طالبت منظمات حقوقية العاهل الأردني بتعديل قانون الجرائم الإلكترونية

على وقع مصادقة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مؤخراً على قانون الجرائم الإلكترونية الجديد في البلاد، كان هشام الذي لم يرغب في الكشف عن هويته، ينوي إبداء رأيه في التشريع عبر منصات التواصل الاجتماعي.

مختارات الأردن ـ أزمة اقتصادية طاحنة واحتجاجات عنيفة.

. "ربيع عربي" متأخر؟ الأردن: تهمة "إطالة اللسان على مقام الملك" لـ 13 ناشطاً الأردن- الاستقرار "الخادع" والمُكلِف في الشرق الأوسط هيومن رايتس ووتش: على الأردن إلغاء مشروع قانون الجرائم الإلكترونية

بيد أن خشيته من تعرضه لعقوبات شديدة في إطار القانون الذي يعاقب أي شخص يرسل أو ينشر بيانات تنطوي على "أخبار كاذبة أو خطاب كراهية أو تقويض للوحدة الوطنية أو تحقير أو تروج للأعمال الإباحية" عبر الإنترنت، لم يجد هشام، الناشط في مجتمع الميم، مناصاً سوى عدم مشاركة مخاوفه حيال القانون عبر الإنترنت.

ويرى مراقبون ونشطاء حقوق الإنسان أن  التشريع الجديد  بكتب نهاية لحرية التعبير على الإنترنت في الأردن التي نالت تصنيف "غير حرة" في وقت سابق من العام الجاري من قبل منظمة "فريدوم هاوس" ومقرها الولايات المتحدة.

وفي مقابلة مع DW، قالت لورينا ستيلا مارتيني، الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ECFR، إن "صياغة قانون الجرائم الإلكترونية الجديد بهذا الشكل الغامض مبعث قلق بالغ لأنه يمكن تفسير العديد من المواد بطرق مختلفة".

في المقابل، دافع رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة عن مشروع القانون في جلسة برلمانية في يوليو/تموز الماضي، مشيراً إلى زيادة الجرائم عبر الإنترنت من خلال انتهاك الخصوصية بمقدار ستة أمثال. وشدد على ان القانون "لا يمس أو ينتقص من جوهر الحريات المنصوص عليها في الدستور الأردني على الإطلاق”.

قررت السلطات الأردنية السلطات حظر تطبيق تيك توك وسط دعوات للاحتجاج على ارتفاع أسعار الوقود أواخر العام الماضي

وقبل إقرار القانون، كانت 14 منظمة حقوقية أبرزها "هيومن رايتس ووتش" و"أكسس ناو" و"أرتيكل 19" و"مركز الخليج لحقوق الإنسان"، قد دعت العاهل الأردني  في رسالة مفتوحة إلى "مراجعة مشروع القانون لأنه "سيزيد من تقويض حرية التعبير عبر الإنترنت ويهدد حق مستخدمي الإنترنت في عدم الكشف عن هويتهم بما في ذلك إدخال سلطة جديدة للسيطرة على منصات التواصل الاجتماعي وهو الأمر الذي من شأنه أن يمهد الطريق أمام زيادة مقلقة في وتيرة الرقابة على الإنترنت".

وأعربت المنظمات عن قلقها بشكل خاص حيال المواد 12 و13 و14 من القانون. وتحظر المادة 12 استخدام "شبكة خاصة افتراضية" (VPN): يعرض نفسه للعقوبة "كل من تحايل على العنوان البروتوكولي باستخدام عنوان وهمي أو عنوان عائد للغير أو بأي وسيلة أخرى، بقصد ارتكاب جريمة أو الحيلولة دون اكتشافها ربما باستخدام الشبكات الخاصة الافتراضية ومتصفح إخفاء الهوية". وهما من أكثر الوسائل الآمنة التي تلجأ إليها الأصوات المعارضة والمنتقدة في جميع أنحاء العالم.

"تجريم" لنشاط مجتمع الميم

وفي مقابلة مع DW، قالت رشا يونس، الباحثة البارزة في برنامج حقوق المثليين في هيومن رايتس ووتش، إن القانون يضع المواطنين بين خيارين إما "الحفاظ على هويتهم آمنة أو التعبير بحرية عن آرائهم".

