مع اشتداد حرارة الصيف ووصول درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في العديد من دول العالم، تزداد الحاجة إلى الوعي بأساليب الوقاية من الآثار الصحية المرتبطة بالحر الشديد، خصوصا في ظل تصاعد التغيرات المناخية التي تجعل من فصول الصيف أكثر تطرفا عاما بعد عام.

ولم تعد موجات الحر مجرد حالة موسمية عابرة، بل باتت تحديا صحيا يتطلب استعدادا ووعيا يوميا للحفاظ على السلامة، لا سيما بين الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل الأطفال وكبار السن وذوي الحالات المزمنة.

وفي هذا السياق، قدمت كلية الطب بجامعة سانت جورج في غرينادا 5 نصائح مهمة تساعد على التعامل السليم مع درجات الحرارة المرتفعة، وتحسين نمط الحياة خلال الصيف، سواء في المنزل أو أثناء التنقل والسفر.

تبنّي إجراءات بسيطة يمكن أن يُحدث فرقا حاسما في تجنب الحالات الصحية الخطيرة المرتبطة بالحرارة (شترستوك)1- قضاء وقت أطول بالأماكن الباردة للوقاية

تشير كلية الطب إلى أن التعرض المباشر لحرارة الشمس المرتفعة قد يؤدي إلى أعراض مثل الإرهاق والغثيان والدوار وتشنجات العضلات والصداع، وجميعها مؤشرات على الإجهاد الحراري. ولتفادي هذه الأعراض، يُنصح بالبقاء داخل أماكن مكيفة أو باردة قدر الإمكان.

وفي حال كان لا بد من الخروج في الأوقات الحارة، يجب الالتزام بشرب الماء بانتظام، وترطيب البشرة بالماء البارد، لتخفيض حرارة الجسم والحفاظ على توازن السوائل.

2- شرب الماء بكميات كافية على مدار اليوم

شرب الماء بكميات كافية لا يُعد رفاهية في الصيف، بل ضرورة صحية للحفاظ على التركيز وأداء الوظائف الحيوية. وتنصح كلية طب غرينادا بتناول ما بين 8 و12 كوبا من الماء يوميا، خاصة مع ازدياد معدل التعرق خلال الحر الشديد.

ويمكن تحسين نكهة الماء بطريقة صحية بإضافة شرائح الليمون أو الفواكه الطازجة، مما يجعل شرب الماء أكثر متعة وارتباطا بالانتعاش.

ينصح الخبراء بتناول ما بين 8 و12 كوبا من الماء يوميا مع ازدياد معدل التعرق خلال الحر الشديد (شترستوك)3- تناول الفواكه والخضراوات الغنية بالماء

تُسهم الأطعمة الصيفية مثل البطيخ، الخيار، البرتقال، التوت في ترطيب الجسم وتزويده بفيتامينات ضرورية. كما يُنصح بالإكثار من تناول الخضراوات الورقية مثل السبانخ والخس والملفوف، والتي تساهم في تعزيز جهاز المناعة والحفاظ على توازن الجسم في ظل الطقس الحار.

إعلان

ولا توفر هذه الأغذية الترطيب فحسب، بل تساعد أيضا في مقاومة الإرهاق الناتج عن درجات الحرارة العالية.

تُسهم الأطعمة الصيفية مثل البطيخ في ترطيب الجسم وتزويده بفيتامينات ضرورية (شترستوك)4- اختيار الأوقات الملائمة لممارسة التمارين

ترتفع احتمالية الإصابة بالإجهاد الحراري عند ممارسة التمارين البدنية في ذروة الحرارة، إذ يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على القلب والعضلات. لذا، يُفضل ممارسة الرياضة في الأوقات الأكثر برودة مثل الصباح الباكر أو بعد غروب الشمس.

كما يُنصح بارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة ذات ألوان فاتحة، وتجنب التمارين الشاقة في الهواء الطلق. ويمكن الاستعاضة عنها برياضات داخلية مثل السباحة واليوغا، أو تدريبات القوة في صالات رياضية مكيفة.

5- التخطيط الذكي لرحلات الصيف مع مراعاة الصحة العامة

عند التحضير للسفر خلال أشهر الصيف، ينبغي الاطلاع على أحوال الطقس في الوجهة المقصودة، وتحضير الملابس والمستلزمات وفقا لذلك. وتشمل الأدوات الموصى بها:

زجاجة ماء قابلة لإعادة الاستخدام واقٍ شمسي قبعة نظارات شمسية أقراص تعويض المعادن التي قد تُفقد نتيجة التعرق

التخطيط الجيد لا يحسن التجربة فحسب، بل يحمي المسافرين من الآثار الصحية المرتبطة بالتنقل تحت أشعة الشمس الحارقة.

مع اشتداد حرارة الصيف تزداد الحاجة إلى الوعي بأساليب الوقاية من الآثار الصحية المرتبطة بالحر الشديد (شترستوك)التكيف مع الحر وعيٌ يومي لا ترف موسمي

مع تفاقم تأثيرات التغير المناخي، تؤكد كلية الطب جامعة سانت جورج أن تبنّي إجراءات بسيطة مثل شرب الماء بانتظام، والابتعاد عن الشمس وقت الذروة، والانتباه للإشارات الجسدية المبكرة، يمكن أن يُحدث فرقا حاسما في تجنب الحالات الصحية الخطيرة المرتبطة بالحرارة.

