لا للتأويل ولا للتجزئة… الأردن وطن وهوية واحدة
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
صراحة نيوز- د.زهور غرايبة تكتب :
في ظل التحولات الإقليمية والتحديات السياسية التي تواجه المنطقة، يبرز في الأردن موقف راسخ يتمحور حول الهوية الوطنية الأردنية الواحدة، بوصفها القاسم المشترك الذي يجمع جميع المواطنين والمواطنات تحت مظلة الانتماء الصادق للدولة الأردنية وثوابتها الواحدة المتمثلة بمؤسستي العرش والدستور، حيث لم تكن الهوية يومًا من الأيام شعارًا، أو عبارات، أو جمل، أو مقولات، إنما وحدة وطنية واحدة تحفظ وحدة الصف وتصون الثوابت الوطنية.
لقد أكد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في كل خطاباته ضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية الواحدة التي يشترك بها جميع الأردنيين والأردنيات في مختلف أرجاء الوطن وخارجه، وتمثل تأكيده أيضًا في رفض الهوية الجامعة من خلال اللاءات الثلاث التاريخية، أن الأردن ثابت على مواقفه: كلا للوطن البديل، كلا للتهجير، والقدس خط أحمر، كما لم تأتِ الرسائل الملكية من فراغ، بل كانت ردًا واضحًا على كل محاولات العبث بالهوية أو المساس بالحقوق التاريخية والسيادية للأردن.
ومع ذلك، تتعالى بين الحين والآخر أصوات تنادي بما يسمى “الهوية الجامعة”، وهي دعوة يراها البعض انعكاسًا للتعددية والانفتاح، لكنها في جوهرها قد تشكل انزلاقًا خطيرًا نحو إذابة ملامح الهوية الوطنية الأردنية الصلبة في مزيج من الهويات الفرعية أو الهجينة، التي تحمل أحيانًا أبعادًا سياسية أو أجندات خارجية غير معلنة، هذا الطرح، وإن بدا للبعض مبادرة لتقريب وجهات النظر، إلا أنه يفتح الباب أمام إعادة تعريف الانتماء بطريقة فضفاضة، ما قد يزعزع أسس الولاء والانتماء الحصري للأردن.
خطورة هذا الخطاب تكمن في قدرته على التسلل الناعم إلى بنية المجتمع، مستفيدًا من الشعارات الجذابة والمصطلحات الفضفاضة التي تُسوَّق على أنها دعوة للوحدة، بينما هي في الحقيقة تطرح صيغة بديلة لمفهوم الدولة الوطنية، ومع مرور الوقت، يمكن أن يتغلغل في المناهج، والإعلام، والمناقشات العامة، ليؤثر بشكل مباشر في تشكيل وعي الأجيال القادمة، ويعيد صياغة تصورهم لهويتهم وأولوياتهم الوطنية.
إن مواجهة هذا الطرح لا تعني رفض التنوع أو التعدد الثقافي والاجتماعي الذي يزخر به الأردن، بل تعني الحفاظ على الإطار الناظم لهذا التنوع، وهو الهوية الوطنية الأردنية الواحدة لكل الأردنيين والأردنيات دون استثناء، باعتبارها الضمانة الأساسية لوحدة المجتمع وتماسكه، فغياب المواجهة الواعية والمدروسة لمثل هذه الأفكار يترك فراغًا قد تملؤه سرديات بديلة تُضعف الثوابت وتشتت الولاءات، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى خطاب وطني متماسك قادر على تحصين الداخل في وجه الضغوط الخارجية والتحديات الإقليمية.
مسؤولية التصدي لهذه الدعوات لا تقع على عاتق جهة واحدة فقط، بل هي واجب وطني يتشارك فيه الجميع: من المواطنين والمواطنات، إلى المسؤولين وأصحاب القرار، مرورًا بالمنابر الدينية، والمؤسسات التعليمية، ووسائل الإعلام، فترسيخ الهوية الوطنية الأردنية هو خط الدفاع الأول في مواجهة محاولات التشويه والتفكيك، وهو السبيل للحفاظ على الأردن قويًا وموحدًا أمام أي تحديات قادمة.
إن المرحلة الحالية تتطلب رفع مستوى الوعي، ليس فقط بالشعارات، بل بالممارسات اليومية التي تعزز الانتماء، وتحترم التنوع تحت سقف الهوية الأردنية الواحدة، دون السماح لأي هوية بديلة أو موازية بأن تحل محلها، فالأردن الذي ورثناه من الآباء والأجداد، والذي ندافع عنه اليوم، يستحق أن يبقى موحدًا، صلبًا، ورافعًا راية الثوابت الوطنية.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام الهویة الوطنیة الأردنیة
إقرأ أيضاً:
الأردن.. 5 وفيات من عائلة واحدة نتيجة تسرب غاز مدفأة
شهدت محافظة الزرقاء حادثًا مأساويًا أسفر عن وفاة خمسة أشخاص من عائلة واحدة من جنسية عربية، إثر تسرب غاز من مدفأة في منزلهم بمنطقة الهاشمية في الأردن.
وأوضحت مديرية الأمن العام أن الضحايا هم أم وأطفالها، تتراوح أعمارهم بين 11 و14 سنة، وقد تعرضوا لضيق حاد في التنفس قبل وفاتهم، فيما قامت فرق الإسعاف في مديرية دفاع مدني الزرقاء بإخلاء الجثث إلى مستشفى الزرقاء الحكومي.
وأكد الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام على خطورة الحوادث الناتجة عن سوء استخدام وسائل التدفئة، داعيًا المواطنين إلى الالتزام بالإرشادات الوقائية. وشدد على ضرورة فحص خراطيم الغاز بشكل دوري واستبدال مانعات التسرب عند كل تغيير للأسطوانة، بالإضافة إلى تهوية المنازل باستمرار، وعدم ترك المدفأة مشتعلة أثناء النوم، لتجنب حوادث مماثلة.
يذكر أن الأردن يشهد خلال فصل الشتاء تزايدًا في حوادث الاختناق نتيجة استخدام وسائل التدفئة بشكل غير آمن، ما يجعل التوعية المستمرة والتقيد بإجراءات السلامة أمرًا حيويًا للحفاظ على الأرواح.