هل حسمت زيارة لاريجاني لبيروت مصير سلاح حزب الله؟
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
تتباعد العلاقات بين إيران ولبنان أكثر في ظل جملة من التطورات الإقليمية المتلاحقة، وآخرها إقرار الحكومة اللبنانية الورقة الأميركية وتكليف الجيش بوضع خطة لحصر السلاح بيد الدولة.
وفي هذا الإطار، جاءت زيارة أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى بيروت، الذي يحاول "مسك العصا من المنتصف" -وفق الكاتب والمحلل السياسي علي الأمين- عبر مواصلة دعم حزب الله، لكن مع تجنب أي تورط مع الحكومة اللبنانية.
وحسب حديث الأمين لبرنامج "ما وراء الخبر"، فإن الوضع الجديد في لبنان لا يسمح لإيران بالتصرف كما كان عليه الحال سابقا، بعدما استثمرت عقودا في مشروع حزب الله، وتدرك الخسارة التي تعرضت لها بعد الحروب الأخيرة وسقوط نظام بشار الأسد.
في المقابل، عبّر لاريجاني في زيارته إلى لبنان عن موقف إيران وسياستها بالمرحلة الجديدة، من خلال دعم لبنان في رفض الوصاية الأميركية عليه، وكذلك وجه رسالة للداخل اللبناني مفادها بأن "الإقصاء لأطراف مهمة غير مقبول إيرانيا".
جاء ذلك في حديث أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة طهران حسن أحمديان لـ"ما وراء الخبر"، مؤكدا أن الحرب على حزب الله وإيران لم تفضِ إلى تغيير جوهري في واقع الصراع مع إسرائيل.
سلاح حزب اللهوبشأن مستقبل العلاقات الإيرانية اللبنانية، فإنها مرهونة -حسب الأمين- بسلوك حزب الله في كيفية تعامله مع تنفيذ قرار سحب السلاح وحصره بيد الدولة، معربا عن قناعته بأن أي رد فعلي سلبي سينعكس على تلك العلاقات، ويوفر فرصا لكثيرين بتصعيد أكثر في لبنان.
وبعيدا عن سلاح حزب الله، تفضل الدولة اللبنانية اعتماد وسائل أقل كلفة، في ظل غياب أي رادع لإسرائيل في لبنان باستثناء واشنطن، كما يقول الأمين.
وخلص إلى أن لبنان يدفع "ثمن خسارة حزب الله للحرب الأخيرة مع إسرائيل"، مما أوصل لبنان إلى وضعية صعبة، ولا يمكن مطالبته بأن يكون دولة "لم تتعرض لهزيمة وكارثة".
إعلانمن جهته، أكد أحمديان أن الحديث عن "نقل سلاح حزب الله إلى الجيش اللبناني" ليس صحيحا، بل يتعلق الأمر بتفكيك السلاح وإنهاء مفعوله، مما "يجعل المنطقة من جنوب لبنان إلى بيروت مستباحة".
ووفق الأكاديمي الإيراني، فإن سلاح حزب الله رأس مال "لا يمكن التفريط به" ولن تقف إيران إلى جانب مفهوم نزعه، كما أنها لن تلعب دورا في هذا الموضوع، معربا عن قناعته بأن "المقاومة في لبنان قوية وتستطيع إدارة الملف بنفسها".
وخلص أحمديان إلى أن إيران تريد "تدارك الوضع في لبنان وليس تعقيده"، وتدرك أيضا أن الوئام في الداخل اللبناني يقلص من حجم التدخل الخارجي، ولكن "ليس على حساب المقاومة"، مرجحا أن الإقصاء الذي يُمارس "لن يفضي إلى حلول لمشاكل لبنان الكثيرة".
وقال علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني -منذ أيام- إن إيران تعارض قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح حزب الله، معتبرا أن مصيره سيكون "الفشل"، في وقت أدانت فيه وزارة الخارجية اللبنانية التصريحات الإيرانية ووصفتها بأنها انتهاك للسيادة والوحدة الوطنية واستقرار البلاد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات سلاح حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
عدوان إسرائيلي جديد وغارات على مناطق في جنوب لبنان
استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي بأربع غارات مناطق المحمودية والجرمق قرب العيشية في منطقة جزين جنوب لبنان.
كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استكمل إعداد خطة خلال الأسابيع الأخيرة لشن هجوم واسع ضد مواقع تابعة لحزب الله، إذا فشلت الحكومة والجيش في لبنان بتنفيذ تعهدهما بتفكيك سلاح الحزب قبل نهاية عام 2025.
ونقلت الهيئة عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن "الخطة أعدتها قيادة الجيش بمشاركة قيادة المنطقة الشمالية وشعبتي الاستخبارات والعمليات، في إطار الاستعداد لاحتمال انهيار المساعي السياسية التي تقودها بيروت لتجريد حزب الله من سلاحه".
وأضافت المصادر، أن سلاح الجو أجرى في الأيام الماضية تدريبات واسعة في الأجواء الداخلية وفوق البحر المتوسط، شاركت فيها مقاتلات، بهدف رفع الجاهزية لاحتمال تنفيذ العملية العسكرية في جنوب لبنان.
ونقلت الهيئة عن مسؤول أمني كبير قوله إن "إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها ستتحرك بنفسها لنزع سلاح حزب الله، إذا لم يتم ذلك بشكل فعّال، حتى لو أدى الأمر إلى أيام من القتال أو إلى تجدد المواجهات على الجبهة الشمالية".
ولفت المسؤول إلى أن "واشنطن نقلت التحذير الإسرائيلي إلى الجانب اللبناني"، إلا أن بيروت أوضحت أن العملية معقدة وتتطلب وقتًا إضافيًا لتحقيق المتطلبات التي وُضعت.