جريدة الرؤية العمانية:
2025-08-09@19:16:42 GMT

الأخطبوط الصهيوني

تاريخ النشر: 9th, August 2025 GMT

الأخطبوط الصهيوني

حاتم الطائي

 

الأذرع الصهيونية تخترق كل القطاعات من الإعلام إلى البورصات والمنظمات

الفضائح والابتزاز الأخلاقي سلاح قذر في يد الحركة الصهيونية

الصهيونية العالمية تُهيمن على القرار الأمريكي والغربي بالكامل

 

اشتهر اليهود على مرِّ التاريخ بقدرتهم على اختلاق الأكاذيب وانتهاج الإفك سبيلًا من أجل تحقيق أهدافهم الدنيئة وبلوغ غاياتهم المُنحطة أخلاقيًا، وليس في هذا عنصرية أو تجنٍ طائفي تجاه فئة ما؛ بل رصد تاريخي مُوثق بالأدلة والبراهين، التي تُؤكد أنَّ اليهود في كل حقب ومراحل التاريخ المتباعدة والمتقاربة مارسوا أسوأ السياسات وانتهجوا أبشع الأساليب لتحقيق مآربهم، والتي تهدف في الأساس إلى السيطرة على العالم وفرض رؤيتهم الإحلالية الاستعمارية، بأيِّ صورةٍ كانت.

وقائع التاريخ تؤكد أنَّ المُواجهات المُختلفة مع اليهود من مختلف شعوب وأجناس الأرض، انطلقت شرارتها على الدوام من مساعي لوبيات يهودية لبسط نفوذها في جميع القطاعات، مع التركيز على القطاعات التجارية والاقتصادية، لعلمهم اليقين أن هذه القطاعات هي التي تتحكم في مصائر الناس، وتجعل الحُكّام والملوك والأمراء لقمة سائغة بين أيديهم. لذلك يلجأون في كل محطاتهم التاريخية إلى اختلاق مظلمة وادعاء الاضطهاد، بهدف درء أي شُبهة عنهم، والظهور بمظهر الضحية لا الجلّاد!

وفي العصر الحديث ظلّت "المحرقة النازية" المظلمة التاريخية التي يدعيها اليهود ويرددونها في كل وقت، في مسعى منهم لابتزاز العالم بأسره، ومن المؤسف أنَّ مثل هذه الخطط تحقق أهدافها المشبوهة، ويصدقها من يخضعون لابتزاز واستدراج اليهود، لدرجة أن توجيه أي نقدٍ لليهود أو الكيان الإسرائيلي بات يُعتبر جريمة تحت مسمى "مُعاداة السامية"، والسامية منهم براء. هذه المظالم الكاذبة امتدت حتى في حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني؛ سواء في قطاع غزة عبر القتل المُمنهج، أو في الضفة الغربية عبر التهجير القسري وانتزاع الأراضي، أو في القدس من خلال تهويد هذه المدينة العربية الإسلامية التاريخية.

وعادةً ما يُطرح تساؤلٌ مُحيِّر: ما الذي يمنح اليهود- وتحديدًا الصهاينة- هذا النفوذ وتلك القوة في الهيمنة على مُعظم دول العالم؟ وما سر قدرة اليهود الصهاينة على اختراق مؤسسات الحكم والحكومات والمنظمات الدولية والجامعات والمؤسسات المصرفية والشركات متعددة الجنسيات؟

الإجابة على هذا التساؤل، تدفعنا للعودة إلى مساعي اليهود الدائمة للسيطرة على القطاعات التجارية والاقتصادية في أي بلدٍ يعيشون فيه، حتى عندما كانوا يعيشون في منطقتنا العربية في دول مثل مصر أو الشام أو حتى دول الخليج واليمن، ثم تطوَّر الأمر مع ظهور الصهيونية في صورتها الاستعمارية، وتفاقم بشدة مع احتدام الصراع مع الصهيونية العالمية، التي سعت إلى توسيع نفوذ اليهود الصهاينة في أنحاء العالم، وتحديدًا عندما قرروا احتلال أرض فلسطين العربية، واتخاذها كما يزعمون "وطنًا لليهود"، بسبب رسالة وزير الخارجية البريطانية آرثر بلفور، والتي عُرفت بـ"وعد بلفور"؛ ذلك الوعد المشؤوم الذي مهد ووضع القدم الأولى لليهود الصهاينة في فلسطين، وأطلق العنان لحثالة الأمم لتُمارس أبشع الجرائم العنصرية وجرائم الإبادة ومحو الهوية، للقضاء على كل ما هو فلسطيني.

ولكي ينجح الصهاينة في تحقيق مخططاتهم، كان لا بُد من وجود أذرع أخطبوطية تخدم أهدافهم غير المشروعة، وتساعدهم على إخضاع أي طرف يُعارض مخططاتهم الشيطانية، أو تُهدد وجودهم كقوة احتلال في الأراضي العربية. الأذرع الصهيونية لم تكن مُجرد شخصيات نافذة لها وزنها في مواقع مختلفة؛ بل هي بمثابة مندوب ووكيل عن الحركة الصهيونية، وقد امتدت أذرع الأخطبوط الصهيوني لتشمل جميع القطاعات، من الإعلام إلى البورصة، ومن البنوك إلى مؤسسات التصنيف الائتماني، ومن الأحزاب السياسية إلى الجمعيات غير الحكومية، ومن الجامعات إلى المؤسسات البحثية، ومن الأندية الرياضية إلى الاتحادات. لم يترك الأخطبوط الصهيوني قطاعًا إلا وتوغل فيه، ليجد له موطئ قدم، تعيش مثل الخلايا النائمة، ليتم إيقاظها في الوقت المناسب وللأهداف الخفية التي تتجلى فيما بعد.

عالم المال والأعمال أبرز الأمثلة على توغل فيها اللوبي الصهيوني وسيطرته على حركة الأموال والاستثمارات حول العالم، فلا استثمار دون مُوافقة هذا اللوبي، ولا تمويل أو قرض من مؤسسة دولية إلّا ويكون بعد رضا اللوبي الصهيوني. ولننظر إلى أشهر العائلات في بريطانيا والولايات المتحدة؛ لنجد أنَّها عائلات يهودية في الأساس، نمت وترعرعت في بيئة مؤيدة للحركة الصهيونية العالمية، وانطلقت لتفرض نفوذها في جميع القطاعات التي اخترقتها. وأشهر مثال على ذلك، عائلة ميردوخ، قطب الإعلام الأمريكي، وصاحب أكبر مؤسسات الإعلام الدولية قاطبة، والتي تتحكم في وعي ومعارف ملايين المشاهدين والمتابعين والقراء حول العالم. وهناك عائلة روتشيلد التي تملك أكبر المؤسسات المالية والمصرفية، وبسبب ثروتها الهائلة، فقد ضخت أموالًا طائلة لتمويل هجرة اليهود إلى فلسطين واحتلالها، وما تزال هذه العائلات تقدم الدعم والتمويل للحركة الصهيونية العالمية وللكيان الإسرائيلي. أضف إلى ذلك، عمليات تجنيد الحلفاء لصالحهم، وصناعة مُتصهينين ليسوا يهودًا، ومنهم الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن الذي صرَّح أكثر من مرة أنَّه "صهيوني. وكذلك صناعة مُتصهينين عرب في دوائر الحكم وصناعة القرار وعلى منصات التواصل الاجتماعي وغيرهم الكثير للأسف.

الابتزاز واستخدام الفضائح وسيلة للضغط على الآخرين وضمان خضوعهم، يُمثل كذلك أنجع الوسائل والأساليب التي تعتمد عليها الصهيونية، لتحقيق مآربها الدنيئة، مُستخدمين في ذلك المشاهير من فنانين ومخرجين، ولا أدل على ذلك من فضائح المخرج الأمريكي جيفري إبستين، وهو سليل عائلة يهودية، والتي عُرفت باسم "ملفات إبستين"، وتكشف مدى الابتزاز والتصرفات غير الأخلاقية التي كانت تجري تحت غطاء حفلات كان ينظمها إبستين في منزله الخاص، ويُمارس فيها حفلات دعارة مُنظَّمة يشارك فيها مشاهير من مختلف الأوساط السياسية والفنية. وقد أظهرت هذه الفضائح تورط رؤساء وملوك وأمراء حول العالم في عمليات ابتزاز مارسها إبستين، الذي تبيّن لاحقًا أنَّه كان عميلًا للموساد الإسرائيلي، وأن حكومة إسرائيل تقف وراء هذا المخرج الصهيوني. وهو ما يُؤكد أن الابتزاز سلاح نوعي استخدمته الصهيونية عبر أذرعها المُمتدة في كل مكان.

لذلك لا غرابة في أن نجد مواقف الكثير من الدول تجاه حرب الإبادة في غزة، مؤسفة وغير منطقية، وكأنَّ كل رئيس أو زعيم يخشى من تسريب فضيحة له إذا ما اتخذ موقفًا شجاعًا ضد الكيان الصهيوني ردًا على المذابح والجرائم ضد الإنسانية التي تُمارس في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ أكثر من 75 عامًا.

جانب آخر مرتبط بالأذرع الصهيونية، يتعلق بالدور الأمريكي المتواطئ والمشارك في حرب الإبادة في غزة؛ سواء من خلال الدعم الأمريكي المباشر بالسلاح والذخائر والطائرات، أو الانحياز السافر ضد أي قرار أممي أو في مجلس الأمن يدعم حقوق الشعب الفلسطيني أو يُساعد على وقف الحرب. الدور الأمريكي في تغييب الوعي يتجلى كذلك في هيمنة السردية الصهيونية في وسائل الإعلام الأمريكية والغربية كذلك، وتعمُّد تجاهل الحقائق الدامغة التي تُثبت جرائم إسرائيل، خوفًا من الأذرع الصهيونية، التي تُهدد كل من يُعارض الصهيونية والكيان الإسرائيلي بالقتل والفضائح والتنكيل والسجن. ويكفي أن نعلم أن عدد السكان الأمريكيين اليهود يصل إلى 7.6 مليون شخص، بنسبة 2.4% من عدد سكان الولايات المتحدة، لكن من المؤسف أنَّ عدد الصهاينة يفوق ذلك أضعافًا مضاعفة، نظرًا لتوغلهم في كل فئات وقطاعات المجتمع الأمريكي، ولا سيما دوائر صنع القرار. والآن أصبحت كل مقدرات أمريكا مُسخَّرة لخدمة بني صهيون، والتغطية على ما يجري في غزة من إبادة ومذابح وحرب تجويع تُجرِّمها كل القوانين والمواثيق الدولية... لكن لا حياة لمن تُنادي!!

ويبقى القول.. إنَّ الأذرع الصهيونية حول العالم، لن تتوقف عن دعم المُخطط الصهيوني الساعي إلى إبادة الشعب الفلسطيني وكل الشعوب العربية، ولا سبيل لمُجابهة ذلك سوى وحدة الصف العربي والإسلامي، ومواصلة دعوة المجتمع الدولي للوقوف في وجهة هذا الغول البشع، وفضح مُخططاته ومؤامراته، ودعم القضية الفلسطينية في كل المحافل، والعمل على نشر الحقائق وتفنيد الأكاذيب الصهيونية، من أجل قطع هذه الأذرع إلى الأبد، ولكي يتخلص العالم من شرور هذه الحركة الدموية العنصرية المقيتة، بلا رجعة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الصهیونیة العالمیة حول العالم التی ت

إقرأ أيضاً:

إسرائيل.. اليهود المتشددون يصعدون ضد الخدمة العسكرية

حذر المرجع الروحي الأبرز لليهود المتشددين في إسرائيل، الخميس، من "الحرب" التي أعلنتها السلطات، ونيتها إشراك أعضاء هذا التيار في الخدمة العسكرية.

وكان عنوان صحيفة "ياتيد نئمان" الأرثوذكسية المتشددة :"الحرب،" عقب اعتقال منشقَّين عن الحركة. ونقلت الصحيفة عن الحاخام دوف لانداو قوله إن "السلطات (الإسرائيلية) ستواجه نزعة يهودية أرثوذكسية متشددة عالمية موحدة تُناضل لبقائها".

ويشكل هذا الموقف فصلا جديدا في العلاقات المعقدة والمتوترة في كثير من الأحيان بين السلطات والأوساط الأرثوذكسية المتشددة، بينما تخوض إسرائيل حربا في قطاع غزة، ردا على الهجوم الدامي الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023.

يشكل اليهود المتشددون 14% من سكان إسرائيل أو نحو 1,3 مليون نسمة بينهم 66 ألف رجل في سن الخدمة العسكرية يتم اعفاؤهم من التجنيد.

وأعلن الجيش الإسرائيلي مطلع يوليو أنه سيتم إرسال طلبات التجنيد إلى آلاف من اليهود المتشددين الذين كانوا معفيين حتى الآن من الخدمة العسكرية.

 وانسحب حزبان متطرفان من الحكومة مذاك، لكنهما ينتظران أن تمرر الحكومة قانونا يجعل الإعفاء دائما.

وبموجب ترتيب يعود إلى تاريخ إنشاء دولة إسرائيل عام 1948، يحظى الرجال الحريديم (المتدينون) بإعفاء من الخدمة العسكرية بحكم الأمر الواقع لعقود شرط أن يكرسوا أنفسهم للدراسة بدوام كامل للنصوص المقدسة اليهودية في المدارس الدينية.

 وطعنت المحكمة العليا في هذا الإعفاء في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مما أرغم الحكومات المتعاقبة على وضع ترتيبات تشريعية موقتة لارضاء المتشددين الأرثوذكس القادرين على تشكيل الائتلافات الحكومية وإسقاطها.

وتستجيب نسبة ضئيلة من اليهود المتشددين تناهز 2% وفقا للجيش، لدعوات التجنيد.

الأسبوع الماضي، أقال الائتلاف رئيس لجنة الدفاع البرلمانية يولي إدلشتاين العضو في حزب الليكود بزعامة نتنياهو، لمحاولته تمرير قانون يفرض عقوبات على المنشقين المتشددين.

ونظمت تظاهرات الخميس في القدس ووسط البلاد، تلبية لدعوة المجموعات المتطرفة.

 وقالت الشرطة الاسرائيلية إنها اوقفت ثلاثة أشخاص إثر "اعتداء على الشرطة" خلال تظاهرة غير قانونية قرب مدينة بني براك (وسط).

وفي القدس، فرقت الشرطة متظاهرين مستخدمة خراطيم المياه، بحسب مصور لوكالة فرانس برس في المكان.

وتتظاهر مجموعات متشددة أكثر تطرفا بشكل منتظم ضد الدعوات للالتحاق بالجيش تحت شعار "أفضل الموت على التجنيد".

ودعا حاخامات بينهم حاخام كبير سابق لإسرائيل، أتباعهم إلى مغادرة البلاد إذا لم يُمدد الإعفاء في شكل قانوني.

مقالات مشابهة

  • الجزائر تدين المخططات الصهيونية التي تستهدف مستقبل غزة
  • الجزائر تدين بشدة وترفض المخططات الصهيونية بغزة
  • بعد فشله عسكرياً .. العدو الأمريكي _ الصهيوني يحرك أدواته الداخلية لضرب الموقف اليمني المناصر لغزة
  • فوق السلطة: تل أبيب تهدر دماء شيخ الأزهر ونتنياهو آخر ملوك اليهود
  • واشنطن تحذر اليهود والإسرائيليين في الإمارات من خطر وشيك
  • تحذير أميركي من تهديدات تستهدف اليهود بالإمارات
  • إسرائيل.. اليهود المتشددون يصعدون ضد الخدمة العسكرية
  • وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس محمد عنجراني لـ سانا: في إطار الخطة الوطنية للنهوض بكل القطاعات في مختلف المحافظات السورية، تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم المهمة التي تهدف إلى إقامة مشاريع تنموية واستثمارية متكاملة تشمل قطاعات السكن، السياحة، البيئة،
  • الحسيني: مصر الدولة الأولى في العالم التي تمتلك دستور دواء