◄ الإسماعيلي: منافسة شرسة بين التمور العُمانية والمنتجات المستوردة

◄ الشندودي: التمور العُمانية تتميز بالجودة لكنها تُعاني من ضعف التسويق

◄ المحروقي: التغليف الجذّاب والهوية البصرية الحديثة من أبرز عوامل التسويق الناجح

◄ المسكري: ضعف الربط بين المزارع والقطاع التجاري وراء تراجع التمور العُمانية

◄ الشعيلي: عُمان تزخر بأكثر من 250 صنفًا من التمور بمختلف الأشكال والأحجام

 

الرؤية- ناصر العبري

أجمع عدد من المواطنين على أن جودة التمور العُمانية تواجه خطرًا لضعف تسويقها؛ الأمر الذي يُسبب تراجعًا في مبيعات التمور، وتفوق أصناف أقل جودة من دول أخرى على التمر العُماني الأصيل.

وقالوا- في حديثهم لـ"الرؤية"- إن الإنتاج الزراعي من التمور العُمانية يواجه الكثير من التحديات، في مقدمتها المنافسة الشرسة مع منتجات أخرى، ليس من باب الجودة، ولكن من باب التميُز في التسويق، مُنتقدين غياب استراتيجية تسويقية ناجحة على مستوى الدولة بأكملها، وليس فقط من جانب بعض المزارعين أو الشركات.


 

وقال سالم بن راشد الإسماعيلي إن رغبة المواطن في دعم منتجات بلده تبقى قوية، لكنها تتأثر بوجود البدائل المشابهة، والتي للأسف تتفوق في التسويق على المنتج العُماني، داعيًا إلى ضرورة تسويق التمور المحلية بعناية فائقة. وأضاف أنَّ التمور العُمانية تتميز بجودتها العالية ونكهتها الفريدة، وهذا يضيف لها ميزة تنافسية، ما يستدعي إبرازها عبر حملات تسويقية فعّالة. وطالب الإسماعيلي بضرورة دعم المزارعين والترويج لمنتجاتهم، والعمل على تعزيز إسهامهم في تنمية الاقتصاد الوطني.

تمور عالية الجودة

وأبرز حمود بن سيف الشندودي أهمية تسويق التمور العُمانية، وقال إنَّ التمور العُمانية تُعد من الأنواع ذات الجودة العالية على مستوى المنطقة، لما تتميز به من تنوُّع في الأصناف وجودة في الطعم والقيمة الغذائية. لكنه أكد أنَّ التسويق ما يزال يمثل تحديًا حقيقيًا لهذا المنتج الوطني، خصوصًا في ظل الإغراق الكبير للأسواق المحلية بتمور مستوردة من دول الجوار، قد تكون بنفس الجودة أو أقل بدرجة ما، لكنها تتفوق بلا شك في التغليف وطريقة العرض. وأضاف أنه من المؤسف أن بعض التمور العُمانية يتم تصديرها خامًا إلى الخارج، ثم يعاد تغليفها وإعادتها إلى السوق المحلي على أنها منتج مستورَد، وتباع بأسعار أعلى، ما يدل على ضعفٍ في سلسلة التسويق المحلي وغياب الاستثمار في التعبئة والتغليف. وشدد على أن الاهتمام بالتسويق والتغليف لا يقل عن الحرص على جودة المنتج نفسه، مشيرًا إلى أن التمور العُمانية، إذا ما تم فرزها بعناية، وتنظيفها وتغليفها بشكل احترافي وراقٍ، ستكون قادرة على منافسة المنتجات الأخرى في الأسواق المحلية والإقليمية بسهولة. وحث الشندودي على فتح المجال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتمكينها من الدخول في هذا القطاع بدعم حكومي واضح، من خلال دعم هذه المؤسسات في جانب استيراد أدوات التغليف من الخارج (مثل الصين)؛ الأمر الذي سيخلق فرصًا اقتصادية كبيرة، ويُسهم في خلق قيمة مُضافة للمنتج الوطني، ويُعزز من قدرته على الوصول للأسواق الخارجية.

