في إطار مبادرة /النساء في مناطق النزاع/، قام كل من صندوق قطر للتنمية ومؤسسة /جبل الفيروز/ بإعادة تنظيم معرض /نسج القصائد/، الذي أقيم أول مرة العام الماضي في الدوحة بالتعاون مع متاحف قطر، بهدف تمكين مجتمعات النساجات في أفغانستان، وهذا العام أعيد عرضه في دار سوذبيز بالمملكة المتحدة، مما يعكس الرؤية المشتركة لحماية التراث الثقافي وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية للنساء في المناطق المتأثرة بالنزاعات.

وقد حضر السيد فهد بن حمد السليطي، المدير العام لصندوق قطر للتنمية، حفل الافتتاح، حيث أكد مجددا على التزام الصندوق بالتنمية المستدامة والتعاون العالمي، استنادا إلى اتفاقية المنحة للمرحلة الثانية التي تم توقيعها في أواخر عام 2024.

وقال: "يُسعدنا في صندوق قطر للتنمية أن نواصل دعمنا لمجتمعات النساء النساجات في أفغانستان من خلال شراكتنا المتجددة مع مؤسسة /جبل الفيروز/. إن إعادة عرض معرض /نسج القصائد/ في لندن ليس فقط احتفالا بالإبداع الثقافي، بل هو أيضا تأكيد على التزامنا المستمر بتعزيز الصمود وبناء فرص اقتصادية مستدامة للنساء في مناطق النزاع حول العالم. نحن نؤمن بأن التعاون الدولي هو المفتاح لإحداث تأثير حقيقي وشامل".

من جانبها، قالت السيدة شوشانا ستيوارت، رئيسة مؤسسة /جبل الفيروز/: "نحن متحمسون للغاية للتعاون مع دار سوذبيز في تقديم معرض نسج القصائد لجمهور جديد في لندن. هذا المعرض يحتفي بالنساء النساجات في باميان، وبالتصاميم الاستثنائية التي أبدعتها مريم عمر".

وأضافت: "يمثل هذا الحدث أول فعالية نطلقها احتفالا بالذكرى العشرين لتأسيس مؤسسة /جبل الفيروز/. نحن ممتنون للغاية لصندوق قطر للتنمية، ولمؤسسة الوليد للأعمال الخيرية، ولكافة شركائنا حول العالم الذين يجعلون عملنا مع المجتمعات في أفغانستان ممكنا".

وبالتزامن مع المعرض، شارك وفد من صندوق قطر للتنمية في جلسة حوارية جانبية بعنوان: "السجاد السحري: الفن والتصميم والارتقاء بالسجاد الأفغاني"، والتي جمعت بين عدد من أبرز شركاء مؤسسة /جبل الفيروز/، لتسليط الضوء على ثراء التقاليد الثقافية وجودة التصميم المميزة في صناعة النسيج الأفغانية.

وقد افتتحت السيدة مريم الغيثاني، رئيس قسم المشاريع الأفريقية والآسيوية بالإنابة في صندوق قطر للتنمية، الجلسة بكلمة قالت فيها: "هذه المبادرة بالشراكة مع مؤسسة /جبل الفيروز/، لا تقتصر على الحفاظ على التراث الأفغاني الثقافي فحسب، بل تمكّن النساء أيضا من تشكيل مستقبلهن، خيطا بخيط".

وتجسّد إعادة عرض هذا المعرض قوة الحفاظ على التراث الثقافي والتعبير الإبداعي، وتُظهر أيضا الأثر الملموس للشراكات الدولية في بناء القدرة على التحمّل وفتح آفاق اقتصادية جديدة للنساء في المناطق المتأثرة بالنزاعات.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات الأكثر مشاهدة صندوق قطر للتنمیة فی أفغانستان

إقرأ أيضاً:

التوافق الوطني.. هل هو تحالف الفرصة الأخيرة لمعارضي طالبان؟

كابل- أثار إعلان تشكيل ائتلاف "التوافق الوطني لمستقبل أفغانستان"، الذي ضم 3 تكتلات معارضة لحركة طالبان، موجة واسعة من ردود الفعل داخل الأوساط السياسية الأفغانية، خاصة بعدما أعلن حزب الجمعية الإسلامية بقيادة صلاح الدين رباني انسحابه من "المجلس الأعلى للمعارضة الوطنية من أجل إنقاذ أفغانستان"، وهو أحد أهم مكونات الائتلاف.

وبينما قدّم التحالف نفسه بوصفه منصة موحّدة لإطلاق مفاوضات بين الأفغان، فإن الانقسامات المبكرة كشفت حجم التحديات التي تواجهها المعارضة، في محاولتها العودة إلى المشهد السياسي بعد أكثر من 4 سنوات على سيطرة طالبان.

وعُقد الاجتماع الأخير بمبادرة من 3 حركات معارضة رئيسية، وهي: المجلس الأعلى للمقاومة الوطنية، والجمعية الوطنية للإنقاذ، والحركة الوطنية للسلام والعدالة، وشارك فيه عدد من الأسماء البارزة المنتمية للنظام السابق، مثل الجنرال عبد الرشيد دوستم، وعطا محمد نور، ومحمد محقق، وحنيف أتمر، وعمر داودزي، ويونس قانوني، وسرور دانش.

ودعا التحالف إلى إطلاق مفاوضات سلام شاملة مع حركة طالبان، تحت رعاية الأمم المتحدة ومجلس الأمن ودول إقليمية مثل إيران وتركيا وقطر.

حزب الجمعية الإسلامية بقيادة صلاح الدين رباني أعلن انسحابه من "المجلس الأعلى للمعارضة الوطنية من أجل إنقاذ أفغانستان" (الفرنسية)تحالفات موسمية

لم يكد البيان المشترك يُنشر حتى أعلن "حزب الجمعية الإسلامية" أقدم الأحزاب السياسية في أفغانستان بقيادة صلاح الدين رباني أنه لم يعد عضوا "في المجلس الأعلى للمعارضة"، وهو ما شكّل صدمة لكثير من المتابعين.

ويقول رباني -في حديثه للجزيرة نت- إن "المجلس انشغل بتحالفات فئوية وموسمية وتكتيكية خلال 4 سنوات ماضية"، ويضيف "يجب التركيز على النضال الحقيقي لاستعادة سيادة القانون والديمقراطية في أفغانستان، وأن هذه التحالفات لا تستطيع حل الأزمة الحالية لأنها لا تملك رؤية شاملة يلتف حولها الأفغان".

إعلان

ويعكس هذا الطرح رأيًا داخل الأوساط السياسية، وهو أن المعارضة -رغم تحركاتها- لا تمتلك نفوذا على الأرض داخل أفغانستان، ولا تستطيع فرض شروط على طالبان، التي ترى نفسها حكومة مستقرة مكتملة الشرعية، وتشير المصادر إلى أن إيران وتركيا وقطر دعمت مبادرة عقد الاجتماع، بهدف توحيد رؤية المعارضة تمهيدا لأي حوار سياسي.

ويقول الباحث في الشؤون السياسية عبد الرحمن شريفي للجزيرة نت إن "هذا النوع من التحالفات يعكس إدراك المعارضة أنها لا تمتلك اليوم القدرة العسكرية التي كانت تراهن عليها سابقا، وأنها فشلت في فتح جبهات عسكرية داخل الأراضي الأفغانية لذا لجأت إلى انطلاق مفاوضات السلام، التي ترفضها طالبان بكل شدة، وأن انسحاب رباني إشارة إلى أن الائتلاف يعاني من أزمة ثقة داخلية منذ اللحظة الأولى".

المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد قلل من جدوى تشكيل التحالفات (الجزيرة)تكرار وانتقاد

قال محمود فضلى مدير مكتب الرئيس الأفغاني السابق -في حديثه للجزيرة نت- إن "هذه التحالفات مشاريع تجارية مؤقتة"، مضيفا أن "أمراء الحرب يشكلون تحالفا كل بضعة أسابيع ثم تنهار، وأنهم جمعيا خسروا مكانتهم في أفغانستان، إذ لم يتمكنوا من تقديم خطة تخدم أفغانستان منذ وصول طالبان إلى السلطة، والشعب الأفغاني جربهم طيلة عقدين ماضيين"، معتبرا أن الثقة بهم تعد خطأ إستراتيجيا.

ويرى الخبراء في الشأن الأفغاني أن المعارضة الأفغانية تعاني تاريخيا من الانقسامات، وأن انسحاب صلاح الدين رباني يعيد إلى الواجهة هشاشة التحالفات السياسية.

ويقول رئيس المخابرات الأفغانية السابق رحمة الله نبيل -للجزيرة نت- إن "أفغانستان تحتاج إلى تحالف تفوح منه رائحة الأمل لا رائحة صفقة"، محذرا من أن "أي مشروع سياسي تديره الدول الأجنبية بدل الشعب مصيره الفشل، والجميع يعرف من أجبر هؤلاء على تشكيل تحالف".

ويفيد المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد -للجزيرة نت- بأن "قضية تشكيل التحالفات السياسية لا تحظى بأهمية تُذكر"، معتبرا أن "الشخصيات التي تقف خلفها قضت حياتها السياسية في تشكيل تحالفات لم تُفضِ إلى أي نتائج ملموسة".

ويضيف مجاهد أن تكرار هذه التجارب لن يؤدي إلى نتائج مؤثرة، بل يمثل إعادة إنتاج للأخطاء ذاتها، ويرى أن "هذا التحالف يفتح الباب أمام الانقسامات، ويُشكّل عائقا أمام مسار التنمية والاستقرار في البلاد، ولا يجب تكرار التجارب الفاشلة ولا ينبغي العودة إلى مسارات ثبت فشلها".

وترى الخبيرة في الشؤون الحزبية ليلى جلال -في حديثها للجزيرة نت- أن "حركة طالبان تتعامل مع هذه الأحزاب من موضع قوة، ولا ترى حاجة للمفاوضات في أفغانستان ولا حاجة لإعادة فتح ملف شكل النظام، وعلى الجميع أن يقبل النظام الحالي، ولا أعتقد أن التحالف الحالي يجد آذانا صاغية في أفغانستان".

مطلب إقليمي

من جهة أخرى، تقول مصادر مقربة من التوافق الوطني إن التحالف جاء بدعم من الدول المؤثرة في المنطقة، وإنها تريد بدء المفاوضات الأفغانية، ولكن الخبير في العلاقات الدولية مهرداد ناصري يقول -للجزيرة نت- إن "الدول الإقليمية لا تريد إسقاط طالبان، بل تريد استقرارا يمنع الفوضى، لذلك قد تدعم الحوار الأفغاني الأفغاني، لكنها لن تراهن على تحالفات غير مستقرة".

إعلان

ويرى خبراء في الشأن الأفغاني أن هناك 3 عقبات رئيسية قد تهدد بقاء الائتلاف الحالي:

الانقسامات الداخلية، مثل انسحاب حزب الجمعية الإسلامية بقيادة صلاح الدين رباني كمثال مبكر. غياب النفوذ الميداني داخل أفغانستان، لأن المعارضة تعمل من الخارج. فقدان ثقة الشارع الأفغاني، بعد تجربة نصف قرن من التحالفات المنهارة.

ويمثل "التوافق الوطني" محاولة أخيرة لإحياء السياسة في أفغانستان، والرهان على الحوار مع الحكومة الأفغانية الحالية بوصفه الخيار الوحيد أمامها، لكن الانقسامات المبكرة، وغياب الثقة الشعبية، وضعف الأدوات العملية، كلها عوامل تجعل مستقبل هذا التحالف غامضا.

مقالات مشابهة

  • تحذير أوروبي من افتقار 21 مليون شخص في أفغانستان لمياه الشرب
  • إيران تحتضن اجتماعا إقليميا حول أفغانستان
  • التوافق الوطني.. هل هو تحالف الفرصة الأخيرة لمعارضي طالبان؟
  • مديرية العمل تؤكد التزامها بتمكين ذوي الهمم من خلال توفير 21 فرصة تشغيل جديدة
  • ترحيب فلسطيني بقرار أممي يلزم إسرائيل بتمكين الوصول الإنساني الكامل إلى غزة
  • العمالة للغرب وعواقبها الكارثية على العرب
  • الدورة الكاملة للقيمة… اقتصاد يبني مجتمعات أكثر مرونة
  • مناوي: غالبية التجار في أسواق دارفور ينتمون إلى مجتمعات إثنية محددة
  • المستشارة أمل عمار تشارك في احتفالية أجندة بيكين +30 وتؤكد التزام مصر بتمكين المرأة
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يُشارك في إطلاق صندوق الأمم المتحدة للسكان لتقرير العمل الإنساني لعام ٢٠٢٦م