تشهد إسرائيل في هذه الأثناء شللاً في عدد من الشوارع والمفترقات الرئيسية، نتيجة اندلاع مظاهرات متزامنة لكن متباينة في أهدافها، تعكس حجم التوتر الداخلي والانقسام المتزايد حول الحرب على غزة والخدمة العسكرية.

الحريديم: لا للتجنيد الإجباري

في مناطق متفرقة، خرج المئات من أبناء الطائفة الحريدية (اليهود المتدينين المتشددين) في مظاهرات صاخبة رفضًا لقرارات قضائية وعسكرية تطالب بفرض التجنيد الإجباري على طلاب المدارس الدينية، حيث يرى الحريديم أن الدراسة الدينية تعادل الخدمة الوطنية، وأن اعتقال المتهربين من التجنيد يمثل اضطهادًا دينيًا.

المحتجون سدوا الطرق وأحرقوا الإطارات، وسط اشتباكات متفرقة مع الشرطة، في مشهد يتكرر كثيرًا داخل المجتمع الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، خاصة مع تصاعد الجدل حول المساواة في "تحمّل أعباء الدولة".

عائلات المختطفين: توسعة الحرب تهدد حياة أبنائنا

في مفترقات أخرى، نظمت مظاهرات منفصلة لعائلات الإسرائيليين الأسرى في غزة، الذين يطالبون الحكومة بوقف العدوان علي غزة والحرب علي القطاع فورا، ورفض قرار الاحتلال الكامل للقطاع، معتبرين أن أي توسع عسكري يعني المزيد من المخاطرة بحياة أبنائهم.

ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بـ"العودة إلى طاولة المفاوضات"، و"وقف المغامرات العسكرية"، في إشارة مباشرة إلى سياسات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، التي يرون أنها تتجاهل مصير المختطفين لصالح حسابات سياسية وشخصية.

الداخل الإسرائيلي يغلي

المفارقة في المشهد أن كلا الحراكين – الحريديم وعائلات المختطفين – يعبّران عن رفض من داخل المجتمع الإسرائيلي لسياسات حكومة نتنياهو، سواء في ملف التجنيد أو إدارة الحرب.

وتؤشر هذه التحركات إلى تصاعد الغضب الشعبي والانقسام الداخلي، في وقت تدفع فيه إسرائيل نحو تصعيد عسكري غير مسبوق في غزة، وسط ضغوط دولية متزايدة لوقف القتال.

ومن المتوقع أن الوضع مرشح لمزيد من التوتر خلال الساعات المقبلة، خاصة مع تهديد الحريديم بتصعيد احتجاجاتهم، واستعداد عائلات المختطفين لتنظيم اعتصام مفتوح أمام مقر الحكومة في القدس.

طباعة شارك الحريديم الاحتلال غزة نتنياهو الحرب علي غزة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحريديم الاحتلال غزة نتنياهو الحرب علي غزة

إقرأ أيضاً:

حماس: أسرى العدو يعيشون ما يعيشه أهل غزة.. نتنياهو يتحمل مسؤوليتهم

قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، إن "الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة جميع أسراها في غزة بسبب تعنتها وتهربها من التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار"، مؤكدا أن الأسرى يعيشون ما يعيشه أهالي غزة.

وأضاف حمدان، أن "حكومة نتنياهو تتحمّل المسؤولية الكاملة عن حياة جميع الأسرى لدى المقاومة، بسبب تعنتها وغطرستها وتهرّبها من التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وتصعيد حرب الإبادة والتجويع ضد شعبنا".

وتابع، "في الوقت نفسه، يتحمّل نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، مسؤولية الحالة التي وصل إليها الأسير الجندي الصهيوني إيفاتار ديفيد، بسبب تصعيد الحصار والتجويع ومنع وصول الغذاء والماء والدواء إلى قطاع غزة".

وأشار حمدان إلى أن "العالم شهد على المعاملة الإنسانية التي تلقاها أسرى العدو لدى المقاومة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، طيلة مدة أسرهم، إضافة إلى اعتراف وشهادات أسرى العدو المفرج عنهم، وقد أوضحت المقاومة دوما أنهم يأكلون مما يأكل شعبنا المحاصر المجوع، ويشربون مما يشرب".

وأردف، أن "معاملة المقاومة لأسرى الاحتلال تتم وفق قيم الإسلام ومبادئه السمحة، وحسب توافر الاحتياجات الإنسانية لدى شعبنا في قطاع غزة".

كما أوضح حمدان، أن "الأسرى الإسرائيليين يعيشون ما يعيشه أهالي غزة، بينما تمارس حكومة الاحتلال الفاشية أبشع صنوف التعذيب والانتقام الوحشي والإذلال والقتل البطيء ضد أسرانا في سجونها".

كما طالب القيادي في حماس، مجلس الأمن الدولي باتخاذ "قرارات واضحة وملزمة للاحتلال بوقف حرب الإبادة والانسحاب من القطاع، وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية، ووقف انتهاكاته ضد الأسرى".



وفي وقت سابق، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يعمل على "إنهاء قضية الأسرى بقتلهم جوعا بعد أن عجز عن معرفة أماكنهم وقتلهم قصفا".

وحمل الرشق في بيان "نتنياهو وحكومته النازية وحدهم المسؤولية الكاملة عن ذلك، فهم من شنوا حرب التجويع والتعطيش ضد شعبنا، فامتدت آثارها لتصيب أسراهم أيضا".

وأشار الرشق إلى أن "المقاومين يعاملون أسراهم انطلاقًا من تعاليم دينهم وقيم إنسانيتهم، فيطعمونهم مما يأكلون، ويسقونهم مما يشربون، كما هو حال كل أبناء شعبنا".

وأضاف أن العالم شهد في عمليات التبادل السابقة، "كيف خرج أسرى الاحتلال من قبضة المقاومة بكامل صحتهم الجسدية والنفسية".

وتابع، "أما اليوم، فإنهم يعانون الجوع والهزال وفقدان الوزن، تمامًا كما يعانيه آسروهم، في مشهد واحد يجمعهم مع أهلنا المحاصرين في القطاع".

وأوضح القيادي بحماس، إلى أن "الحصار الجائر الذي فرضه نتنياهو على شعبنا، امتد ليطوّق أسراه أيضًا، فلم يسلموا من نير التجويع الوحشي".

والجمعة، نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مقطعا للأسير الإسرائيلي أفيتار دافيد، حيث ظهر وهو يعاني من فقدان شديد في الوزن نتيجة استمرار سياسة التجويع التي تنتهجها تل أبيب في غزة.

مقالات مشابهة

  • لماذا انقلب نتنياهو على مسار المفاوضات وأين يتجه في غزة؟
  • نتنياهو يجهّز لغزو غزة بالكامل.. وأصوات غاضبة تحذّر من خدعة كبرى
  • هكذا وصف رئيس الأركان الإسرائيلي خطة نتنياهو لاحتلال غزة
  • غولان يدعو إلى مظاهرات ضد نتنياهو وشل الاقتصاد الإسرائيلي
  • قناة عبرية تكشف: نتنياهو رفض مرارا الفرصة الوحيدة لإعادة الأسرى
  • NYT: نتنياهو ضيع الفرص لوقف الحرب وانشغل بإقالة النائبة العامة
  • إغلاق شوارع وحرق إطارات.. تظاهرات في تل أبيب للمطالبة بصفقة تبادل
  • عضو مجلس الحرب الإسرائيلي: تل أبيب تخسر الكثير بسبب نتنياهو
  • حماس: أسرى العدو يعيشون ما يعيشه أهل غزة.. نتنياهو يتحمل مسؤوليتهم