كنز وطني

أما أحمد بن ثابت المحروقي أحد المهتمين بزراعة النخيل، فقد أكد أن التمور العُمانية تعد كنزًا وطنيًا ومن أعرق المنتجات الزراعية التي ارتبطت بالهوية الوطنية والتاريخ الحضاري لسلطنة عُمان؛ إذ تُزرع في مختلف محافظات السلطنة وتتميّز بجودتها العالية. وقال إن هذه الثروة الزراعية لا تُمثِّل مجرد منتج غذائي؛ بل إرثًا اقتصاديًا يمكن أن يُشكِّل إحدى ركائز الأمن الغذائي والدخل القومي. وأشار المحروقي إلى أنه رغم الجودة العالية والتنوع الكبير في الأصناف، إلّا أن التسويق يُمثِّل الحلقة الأضعف في سلسلة إنتاج التمور العُمانية؛ حيث تفتقر الكثير من المنتجات إلى التغليف الجذّاب، والهوية البصرية الحديثة، ووسائل العرض الرقمية التي تواكب متطلبات الأسواق العالمية. ويقترح المحروقي تطوير وسائل وطرق التغليف والعلامات التجارية بأسلوب عصري يُناسب الأذواق الحديثة، مع إنشاء قصص تسويقية تُبرز الجانب الثقافي والصحي للتمور العُمانية، فضلًا عن المشاركة في المعارض الدولية، والترويج عبر المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي. وأكد المحروقي أن تسويق التمور العُمانية بأساليب مبتكرة لا يعني فقط تصدير منتج غذائي؛ بل هو تصدير لهوية وثقافة وتجربة فريدة.

وأعرب سعيد بن عبدالله المسعودي أسفه لوجود أصناف مستوردة من التمور بعدما كانت عُمان واحدة من أهم الدول المصدرة للتمور في المنطقة، وعزا ذلك إلى عدم الاهتمام بالتغليف وصناعة منتجات التمور، وضعف أو غياب الدعم المادي لإقامة مؤسسات صغيرة ومتوسطة تُعنى بتصنيع التمور ومنتجاتها، كتمور مائدة ومواد غذائية تدخل التمور في محتوياتها، واستغلال (النوى) في إنتاج شراب القهوة كقيمة مضافة.

أما الكاتب في جريدة الرؤية عباس المسكري، فقد أكد سلطنة عُمان تعد من الدول الغنية بأصناف التمور الفاخرة، والتي تتميز بجودتها العالية وطعمها الفريد، مثل تمور "الخلاص"، والزبد، والهلالي و"الفرض"، و"النغال"، وغيرها من الأصناف التي تمثل جزءًا من التراث الزراعي والثقافي لعُمان. غير أن المسكري أشار إلى أن هذه الثروة الوطنية لا تزال تواجه تحديات حقيقية في جانب التسويق التجاري؛ سواءً على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي. وقال: "رغم ما تتمتع به التمور العُمانية من جودة وسمعة طيبة، إلّا أن هناك مجموعة من التحديات البنيوية والتسويقية التي تُعيق وصول هذا المنتج إلى المكانة التي يستحقها في الأسواق". وأضاف أن من أبرز هذه التحديات: ضعف المنظومة التسويقية المتكاملة؛ حيث يفتقر المنتج العُماني إلى استراتيجيات تسويق متخصصة تعتمد على دراسات سوقية دقيقة وفهم لاحتياجات المستهلكين داخل وخارج السلطنة، وكذلك غياب الهوية التجارية الواضحة؛ إذ لا توجد علامات تجارية أو حملة وطنية تروّج للتمور العُمانية تحت مظلة واحدة، كما هو الحال في بعض الدول المنافسة، علاوة على تدني مستوى التغليف والعرض؛ حيث إن الكثير من التمور تُعرض بطرق تقليدية لا تواكب متطلبات الأسواق الحديثة التي تعتمد على التغليف الجاذب، والحجم المناسب، والمعلومات الموثقة على العبوة. وأضاف أن منافسة التمور المستوردة، التي تدخل السوق بأسعار منخفضة وبكميات كبيرة، تؤثر على تسويق التمور المحلية، خاصة في ظل غياب سياسات واضحة لحماية المنتج الوطني. نقص الاستثمار في التقنيات الحديثة؛ سواء في الفرز، أو الحفظ، أو التصدير، ما يؤدي إلى محدودية قدرة المنتج المحلي على الاستدامة والمنافسة في الأسواق البعيدة. وتابع أن ضعف الربط بين المزارع والقطاع التجاري من أسباب تراجع التمور العُمانية؛ إذ لا تزال العلاقة بين المُنتِج والمُسوِّق تقليديةً، وتفتقر إلى الحلول التعاقدية والتكامل بين مراحل الإنتاج والتوزيع.

مقترحات للتطوير

ويقترح المسكري عدة أفكار لتطوير منظومة تسويق التمور العُمانية، بالتوازي على اعتبارها أولوية استراتيجية يمكن من خلالها تحويل هذا المنتج الزراعي إلى مصدر دخل وطني متجدد، ومن هذه المقترحات: إعادة تصميم التغليف والعرض وفق معايير الأسواق العالمية، وباستخدام هوية بصرية موحدة تعكس الجودة العُمانية وتمنح التمور طابعًا تنافسيًا مميزًا، وكذلك إنشاء علامة تجارية وطنية تمثل تمور السلطنة، وتكون مظلة تسويقية جامعة تدعم التواجد في المعارض الدولية، والأسواق الإقليمية، ومنصات التجارة الإلكترونية، إلى جانب الاستثمار في التسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية؛ بما في ذلك الترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتوفير التمور في منصات البيع العالمية، مع التركيز على أسواق الجاليات العربية والمسلمة في الخارج.

كما يقترح المسكري: الحصول على شهادات جودة دولية مثل الشهادات العضوية وشهادات المنشأ، مما يعزز ثقة المستهلك الدولي ويمنح التمور العُمانية فرصًا أوسع في التصدير، إلى جانب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتطوير سلاسل الإمداد، وتحسين عمليات التعبئة والتخزين والنقل، وربط المزارعين بشركات تسويق وتوزيع متخصصة.

وحث المسكري على استهداف أسواق متخصصة مثل قطاع الضيافة والفنادق الفاخرة والطيران، الذي يُعد من أبرز القطاعات التي تبحث عن منتجات محلية عالية الجودة بلمسة تراثية.

ضعف الدعم

وقال سنيدي بن حميد الشعيلي إن الأسواق العُمانية اليوم تواجه تحديا متصاعدا يتمثل في تدفق التمور المستوردة بكميات كبيرة ما يهدد مكانة التمر العُماني، خاصة في ظل غياب دعم حكومي فعّال لقطاع التسويق والتغليف الذي يعد إحدى الركائز الأساسية لترويج هذا المنتج الوطني الحيوي؛ حيث تشكل التمور مصدرًا رئيسيًا للدخل لآلاف المزارعين في مختلف المحافظات، وتزخر عُمان بأكثر من 250 صنفًا من التمور، وهي جزء أساسي من منظومة الأمن الغذائي الوطني. وأوضح أن القطاع يعاني من ضعف واضح في التسويق؛ حيث تغيب الحملات الاعلامية الهادفة للترويج للتمور العُمانية، كما تفتقر الأسواق الى هُويَّة تجارية مميزة أو علامة جودة وطنية تُميِّز التمر العُماني عن غيره من المنتجات المستوردة. وتابع أن عددًا كبيرًا من المزارعين لا يزالون يعتمدون على الطرق التقليدية في التعبئة والتخزين في ظل نقص واضح في المصانع المتخصصة في تصنيع منتجات التمر مثل المعجون والدبس وحلوى التمر وغيرها، ما يُقلِّل من فرص تنويع الاستخدامات وزيادة القيمة المضافة. وأوضح أنه على مستوى الدعم الحكومي فيسود المشهد ضعف في البرامج المالية والفنية الموجهة للمزارعين واصحاب المشاريع الناشئة كما يلاحظ غياب التنسيق الفعلي بين الجهات المعنية كوزارة الزراعة ووزارة التجارة والصناعة والبلديات والجمعيات الزراعية مما ينعكس سلبا على تطور القطاع واستدامته.

وقال الكاتب الصحفي راشد بن حميد الراشدي إن التمور العُماني تشتهر بجودتها العالية وطعمها المميز وتنوع اصنافها؛ مما يجعلها قِبلة للمتسوق في مددنا ومحافظاتنا المختلفة؛ حيث تقبل الأُسر العُمانية على شرائه.

دعم المؤسسات

لكن الراشدي أوضح أهمية وجود شركات أو مؤسسات تدعم هذا الإنتاج الغزير من التمور لتسويقه خارج السلطنة، مع تقديم دعم حكومي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة من أجل تسهيل تسويقه وفتح أسواق جديدة حول العالم، علاوة على إقامة معارض مصاحبة في الخارج. وحثَّ الراشدي على ضرورة الاهتمام بتطوير صناعة التمور من خلال توفير الآلات والمعدات والوسائل المُعِينة في تعبئة وتغليف التمور، وإدخاله في العديد من مُنتجات التمور.

وقال أحمد بن خلفان الزعابي إن تسويق التمور يشكل حجر الزاوية بالنسبة للمزارع العُماني؛ حيث إن العلاقة مباشرة بين الاهتمام بالنخلة التي تعلق بها العُماني على مدار التاريخ وبين الدخل الذي تدره له هذه النخلة، فكلما نشط التسويق وارتفعت المبيعات، كان المردود للمزارع أكبر وبالتالي يتشجع أكثر في الاهتمام بزارعة أفضل أنواع الفسائل حتى يكون الإنتاج ذا قيمه له وللبلد.

أما من جهة الفرص والتحديات، يرى الزعابي أن الفرص لاتزال واعدة، وذلك لأن التمور العُمانية تتسم بوجود أصناف عديدة، وهذه ميزة وتشكل فرصة، كذلك لدينا الجودة في الكثير من أصناف التمور، ولدينا الدعم الذي يحصل عليه المزارع والذي بلا شك يجب أن يشكل فارقًا لدى المزارع وبائعي التمور. وأضاف أن إدخال الكثير من الصناعات الغذائية القائمة على التمور كمادة أساسية، مثل الحلويات وبعض الأطعمة، يُشكل فرصة لتوسيع عدد المنتجات المعتمِدة على التمور، وزيادة جهود التسويق، وبالتالي تحقيق عوائد كبيرة تعود بالنفع على المزارع والمُصنِّع لهذه المنتجات.

وتطرق الزعابي للحديث عن التحديات، وقال إن التمور المستوردة أصبحت تغزو الأسواق، وباتت تمثل منافسًا شرسًا وبأسعار أقل، وذلك بسبب تكاليف الإنتاج المرتفعة في عُمان، وعدم خبرة المنتجين بأفضل سُبل التسويق، وكذلك غياب التغليف الفاخر الذي يناسب مختلف المستهلكين، وفوق كل ذلك ما توجه النخلة من آفات زراعية تتسبب في انخفاض الإنتاج.

إنتاج نوعي

وقال عمر بن عبدالله الشعيلي إن تسويق التمور يُعد من الركائز الأساسية في دعم الاقتصاد الزراعي وتعزيز مكانة المنتج الوطني، خاصة وأن السلطنة تمتاز بجودة تمورها وتنوع أصنافها، مشيرًا إلى أن محافظة الظاهرة تشتهر بإنتاج أنواع متعددة ذات جودة عالية؛ منها: تمر الخلاص والفرض. وأضاف أن هناك فرصًا واعدة للتمور العُمانية بفضل جودتها، وفي ظل الطلب العالمي المتزايد على المنتجات الطبيعية، وإمكانية الدخول إلى أسواق جديدة من خلال التجارة الإلكترونية والتعبئة الحديثة. ويقترح الشعيلي تمكين شركات عُمانية محلية قادرة على تطوير هذا المنتج ليكون ذا طابع عُماني عالمي.

وأشار الشعيلي إلى التحديات التي تواجه التمور العُمانية، ومنها: ضعف التغليف والعلامة التجارية مقارنة بالتمور المستوردة، إلى جانب غياب استراتيجية تسويقية واضحة، وازدحام السوق بمنتجات خارجية ذات تغليف جذاب وتسعير منافس، ما يصعّب عملية الترويج المحلي والدولي.

وقال الإعلامي إبراهيم بن علي الشيباني إنه في ظل تزايد المنافسة العالمية وإغراق الأسواق بالتمور المستوردة، تبرز أهمية تسويق التمور العُمانية كأولوية وطنية لتعزيز الأمن الغذائي، ودعم الاقتصاد الزراعي، وتمكين المزارع العُماني من المنافسة إقليميًا وعالميًا. وأضاف أن التمور ليست مجرد محصول تقليدي؛ بل مكوّن أصيل في الهوية العُمانية، وثروة وطنية يمكن تصديرها وتحقيق عوائد اقتصادية ذات قيمة مضافة. لكنه حث على أهمية إعادة النظر في أساليب تسويقها وتغليفها، وأكد أن غياب الاستراتيجيات التسويقية الحديثة، وتواضع أساليب العرض والتغليف، من بين عوامل عدة تُضعف فرص التمور العُمانية في الوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية.

