خبراء ومحللون فلسطينيون لـ«الاتحاد»: «المدينة الإنسانية» في غزة معتقل كبير تمهيداً للتهجير
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
أحمد شعبان (غزة، القاهرة)
أخبار ذات صلةحذر خبراء في الشأن الفلسطيني من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي في غزة، في ظل تفشي المجاعة بين السكان، واستمرار الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، أن إسرائيل لا تزال تستخدم التجويع سلاح حرب ضد الفلسطينيين في غزة، وتمنع دخول المساعدات الإنسانية، وتستغل ما يُعرف بـ«مؤسسة غزة الإنسانية» لإذلال السكان وقتلهم، مشيراً إلى مقتل مئات الفلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على الطعام.
وذكر الرقب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن إسرائيل تصر على إنشاء مدينة إنسانية في رفح قد تمتد إلى الحدود المصرية لاستيعاب نحو 700 ألف فلسطيني، تحت ذريعة حمايتهم من المعارك، مؤكداً أن هذه المدينة ستكون معتقلاً كبيراً، وتأتي في إطار التمهيد لمرحلة التهجير الطوعي ثم القسري.
وأشار إلى تقارير دولية تؤكد أن أكثر من 75% من منازل غزة قد تهدمت كلياً، في حين أصبحت بقية المنازل غير صالحة للسكن، مؤكداً أن القوات الإسرائيلية تتبع سياسة الأرض المحروقة في المناطق التي تدخلها، فتقضي على كل شيء، حتى يصبح القطاع غير صالح للحياة، داعياً المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف الجرائم والانتهاكات ضد الفلسطينيين.
من جهته، اعتبر الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني، زيد الأيوبي، أن ما يجري في غزة يُعد انهياراً كاملاً لمنظومة الحياة، وليس مجرد أزمة إنسانية، مؤكداً أن إسرائيل تتحمل مسؤولية تدمير القطاع.
وأوضح الأيوبي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن سكان غزة يعيشون بين القصف والتجويع والفوضى والانقسام، في ظل غياب الشرطة، حيث تُرك المدنيون لمواجهة مصيرهم بمفردهم أمام آلة الحرب الإسرائيلية، من دون حماية، مشيراً إلى أن سياسة إسرائيل في القطاع تطورت من حرب عسكرية إلى حرب تجويع ممنهجة، تُستخدم فيها المساعدات الإنسانية سلاحاً، والمعابر ورقة ضغط، والمجاعة أداة للابتزاز السياسي.
وأشار إلى أن قتل المدنيين أثناء اصطفافهم للحصول على الطعام، نتيجة مباشرة لخطة تهدف إلى كسر الروح المعنوية للفلسطينيين، ودفعهم نحو الاستسلام والانهيار تحت ضغط الجوع والعجز، لا القنابل فقط.
وأكد الأيوبي أن «إسرائيل تستغل ضعف النظام الدولي وتُمعن في خنق غزة، معتقدة أن الجوع سيحقق لها أهدافها الاستراتيجية»، منوهاً بأن السكان يموتون جوعاً أو دهساً في طوابير الخبز، وسط معاناة مضاعفة بين الموت جوعاً أو بالقصف، لكنهم لا يزالون يصمدون رغم الحصار والانقسام.
وشدد على ضرورة فضح ممارسات إسرائيل أمام المحافل الدولية، باعتبارها تمارس التجويع والقتل الجماعي، داعياً إلى إطلاق حملة وطنية لوقف نزيف الدم الفلسطيني، وتجمع بين البعدين الإنساني والسياسي، وتدعو إلى فتح معابر آمنة بإشراف دولي لتوزيع المساعدات، بعيداً عن القصف والفوضى والتدافع.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المدينة الإنسانية غزة فلسطين قطاع غزة إسرائيل حرب غزة الحرب في غزة أهالي غزة سكان غزة المساعدات الإنسانية المساعدات الإغاثية فی غزة
إقرأ أيضاً:
من مصر إلى القطاع.. الدفع بـ10 آلاف طن مواد غذائية خلال قوافل المساعدات الإنسانية الـ7
كشف مراسل قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل، بالدفع بـ 10 آلاف أطنان من المواد الغذائية والدقيق والمياه من خلال قوافل المساعدات الإنسانية الـ 7 التي تدفقت من مصر إلى قطاع غزة.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن 6000 وحدة دم ومشتقاته وصلت إلى قطاع غزة ، تبرع بها أبناء الشعب الفلسطيني في المحافظات الشمالية ضمن الجولة السابعة من حملة "دمنا واحد" التي نظمتها الوزارة الأسبوع الماضي، دعما وإسنادا لأهلنا في المحافظات الجنوبية.
وقالت الصحة الفلسطينية في بيان أن شحنة الدم وصلت إلى مستودعات منظمة الصحة العالمية في دير البلح، ويجري العمل على توزيعها من قبل طواقم وزارة الصحة على المستشفيات في غزة حسب الكمية والاحتياج.
وأوضحت أن الشحنة نقلت من الضفة الغربية إلى قطاع غزة بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية (WHO)، ووفق أعلى معايير الجودة والسلامة، وضمن سلسلة التبريد اللازمة لضمان سلامة وحدات الدم ووصولها آمنة.
وفي سياق متصل، قال وزير الصحة الفلسطيني ماجد أبو رمضان: "في جميع جولات التبرع بالدم، يؤكد أبناء شعبنا في المحافظات الشمالية، تلاحمهم وموقفهم الإنساني العظيم في دعم وإسناد إخوتنا في المحافظات الجنوبية، ونفخر بذلك، وهذا الجهد يدفعنا للمزيد من العمل والعطاء."