وتشجع كلية الطب الأفراد والعائلات على التعامل مع الصيف بجدية ووعي، واتخاذ إجراءات استباقية لضمان صيف صحي ونشيط، مهما بلغت درجات الحرارة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات درجات الحرارة الحر الشدید کلیة الطب

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف بدء الشيخوخة البيولوجية في الثلاثين.. كيف ذلك؟

رصد فريق من العلماء الصينيين، التحولات الدقيقة التي تطرأ على أنسجة الجسم البشري عبر مراحل العمر المختلفة، وذلك في محاولة لفهم متى يبدأ التراجع البيولوجي فعليا، وما هي العوامل التي تؤثر في وتيرته.

وأبرز العلماء، عبر دراسة حديثة أنّ: "عملية الشيخوخة في جسم الإنسان تبدأ فعليا في عمر الثلاثين، حين يبدأ الجسم في التراجع البيولوجي التدريجي، رغم أن مظاهر هذا التدهور لا تصبح واضحة إلا بعد منتصف العمر".

وتوصلت الدراسة إلى أنّ: "التغيرات المرتبطة بالشيخوخة تبدأ في الظهور مبكرا، لكن وتيرتها تتسارع بشكل ملحوظ ما بين سن 45 و55، مع تسجيل ارتفاع حاد في المؤشرات البيولوجية للتدهور الجسدي عند سن الخمسين".

أيضا، رصد الفريق ما وصفوه بـ"ارتفاع في نسب البروتينات المرتبطة بالأمراض المزمنة مع التقدم في العمر، مثل تلك المرتبطة بأمراض القلب وتليّف الأنسجة وأورام الكبد. وظهر أن الشريان الأورطي، المسؤول عن نقل الدم المؤكسج من القلب إلى بقية الجسم؛ هو أكثر الأعضاء عرضة للتأثر المبكر".

وأظهرت الدراسة أنّ: "الغدة الكظرية، التي تقع فوق الكليتين وتفرز هرمونات حيوية، تبدأ بإظهار تغيرات ملحوظة في مستويات البروتين منذ سن الثلاثين"، فيما يُرجّح الباحثون أنّ: "بروتينا يسمى GAS6 يلعب دورا رئيسيا في تسريع الشيخوخة من خلال تأثيره على نمو الخلايا واستمرارها".

تجدر الإشارة إلى أنّ العلماء أجروا تحليلا شاملا قد شمل 516 عينة نسيجية من 76 متبرعا بالأعضاء، تتراوح أعمارهم بين 14 و68 عاما، حيث امتدت الدراسة على مدى خمسين عاما.

وعلى الرغم من هذه المؤشرات السلبية، إلاّ أنّ الباحثون يرون أن نتائج الدراسة تفتح الباب أمام تطوير تدخلات طبية أكثر دقة لمواجهة الشيخوخة وتعزيز صحة كبار السن.

وبحسب معدو الدراسة، فإنّ: "النتائج قد تسهّل تطوير تدخلات موجهة للحد من الشيخوخة والأمراض المرتبطة بها، بما يساهم في تحسين نوعية حياة المسنين".


تجذر الإشارة إلى أنّ: "هذه النتائج تتماشى مع دراسة أخرى نشرت في مجلة Nature الطبية، أظهرت أن أعضاء الجسم لا تتقدم في السن بمعدل واحد، بل قد يشيخ بعضها أسرع من الآخر داخل الجسد نفسه". 

كما أظهرت العلاقة بين تقدم العمر البيولوجي وزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل ـلزهايمر والسكري من النوع الثاني وأمراض القلب والرئة. وتوصلت الدراسات إلى أنّ: "الحفاظ على نمط حياة صحي، مثل: ممارسة الرياضة بانتظام وتناول غذاء غني بالبروتينات الصحية (كالأسماك والدواجن) والانخراط في أنشطة تعليمية؛ يمكن أن يبطئ من شيخوخة الدماغ ويعزز الأداء المعرفي".

وفي المقابل، كشفت عدد من الدراسات المتفرّقة أنّ: "عادات غير صحية مثل التدخين وتناول الكحول واللحوم المصنعة وقلة النوم وتدنّي المستوى المعيشي، تعمل على تدهور الأعضاء البيولوجي".

مقالات مشابهة

  • النمر يكشف أسباب التعرق الشديد من أقل مجهود
  • موجات الحر وعصر غليان الدماغ.. كيف يهدد تغير المناخ الصحة؟
  • الأمم المتحدة: غزة تواجه خطر المجاعة الشديد بسبب الجوع ونقص الغذاء
  • تزايد عدد الناخبين في قنا بعد انخفاض الحرارة.. والمرأة تحضر بقوة| فيديو
  • دراسة تكشف بدء الشيخوخة البيولوجية في الثلاثين.. كيف ذلك؟
  • هل يجوز التيمم بدل الوضوء في حال البرد الشديد؟.. أمينة الإفتاء تجيب
  • لأول مرة منذ بداية الصيف.. مركز القبة الحرارية يقترب بشكل كبير من المملكة بهذا الموعد
  • «أمطار في عز الصيف».. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الأحد
  • أسباب نزلات البرد الصيفية وطرق العلاج