مردود اقتصادي واجتماعي

فيما قال عوض بن مرهون الغافري إن النخلة وما تطرحه من تمور، تمثل ثروة وطنية تمس نسيج الوطن بجميع مفرداته وتمس حياة المواطن العُماني بصورة مباشرة، مشددًا على أهمية العناية بها وتعزيز مردودها الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.

وقال عوض الغافري إن إنتاج وتسويق التمور العُمانية يمثل أهمية كبيرة لعدة أسباب؛ من بينها: أنها تُعزز نمو الاقتصاد الوطني، وتُساهم في الحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع، وتفتح آفاقًا جديدة لتصدير التمور العُمانية إلى الأسواق العالمية، وتساعد على توفير فرص عمل للشباب العُماني.

وأشار الغافري إلى جملة من التحديات التي تواجه هذا المنتج وأبرزها ضعف تسويقه محليًا وخارجيًا، والمنافسة الشرسة في السوق المحلي، وتغير سلوك المستهلكين، وقلة الوعي بفوائد التمور وأهميتها لدى بعض المستهلكين.

وقال محمد بن زاهر العبري إن تطوير أدوات تسويق التمور لم يعد رفاهية أو نشاطًا جانبيًا؛ بل أصبح ضرورة اقتصادية وثقافية تسهم في إبراز هوية المنتج الوطني وتعزيز مكانة السلطنة في الأسواق العالمية. وأضاف أن التغليف والتسويق أصبحا البوابة الأولى لإقناع المستهلك وجذبه، خصوصًا في ظل الإغراق الكبير للأسواق بتمور مستوردة قد تكون أقل جودة، لكنها تتفوق من حيث العرض والتعبئة. وتابع بالقول إن تقاعس بعض الشباب عن دخول هذا المجال وتركه بيد الوافد، أدى إلى فقدان فرص عمل ومشاريع ريادية كان يمكن أن تعود بالنفع على الاقتصاد المحلي. وأضاف: "ازداد الأمر سوءًا بانتشار ممارسات الغش التجاري التي تُسيء إلى سمعة التمور العُمانية في الداخل والخارج، وهو أمر يضُر بالثقة ويضعف القدرة التنافسية". وأوضح أنه رغم هذه التحديات، إلا أن الفرص ما زالت قائمة؛ حيث إن العالم يشهد توجهًا متزايدًا نحو المنتجات غير المصنعة، والتمور العُمانية تمتلك مذاقًا مميزًا وتنوعًا في الأصناف يجعلها قادرة على المنافسة في الأسواق الراقية إذا ما تم تقديمها بأسلوب احترافي مدروس.













 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نمو أرباح "أسياد للنقل البحري" 31%.. والأصول تسجل مليار ريال عُماني

 

 

 

 

 

 

◄ 90.6 % نسبة التعمين بالشركة.. وتوفير 122 فرصة عمل مباشرة للبحارة العُمانيين

 

مسقط- العُمانية

كشفت أسياد للنقل البحري عن تحقيق أداء مالي متميز خلال عام 2024، حيث سجّلت نموًا بنسبة 31% في أرباحها مقارنة بالعام 2023، كما بلغ إجمالي أصولها مليار ريال عُماني، ما يعكس استراتيجياتها الاستثمارية المتوازنة واستدامة عملياتها التشغيلية الممتدة لأكثر من عقدين.

