أمنستي: إكس سهلت انتشار خطاب الكراهية والعنف ضد المسلمين والمهاجرين في بريطانيا
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
اتهمت منظمة العفو الدولية منصة "إكس" بخلق أرضية خصبة لنشر روايات خاطئة ومحتوى ضار أسهم في تصاعد العنف العنصري ضد المسلمين والمهاجرين بالمملكة المتحدة، عقب جريمة قتل 3 فتيات في بلدة ساوثبورت أواخر يوليو/تموز 2024.
وأوضحت المنظمة أن اختيارات التصميم والسياسات التي تبنتها المنصة خلقت بيئة خصبة لانتشار الخطاب المحرض على الكراهية.
وأشارت العفو الدولية إلى أن خوارزميات المنصة، التي تدير صفحة "من أجلك" وتحدد ترتيب المحتوى للمستخدمين، تعطي أولوية للمنشورات المثيرة للجدل وتلك التي تثير الجدل والتفاعل، من دون توفير ضمانات كافية للحد من الأضرار، وهو ما أدى إلى تفاقم المخاطر وسط موجة من العنف العنصري ضد المسلمين والمهاجرين في مدن بريطانية عدة خلال العام المنصرم، ولا تزال هذه المخاطر قائمة حتى اليوم، وفق المنظمة.
وفي 29 يوليو/تموز العام الماضي، أقدم شاب يبلغ من العمر 17 عاما على قتل الفتيات أليس دا سيلفا أجيار، وبيبي كينغ، وإلسي دوت ستانكومب في ساوثبورت، وإصابة 10 آخرين. وخلال ساعات من الجريمة، انتشرت معلومات مغلوطة حول هوية الجاني ودينه ووضعه كمهاجر على وسائل التواصل، و"برزت إكس منصة رئيسية لانتشار هذه المزاعم".
وكشفت منظمة العفو الدولية أن خوارزميات إكس المفتوحة المصدر تسمح بترويج المنشورات المثيرة للجدل بشكل آلي، حتى إن كانت تحتوي على معلومات مضللة أو تحرض على الكراهية، حيث تمنح المنصة أولوية للمنشورات التي تثير التفاعل بغض النظر عن طبيعتها، ولا تبدأ المنصة في اتخاذ إجراءات ضد المحتوى الضار إلا بعد تلقي تقارير كافية من المستخدمين.
وأضاف التقرير أن المنشورات الخاصة بحسابات "بريميوم" (الموثقة والمدفوعة الأجر) تُمنح تلقائيا أولوية في الظهور للمستخدمين مقارنة بمنشورات المستخدمين العاديين، وهو ما زاد من سرعة انتشار الروايات الكاذبة وخطاب الكراهية حول الهجوم، مثل مزاعم أن المهاجم مسلم أو طالب لجوء.
إعلانولفتت منظمة العفو الدولية إلى أن حسابات معروفة على المنصة، مثل حساب "يوروب إنفيجن" الذي ينشر محتوى معاديا للمهاجرين والمسلمين، شاركت مزاعم مضللة بحق المشتبه به، وحصد منشور واحد منها أكثر من 4 ملايين مشاهدة. كما تم تتبع أكثر من 27 مليون ظهور لمنشورات "ربطت المهاجم زورا بالمسلمين واللاجئين خلال 24 ساعة من الحادثة".
وجاءت هذه التطورات في خضم تغييرات جذرية شهدتها المنصة تحت إدارة مالكها الحالي إيلون ماسك منذ أواخر 2022، حيث قامت بإلغاء فريق الإشراف على المحتوى، واستعادة حسابات كانت محظورة سابقا، ومن بينها حساب الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون الذي استغل الحادث في تحريض متابعيه البالغ عددهم 840 ألفا على المسلمين.
وذكر التقرير أن منشورات روبنسون وحدها حصدت أكثر من 580 مليون مشاهدة خلال أسبوعين فقط من الهجوم، كما تفاعل ماسك شخصيا مع بعض الروايات المضللة حول الحادثة، قائلا في أحد الردود إن "الحرب الأهلية حتمية"، وهو ما اعتبرته المنظمة تعزيزا لخطاب الكراهية ضد المسلمين.
وتدخل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر داعيا لحماية المسلمين في ظل الاعتداءات المتزايدة على المساجد ومراكز اللاجئين ومجتمعات الآسيويين والسود والمسلمين، غير أن ماسك رد علنا بأن "على الحكومة القلق بشأن جميع المجتمعات".
وأكدت العفو الدولية أنها تواصلت مع إدارة إكس برسالة رسمية بتاريخ 18 يوليو/تموز 2025 لمشاركتهم نتائج التقرير ومنحهم فرصة للرد، إلا أنها لم تتلق أي رد حتى لحظة النشر، اليوم الأربعاء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات حريات العفو الدولیة ضد المسلمین
إقرأ أيضاً: