السنوات الأخيرة وفقًا لتقريري لجنتين جامعيتين أنشأتهما الجامعة لتقصي هاتين الظاهرتين خصيصَى. تستند جامعة هارفارد إلى أرضية تاريخية ومالية ثابتة في وقوفها في وجه مطالب إدارة ترامب، وهو أمر قد لا يتوفر لبعض الجامعات الأميركية الأخرى.
القوة المالية لجامعة هارفارد
تنتمي جامعة هارفارد إلى مجموعة ما يعرف برابطة اللبلاب وهي مجموعة من الجامعات الأميركية الخاصة ضاربة الجذور أسّس معظمها رجال دين مسيحيون.
تحتل مجموعة جامعات رابطة اللبلاب الأميركية صدارة الجامعات العالمية المرموقة المتميزة بإسهاماتها العلمية العريقة مما يُعدّ مصدرًا أساسيًا لرفد الاقتصاد الأميركي والعالمي بالاختراعات العلمية الحديثة في شتّى مجالات الحياة المختلفة.
ولذلك ليس من المستغرب أن نجد معظم الحاصلين على جوائز نوبل في المجالات العلمية سواءً كانت في الطب أو الاقتصاد أو الكيمياء وغيرها، هم في الغالب أساتذة في الجامعات الأميركية، ويبلغ عددهم حتى الآن أكثر من أربعمئة عالم أميركي.
ويقف وراء سر هذا التقدم العلمي الهائل مصادر مالية ضخمة تتميز بها هذه الجامعات قلّ نظيرها في العالم. تعتمد هذه الجامعات عمومًا على مصادر تمويل ضخمة تشمل بعضها مصادر سنوية مثل الرسوم الدراسية التي يدفعها الطلاب الدارسون بهذه الجامعات، وعلى سبيل المثال تبلغ تكلفة الدراسة الجامعية السنوية لطالب دراسات البكالوريوس في جامعة هارفارد -بما فيها تكلفة السكن الجامعي- حوالي تسعين ألف دولار أميركي سنويًا.
وتبلغ التكلفة التشغيلية السنوية لجامعة هارفارد أكثر من ستة مليارات دولار أميركي سنويًا، ولك أن تعلم عزيزي القارئ أن الراتب السنوي لرئيس جامعة هارفارد يقدّر بحوالي مليون دولار أميركي؛ أي أكثر من ضعفي الراتب السنوي للرئيس الأميركي.
إعلانبيدَ أن هنالك مصدرًا ماليًا ضخمًا غير الرسوم الدراسية السنوية تعتمد عليه هذه الجامعات الأميركية العريقة في تمويل الأبحاث والطلاب والأساتذة الجامعيين، حيث تبلغ الأوقاف المالية لجامعة هارفارد حوالي خمسين مليار دولار أميركي.
وهذه الأوقاف المالية هي أموال أوقفها بعض الرجال والنساء الخيرين لصالح الجامعة تستثمر غالبًا في أسواق الأوراق المالية الأميركية، وتعود أرباحها السنوية لتمويل العديد من الأبحاث والأساتذة والطلاب في المجالات المختلفة.
وتبلغ الأوقاف المالية لأكبر عشر جامعات أميركية حوالي 310 مليارات دولار أميركي، تساهم مساهمةً فعالةً في دفع عجلة التطور العلمي والتكنولوجي في الجامعات الأميركية، وفي دفع مسيرة التطور والتنمية في كثير من الولايات الأميركية.
لقد كانت إستراتيجيات توسيع التعليم العالي في الولايات المتحدة الأميركية في منتصف القرن التاسع عشر مبنيةً على ربط الجامعات الأميركية بالتنمية الوطنية، وخاصة في الولايات والأرياف الأميركية، ولذلك تجد مقارّ كبرى الجامعات في مدن ريفية صغيرة تلبّي احتياجات مجتمعاتها في مختلِف المجالات الحياتية.
والجدير بالذكر، أن المسلمين كانوا هم السبّاقون في العالم الحديث في إنشاء مثل هذه الأوقاف، حيث أدت الأوقاف الإسلامية دورًا كبيرًا في تمويل الجامعات الإسلامية العريقة مثل جامعة الأزهر الشريف وغيرها من دور العلم والعبادة والأعمال الخيرية الأخرى التي أوقف المسلمون الكثير من أموالهم فيها.
ويكفي شاهدًا على ذلك أن يرى الزائر عند دخول المدينة المنورة بناية ضخمة مشيّدة -قريبة من المسجد النبوي على صاحبه أفضل الصلوات وأتم التسليم- تحمل اسم أوقاف سيدنا عثمان بن عفان- رضي الله عنه- شاهدةً على عراقة الأوقاف الإسلامية يمتد خيرها ثمارًا طيبةً لأكثر من 1400 عام غرس شجرتها ذلك الصحابي الجليل والخليفة الراشد.
إعلانولكن يا للأسف الشديد فقد حدث اضمحلال كبير لدور الأوقاف الإسلامية في المؤسسات العلمية مع ظهور نموذج الدولة الحديثة في الدول العربية بعد الاستقلال ونهاية الحرب العالمية الثانية، فتدهور نتيجة لذلك النشاط والبحث العلمي وكفالة طلاب العلم، كما كان العهد في صدر الإسلام الأول.
وسواء قرّرت جامعة هارفارد المضي قُدمًا في مقاضاة إدارة الرئيس الأميركي، أو الوصول إلى تفاهمات أخرى معها- تجنّبها أروقة المحاكم حتّى لا تفقد الدعم الفدرالي المالي، وكذلك الامتيازات الضريبية التي تتمتع بها- فإن الجامعة مقبلةٌ على فترة حرجة ربما تغيّر مستقبلها وتُنزلها من عرش قمة الجامعات العالمية التي ظلّت تتربع عليه طوال عقود طويلة من الزمان.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline