اسرائيل تستعد لمرحلة جديدة من العدوان على غزة قد تتضمن إعادة احتلال القطاع بالكامل
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء، اجتماعا أمنيا لعرض خطة جديدة للحرب المتواصلة في غزة قد تتضمن إعادة احتلال القطاع الفلسطيني بشكل كامل، فيما سمحت الدولة العبرية بعودة دخول السلع التجارية بشكل جزئي الى القطاع المحاصر والمدم ر.
ومن المتوقع أن يجتمع نتانياهو مع قادة الأمن في القدس لإصدار أوامر جديدة، بالتزامن مع اجتماع لمجلس الأمن الدولي يعقد في نيويورك لتسليط الضوء على معاناة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
ولم يتم تأكيد توقيت الاجتماع الأمني رسميا.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء سيجتمع مع رئيس هيئة الأركان ووزير الدفاع. كما نقلت عن مسؤولين كبار في مكتب نتانياهو قولهم إن من بين القرارات التي ستعلن إعادة احتلال كامل لقطاع غزة.
وبحسب تقرير بثته إذاعة « كان » العامة، « يريد نتانياهو من الجيش الإسرائيلي أن يسيطر على كامل غزة ».
وأضاف التقرير « أكد عدد من أعضاء الحكومة الذين تحدثوا مع رئيس الوزراء أنه قرر توسيع المعركة لتشمل المناطق التي قد يكون الرهائن محتجزين فيها ».
وأعلنت صحيفة « معاريف » اليومية الخاصة أن « القرار قد ات خذ. نحن في طريقنا لغزو كامل لغزة ».
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الثلاثاء أن « هزيمة حماس في غزة مع خلق الظروف لعودة الرهائن، هما الهدفان الرئيسيان للحرب، وعلينا القيام بكل ما يلزم لتحقيقهما ».
ولاقت الخطة التي يتم التداول بها في الإعلام، رد فعل غاضبا من حكومة حماس في غزة التي أكدت أنها لن تغي ر موقفها بشأن محادثات وقف إطلاق النار.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران لوكالة فرانس برس ،الثلاثاء « الكرة في ملعب الاحتلال والجانب الأميركي. للأسف الجانب الاميركي يواصل دعم الاحتلال، وهذا فعليا يؤخر إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى ».
وبعد 22 شهرا من القتال الذي بدأ بعد هجوم شنته حركة حماس على الحدود الجنوبية لإسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يواجه نتانياهو ضغوطا على جبهات عد ة.
في إسرائيل، تطالب عائلات الرهائن الـ49 المتبقين في قطاع غزة، بوقف لإطلاق النار لإعادتهم.
عالميا، تدفع المنظمات الإنسانية للسماح بإدخال الغذاء إلى الفلسطينيين المهد دين ب »مجاعة جماعية »، فيما أعلنت عواصم غربية عن خطط للاعتراف بدولة فلسطين، رغم معارضة شديدة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
ويحاول حلفاء نتانياهو من اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم، استغلال الحرب لإعادة احتلال غزة وتشديد السيطرة على الضفة الغربية المحتلة.
في نيويورك، يجري العمل على تنظيم اجتماع لمجلس الأمن الدولي للتركيز على مصير الرهائن بدلا من المجاعة التي تلوح في الأفق والتي يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي فيها ادعاء مبالغا فيه.
وأدى هجوم حماس إلى مقتل 1219 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد لوكالة فرانس برس يستند الى بيانات رسمية.
وترد إسرائيل منذ ذلك الوقت بحملة عسكرية أسفرت عن مقتل 61020 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.
وأصر نتانياهو الإثنين على أن أهداف حرب إسرائيل لا تزال تتمثل بـ « هزيمة العدو، وإطلاق سراح رهائننا، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا لإسرائيل بعد الآن ».
وجاءت تصريحاته بعد دعوة 550 من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين وبينهم رؤساء سابقون لأجهزة الاستخبارات، الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الضغط على نتانياهو لوضع حد للحرب في قطاع غزة.
وكتب هؤلاء في رسالة مفتوحة « رأينا المهني أن حماس لم تعد تطرح تهديدا استراتيجيا لإسرائيل… لقد حققنا جميع الأهداف العسكرية، وهذه الحرب لم تعد عادلة… إنها تؤدي بإسرائيل إلى فقدان أمنها وهويتها ».
وبدت عائلات الرهائن مصدومة من الحديث عن التصعيد. وقالت في بيان « منذ 22 شهرا، تم إيهام الرأي العام بأن الضغط العسكري والقتال المكثف سيعيدان الرهائن. …يجب قول الحقيقة: توسيع الحرب ي عر ض حياة الرهائن للخطر، وهم بالفعل في خطر الموت المباشر ».
وأضاف « نتانياهو يقود إسرائيل والرهائن إلى الخراب ».
وأعلن مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) الثلاثاء أن إسرائيل ستسمح جزئيا بدخول السلع التجارية مجددا إلى غزة لتخفيف اعتماد القطاع على المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة وغيرها من الوكالات الدولية.
وقال المكتب في بيان « في إطار صياغة الآلية، وافقت المؤسسة الدفاعية على عدد محدود من التجار المحليين، شرط الخضوع إلى معايير عد ة ومراقبة أمنية صارمة ».
