ما فائدة أن يعلمنا الله صفة من صفاته ويظهرها لنا؟ علي جمعة يجيب
تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عبر صفحته الرسمية على “فيس بوك”، إن الله سبحانه وتعالى هو “القابض والباسط” في نفس الوقت، يبسط الرزق لعباده، لكنه يقبض الرزق عن عباده أيضًا، ويقدره له، وتجد إنسانًا رزقه ضيق، وهناك إنسان رزقه واسع. يقبض النفوس، فترى إنسانًا في حالة قبض، يعني اكتئاب، وإنسانًا آخر في حالة بسط، يعني سرور وفرح وانشراح، ويتقلب على الإنسان هذا وذاك.
وتابع: “إذن، فالقبض: مما تجلى الله به على كونه؛ والبسط: مما تجلى الله به على كونه. والله تعالى تجلى على هذا الكون بصفاته العلى، فنرى الرحمة مثلًا في الحيوان، نرى الرحمة في النبات، نرى الرحمة في الإنسان. لو لاحظت أي حيوان مع ابنه، كيف يرحمه ويعطف عليه، لرأيت الرحمة واضحة. فنرى أيضًا القبض والبسط في هذا الكون”.
وأوضح أن “القابض”: اسم فاعل، يدل على كمال القدرة، ويدل على أنه يجب عليك أن تلتجئ إلى الله. فإذا وجدت كآبة في نفسك وضيقًا في رزقك، فإنك تتوجه مباشرة إلى من بيده الملك، إلى من تسبب في ذلك وخلقه في نفسك أو في كونك؛ إلى الرازق الذي ينبغي أن تتعلق به، لأنه القابض الباسط. ولذلك يجب أن تلتجئ إليه.
ما فائدة أن يعلمنا الله صفة من صفاته
فما الفائدة أن يعلمنا الله سبحانه وتعالى صفة من صفاته، وأن يظهرها لنا؟ هي أن نتعلق به وحده لا شريك له، ولا نتعلق بسواه؛ فإن سبب هذا القبض هو الله.
وأشار إلى أنه قد يأتي القبض عن معصية فيضيق الإنسان؛ لأن الله نهانا عن المعاصي لئلا تضيق أنفسنا، فيأتي القبض وكأنه ينبهك إلى أن ترجع إلى الالتزام. فكأن القبض محنة، لكن فيها منحة: فيها تنبيه، وفيها إعادة بك إلى حظيرة القدس، عود بك إلى الالتجاء بالله رب العالمين.
ونوه إلى أن كثيرا من الناس يستمر عنده القبض حتى يتحول إلى مرض يحتاج إلى علاج؛ لأن هذا القبض يؤثر في مخ الإنسان. ولذلك، عندما تنقبض، فاذكر الله فورًا، ولا تنتظر حتى لا يتحول إلى مرض. وصلِّ على سيدنا النبي ﷺ. ادعُ الله: يا لطيف، يا لطيف، أو: يا واسع، أو: ادعُ باسمه المزدوج: «يا قابض، يا باسط، برحمتك أستغيث»، تجد قلبك انشرح، وحدث لك من الأنوار، وكشف الأسرار، ما الله به عليم.
{أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، فتجلى الله علينا وعلمنا أسماءه؛ حتى نعود إليه سبحانه، وحتى نلتجئ إليه وحده، وحتى نسارع إلى ذكره، حتى تطمئن قلوبنا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة الأزهر الشريف القابض الباسط الرحمة صفات الله
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى يحذر من تحول الأخلاق لسوق نخاسة على السوشيال
قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن من يبرر للظالم، ويزيف الحقيقة الواضحة، أو يحاول تلميع وجه المعتدي، إنما يشارك في الجريمة نفسها، ويخون القيم التي جاء بها الإسلام ورفعها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اللهم أرنا الحق حقاًوأضاف «الورداني»، في تصريح له، أن دعاء النبي ﷺ: "اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه"، يُلزم الإنسان بأن يكون صادقًا في بصيرته، وألا يبيع الحقيقة بأي ثمن، مستشهدًا بقول الله تعالى: "بل الإنسان على نفسه بصيرة".
الأخطر من سوق النخاسةوشدد على أن الأخطر من سوق النخاسة الذي باع فيه الناس أجسادهم، هو "سوق نخاسة القيم"، حين يتحول الإنسان إلى أداة لتزييف الأخلاق، وتبرير الباطل، وتبرئة المجرم، وتجريم الشريف، مضيفًا: "من يتحدث باسم الدين لتبرير العدوان، هو تاجر في الدين، يبيع الأخلاق كما تُباع البضائع في الأسواق".
قول كلمة الحقوأشار الورداني إلى أن من يعجز عن قول كلمة الحق في وجه الظالم، وينسى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ربه: “إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا”، قد فقد إنسانيته، مضيفًا: "من يحصن وجه الكيان المعتدي ويخدم روايته، هو شريك في استمرار هذه الجريمة".
جعلوا من الدين سلعةوتابع: "لقد كشف الله سبحانه وتعالى حقيقة الكثيرين، وفضح من جعلوا من الدين سلعة، ومن الكرامة صفقة، ومن العدالة ورقة تفاوض، هؤلاء لم يعودوا يمثلون إلا أنفسهم، ولن يعجز الله عن أن يُظهر الحق مهما حاول البعض دفنه أو الالتفاف عليه"