مدير مستشفى حمد بغزة: الحرب رفعت إصابات بتر الأطراف بنسبة 225%
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
غزة- منذ بدء العدوان الإسرائيلي تعرّض مستشفى الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية شمال مدينة غزة لأضرار جسيمة أثرت على بنيته التحتية وقدرته التشغيلية، لكنه أعاد تشغيل أقسامه بعد عمليات صيانة في يناير/كانون الثاني الماضي، واستأنف تقديم خدمات التأهيل الطبي والأطراف الصناعية والسمع والتوازن.
ويحاول المستشفى -وهو الوحيد المختص بتجهيز الأطراف الصناعية في قطاع غزة– مواجهة تداعيات الحرب وتقديم الخدمة إلى أكبر عدد من المصابين، وسط نقص حاد في الموارد والمستلزمات الطبية، وفق ما يؤكده مديره العام أحمد نعيم في حديث خاص للجزيرة نت، كاشفا عن أرقام صادمة لارتفاع حالات البتر التي تسببت بها الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وقال نعيم مدير عام مستشفى الشيخ حمد الممول من صندوق قطر للتنمية إنهم يستقبلون يوميا نحو 200 حالة مرضية وإصابات، تتوزع على الخدمات الرئيسية الثلاث التي يقدمها المستشفى وتشمل التأهيل الطبي والأطراف الصناعية والسمع والتوازن، مرجحا زيادة عدد الحالات مع استمرار الحرب وارتفاع عدد الإصابات الناجمة عن العدوان الإسرائيلي.
وأوضح نعيم في حديث خاص بالجزيرة نت أن الحرب الإسرائيلية على غزة ضاعفت عدد حالات البتر في الأطراف بنسبة تجاوزت 225%، وذلك بعدما سجلت الإحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر أكثر من 6500 حالة بتر جديدة منذ بداية الحرب، في حين كان العدد الإجمالي لحالات البتر في غزة قبل أكتوبر/تشرين الأول 2023 يبلغ ألفي حالة.
وشدد مدير مستشفى حمد على أن هذا العدد يفوق قدرة أي مركز طبي في القطاع على التعامل معه في الظروف الحالية، وأوضح أن القدرة الإنتاجية للمستشفى قبل الحرب كانت تتيح تصنيع نحو 150 طرفا صناعيا في السنة "وبهذا المعدل فإننا نحتاج إلى أكثر من 20 عاما لتغطية الحالات الحالية".
إعلانوتسعى إدارة المستشفى إلى تطوير آليات العمل ورفع القدرة الإنتاجية إلى 400 أو 500 طرف سنويا، لكن هذا يتطلب تمويلا كبيرا وتوفير المواد، وهو ما يصطدم بجدار الحصار الإسرائيلي المفروض على إدخال مستلزمات الأطراف الصناعية، كما يقول نعيم.
ويعتقد مدير المستشفى أن التحدي الأكبر الآن يكمن في إدخال المواد الخاصة بالأطراف الصناعية بشكل رئيسي، حيث يمنع الاحتلال وصولها إلى قطاع غزة.
ولفت أيضا إلى أن أعضاء الكادر المتخصص في الأطراف الصناعية نادر جدا في قطاع غزة، وجميعهم يعملون بطاقة مضاعفة، لكن عددهم لا يكفي للتعامل مع هذه الكثافة من الحالات رغم سعيهم للعمل على تطوير الكفاءات الموجودة واستقطاب دعم فني وتقني لتوسيع الفريق.
ويقدم مستشفى حمد خدمة زراعة القوقعة التي تعد إحدى أهم الخدمات الطبية في فلسطين وربما المحيط العربي، بعدما تمكنت هذه الخدمة من تحويل أطفال صم إلى قادرين على السمع، لكنها تأثرت بشكل واضح بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وأشار نعيم إلى أن توقف إمدادات قطع الغيار اللازمة للسماعات يؤثر على تقديم الخدمة، بالإضافة إلى تعطل الأجهزة، مما أعاق عمليات الفحص والمتابعة.
وأشار إلى الانعكاسات النفسية على الأطفال الذين تعطلت أجهزة السمع الخاصة بهم بسبب توقف المتابعة الطبية معهم خلال العدوان، مما أعادهم إلى حالة الصم، وبالتالي إلى إعادة تأهيل من جديد.
وتعرّض مستشفى حمد لأضرار بالغة نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي طاله من بداية الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023 أدت إلى تضرر قسم السمعيات النوعي على مستوى فلسطين بنسبة 77%، وبخسائر إجمالية قاربت المليون دولار.
وذكر نعيم أن المستشفى أعاد تشغيل أقسامه جزئيا في يناير/كانون الثاني الماضي بعدما أجريت صيانة أولية لمبناه الذي تعرّض لأضرار كبيرة وخسائر في الأبنية والمقتنيات بلغت قيمتها 4.5 ملايين دولار، مما أدى إلى تراجع القدرة التشغيلية لأقسامه بنسبة 60%، واضطر لتوقيف خدمة مبيت المرضى.
واستحدث مستشفى الشيخ حمد مؤخرا قسما للإسعاف الأولي والطوارئ لاستقبال الشهداء والإصابات من جموع منتظري المساعدات أمام منفذ زيكيم شمال غرب قطاع غزة القريب من المستشفى.
وبحسب نعيم، فإن القسم يستقبل يوميا ما معدله 30 شهيدا و200 إصابة، وبلغ إجمالي ما استقبله منذ إعادة افتتاحه ما يزيد على 150 شهيدا وألفي إصابة، مما يشكل ضغطا هائلا على الكوادر الطبية التي تتعامل مع الحالات اليومية، وأدى إلى استنفاد المخزون الطبي والمستهلكات المتوفرة لديه.
وتتواصل إدارة المستشفى مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، لتزويدها بالأدوية والمستهلكات الطبية اللازمة لمواصلة تقديم خدمة الإسعاف والطوارئ.
ويعتبر نعيم أن نقص إمدادات الوقود يعتبر التحدي اليومي أمام مستشفى حمد الذي يحتاج أسبوعيا ما بين 1500 وألفي لتر لضمان تقديم خدماته، لكنه لا يحصل هذه الأيام سوى على 500 لتر فقط، مما أدى إلى تقنين ساعات العمل اضطرارا.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الأطراف الصناعیة مستشفى حمد قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مدير الإسعاف بغزة: الاحتلال دمر أكثر من 80% من مركباتنا
غزة - صفا قال مدير الإسعاف والطوارئ بمدينة غزة والشمال فارس عفانة إن الاحتلال الإسرائيلي دمّر أكثر من 80% من مركباتنا. وأضاف عفانة في تصريح لقناة "الجزيرة" يوم السبت، أن الاحتلال يمنع وصول مركباتنا إلى أماكن سقوط الشهداء والجرحى. وأشار إلى أن غالبية إصابات منتظري المساعدات في الرأس والأطراف العلوية. وأوضح أن الأطباء يجدون صعوبة في التعامل مع المصابين ويفاضلون بينهم، كما نواجه صعوبة في انتشال المصابين ويصلون المستشفى في حالة خطرة. وطالب عفانة بالضغط على الاحتلال لإدخال مركبات إسعاف ووفود طبية. ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب "إسرائيل" بالتوازي جريمة تجويع بحق أهالي قطاع غزة، بعد أن شددت من إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية". وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 208 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين