بقلم : سمير السعد ..
في عالم يتحوّل بسرعة تحت تأثير الذكاء الاصطناعي، لم تعد التنظيمات الإرهابية والمتطرفة بحاجة إلى الكهوف أو الأشرطة الرديئة لترويج أفكارها، بل أصبحت تتقن استخدام أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا الحديثة، لتنتج محتوى دعائي متقن وموجّه بعناية، يخاطب العقول والغرائز في آنٍ معاً.
لقد بات الذكاء الاصطناعي أداة دعائية متقدمة بيد تلك التنظيمات، إذ يُستخدم لتوليد مقاطع مرئية وصوتية عالية الجودة، توظف الرموز الدينية، والمشاعر الإنسانية، واللغة الثقافية المحلية، ضمن سياق يخدم أجنداتهم التحريضية والتجنيدية.
من خلال خوارزميات تحليل البيانات الضخمة، تستطيع تلك الجماعات فهم اهتمامات وسلوكيات المستخدمين، ومن ثم توجيه رسائلها المتطرفة بدقة متناهية، مما يجعل المحتوى يبدو شخصياُ ومقنعاُ بدرجة أكبر، ويصعّب في الوقت ذاته مهمة اكتشافه أو تتبعه من قبل الجهات الأمنية والمنصات الرقمية.
وفي ظل هذا التهديد المتصاعد، تبرز أهمية اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب، التي يمكن أن تلعب دوراً محورياُ في التصدي لهذا الخطر المتنامي. من خلال لجانها المتخصصة واستعانتها بذوي الكفاءة والخبرة في المجالين الأمني والتقني، تستطيع اللجنة صياغة برامج وخطط وطنية فاعلة، تهدف إلى رصد هذا النوع من النشاطات الرقمية، وفضح أدواته، والتصدي له قبل أن يتحول إلى تهديد فعلي لأمن المجتمع وسلامه الداخلي.
والكل يجزم أن اللجنة تمتلك من الإمكانيات والخبرة ما يؤهلها لإفشال تلك المخططات الممنهجة، خاصة إذا ما تم تعزيز تعاونها مع الوطنيين من ذوي التخصص المهني في هذا المجال، الذين يشكلون خط الدفاع الأول في المعركة ضد الذكاء الاصطناعي المنحرف المستخدم لأغراض إجرامية وتكفيرية.
في ظل هذا الواقع المتغير، تصبح مواجهة هذه الظاهرة مسؤولية جماعية، تبدأ من تطوير أدوات رقابية ذكية مضادة، ولا تنتهي عند تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة الانجرار خلف رسائل تبدو بريئة شكلاً لكنها تحمل سموم التطرف مضموناً.
ولعل دعم اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب ومنحها ما تحتاجه من أدوات وصلاحيات، يمثل خطوة حاسمة في معركة الدفاع عن التماسك المجتمعي وصون السلم الأهلي من مخاطر التلاعب بالعقول . عبر خوارزميات بلا ضمير.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
فضل أبو طالب: أدوات الإمارات تراهن على “تل أبيب” للعودة إلى صنعاء
يمانيون |
اتهم عضو المكتب السياسي لأنصار الله، فضل أبو طالب، بقايا نظام عفاش ممثلين في أحمد علي وطارق عفاش، بمحاولة العودة إلى السلطة في صنعاء عبر الارتهان الكامل للعدو الصهيوني والدعم الأمريكي، على حساب دماء اليمنيين والموقف المشرف في نصرة غزة.
وفي سلسلة تغريدات نشرها مساء اليوم، أشار أبو طالب إلى أن من نهبوا البلاد طوال 33 عامًا، وحوّلوا ثرواتها إلى أرصدة في بنوك الإمارات، يسعون اليوم إلى تسويق أنفسهم كبديل لصنعاء من خلال التحالف مع العدوين الصهيوني والأمريكي.
وقال: “في الفتنة الأولى، ثقل على البعض شرف التصدي للعدوان، فاختاروا الطعن في ظهر الجبهة الداخلية، واليوم، ثقل عليهم شرف إسناد غزة، فارتضوا لأنفسهم درب الخيانة والتنسيق مع الإمارات، وتلقي الأموال لإثارة الفتنة وإفشال الموقف اليمني المساند لغزة”.
وأضاف: “البعض يظن واهمًا أن إسرائيل ستعيده إلى سدة الحكم في صنعاء كما كان طيلة 33 عامًا، فيراهن على وعود أمريكا وتل أبيب، مقابل التزامه بإثارة الفوضى وعرقلة جهود الإسناد اليمني للمقاومة في غزة”.
ولفت أبو طالب إلى أن الموقف اليمني الداعم لغزة يحظى بتقدير واسع في أوساط الشعوب الحرة، في حين يفرح بعض المتربصين في الداخل بالغارات الصهيونية والأمريكية، ظنًا منهم أن الضربات ستستهدف قوى الثورة وسيعودون عبر رماد الدمار كبديل مزعوم.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه التحركات المشبوهة لبقايا النظام السابق بدعم إماراتي وصهيوني، بالتوازي مع تصعيد عسكري وعدواني على اليمن، ضمن مساعي فاشلة لضرب التماسك الداخلي والتشويش على الموقف اليمني الصلب تجاه العدوان على غزة.