مَنْ قابَ قوسينِ مِنْ ربِّ الوجودِ دنا؟!
فحيّرَ العقلَ والأسرارَ والزمنا
دنا، فضلتْ عيونُ الكونِ شاخصةً
في بوحِها ألفُ حُلمٍ وارفٍ ومنى
وغابَ والوعي بعضٌ من مدارِكِهِ
ما أجملَ الوعيَ سكراناً بكأسِ فَـنَا
* * *
في حضرةِ الحقِّ عبدٌ في خواطرِهِ
أقامَ للحبِّ في دنيا الأسى وطنا
المصطفى غرةُ الأنوارِ أعظمُ مَنْ
يقولُ من بعدِ ربِّ العالمينَ: أنا!
مَنْ روحُهُ كعبةُ الأرواحِ، رؤيتُهُ
يومَ الحسابِ أمانٌ يُذهبُ الحزَنَا
مَنِ اسمُه خمرةُ الأذواقِ، ما سكنتْ
شمسُ الكمالاتِ إلا قلبَهُ الفَطِنا
أبو اليتامى، وميزانُ الوجودِ، لهُ
في كلِّ فضلٍ أسامٍ أشرقتْ وكُنى
أسماؤهُ الحبُّ، والإيمانُ غُرتُهُ
وقلبُهُ خيرُ عرشٍ للإلهِ رنا
في هديهِ سارَ كلُّ الأنبياءِ، ولمْ
يكنْ سواهُ لأسرارِ الهدى سَكَنا
أحاطَ بالكونِ حُـبّاً، والنهى أملاً
وكانَ بَرّاً رحيماً يُذهبُ الشَّجنا
اللهُ مادحُ معناهُ ومُرسلُهُ
جلَّ الذي باسمِهِ الهادي قدِ اقترنا
سبحانَ من قالَ: سبحاني، سريتُ بهِ
فكانَ أعظمَ ممدوحٍ بغيرِ أنا
* * *
يا من أناديهِ والأشواقُ تَصلبُني
في جذعِ آهٍ تُقِلُّ الريفَ والمدنا
البحرُ قلبي، وطوفانُ المنى أملي
ووعي موسايَ أردى داخلي السُّفنا
في مَفرقِ الشوقِ، والآهاتُ صاخبةٌ
طرَّزتُ بالماء طورَ المشتهى كفنا
شوقي إليك بلا حدٍّ، فكن لفتىً
يموتُ في الحبِّ شوقاً، لوعةً، وضنى
وزرْ محبَّكَ، إنّ الشوقَ قاتلُهُ
لا غيبَ اللهُ عني وجهَكَ الحسنا
أشتاقُ لقياكَ شوقاً لو عَدلتُ بهِ
البحرَ والبرَّ والأفلاكَ ما وزنا
* * *
يا أشرفَ الخلقِ في الدَّارينِ معذرةً
طوفانُ شوقي بغيرِ الوصلِ ما سَكَنا
قلبي قصيدةُ شوقٍ أنتَ ملهِمُها
واللهُ يعلمُ مني السِّرَّ والعلنا
وأنتَ وشمٌ بخدِّ العرشِ تخدمُهُ
بــِـيضُ التسابيحِ، والذِّكرُ الذي فُـتِـنا
أتيتَ والكونُ سكرانٌ بغفلَتِهِ
يَخِيْطُ بالشركِ ثوبَ الجهلِ والفِتَـنا
فكنتَ للحُبِّ في ليلِ الأسى مُهجاً
وكنتَ للفضلِ في صبحِ المنى بدنا
أقمتَ بالعدلِ مجداً قالَ قائلُهُ:
مَنْ يجعلِ اللهَ ميزاناً، فما وَهَنا!
يا غُرَّةَ الدِّينِ توحيداً ومعرفةً
اُنظُرْ إليَّ, وكسَّرْ داخلي الوثنا
إني أُحبُّكَ، والعشّاقُ أسئلةٌ
بلا جوابٍ تعافُ الصحوَ والوسنا
صلّى عليكَ إلهُ العرشَ يا نغماً
من التسابيحِ مُلقىً في شفاهِ دُنا
صلاةَ حُبٍّ وإجلالٍ يُعَـتِّـقُها
ربُّ السماواتِ فضلاً، رحمةً، وغِنى
تطوفُ بالعرشِ والكرسيِّ حاملةً
من نورِ وجهِكَ أسراراً تَشِعُّ سنا
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
شوقي علام: الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد نص يمنع
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن الأصل في الأشياء التي خلقها الله في هذا الكون هو الإباحة، ما لم يرد نص شرعي يمنع، أو يثبت ضررها بتجربة علمية موثوقة.
وأوضح الدكتور شوقي علام، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن هناك اختلافًا فقهيًا بين العلماء حول هذه القاعدة الأصولية، مشيرًا إلى أن بعض الفقهاء يرون أن الأصل في الأشياء الإباحة حتى يثبت التحريم، بينما يرى آخرون أن بعض الأمور، خصوصًا أفعال المكلفين، لا بد فيها من وجود حكم شرعي واضح، كما أشار الإمام ابن العربي المالكي، الذي قال إن كل فعل يصدر عن المكلّف يجب أن يُنسب لحكم شرعي – سواء كان وجوبًا أو حرمة أو إباحة – وفقًا لتعريف الحكم الشرعي بأنه "خطاب الله المتعلق بأفعال المكلفين على جهة الاقتضاء أو التخيير أو الوضع".
شوقي علام: مسائل علم أصول الفقه تحتاج لفهم عميقشوقي علام: السلوك الإنساني في الطرقات يحتاج لتربية على ضوابط الشرع
شوقي علام يحدد ضوابط وآداب الطريق: غض البصر أصبح له صورتان
وأشار الدكتور شوقي علام إلى أن هذه المسائل تنتمي إلى علم أصول الفقه، وتحتاج لفهم عميق، مؤكدًا أنه مع هذا الخلاف العلمي، يبقى الأصل في الأشياء المخلوقة هو الإباحة، إلا أن يأتي نص يمنع صراحة، كأن يقول الشرع: "لا تشرب كذا"، أو "لا تأكل كذا"، أو "لا تلبس كذا".
وأضاف الدكتور شوقي علام أن التجربة والخبرة العلمية لها وزن معتبر في الشريعة، فإذا ثبت أن تناول مادة معينة يؤدي إلى ضرر بيّن، فإنها تصبح ممنوعة من باب رفع الضرر، ولو لم يُذكر اسمها صراحة في النصوص الشرعية، لأن من مقاصد الشريعة الكبرى دفع الضرر ورفع الحرج عن الناس.
وأكد مفتي الديار المصرية السابق على أهمية الرجوع لأهل التخصص في مثل هذه الأمور، سواء كانوا فقهاء أو أهل علم تجريبي، قائلاً إن الشرع الشريف اعتبر قولهم حجة في تقدير وجود الضرر من عدمه.