هل الطريق إلى قلب الرجل يبدأ من المطبخ؟
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
من قديم الأزل ارتبط الطعام بالحب، ليس فقط لأنه حاجة أساسية؛ بل لأنه وسيلة للتعبير عن الاهتمام والرعاية، فكثير من الرجال مهما اختلفت شخصياتهم، أو بيئاتهم يتفقون على أن المرأة التي تجيد الطبخ تملك مفتاحًا إضافيًا لقلبهم، الأمر ليس مجرد طبق متقن، بل إحساس الرجل بأن هناك من يفكر فيه، ويخصص وقتًا وجهدًا ليقدم له شيئًا يفرحه، المطبخ في هذه الحالة يصبح مساحة دفء وليس مكانًا لإعداد الطعام حتى رائحة الطعام التي تنتشر في المنزل قادرة علي تغيير مزاج أي رجل بعد يوم طويل من التعب، من يظن أن الطهي مجرد مهارة في المطبخ لم يفهم بعد عمق هذه الحكاية، فالطعام في المنازل ليس مجرد وجبة لسد الجوع، بل هو رسالة غير مكتوبة تقول”أنا فكرت بك، أنا اهتممت، أنا وضعت وقتي وجهدي لتكون بخير”، الرجل في أعماقه ليس معقدًا- كما نتصور؛ فكثير من مشاعره تُفتح ببساطة عبر بعض التفاصيل الدافئة؛ لعل أقربها الطعام، ليس لأن معدته هي التي تحكم قلبه؛ بل لأن الطهي المنزلي يحمل روحًا مختلفة، روح البيت، ودفء الأيدي التي أعدته، المرأة التي تجيد الطهي لا تقدم طعامًا فقط، بل تقدم إحساسًا بالانتماء، فالطهي فعل رعاية، والطبق الذي يوضع على المائدة هو انعكاس لحب وصبر وحرص، ما يجعل الرجل حين يجلس أمام وجبة أعدتها زوجته يشعر دون أن يقول أن هناك من يراه ويهتم لأمره، المرأة التي تجيد الطهي غالبًا ما ترى على أنها منظمة وصبورة، وتعرف كيف تدير منزلها بحب، فالطهي نفسه يحتاج لمهارات تشبه الحياة الزوجية من صبر وتخطيط وموازنة بين المكونات حتى يخرج الطبق بأفضل صورة، والرجل بطبيعته ينجذب لهذه الصفات الأنثوية؛ لأنها تمنحه إحساسًا بالأمان والاهتمام، لكن في المقابل إذا كانت المرأة لا تعرف الطهي، فالأمر لا يعني بالضرورة أنها أقل قيمة أو أن حياتها مع شريكها محكوم عليها بالفشل، فاليوم بإمكان أي شخص أن يتعلم الطبخ، ولكن الحقيقة أن غياب مهارة الطبخ قد تترك فراغًا صغيرًا في العلاقة بين الرجل والمرأة، خاصة في مجتمعنا العربي حيث للطعام معنى وارتباط اجتماعي عميق وعاطفي، فالأمر ليس مقارنة، بقدر ما هو إدراك لقيمة ما يمنحه الطعام من رابط إنساني؛ فالمهارة تأتي بالممارسة لكن الإحساس هو السر، فأحيانًا طبق بسيط إن أُعد بحب يترك أثرًا أعمق من أفخم الولائم في النفس، يمكن للمرأة التي لا تطبخ أن تعوض ذلك بطرق أخرى؛ كاختيار مطاعم جيدة، أو بعض التجارب للطهي، لكن ستبقى اللمسة الشخصية في الطبق المنزلي مختلفة، لأنها لا تشترى بالمال، فالطهي ليس فقط مهارة؛ بل هو لغة حب غير منطوقة، والطبق الذي يعد بحب يمكن أن يذيب غضب يوم كامل، ويخلق ذكريات تبقى لسنوات حتى بعد الخلافات، فمن الممكن أن يكون فنجان من الشاي أو طبق من المعكرونة هو بداية الصلح، وذاكرة دافئة للبيوت، فحين تحرص المرأة على أن يكون في بيتها طعام من صنع يديها، فهي في الحقيقة تحافظ على هذا الخيط الدافئ الذي يربط قلبها بقلب زوجها، فالحياة الزوجية ليست رومانسية طوال الوقت، بل تمر بأيام عادية وضغوط وخلافات، وفي وسط كل ذلك من المهم أن يكون طبق دافئ هو أبسط وأقوى وسيلة لردم المسافات التي تصنعها الأيام، الطهي ليس واجبًا تقليديًا فرض على النساء، بل هو مساحة من الحب يمكن أن تختار المرأة أن تضع فيها جزءًا من قلبها؛ فهو لغة صامتة لكنها تفهم وتُحس، ومن تجيد الحديث بها تدرك أن الطريق إلى القلب ليس دائمًا بالحديث؛ بل أحيانًا يمر من رائحة طعام يتصاعد في أرجاء المنزل، لذلك من الحكمة أن تحرص المرأة سواء كانت مقبلة على الزواج أو متزوجة على تنمية مهارة الطبخ؛ ليس لإرضاء الرجل فقط، بل لإضافة بعد آخر للعلاقة، فالطهي يجمع بين الفن والعاطفة، وهو مساحة للتواصل والدفء الإنساني، وأحيانًا هو الجسر الأقصر إلى القلب.
NevenAbbass@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
دخول كميات من غاز الطهي لغزة لأول مرة منذ حوالي سبعة أشهر
غزة - صفا
بدأ مساء اليوم الأحد ضخ كميات محدودة من غاز الطهي لقطاع غزة، وذلك لأول مرة منذ ما يزيد عن ستة أشهر.
وأكدت جمعيات توزيع الغاز في قطاع غزة، دخول عدد من شاحنات الغاز عبر معبر كرم أبو سالم التجاري جنوبي قطاع غزة.
وأفاد عدد من موزعي الغاز لوكالة "صفا" أن الهيئة العامة للبترول أبلغتهم بضرورة جمع أسطوانات الغاز من المواطنين بأقصى سرعة، بسقف زمني أقصاه مساء اليوم.
وقال الموزع يوسف أبو سمرة "بناءً على تعليمات الهيئة سيكون سعر الأسطوانة للمواطن 60 شيقل، بمعدل 8 شيقل للكيلو الواحد".
وفجر يوم الجمعة، صادقت حكومة الاحتلال، على اتفاق وقف الحرب على قطاع غزة وتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية، برعاية قطرية مصرية أمريكية، بما يشمل إدخال المساعدات دون شروط بمعدل 600 شاحنة يوميًا بما فيها غاز الطهي والوقود.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مساء يوم الثلاثاء، انتهاء الحرب في قطاع غزة.
ويعاني قطاع غزة أزمة حادة جراء انعدام غاز الطهي كليًا، بسبب إغلاق المعابر المستمر منذ مارس المنصرم.
وكانت سلطات الاحتلال قبل الحصار تسمح بإدخال 10 شاحنات يوميًا، عبر معبر كرم أبو سالم، محملة بالغاز بواقع 200 طن وهي أقل من نصف الكمية التي يحتاجها القطاع.
ولجأ الغزيون إلى استخدام النار عبر شراء ألواح الخشب سريعة الاحتراق، والتي لا تصمد نارها، بالإضافة لما تسببه النار من أزمات صحية وبيئية وأمراض في الجهاز التنفسي.
ومنذ حوالي سبعة أشهر أغلقت "إسرائيل" معابر قطاع غزة أمام المساعدات الإغاثية والطبية والغذائية ما فاقم من معاناة الغزيين الذين أنهكتهم الإبادة الجماعية.