صحيفة عبرية: إهانة في عرض البحر دفعت ترامب لوقف الهجوم على الحوثيين
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
قالت صحيفة كالكاليست العبرية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اضطر إلى وقف الهجمات ضد الحوثيين في اليمن خلال أيار/ مايو الماضي، بعد أن اقترب صاروخ باليستي من إصابة حاملة الطائرات "يو.أس.أس. ترومان" في البحر الأحمر.
وبحسب التقرير، فإن إدارة ترامب قدمت حينها رواية رسمية تفيد بأن قرار التوقف جاء استجابة لطلب الحوثيين، لكن مصادر أمنية أمريكية كشفت للصحيفة أن السبب الحقيقي كان الخشية من تكرار محاولة الاستهداف، خاصة بعد رصد دقيق للحاملة خلال غارة جوية يوم 28 نيسان/ أبريل، أطلقت خلالها صواريخ باليستية إيرانية الصنع من طراز "خليج فارس"، قادرة على إصابة أهداف بحرية بدقة تصل إلى 50 مترا ورأس متفجر يزن 650 كغم.
وذكرت الصحيفة أن المعلومات الاستخباراتية عن موقع الحاملة يعتقد أنها وصلت للحوثيين من مصادر روسية أو إيرانية، وقد أدت المناورات الحادة التي قامت بها السفن الأمريكية لتفادي الصواريخ إلى سقوط طائرة من نوع F-18 من على سطح الحاملة.
ونقلت عن مسؤولين في البحرية الأمريكية أن قادة البنتاغون حذروا ترامب من مخاطر استمرار الحملة الجوية، مؤكدين أن "صورة حاملة طائرات أمريكية مصابة تجر إلى الميناء كانت ستكون كارثة علاقات عامة لا تحتمل بالنسبة للإدارة الأمريكية آنذاك".
وأوضحت كالكاليست أن التهديد لم ينته، حيث عاد الحوثيون لاستهداف السفن في البحر الأحمر مجددا منذ تموز/ يوليو، مضيفة أن هذا النوع من الصواريخ، رغم إمكانية رصده، من الصعب جدا اعتراضه، وإصابته الواحدة قد تؤدي إلى تدمير سفينة بالكامل.
واعتبرت الصحيفة أن الحدث يعكس درسا أساسيا في الحروب الحديثة، مفاده أن تهديد الهيبة قد يكون أحيانا أكثر تأثيرا من تحقيق نصر عسكري مباشر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية ترامب الحوثيين البحر الاحمر الحوثي ترامب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ترامب ونتنياهو إلى فشل
يبدو أن أمريكا دونالد ترامب، أخذت قرارا لحلّ الوضع في غزة، من خلال الدفع بالجيش الصهيوني لدخول معركة فاصلة، للحسم عسكريا في الميدان. وهو ما يؤكدّه لقاء المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ليلة 2 آب/ أغسطس 2025، مع وفد ممثلي أهالي الأسرى الإسرائيليين، واعدا إياهم بإطلاقهم من خلال خطة أعدّت لذلك، الأمر الذي يعني أن المقاومة والشعب في غزة، أصبحا في مواجهة معركة عسكرية حاسمة، يشنها الجيش الصهيوني بدعم ومشاركة أمريكية، باتخاذ القرار وبالذهاب إلى الحرب.
فالمقاومة والشعب أصبح ظهرهما إلى الحائط لخوض هذه الحرب، أو الاستسلام الذي يعني النتيجة نفسها، في القتل الجماعي والإبادة، مما يسقط خيار الاستسلام، قطعا، ولا يترك إلّا خيار الحرب في قتال، تنال فيه المقاومة إحدى الحسنيين، حسنى الانتصار، أو حسنى الاستشهاد.
الجيش الصهيوني حين يأخذ القرار بشنّ الهجوم الصفري الشامل، سيرتطم بضعف قوّته الأرضية التي لا تسمح له، أولا، بتحقيق نصرٍ سريع، وقد تتضمن، ثانيا، خسائر لا يمكن حسابها، على مستوى معنويات الجندي المنهك والمرتعب، والراغب في تجنب مثل ما ينتظره من خسائر
هذا القرار الأمريكي يُتخذ باختيار أحمق للحرب ضدّ الشعب الفلسطيني؛ لأن موازين القوى الدولية، والعالمية والإقليمية والعربية والفلسطينية والغزاوية، ليست في مصلحته، لا من الناحية السياسية والمستقبلية، ولا حتى من ناحية المواجهة الميدانية العسكرية. وذلك إذا ما وضعنا جانبا، استخدام سلاح فوق تقليدي، وهو الذي يعني الخسارة الاستراتيجية العالمية لأمريكا، في تثبيت "قيادتها" للعالم. المهم يجب أن يُستبعد هذا الخيار، مؤقتا في الأقل.
أما بالنسبة إلى حرب فاصلة، كما يُعدّ لها ويُعلن، فإن الجيش الصهيوني حين يأخذ القرار بشنّ الهجوم الصفري الشامل، سيرتطم بضعف قوّته الأرضية التي لا تسمح له، أولا، بتحقيق نصرٍ سريع، وقد تتضمن، ثانيا، خسائر لا يمكن حسابها، على مستوى معنويات الجندي المنهك والمرتعب، والراغب في تجنب مثل ما ينتظره من خسائر.
هذا يعني أن الحرب العسكرية الميدانية غير مضمونة النجاح، بل في الأغلب مرشحة للفشل إذا ما حُسبت عسكريا، طوال سنتين تقريبا.
ولكن حتى لو كانت النتيجة عكس ذلك، فالمقاومة ستخرج منتصرة معنويا ورمزيا، فيما سيخرج ترامب ونتنياهو بارتكاب جريمة لا يُمحى أثرها المستقبلي، وهو ما سيعيد الكرّة لتحرير فلسطين، لا محالة.
هذه المقالة تقرأ ميزان القوى في غير مصلحة الهجوم العسكري، الذي يهدّدون به ضدّ المقاومة والشعب في غزة،
صحيح أن الرأي العام العالمي، بالرغم مما حدث فيه من تغيير في غير مصلحة الكيان الصهيوني، بل في مصلحة القضية الفلسطينية، لم يستطع حتى الآن أن يفرض على ترامب ونتنياهو القبول باتفاق هدنة طويلة الأمد، وذلك بعيدا عن حربٍ لا تحمد عقباها، ولكن الرأي العام العالمي سيظل عظيم الأهمية، لا سيما على مستقبل بقاء الكيان الصهيوني، بل يجب اعتباره كبير الأهمية في الحرب القادمة، إذا ما حصلت.
ولأن هذه المقالة تقرأ ميزان القوى في غير مصلحة الهجوم العسكري، الذي يهدّدون به ضدّ المقاومة والشعب في غزة، لا تذهب إلى التحذير، فلسطينيا وعربيا وإسلاميا، لما ستتركه أيّة نكسة للمقاومة من غضبٍ عارم (وربما فوضويّ أيضا) من قِبَل عشرات الملايين من العرب والمسلمين، مما سيجعل كل من لا يقف ضدّ شنّ الحرب على المقاومة والشعب في غزة، يعضّ أصابع الندم. وينبغي التذكير هنا بما حدث من متغيّرات بعد العام 1949 في الأنظمة، وصولا إلى سقوط نظام الشاه في إيران عام 1979، أو بعد العام 1967.