نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرًا للكاتب فلاديمير سكوسيريف، تناول فيه التوازن العسكري الهش في جنوب آسيا، والدور الذي تلعبه كل من موسكو وبكين في تسليح الهند وباكستان، الخصمين اللدودين في المنطقة.

وأشارت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الهدنة بين الهند وباكستان، التي أُبرمت بعد تبادل الضربات في أيار/ مايو، أصبحت هشة على نحو متزايد.

وقد صرّح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بأن دلهي سترد بصواريخ "براهموس" المجنحة على أي هجوم إرهابي جديد يتم تنظيمه بدعم من إسلام أباد، وذلك في أعقاب مقتل 26 سائحًا هنديًا على يد مسلحين تسللوا إلى الشطر الهندي من كشمير في أواخر نيسان/ أبريل الماضي. ويزداد هذا الصراع الثنائي تعقيدًا مع دخول الصين بشكل غير مباشر عبر تزويدها باكستان بمروحيات قتالية جديدة، في حين تظل موسكو أحد الموردين الرئيسيين للأسلحة إلى الهند، حيث إن صواريخ "براهموس" هي إنتاج روسي-هندي مشترك.

وعلى الرغم من أن روسيا والصين تدعوان إلى تسوية سلمية للنزاع بين الهند وباكستان، وهو الخط الدبلوماسي الذي تلتزم به القوتان، إلا أن الواقع في مجال التعاون العسكري التقني يكشف عن تناقضات، حيث تدعم كل من موسكو وبكين شركاء متعادين. فقد زودت الصين باكستان بمروحيات  "زي ـ10 إم إي" الهجومية، وهي طائرات مقاتلة من طراز جديد تنوي بكين تصديرها، كما قامت بنشرها على طول حدودها مع الهند في جبال الهيمالايا.

تحالفات السلاح
وتوضح الصحيفة أن صفقات الأسلحة غالبًا ما تكون محاطة بالسرية، لكن الخبير ريكاردو غروسي، في بوابة إخبارية تغطي الوضع في القارة الأوروآسيوية، يستشهد بصور لمروحية "زي ـ10 إم إي" وهي تشارك في دعم وحدات برية باكستانية. وقد تم تصوير هذا الفيديو من قبل ضابط في الجيش الباكستاني، مما يجعل صحته أمراً لا يرقى إليه الشك عند النظر في سياق العلاقات الباكستانية-الصينية. فباكستان، بحدودها مع أفغانستان وإيران وإقليم شينجيانغ الصيني والهند، تتمتع بقيمة إستراتيجية كبرى من وجهة نظر بكين.

وقد أقام البلدان علاقات دبلوماسية في عام 1950، ولطالما اعتبرت إسلام أباد الصين ثقلاً موازناً للهند، التي تخوض معها نزاعًا إقليميًا حول كشمير. وقدمت بكين مساعدات عسكرية لباكستان خلال الحرب الهندية-الباكستانية عام 1965، وامتد هذا التعاون لاحقًا ليشمل المجال النووي، حيث ساعد الدعم الصيني باكستان على إجراء أول تجربة نووية لها في عام 1998.



ووصلت العلاقات إلى مستوى جديد مع إطلاق مشروع "الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني"، الذي يهدف إلى ربط شمال غرب الصين ببحر العرب عبر توسيع ميناء جوادر. ويهدف الممر على المدى الطويل إلى مساعدة الصين على تجنب مضيق ملقا عند نقل النفط من الشرق الأوسط، وهو مضيق يمكن للولايات المتحدة إغلاقه بسهولة في حال نشوب صراع، وتبلغ تكلفة البنية التحتية للممر نحو 62 مليار دولار.

معضلة الهند والتعاون مع موسكو

وذكرت الصحيفة أنه في المقابل، تجد الهند، التي لديها نزاعات حدودية مع كل من باكستان والصين، نفسها مضطرة للتخطيط لاحتمال خوض مواجهات مسلحة على جبهتين. وفي هذا السياق، يحظى تعاونها مع موسكو، الذي بدأ مباشرة بعد استقلال البلاد، بدعم واسع على المستويين السياسي والشعبي. وقد أخذ مودي هذا في الاعتبار عندما تحدث عن إمكانية استخدام صواريخ "براهموس".

وتأسس المشروع المشترك لإنتاج هذا السلاح في عام 1995، وأُطلق عليه اسم "براهموس" نسبة إلى نهري براهمابوترا وموسكفا. وقام الطرفان بتطوير الصاروخ، الذي كان في البداية سلاحًا أرضيًا، ليصبح قادرًا على الإطلاق من الطائرات والسفن. وفي أيار/ مايو، تم افتتاح مصنع لإنتاج هذه الصواريخ في مدينة لكناو، عاصمة ولاية أوتار براديش الشمالية. ويتميز الطراز الجديد بوزن أخف ومدى يزيد عن 300 كيلومتر، وهو ما يحول الصاروخ إلى سلاح هائل في أي حرب مع كلا الخصمين المحتملين.

تحليلات وتوقعات
وفي حديث مع "نيزافيسيمايا"، أشار أليكسي كوبريانوف، رئيس مركز منطقة المحيطين الهندي والهادئ في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إلى أنه "من الصعب تقديم إجابة قاطعة حول من هو المورد الرئيسي للأسلحة إلى الهند حاليًا، فالأمر يعتمد على القطاع".



وأضاف كوبريانوف: "لدى الهند ثلاثة أفرع عسكرية، وكل منها يجري مشترياته بشكل مستقل. بالنسبة للقوات البرية، لا تزال روسيا هي المورد ذو الأولوية. أما بالنسبة للبحرية، فهما الولايات المتحدة واليابان، وللقوات الجوية، فرنسا وإسرائيل. ربما روسيا أيضًا، لكن الأولوية بالنسبة لروسيا الآن هي العملية العسكرية الخاصة. وعندما تنتهي، سيتغير الوضع. تعمل مصانعنا الدفاعية بكامل طاقتها، وعندما تتوقف الأعمال العدائية، يجب أن تذهب الأسلحة إلى مكان ما، وقد تستعيد روسيا المواقع التي فقدتها خلال العملية. كما ظهرت سوق جديدة للطائرات بدون طيار، ولم يتضح بعد من يهيمن عليها".

وحول احتمالية استخدام الهند لصواريخ "براهموس" في حال وقوع هجوم إرهابي جديد، ختم كوبريانوف بالقول إن هذا "محتمل تمامًا. هناك تأكيدات بأن الصاروخ استُخدم بالفعل خلال الاشتباكات الأخيرة في أيار/ مايو".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الهند الصين باكستان روسيا الصين باكستان روسيا الهند صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

هالة صدقي بعد حبس مساعدتها: مشفتش مني إلا كل خير وباعتني.. والعقوبة تستحقها

هالة صدقي.. أكدت الفنانة هالة صدقي، أنها تعاملت مع مساعدتها باعتبارها أحد أبنائها ولم تبخل عليها بشيء، معربة عن حزنها بأن الأخيرة سبتها وحاولت التشهير بها بدلا من أن ترد الجميل، وجاء ذلك تعليقا على قرار الحبس الصادر بحق مساعدتها بالحبس في قضية السب والقذف.

وعلقت هالة صدقي، على حبس مساعدتها. عبر حسابها بـ إنستجرام، قائلة: «بالرغم أنه خبر حلو جدا ليا، وكنت أتمنى العقوبة تكون أكتر من كدة لواحدة ما شافت مني غير كل خير ورعاية لها ولأختها، وكنت بتعامل على أنهم ولادي، وعيب أقول أتعمل لهم إيه والمحزن أن نفس الناس دي تبيعك ويضحك عليهم من أعز صديقة ليا لتتفيذ مخطط وهو محاولة الشوشرة عليا واعتقدوا أنها بفلوسها هتقدر تشتري كل الناس، ونسيت أن في ناس شرفاء ومحترمين وللأسف اللي كانت صديقة ستواجه نفس المصير لأني رفعت عليها نفس قضية الشغالة وهو السب والقذف والتشهير».

View this post on Instagram

A post shared by Hala Sedki (@halasedkiofficial)

واستكملت هالة صدقي حديثها قائلة: «الحقيقة لا يفرقوا كتير عن بعض، ضحكت عليها وأصبحت رد سجون ولم تنقذها نفذت المخطط وخلاص، حقيقي قصة محزنة، بعتذر إني بقحمكم في حياتي بس ده حقكم عليا، وفي النهاية مايسترو القضية المستشار شريف حافظ اللي نجح في إدارة القضية بحرفية شديدة ومواجهة كل ألاعيب الممكنة في المحاكم، بشكرك جدا علي دفاعك وإيمانك بالحق وأنك عرفت بالقانون تتغلب على كل التأجيلات، شكرا من قلبي يا شريف، وما زلت أؤكد عمر زهران برئ، وعمري ما أزعل على موقف أنا مؤمنه بيه، لأن سؤالي قدام ربنا أهم من اي حد في الدنيا، عن إذنكم أكمل رحلتي».

حبس مساعدة هالة صدقي

وقضت المحكمة الاقتصادية بمعاقبة مساعدة هالة صدقي بالحبس شهر وكفالة 10 آلاف جنيه وتغريمها 20 ألف جنيه، لاتهامها بالسب والقذف والتشهير، بالفنانة الشهيرة.

وفي وقت سابق قررت محكمة مستأنف جنح الهرم بالجيزة، تأييد حفظ التحقيقات في البلاغ المقدم من حُسنة مساعدة الفنانة هالة صدقي بشأن بلاغها ضد الفنانة، واتهامها بالنصب وعدم إعطائها مبلغ 150 ألف ريال مقابل الظهور معها في برنامج خليجي شهير.

آخر أعمال الفنانة هالة صدقي

والجدير بالذكر أن آخر أعمال الفنانة هالة صدقي هو مسلسل أش أش، والذي عرض في موسم دراما رمضان الماضي، وشاركت في بطولته مي عمر وانتصار، فيما ظهرت كضيف شرف ضمن أحداث مسلسل «قهوة المحطة»، والذي قام ببطولته الفنان أحمد عزي.

اقرأ أيضاًهالة صدقي تحتفل بزفاف مي عز الدين بهذه الكلمات

هالة صدقي تكشف مفاجأة عن دخولها عالم الفن

هالة صدقي: سعيدة بتكريم مهرجان VS-FILM في السويس الباسلة

مقالات مشابهة

  • مقتل طاقم طائرة عسكرية روسية تحطمت شمال موسكو
  • تحطم طائرة عسكرية روسية شمال شرقي موسكو
  • بوتين يتحدث عن دونباس.. إنها روسية! وسنواصل الحرب
  • كاميلا زاريتا: أوروبا بحاجة لاستراتيجية واضحة في مواجهة التحديات الاقتصادية مع الصين
  • كاميلا زاريتا: أوروبا بحاجة لإستراتيجية واضحة في مواجهة التحديات الاقتصادية مع الصين
  • مستشارة الاتحاد الأوروبي والناتو: أوروبا بحاجة لاستراتيجية واضحة في مواجهة التحديات الاقتصادية مع الصين
  • تصدير 21 ألف طن فوسفات للهند عبر ميناء سفاجا البحري
  • 17‭ ‬ألف‭ ‬جنيه‭ ‬ترحم‭ ‬‮«‬ريتاج‮»‬
  • الأيتام‭ ‬الأربعة‭ ‬ونفقات‭ ‬التعليم
  • هالة صدقي بعد حبس مساعدتها: مشفتش مني إلا كل خير وباعتني.. والعقوبة تستحقها