تتحدث أوساط عبرية في الأيام الأخيرة عما تعتبره تغييرا جذريا في السياسة الاسرائيلية تجاه صفقات الأسرى المقبلة، حيث تقف "شخصية سياسية رفيعة"، اختار عدم الظهور أمام الجمهور، وبدون عقد مؤتمر صحفي، وبدون فيديو، وبدون تفسير، بدأ يُغيّر سياسته، ويبقى خلف الكواليس.

وكشفت المراسلة السياسية لموقع زمان إسرائيل، تال شنايدر أنه "قبل أيام قليلة، أرسل "مسؤول سياسي رفيع"، أي أحد المتحدثين باسم رئيس الوزراء، رسالة لعدد من الصحفيين، جاء فيها أنه "يتشكل تفاهم بين إسرائيل والولايات المتحدة، في ضوء رفض حماس، نحن بحاجة للانتقال من خطة لإطلاق سراح بعض الأسرى إلى خطة لإطلاق سراح جميع المختطفين، ونزع سلاح حماس، ونزع سلاح غزة، ولن تكون هناك صفقات جزئية أخرى، وستعملان على زيادة المساعدات الإنسانية، واستمرار القتال في غزة".



وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "هذا التغيير الدراماتيكي في السياسة المتعلقة بصفقات الأسرى، يقف خلفه نتنياهو، الذي اختار عدم قول هذه الأشياء بنفسه للجمهور، ولم يعقد مؤتمرًا صحفيًا، ولم يصدر مقطع فيديو صوره مستشاره "توباز لوك"، يشرح فيه التغيير في السياسة، لأنه لمدة عام وعشرة أشهر، رأى الجمهور أن الحكومة تعارض صفقة لإطلاق سراح الرهائن، وتكرر سبب ذلك مرارًا وتكرارًا أن حماس تطالب بإنهاء القتال، فيما يهدد حزبا الصهيونية الدينية والعصبة اليهودية بحلّ الحكومة إذا تم وقف إطلاق النار".

وأشارت أن "المعادلة سياسية واضحة تتمثل بأن تستمر الحرب، لأن نتنياهو يريد الحفاظ على حكومته، فيما دفع المختطفون الذين تم التخلي عنهم الثمن الباهظ لهذا، وقبل نشر مقاطع الفيديو الثلاثة القاسية للجنديين اللذين ظهر عليهما التجويع في غزة، نُشر بيان "المسؤول السياسي الكبير"، حول الانتقال من الصفقات المرحلية إلى صفقة شاملة واحدة".


وأكدت أن "هذا التغير حدث قبل أيام عندما أعلن الرئيس دونالد ترامب عن وجود مجاعة في غزة، وأن مثل هذه الصور لا يمكن تزييفها، وقبل اجتماع نتنياهو المخطط له مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، نُشر إعلانه، الذي غيّر سياسته فجأة، وكما في الحالات السابقة، اتُخذت القرارات في واشنطن، وأُمليَت، بلا شك، على نتنياهو، والمثير للدهشة أن الثنائي إيتمار بن غفير وبيتسلئيل سموتريتش لم ينشرا إعلانات تتضمن تهديدات بالاستقالة، بل التزما الصمت، حتى بعد دخول شاحنات المساعدات إلى غزة".

وأضافت أن "التغيير الجديد في السياسة الحالية يتمثل في أنه لا مزيد من الصفقات المرحلية، حيث يسعى الاحتلال جاهدا للتوصل لاتفاق شامل، رغم علم الجميع بما تطلبه حماس مقابل هذه الصفقة وهو وقف القتال، فيما يطالب نتنياهو بنزع سلاحها، فهل هذا المطلب واقعي، لأنه كيف يُمكن نزع السلاح دون وجود قوة شرطة أو أي هيئة رسمية في غزة لتنفيذ هذه السياسة".

وأشارت أن "أحد الأفكار المطروحة أن يحتفظ الاحتلال بالعدوان على غزة كلما زعم علامات على التعزيزات العسكرية، تمامًا كما يحدث حاليًا في لبنان، ولكن لأنه لا يوجد في غزة من يمكن التحدث معه، فقد تكمن أكبر فرصة للاحتلال لتعزيز سلطة داخل القطاع في مزيج من العناصر المصرية والفلسطينية والأمريكية والإماراتية، شريطة وجود "مضيف" واضح يكون بمثابة عنوان مركزي".


وأوضحت أن "الحكومة لا يبدو أنها مهتمة بخطط إعادة الإعمار والبناء في غزة، بل لا تزال منغمسة في طموحات التدمير والانتقام وتجويع سكان القطاع، ونتنياهو غير مستعد لكبح جماح وزرائه المتشائمين، حتى لو أدى ذلك لتدهور الوضع لأسوأ السيناريوهات وهو جرّ الجيش للقتال في المخيمات الوسطى بالقطاع، وإلحاق ضرر معروف بالرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة".

وختمت بالقول إن "صرخات العالم ضد سياسة التجويع، والصور القاسية من غزة التي استحوذت على خياله، والعناوين الرئيسية في وسائل الإعلام الدولية، كل هذا تسبب في أكبر تسونامي سياسي عرفته إسرائيل منذ عقود، حتى أن دول مجموعة السبع مثل فرنسا وبريطانيا وكندا أعلنت عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة القادمة، وهكذا نفذ نتنياهو تهديدات شركائه عمليًا، لكنه أدى لضرر جسيم بمكانة الاحتلال الدولية، وتُظهر تجربة العامين الماضيين أنه يوجد دائمًا قاع آخر يمكن أن تتدهور إليه، لأن تمسكه بشركائه يسحب الدولة لمزيد من الأسفل".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية حماس نتنياهو الاحتلال امريكا حماس نتنياهو الاحتلال تبادل الاسرى صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی السیاسة فی غزة

إقرأ أيضاً:

ترامب: اتفاق غزة سيصمد لأن الجميع سئم القتال وقادة حماس أقوياء وأذكياء

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه يعتقد أن "خطة السلام" في قطاع غزة ستصمد لأن الدول المشاركة والمتأثرة بالنزاع "سئمت جميعها من القتال". وأضاف للصحفيين: "لقد سئموا جميعًا من القتال، لا تنسوا، كان يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 (هجوم طوفان الأقصى) يوما مروعا، حيث قُتل 1200 شخص، لكن حماس فقدت 58 ألف شخص، هذا انتقام كبير، والناس يدركون ذلك".

President Trump Makes an Announcement, Oct. 10, 2025 https://t.co/M8a4rshTM3 — The White House (@WhiteHouse) October 10, 2025
"قادة حماس مفاوضون جيدون وأقوياء"
ووصف ترامب، قادة حماس بأنهم "مفاوضون جيدون وأقوياء جدا وأذكياء"، وذلك بعد التوصل لاتفاق مع إسرائيل لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، جاء ردا على سؤال لأحد الصحفيين عن الضمانات التي قدمها لحماس لإقناعها بأن إسرائيل لن تستأنف القصف بمجرد استعادة أسراها قائلا: "تحدثت بلهجة قوية، فالعالم هناك قوي، وحماس أناس أقوياء جدا وأذكياء ومفاوضون جيدون".


وأضاف ترامب أن حماس لديها "أمور كثيرة، وإذا استغلوها فسيكونون ناجحين جدا، وقادة حماس كانوا يعلمون أن الانتقام سيكون هائلا وغير محتمل، وسيكون هناك دمار شامل، وهم لا يريدون ذلك، ولا أحد يريد ذلك في هذه المرحلة". وأكد الرئيس الأمريكي أن حماس "تريد المضي قدما في الاتفاق" كما شدد على أنه يعتقد أن الاتفاق "سيصمد لأن الطرفين متعبان من القتال"، كما أشار إلى أن إعادة إعمار غزة "ستتم بمساعدة دول غنية في المنطقة" لكنه لم يذكر أيا منها بالاسم.

الضغط على الرئيس ترامب
بدوره، أكد المسؤول السابق بالخارجية الأمريكية ويليام لورانس أن الضمانة الوحيدة لعدم قيام "إسرائيل" بانتهاك اتفاق وقف الحرب في غزة هو الضغط على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلا: "الضغط، فليست هناك ضمانات قانونية دولية، وليست هناك اتفاقات بهذا الصدد، ولكن هناك مجموعة متكاملة من الأشخاص والأفراد حول ترامب بينهم زوجته وجي دي فانس، بالإضافة طبعا إلى عدد من المستشارين العرب والمسلمين والمتعاطفين مع الفلسطينيين، علاوة على الشباب في حركة (ماغا) والأشخاص في منظومة ترامب الاقتصادية، كل هؤلاء يريدون وقف الإبادة الجماعية وطي الصفحة".


كما أشار لورانس إلى أن هذا الضغط يجب أن يكون مستمرا حتى من جانب وسائل الإعلام، وأضاف أن الضغط من جانب الدول الأوروبية التي اعترفت بالدولة الفلسطينية يمكن أن يكون ضمانة لاستمرار الاتفاق أطول فترة ممكنة.

وأعلن جيش الاحتلال أن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في غزة، حيث انسحبت قواته وفقًا للاتفاق الذي وافقت عليه الحكومة الجمعة، وبدأت الآن مهلة الـ72 ساعة المخصصة لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى "حماس"، وسيتم أيضاً إطلاق سراح ما يقرب من 2000 فلسطيني في سجون إسرائيل كجزء من الاتفاق.

مقالات مشابهة

  • اعلام عبري:  حكومة نتنياهو ستجري تعديلات على قائمة الاسرى الفلسطينيين
  • نتنياهو: هناك خلافات كثيرة داخل إسرائيل.. وحزين لإطلاق سراح القتلة
  • إعلام عبري يكشف أسباب غياب نتنياهو عن قمة شرم الشيخ
  • إعلام عبري: إبلاغ عائلات أسرى قتلى بعدم إدراجهم بالمرحلة الأولى من صفقة التبادل
  • رئيس الكونغرس اليهودي العالمي يدعو لإطلاق سراح البرغوثي.. وإسرائيل ترفض
  • ترامب: اتفاق غزة سيصمد لأن الجميع سئم القتال وقادة حماس أقوياء وأذكياء
  • تأهب إسرائيلي تحسبا لعملية مبكرة لإطلاق الأسرى ضمن اتفاق غزة
  • هتافات ضد نتنياهو خلال كلمة المبعوث الأمريكي في تل أبيب
  • بين سلاح حماس وخطة ترامب| القاهرة تُمسك بخيوط السلام في غزة وتوازن بين السياسة والإنسانية
  • وزير الزراعة يطلق خطة شاملة لضمان نجاح موسم زراعة القمح