وتعاقب المادتان الثالثة عشر والرابعة عشر من القانون نشر أو إعادة نشر "المحتوى الإباحي" والمحتوى "الذي يشجع أو يحرض أو يساعد على نشر الفسق" بالسجن لمدة ستة أشهر على الأقل وفرض غرامات كبيرة.

وأضافت لورينا مارتيني أن القانون الجديد "يجرم بشكل فعلي نشاط مجتمع الميم الأردني عبر الإنترنت مع تداعيات واسعة النطاق على حياتهم خارج العالم الافتراضي".

ولم تتوقف الانتقادات على المنظمات الحقوقية بل امتدت إلى الدول؛ إذ انتقدت الولايات المتحدة التشريع حيث حذر الناطق باسم خارجيتها فيدانت باتيل في تموز/يوليو الماضي من أن "القانون بتعريفاته ومفاهيمه الغامضة أن يقوض جهود الإصلاح الاقتصادي والسياسي في الأردن". وأضاف أن التشريع "يقلل من الحيز المدني المتاح أمام عمل الصحافيين والمدونين وغيرهم من أفراد المجتمع المدني في الأردن".

وكانت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان قد أقرت في منتصف أغسطس/آب بحاجة الدول إلى اتخاذ خطوات لمكافحة الجريمة السيبرانية" لكنها شددت على أن "حماية الأمن وضمان الحريات عبر الإنترنت يجب أن تعامل كأهداف تكميلية." واضافت المتحدّثة باسم  مفوّض الأمم المتّحدة السامي لحقوق الإنسان  ليز ثروسل "تتزايد مخاوفنا بشأن القانون نظراً لتزايد الترهيب والمضايقة واعتقال النشطاء وسط تقلص الفضاء المدني في الأردن. تم استخدام قانون الجرائم الإلكترونية السابق لعام 2015، والذي يحل محله هذا التشريع، لاعتقال العديد من نشطاء حقوق الإنسان والصحفيين بتهم (التشهير)".

تسريع في إقرار التشريع

وفي خضم الجدل الذي أثاره التشريع قبل إقراره، لم يقدم مجلس النواب أو العاهل الأردني على الدعوة إلى مناقشة عامة؛ إذ جرت الموافقة على مشروع القانون في وقت قياسي لم يتجاوز الشهرين.

وفي ذلك، قالت مارتيني إن غياب أي "نقاش عام حول القانون يحمل في طياته موافقة ضمنية على المسار المتخذ عندما يتعلق الأمر بحرية التعبير في البلاد".

ويتفق في هذا الرأي إدموند راتك، رئيس مكتب "مؤسسة كونراد أديناور" الألمانية في الأردن، المقربة من الحزب المسيحي الديمقراطي، قائلاً: "لا أحد يعرف السبب وراء التعجيل بإقرار القانون في مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة ومن دون إجراء حوار مع المجتمع المدني". واعتبر في مقابلة مع DW معظم مواد القانون "معقولة تماماً لأنها تحدد بشكل صارم أفعال وعقوبات سوف يتعرض لها القراصنة أو سارقي الصور أو الأشخاص الذين يُقدمون على أعمال تنطوي على ابتزاز أو تحريض أو احتيال عبر الإنترنت".

ورغم ذلك، أقر بأن القانون يثير إشكاليات تتجاوز صلاحيات المواد الثانية عشر والثالثة عشر والرابعة عشر؛ إذ يشعر بالقلق من أن التشريع الجديد  لا يحصر المسؤولية على المنشورات التي ينشرها الفرد على منصات التواصل الاجتماعي بل يمتد ذلك إلى التعليقات التي يكتبها رواد التواصل الاجتماعي.

خشية في الأردن من تداعيات قانون الجرائم الإلكترونية

وفي هذا السياق، قال إدموند راتكا إن "المدعي العام يمكن أن يوجه اتهامات دون تقديم شكوى..هذه قد تكون وسيلة يمكت أن تستخدمها الدولة لاتخاذ إجراءات ضد المعارضين، ولكن حتى الآن، لا أحد يعرف ما إذا كانت الدولة ستفعل ذلك أم لا؟".

"مفارقة"

يشار إلى أن الأردن قد اتخذ خلال العامين الماضيين خطوات تعزز مشاركة الشباب في العملية السياسية خاصة في إطار قانون انتخابي جديد وقانون جديد للأحزاب.

وفي ذلك، قال إدموند راتك، رئيس مكتب "مؤسسة كونراد أديناور" الألمانية في الأردن، المقربة من الحزب المسيحي الديمقراطي: "من المفارقة الاعتقاد بأنه يمكن تشجيع الشباب على وجه الخصوص للمشاركة في الحياة السياسية فيما يتم في الوقت نفسه الحد من حرية التعبير على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي".

ويرى إدموند راتكا أن الانتخابات البرلمانية الأردنية المقبلة المقررة عام 2025 تعد "اختباراً حقيقياً للصحوة السياسية في الأردن"، مضيفاً "إذا لم يتم تعديل قانون الجرائم الإلكترونية، فقد يتم استخدامه ضد الحملات الانتخابية التي ستُجرى عبر الإنترنت لأن القانون يصعب من تنظيم الحملات الانتخابية في العالم الافتراضي".

جنيفر هوليس / م. ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: الأردن مجتمع الميم قانون الجرائم الإلكترونية حرية التعبير حقوق الانسان البرلمان الأردني مواقع التواصل الاجتماعي خطاب الكراهية معلومات مضللة الحكومة الاردنية حرية الرأي هيومان رايتس ووتش الملك عبدالله الثاني رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة المعارضة الأردنية المثليين وسائل التواصل الاجتماعي قانون الانتخابات انتهاكات الأردن مجتمع الميم قانون الجرائم الإلكترونية حرية التعبير حقوق الانسان البرلمان الأردني مواقع التواصل الاجتماعي خطاب الكراهية معلومات مضللة الحكومة الاردنية حرية الرأي هيومان رايتس ووتش الملك عبدالله الثاني رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة المعارضة الأردنية المثليين وسائل التواصل الاجتماعي قانون الانتخابات انتهاكات قانون الجرائم الإلکترونیة التواصل الاجتماعی العاهل الأردنی عبر الإنترنت أن القانون فی الأردن

إقرأ أيضاً:

قانون الأحوال الشخصية في مصر "تفاصيل"

قانون الأحوال الشخصية في مصر هو مجموعة من القوانين التي تنظم المسائل المتعلقة بالعلاقات الأسرية، بما في ذلك الزواج، الطلاق، الحضانة، النفقة، والميراث. تم إصدار العديد من القوانين والتعديلات لضمان حقوق الأفراد وتحقيق العدالة الاجتماعية، مع مراعاة الشريعة الإسلامية كمصدر رئيسي للتشريع.

1. الزواج

الشروط والأركان
- السن القانوني للزواج: حدد القانون السن الأدنى للزواج بثمانية عشر عامًا للرجال والنساء.
- الشروط: يشترط رضا الزوجين وعدم وجود موانع شرعية كالقرابة المحرمة.
- العقد: يجب أن يكون الزواج موثقًا بعقد رسمي يحتوي على مهر متفق عليه.

الدليل من القانون
- المادة 2 من القانون رقم 1 لسنة 2000: "يجب توثيق الزواج بوثيقة رسمية، وعدم توثيق العقد لا يؤثر على صحة الزواج."

2. الطلاق

الأنواع
- الطلاق بالتراضي: يتم بالاتفاق بين الزوجين.
- الطلاق القضائي: يتم بطلب من الزوجة لأسباب معينة مثل الضرر أو عدم الإنفاق.
- الخلع: تفتدي الزوجة نفسها بالتنازل عن حقوقها المالية مقابل الطلاق.

الدليل من القانون
- المادة 6 من القانون رقم 25 لسنة 1929: "للزوجة الحق في طلب الطلاق إذا تضررت من استمرار الحياة الزوجية بحيث لا يمكن معها دوام العشرة."
- المادة 20 من القانون رقم 1 لسنة 2000: "للزوجة الحق في طلب الخلع مقابل التنازل عن جميع حقوقها المالية والشرعية."