وتضم الشركة أسطولًا متنوعًا يضم أكثر من 86 سفينة تشمل ناقلات النفط العملاقة، وسفن الحاويات، والبضائع السائبة، وناقلات الغاز الطبيعي، مع نطاق عمليات يغطي أكثر من 60 دولة حول العالم. وقال الدكتور إبراهيم بن بخيت النظيري الرئيس التنفيذي لشركة أسياد للنقل البحري: إن الشركة حققت نتائج مالية وتشغيلية قوية خلال عام 2024؛ حيث بلغ صافي الأرباح 51.5 مليون ريال عُماني (ما يعادل 133.9 مليون دولار أمريكي)، مسجّلةً نموًا بنسبة 31% مقارنة بعام 2023، ما يعكس كفاءة الأداء ومرونة الشركة في التكيّف مع تحديات السوق العالمية، مشيرًا إلى توقعات استمرار تأثر سوق النقل البحري بالتحديات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية في العام الجاري. وأشار - في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية- إلى ارتفاع الإيرادات إلى 366.1 مليون ريال عُماني (ما يعادل 951 مليون دولار أمريكي)، بزيادة بلغت واحدًا بالمائة مقارنة بالعام الماضي، وذلك نتيجة لإعادة توجيه المحفظة الاستثمارية نحو العقود محددة المدة، مما أسهم في تعزيز الاستقرار المالي. وأوضح أن قطاع ناقلات النفط الخام العملاقة وناقلات البتروكيماويات واصل تصدّره كمصادر رئيسية للإيرادات؛ حيث ساهما بأكثر من نصف إجمالي الإيرادات السنوية.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أسياد للنقل البحري: إن الشركة سجلت نموًا في إجمالي الأرباح بنسبة 28% لتصل إلى 105.9 مليون ريال عُماني (275.2 مليون دولار أمريكي)، في حين ارتفعت الأرباح التشغيلية بنسبة 33% لتبلغ 86.9 مليون ريال عُماني (225.7 مليون دولار أمريكي)، وذلك بفضل تحسن الكفاءة التشغيلية والاستثمار الأمثل للفرص السوقية، ما يعكس التزام أسياد بأعلى معايير الأداء والتميّز المؤسسي.

وأكد أن شركة أسياد للنقل البحري واصلت جهودها في دعم المحتوى المحلي خلال عام 2024، حيث أسندت عقودًا محلية تجاوزت قيمتها أكثر من 13 مليون ريال عُماني (ما يعادل 34 مليون دولار أمريكي)، مع تركيز واضح على تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز دورها في الاقتصاد الوطني، كما أسهمت في توفير 122 فرصة عمل مباشرة للبحّارة العُمانيين، إلى جانب تنفيذ برامج تدريبية لتطوير الكفاءات الوطنية في القطاع البحري.

وأشار إلى أن نسبة التعمين بالشركة بلغت 90.6%، في خطوة تعكس توجه أسياد للنقل البحري نحو بناء قاعدة بشرية وطنية مؤهلة تواكب متطلبات النمو وتدعم تحقيق أهداف رؤية "عُمان 2040".

وفي جانب الاستدامة، أوضح الدكتور إبراهيم النظيري أن شركة أسياد للنقل البحري واصلت تنفيذ مبادرات النقل منخفض الكربون، مما أسهم في خفض الانبعاثات بنسبة 6% وتحسين كفاءة استهلاك الوقود بنسبة 5% مقارنة بالعام السابق، وذلك ضمن جهودها للتحول الرقمي والالتزام البيئي.

وأشار إلى أن شركة أسياد للنقل البحري تعمل على توسعة أسطولها من خلال إضافة سفن حديثة ومتقدمة تقنيًّا، تواكب معايير الكفاءة والاستدامة العالمية، كما تعمل على تطوير منظومتها اللوجستية الرقمية لتعزيز كفاءة العمليات وتقديم حلول مبتكرة للعملاء.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أسياد للنقل البحري: إن الشركة تواصل الاستثمار في تنمية الكوادر الوطنية من خلال برامج تدريب وتأهيل متقدمة، وذلك بالتوازي مع التوسع في تطبيق تقنيات النقل البحري الصديقة للبيئة، بما يعزز من مكانتها العالمية ويضمن استدامة أعمالها على المدى الطويل.

مقالات مشابهة

  • ماني يخرج من حسابات جيسوس
  • نحو سياحة عُمانية فعّالة
  • التيك توكر أم إبراهيم تعترف: نشرتُ فيديوهات خادشة لتحقيق ربح وزيادة مشاهدات
  • نمو أرباح "أسياد للنقل البحري" 31%.. والأصول تسجل مليار ريال عُماني
  • بمشاركة عُمانية.. اللجنة العربية الإسلامية ترفض السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة
  • مهرجان جني التمور في الجاح ببيت الفقية بالحديدة يجذب آلاف الزوار
  • حفر إذابة تختبئ في محافظة ظفار العُمانية بين الجيولوجيا والخيال
  • السدر يعيد الأمل لشعرك: علاج طبيعي فعّال لتساقط الشعر وزيادة الكثافة
  • نوهوا بتنوع الخيارات والمرافق.. مواطنون لـ «العرب»: تراجع حركة السفر للخارج في «موسم الهجرة الصيفي»