وأطبقت حصارها على قطاع غزة اعتبارا من مطلع آذار/مارس، قبل أن تعلن في أيار/مايو تخفيفه جزئيا، وأقامت بالتنسيق مع واشنطن نظام توزيع مساعدات عبر « مؤسسة غزة الإنسانية » المثيرة للجدل لاقى انتقادا من المنظمات الدولية. وتفاقمت الأزمة الإنسانية والنقص في المواد الغذائية والأساسية في قطاع غزة.
واستأنفت الشهر الماضي قوافل المساعدات وعمليات إلقاء المساعدات من الجو، إلا أن الأمم المتحدة تعتبر أن كميات الغذاء التي تدخل القطاع غير كافية لتجن ب المجاعة.
وذكر بيان « كوغات » أن الدفع للبضائع التي ست سلم سيتم بواسطة تحويلات مصرفية مراقبة، فيما ستخضع الشحنات لعمليات تفتيش من الجيش الإسرائيلي قبل دخولها غزة « منعا لتدخل منظمة حماس الإرهابية ».
وأوضح أن السلع المسموح بها بموجب الآلية الجديدة ستشمل المواد الغذائية الأساسية والفاكهة والخضار وحليب الأطفال والمنتجات الصحية.
وفي وقت لاحق، أعلن المكتب دخول أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة الاثنين، « وهي الآن في انتظار جمعها وتوزيعها »، فيما تم إسقاط « 120 حزمة من المساعدات بالتعاون مع الإمارات ومصر والأردن وألمانيا وكندا وبلجيكا ».
(وكالات)
كلمات دلالية احتلال اسرائيل العدوان غزة
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: احتلال اسرائيل العدوان غزة رئیس الوزراء فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
عائلات الرهائن الإسرائيليين تعلّق على أنباء "احتلال غزة"
أكد منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، الإثنين، أن الحكومة الإسرائيلية تعمدت إحباط أي صفقة لإنقاذ الرهائن وسعت لتضليل الجمهور، رغم إمكانية إعادتهم.
وذكر المنتدى في بيان: "كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق شامل لإعادة الرهائن، وهو أمر ثابت لا لبس فيه".
وأضاف البيان: "الحكومة تعمدت وبقصد مبيت إحباط صفقات إنقاذ الرهائن، بينما كانت تضلل الجمهور، رغم أن كبار المسؤولين الأمنيين قدموا للحكومة مرارا وتكرارا خيارات قابلة للتطبيق، مبتكرة، ومعقدة من شأنها أن تسمح بإعادة جميع الرهائن إلى وطنهم وإخضاع حماس".
وتابع: "لقد رفضت الحكومة، وأحبطت وفوتت كل فرصة لإعادة الرهائن، الحكومة مسؤولة عن الإحباطات المتكررة".
كما أكد أن "عشرات الرهائن الذين اختطفوا أحياء قتلوا في الأسر بانتظار صفقة لم تكن الحكومة الإسرائيلية تنوي أبدا المضي فيها".
وأشارت إلى أن "عائلات 50 رهينة تنتظر إعادة أحبائهم إلى ديارهم، لإعادة تأهيل الأحياء ودفن القتلى، لقد سقط 50 جنديا قتلى منذ نهاية الصفقة السابقة بلا مقابل سواء إنجازات عسكرية أو عودة الرهائن".
وجاء البيان بعد دقائق قليلة من نشر وسائل إعلام إسرائيلية تصريحات لمسؤولين تشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتخذ قرارا باحتلال قطاع غزة وتنفيذ عمليات واسعة داخله حتى في المناطق التي يتوقع وجود رهائن فيها.
وقال مسؤول كبير في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين: "تم اتخاذ القرار.. سنحتل قطاع غزة".
كما كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن "نتنياهو يميل إلى توسيع هجوم غزة والاستيلاء على القطاع بأكمله".
من جهتها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: "إذا كان احتلال قطاع غزة لا يناسب رئيس الأركان (إيال زمير) فليقدم استقالته".
وأضاف المسؤولون: "ستكون هناك عمليات أيضا في المناطق التي يوجد فيها رهائن".
وأوضحوا: "القرار اتخذ، وذاهبون لاحتلال كامل لقطاع غزة".
كما ذكرت القناة 13 الإسرائيلية، أن رئيس الأركان ألغى زيارة كانت مقررة إلى واشنطن بعد أنباء عن حسم نتنياهو قراره بشأن احتلال غزة.
وكشفت وكالة رويترز أنه من المقرر أن يعقد نتنياهو اجتماعا لحكومته غدا الثلاثاء لاتخاذ قرار بشأن هذه المسألة.
كما قال عضو الكنيست عن حزب الليكود أفيخاي بورون إن: "عملية عسكرية للقضاء على حماس وإنهائها، ستكون على الأرجح خطرا على الرهائن، لكن عدم الخروج لهذه المناورة يعرض الرهائن لخطر الموت جوعا في أنفاق حماس".
وأضاف: "لا مفر من المحاولة للقضاء على حماس مع تقليل الخطر على الرهائن (وكذلك على المقاتلين) إلى الحد الأدنى الضروري".
في المقابل، علق عضو الكنيست جلعاد كاريف على هذا الإعلان، بالقول إن "قرار احتلال قطاع غزة حكم بالإعدام على الرهائن الأحياء وكارثة أمنية وإنسانية ودبلوماسية".