في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر 3. الحضانة

 الترتيب
- الأم: تكون الحضانة للأم حتى سن 15 عامًا للولد والبنت.
- الأب: يأتي بعد الأم في ترتيب الحضانة بالقانون الجديد

 الشروط
- الصلاحية: يجب أن يكون الحاضن قادرًا على رعاية الطفل نفسيًا وجسديًا.
- المكان: يجب أن يكون لدى الحاضن مكان مناسب لإقامة الطفل.

الدليل من القانون
- المادة 20 من القانون رقم 25 لسنة 1929: "تنتهي الحضانة ببلوغ الصغير سن 15 سنة، ويخير بعد ذلك في الإقامة مع أحد والديه دون أجر حضانة."

4. النفقة

أنواع النفقة
- نفقة الزوجة: تشمل المسكن، المأكل، والملبس.
- نفقة الأولاد: تشمل التعليم، العلاج، والملبس.
- نفقة الأقارب: تفرض للأقارب المحتاجين وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية.

المواد الدستورية المتعلقة بذلك

- المادة 18 مكرر من القانون رقم 25 لسنة 1920: "تجب النفقة للزوجة على الزوج من تاريخ العقد الصحيح إذا سلمت نفسها إليه، ولو حكمًا، حتى لو كانت موسرة أو مختلفة معه في الدين."

5. الميراث

التقسيم وفق الشريعة الإسلامية
- الفروض والأنصبة: يتم تقسيم التركة بين الورثة بناءً على الفروض المحددة في القرآن الكريم.
- الوصية: يحق للمورث أن يوصي بثلث ماله لما بعد موته، ويجب تنفيذ الوصية بعد تسديد الديون.

الدليل من القانون

- المادة 1 من القانون رقم 77 لسنة 1943: "يعمل في المسائل المتعلقة بالمواريث والوصية بأحكام الشريعة الإسلامية."

قوانين الطلاق وحضانة الطفل في القانون المصري صراعات بأركان محكمة الأسرة.. العقوبة القانونية لمن يمنع الأب من رؤية أطفاله  المواد الدستورية

- المادة 2 من الدستور المصري: "الإسلام هو دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع."
- المادة 10 من الدستور المصري: "الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق والوطنية. تحرص الدولة على تماسكها واستقرارها وترسيخ قيمها."
- المادة 11 من الدستور المصري: "تلتزم الدولة بحماية الأمومة والطفولة، ورعاية الأطفال وتوفير الفرص المناسبة لتنمية مواهبهم."

خاتمة

قانون الأحوال الشخصية في مصر يعكس توازنًا دقيقًا بين الشريعة الإسلامية والمقتضيات القانونية المعاصرة، لضمان حقوق الأفراد وتحقيق العدالة الاجتماعية. يتناول القانون تفاصيل متعددة تشمل الزواج والطلاق والحضانة والنفقة والميراث، مما يسهم في بناء مجتمع مستقر وعادل. النصوص الدستورية تدعم هذه القوانين من خلال التأكيد على دور الشريعة الإسلامية في التشريع وأهمية حماية الأسرة.

مقالات مشابهة

  • على طريقة إبراهيموفيتش.. هدف لاعب السعودية في مرمى الأردن يخطف الأنظار
  • رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني يلتقي العاهل الأردني في إطار مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزّة المنعقد بالأردن
  • قانون الأحوال الشخصية في مصر "تفاصيل"
  • قوانين الطلاق وحضانة الطفل في القانون المصري
  • نائب يتقدم باقتراح قانون يتعلّق بحقوق المودعين في المصارف
  • الكنيست يصوت على مشروع قانون يعفي الحريديم من التجنيد
  • بدء جلسة الحكم في طعون شيري هانم وابنتها زمردة على حكم حبسهما
  • غالانت سيصوت ضد مشروع قانون إعفاء الحريديم من التجنيد
  • الفرار من قوى الأمن: التعويل على قانون للإعفاءات
  • كيف واجه قانون مكافحة جرائم الإنترنت عمليات سرقة بيانات بطاقات الفيزا؟