تعز تحتفي بخريجي مشروع التمكين الاقتصادي للأسر الفقيرة
تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT
يمانيون |
في خطوة عملية تُجسِّد معاني العدالة الاجتماعية والتكافل الاقتصادي، شهدت محافظة تعز، اليوم، فعالية احتفالية لتكريم خريجي مشروع التمكين الاقتصادي الذي ينفذه فرع الهيئة العامة للزكاة بالمحافظة، ضمن برنامج متكامل يستهدف إخراج الأسر الفقيرة من دائرة الحاجة إلى ميادين الإنتاج والعمل المستدام.
جاءت الفعالية، التي أقيمت بساحة الرسول الأعظم بمدينة تعز، تدشينًا لتوزيع الحقائب المهنية والإنتاجية لـ374 مستفيدًا من محافظتي تعز ولحج، بتمويل من فرع هيئة الزكاة بتعز، وبتكلفة إجمالية بلغت 344 مليون ريال يمني.
وخلال الفعالية التي حضرها عدد من أعضاء مجلس الشورى ووكلاء المحافظة وقيادات تنفيذية ومجتمعية، بارك رئيس الهيئة العامة للزكاة، الشيخ شمسان أبو نشطان، تخرج الطلاب والطالبات من المشروع، معتبرًا أن ما تحقق هو ثمرة من ثمار الالتزام بشرع الله، ونتيجة مباشرة لتنفيذ فريضة الزكاة في مصارفها الشرعية.
وقال أبو نشطان: “نقف اليوم على عتبة تطبيق فريضة من أعظم فرائض الإسلام، ونفذنا هذا المشروع من منطلق أن الزكاة ليست صدقة ولا منّة من أحد، بل حق شرعي فرضه الله للفقراء والمساكين، والقيادة الثورية والسياسية حريصة على إيصال هذا الحق دون تمييع أو تأجيل”.
وأشار إلى أن مشروع التمكين الاقتصادي يمثل ترجمة عملية لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى فخامة المشير مهدي المشاط، في الدفع باتجاه استثمار فريضة الزكاة في رفع مستوى المعيشة وتحقيق الاكتفاء الذاتي للفئات الأشد فقرًا، مضيفًا: “لقد رأينا كيف يضج الأعداء من مشاريع الزكاة لأنها تلامس وجع الفقراء وتنزع سلاح الحاجة من يد المتسلطين”.
وأوضح رئيس الهيئة أن المشروع شمل مجالات متنوعة من التدريب المهني والتمكين الإنتاجي للأسر، بما يسهم في دمج المستفيدين في سوق العمل وتحويلهم إلى طاقات منتجة، بدلًا من الاعتماد على المعونات الموسمية، مؤكدًا أن المشروع ينسجم مع استراتيجية الهيئة لبناء سلاسل قيمة متكاملة تخلق فرصًا مستدامة وتحد من البطالة.
من جانبه، أشاد مسؤول التعبئة في محافظة تعز محمد الخليدي، في كلمة السلطة المحلية، بجهود هيئة الزكاة في تنفيذ هذا المشروع النوعي، معتبراً تخرّج الدفعة الحالية من الشباب والفتيات إشارة واضحة إلى جدية البرنامج وفاعليته في تمكين المجتمع من الاعتماد على الذات.
ودعا الخليدي التجار ومن عليهم حق الزكاة إلى المبادرة بدفع زكاتهم للجهات المختصة، مؤكداً أن النتائج التي بدأت تظهر على أرض الواقع، مثل مشروع التمكين الاقتصادي، تُعد أبلغ رد على من يشكك في جدوى صرف الزكاة عبر الهيئة الرسمية.
وفي كلمة الخريجين التي ألقاها المهندس رزاز الصميدي، عبّر عن شكره العميق لهيئة الزكاة على إتاحة الفرصة لاكتساب مهارات عملية وحرفية، مؤكداً أن المشروع غيّر حياتهم وفتح أمامهم أبواب العمل، وأضاف: “عشنا تجربة تدريب حقيقية، ومارسنا العمل بأدواتنا، واليوم نحمل معنا العزيمة والتأهيل لندخل سوق العمل بإنتاج وإبداع”.
كما ألقى مدير فرع الهيئة بتعز شوقي مغلس كلمة أكّد فيها أن الزكاة لم تعد مجرد تحصيل موسمي، بل تحوّلت إلى أداة استراتيجية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن هذا المشروع هو أحد وجوه ثورة 21 سبتمبر التي أعادت الاعتبار لفريضة الزكاة كركن ثالث من أركان الإسلام.
واعتبر مغلس أن المشاريع التي تنفذها هيئة الزكاة ليست مجرد مبادرات عابرة، بل تجسيد لإرادة تحررية وعدالة إلهية تنقل الناس من الفاقة إلى الكرامة، داعيًا إلى الاستمرار في دعم هذه المشاريع وتوسيعها لتشمل مختلف المديريات والفئات المستحقة.
وفي ختام الحفل الذي تخلله قصيدة شعرية معبرة للشاعر أحمد عباد، تم تكريم عدد من الشخصيات التي ساهمت في إنجاح المشروع، بينهم رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان، ومسؤول التعبئة محمد الخليدي، فيما عبّر الحاضرون عن اعتزازهم الكبير بهذا النموذج العملي الذي يثبت أن الزكاة قادرة على بناء اقتصاد مقاوم قائم على المشاركة المجتمعية والتكافل.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: مشروع التمکین الاقتصادی
إقرأ أيضاً:
مصر تطلق أضخم مشروع ربط بري في إفريقيا مع ليبيا وتشاد
أعلنت الحكومة المصرية تخصيص 6 مليارات جنيه (نحو 123.6 مليون دولار) لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع الربط البري الإستراتيجي مع ليبيا وتشاد، في خطوة تهدف إلى إنشاء ممر تجاري إقليمي يربط شمال القارة الإفريقية بوسطها.
ويأتي المشروع الذي ضمن محور “شرق العوينات– الكفرة”، يُعد الأكبر من نوعه في القارة، ويمتد بطول 1,720 كيلومتراً، منها 400 كيلومتر داخل الأراضي المصرية، و390 كيلومتراً في ليبيا، و930 كيلومتراً في تشاد، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ عن مصدر حكومي.
وتهدف المرحلة الأولى، التي ستُنفذ بالكامل داخل مصر لمسافة 100 كيلومتر، إلى تمهيد الطريق أمام انطلاق الأعمال على بقية المحور. وقد أنهت وزارة النقل المصرية جميع الترتيبات الفنية واللوجستية، استعداداً لتسليم مواقع العمل إلى شركات المقاولات المحلية، على أن تبدأ عمليات الحفر والتسوية خلال الربع الثالث من العام الجاري.
ومن المقرر أن تستغرق أعمال التنفيذ ثلاث سنوات، بتكلفة إجمالية متوقعة تصل إلى 24 مليار جنيه للجزء المصري، وذلك ضمن مراحل متعاقبة تمويلياً وتنفيذياً نظراً لطبيعة المشروع العابرة للحدود وأهميته الإستراتيجية.
ويهدف محور “شرق العوينات – الكفرة” إلى تعزيز التكامل الاقتصادي بين مصر وليبيا وتشاد، ودعم التنمية في المناطق الحدودية المهمّشة، خاصة في جنوب مصر وشرق ليبيا وشمال تشاد، بالإضافة إلى خلق ممر تجاري بديل يربط أسواق شمال ووسط القارة.
ويُنظر إلى المشروع باعتباره نقلة نوعية في الاستراتيجية التنموية المصرية، إذ يسهم في تعزيز الروابط الإقليمية، وتحفيز التجارة البينية، وتحويل مصر إلى مركز لوجستي محوري على مستوى القارة الإفريقية.