إقالة رئيسة الإحصاءات العمالية تشعل أزمة ثقة.. ترامب يزرع الشك في قلب الاقتصاد الأمريكي
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
تؤكد تجارب دولية سابقة أن فقدان الثقة في البيانات الرسمية ليس بالأمر الهيّن، وقد يتطلب سنوات لاستعادتها، كما حدث في الأرجنتين وتركيا واليونان والصين. اعلان
أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإقالة رئيسة مكتب الإحصاءات العمالية، إيريكا ماكنتارفر، موجة قلق واسعة في الأوساط الاقتصادية، إذ يهدد القرار مصداقية البيانات الرسمية في وقت حرج تتزايد فيه حاجة الأسواق والمستثمرين إلى مؤشرات موثوقة بشأن صحة الاقتصاد الأميركي.
وجاءت الإقالة بعد نشر بيانات مخيبة للآمال حول نمو الوظائف في الولايات المتحدة، إلى جانب مراجعات هبوطية كبيرة لأرقام سابقة. ورغم عدم تقديم أي دليل، اتهم ترامب ماكنتارفر بالتلاعب بالأرقام، واصفًا إياها بأنها "معيّنة سياسية من إدارة بايدن"، وهو ما اعتُبر بمثابة تدخل سياسي مباشر في مؤسسة يفترض أن تكون مستقلة.
ويرى مايكل ستراين، مدير دراسات السياسات الاقتصادية في معهد "أميركان إنتربرايز" المحافظ، أن "مجرد الشك بوجود تابع سياسي يدير الوكالة ويُنتج بيانات غير حقيقية، يُشكل أزمة ثقة عميقة"، على حد تعبيره.
Related توقعات قبيل صدور بيانات العمل الاميركيةبعد "صدمة" أرقام الوظائف.. ترامب يطيح بمسؤولة رفيعة في وزارة العملعقب إقالة مفوّضة الإحصاءات العمالية.. البيت الأبيض يُدافع وترامب يكرّر اتهاماته بالتلاعبأزمة ثقة قد تمتد لسنوات
تؤكد تجارب دولية سابقة أن فقدان الثقة في البيانات الرسمية ليس بالأمر الهيّن، وقد يتطلب سنوات لاستعادتها، كما حدث في الأرجنتين وتركيا واليونان والصين.
فعلى سبيل المثال، شكك كثيرون في بيانات التضخم الأرجنتيني عام 2024، رغم تسجيلها أول معدل تضخم أحادي الرقم منذ شهور، في ظل سجل طويل من التلاعب في الأرقام خلال العقدين الماضيين. ويقول ألدّو أبرام، من مؤسسة "الحرية والتقدم" الليبرتارية في بوينس آيرس، إن "الناس ما زالوا يتذكرون التزوير السابق، وهذا يُغذي الشكوك الحالية".
وفي تركيا، جرى تغيير رئيس معهد الإحصاء أربع مرات منذ عام 2019، وسط اتهامات باستخدام الجهاز كأداة سياسية. ويرى روجر مارك، محلل الدخل الثابت في شركة "Ninety One"، أن هذه التغييرات أدت إلى "تآكل تدريجي في ثقة المستثمرين بالأرقام الرسمية".
أما في اليونان، فقد تطلب الأمر إصلاحًا جذريًا لوكالة الإحصاء الوطنية "ELSTAT" عام 2016، وتشكيل لجنة دولية لاختيار رئيسها، بهدف استعادة الثقة عقب فضيحة إخفاء عجز الميزانية التي ساهمت في اندلاع أزمة الديون السيادية.
وفي الصين، رغم الجهود لتحسين جودة البيانات، بما في ذلك إصدار مقياس جديد للبطالة بين الشباب مطلع عام 2024، إلا أن الشكوك ظلت قائمة بسبب "تاريخ طويل من التلاعب"، بحسب محلل "كابيتال إيكونوميكس" جوليان إيفانز-بريتشارد.
تشكيك... ومصادر بديلةمع تصاعد الشكوك، يُجبر المحللون والمستثمرون على التوجه إلى مصادر بديلة لقياس النشاط الاقتصادي. وتطوّر مؤسسات بحثية مؤشرات خاصة تعتمد على بيانات متنوعة، كما في "مؤشر النشاط الصيني" التابع لـ"كابيتال إيكونوميكس"، الذي يستخدم 18 مؤشراً من حركة الشحن إلى استهلاك الكهرباء.
لكن، بحسب إريك وايزمان، كبير الاقتصاديين في "MFS Investment Management"، فإن "الكثير من هذه البيانات تُعد ناعمة وتعتمد على الاستطلاعات والانطباعات، وليس على أرقام دقيقة مثل ساعات العمل أو حجم الإنتاج".
وفي ظل هذا الوضع، يُخشى أن تدفع إقالة ماكنتارفر المؤسسات إلى الاعتماد المتزايد على بيانات غير حكومية، ما يعمّق أزمة الثقة.
سيتولى ويليام ويتروفسكي، نائب مفوض مكتب الإحصاءات العمالية، منصب المفوض المؤقت إلى حين تعيين بديل لماكنتارفر. ويُتوقع أن يُعلن ترامب عن اسم جديد خلال أيام، وفق ما أشار إليه في تصريحات سابقة.
وفي سياق متصل، حذرت "الجمعية الإحصائية الدولية"، وهي هيئة مهنية دولية، من أن هذه الخطوة تمثل انتهاكاً لمبادئ الأمم المتحدة بشأن حماية الإحصاءات المبنية على الحقائق، ودعت الإدارة الأميركية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لاستعادة الثقة العامة في البيانات الفيدرالية.
المخاوف من "نظام الغنائم"أثار القرار كذلك مخاوف من إعادة تفعيل ما يُعرف بـ"نظام الغنائم"، والذي يسمح بتعيين موالين سياسيين في مناصب حكومية حساسة. وقال إنريكو جيوفانيني، كبير الإحصائيين السابق في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD)، في حديث لـ "رويترز"إن النظام الأميركي يتيح مجالًا أوسع لتعيينات سياسية مقارنة بدول أخرى تعتمد على فترات خدمة ثابتة.
من جهته، حذر آرون سوجورنر، الباحث في معهد "أبجون" لأبحاث التوظيف، من أن أمرًا تنفيذيًا سابقًا لترامب بشأن التوظيف الفيدرالي – ينص على تخصيص المناصب لمن يُثبت ولاءه للقيم والمصالح الأميركية – قد يؤدي إلى تحويل العديد من الوظائف الإحصائية إلى مناصب سياسية، يمكن فيها فصل الموظفين بسبب مواقفهم.
وقال: "هذا سيحوّل عدداً من هذه الوظائف إلى مناصب سياسية، حيث يمكن طرد الموظفين لأي سبب إذا لم يرضوا القادة السياسيين"، محذرًا من تداعيات ذلك على استقلالية أجهزة الإحصاء.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل روسيا دونالد ترامب حركة حماس غزة الصحة إسرائيل روسيا دونالد ترامب حركة حماس غزة الصحة إقالة قوة العمل الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب التعافي الاقتصادي إسرائيل روسيا دونالد ترامب حركة حماس غزة الصحة فلاديمير بوتين قطاع غزة بنيامين نتنياهو بريطانيا حزب الله الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
إقرأ أيضاً:
أزمة تير شتيغن تشعل خلافاً قانونياً بين برشلونة والليغا
كشفت صحيفة "موندو ديبورتيفو" أن إدارة نادي برشلونة الإسباني تواجه أزمة قانونية معقدة مع رابطة الليغا بشأن تقرير الحالة الطبية لحارس المرمى الألماني مارك أندريه تير شتيغن.
اقرأ ايضاًوتصر الليغا على ضرورة الحصول على موافقة صريحة من اللاعب لتقييم تقريره الطبي وتحديد مدى خطورة إصابته طويلة المدى، بينما يعتقد النادي الكتالوني أن هناك ثغرات قانونية تسمح بتقديم التقرير دون موافقة الحارس الألماني.
برشلونة يبحث عن حلول قانونية بديلةأكدت مصادر من النادي الكتالوني أن الوضع تحت السيطرة وأن هناك صيغ قانونية متاحة لرفع التقرير الطبي إلى الليغا من خلال مناورات قانونية. ويعتبر برشلونة أن رفض القائد الألماني يسبب ضرراً اقتصادياً كبيراً للنادي، حيث يحجب المبلغ المالي الذي تحدده اللجنة الطبية بناءً على تقييم خطورة الإصابة.
التأثير المالي على النادي الكتالونييواجه برشلونة عبئاً مالياً مضاعفاً نتيجة هذا الخلاف، فبالإضافة إلى حجب التعويض المالي المحتمل، يتحمل النادي تكلفة ضم الحارس خوان غارسيا وراتبه، مع استمرار دفع راتب تير شتيغن رغم عدم قدرته على تسجيله في قائمة الفريق. يعتقد النادي أن موقف اللاعب يؤثر سلباً على اقتصاد النادي وهيكله الرياضي.
استثناءات قانونية محتملة في قوانين البيانات الشخصيةيستند برشلونة في موقفه إلى وجود استثناءات في التشريعات المتعلقة بنشر البيانات الشخصية والصحية، خاصة في المجال المهني. وفقاً لما ذُكر في "راديو برشلونة"، قد يكون للنادي الحق في تقييم قدرة اللاعب على العمل نظراً لإصابته، وبالتالي استخدام البيانات الطبية لتقييم حالته البدنية من قبل محكمة مختصة، في هذه الحالة اللجنة الطبية للليغا.
موقف الليغا الثابت بشأن الموافقةتحافظ رابطة الليغا على موقفها الواضح بأنها لا تستطيع تحليل التقرير الطبي لتير شتيغن وتقييم خطورة إصابته إلا إذا جاء التقرير مصحوباً بتوقيعه أو موافقته الصريحة. أكد الدكتور جوردي أردفول، عضو اللجنة الطبية الذي يتنحى في القضايا المتعلقة ببرشلونة لكونه رئيساً سابقاً للخدمات الطبية في النادي، أن "موافقة اللاعب ضرورية لمعالجة البيانات الطبية خارج النادي".
البحث عن حلول وسطرغم التعقيدات القانونية، يواصل الطرفان البحث عن حلول تحفظ حقوق جميع الأطراف. النادي الكتالوني يستكشف خيارات قانونية لم يكشف عنها بعد، بينما تؤكد الليغا على التزامها بحماية خصوصية اللاعبين وضرورة الحصول على موافقتهم الصريحة قبل معالجة بياناتهم الطبية.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر ومترجم في موقع "البوابة الإخباري" منذ عام 2018، مختص بنقل وتغطية أهم الأحداث والأخبار في الساحة الرياضية، سواء العالمية أو العربية، وأركز على تقديم محتوى يلبي اهتمامات عشاق كرة القدم في كل مكان، مثل مواعيد المباريات، التشكيلات المتوقعة، التحليلات، وأخبار سوق الانتقالات والكواليس.
Sports Editor and Translator with "Al-Bawaba News" since 2018. specialize in covering and delivering the most...
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن