دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بدت عينا جينا أورتيغا في العرض الأول للموسم الثاني من مسلسل "Wednesday" في لندن ملطختين بشكل خفيف، ومؤطّرتين بظلال داكنة. بشرتها شاحبة، وعظام وجنتيها بارزة بلمسة من الرمادي، فيما شفتيها يميل لونهما إلى الأرجواني. تبدو مرهقة.. 

هذا هو هدف أحدث صيحة مكياج بين جيل زد، المعروفة باسم "فتاة متعبة"، التي تحتفي بالمظهر الذي يوحي بأنك لم تنامي طوال الليل.

لطالما كانت معايير الجمال تدفع الناس إلى تجنّب الإطلالة بمظهر متعب. فكريمات التصحيح، وكريمات العين، وأقلام إخفاء العيوب صُممت جزئيًا لجعلنا نبدو منتعشين ويقظين. 

وتاريخيًا، كان الإرهاق يرتبط بالصحة السيئة، والتقدّم في السن، وقلة الجاذبية. لكن صيحة "فتاة متعبة" تحتفي بعكس ذلك تمامًا؛ فهي تدعو إلى تقبّل العيوب التي اعتدنا إخفاءها.

والوجه الأبرز لهذه الصيحة اليوم هي وينزداي آدامز، الابنة الغامضة والانطوائية لعائلة آدامز، التي تتمحور حولها سلسلة تيم بورتون على نتفليكس، حيث تلعب أورتيغا الدور الرئيسي. وعلى غرار الموسم الأول، تظهر الممثلة في الموسم الثاني بعيون غائرة ذات ظلال داكنة وبشرة شاحبة، تمامًا مثلما أطلّت على السجادة الحمراء في العرض الأول للمسلسل بلندن. أما الأجيال الأقدم من جيل زد، فستتذكر أمثلة سابقة، مثل أنجلينا جولي في فيلم Girl Interrupted، أو ناتالي بورتمان في شبابها بفيلم Leon.

غابرييت، التي تظهر في الصورة خلال عرض أزياء الرجال لعام 2025 من سان لوران في باريس، معروفة بإطلالتها المميزة "العيون الملطّخة"، والتي غالبًا ما تتميز بمظهر دخاني أو مستوحى من الغرنج.Credit: Laurent Vu/Sipa/AP

ومن أبرز المعجبين المعاصرين بهذه الصيحة الجمالية: الممثلة ليلي روز ديب، عارضة الأزياء والموسيقية غابرييت، والمؤثرات إيما تشامبرلين، ودانييل ماركان، ولارا فيوليتا. 

وبحلول أواخر يوليو/ تموز، أصبح مكياج "الفتاة المتعبة" فئة قائمة بذاتها على تيك توك، مع انتشار العديد من التفسيرات حول كيفية الحصول على مظهر قلة النوم، حتى أنّ بعضها حصد أكثر من 300 ألف مشاهدة حتى الآن.

المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي إيما تشامبرلين، التي ظهرت في حفل Met Gala 2025، جربت أيضًا مكياجًا يجعل الجلد حول عينيها يبدو وكأن عليه كدمات.Credit: Angela Weiss/AFP/Getty Images

في أحد مقاطعها الأخيرة، ظهرت فيوليتا بظلال عيون داكنة وملطخة أسفل عينيها لابتكار أسلوب مكياج أسمته "المكياج المتعفن"، وقالت:"الجيوب تحت العين أنيقة جدًا، لأنك فعليًا تحتاجين لبذل جهد للحصول عليها". 

في التسعينيات، اشتهرت كورتني لوف بمظهر الغرنج الذي تميز بالفساتين القصيرة بأسلوب البيبي دول، الشعر الفوضوي، وكحل العيون غير المتقن. ومع ذلك، للغرنج جذور أعمق.Credit: Ian Dickson/Shutterstock

بشكل عام، يتميّز هذا المظهر بالفوضوية وعدم الإتقان مع لمسة تمرّد. وقالت خبيرة المكياج ومديرة قسم الجمال في مجلة غلاس، كيم براون، لـCNN:"إنه احتفاء بالواقعية، فمظهر الفتاة المتعبة يتمتع بحدة وشخصية، وهو قوي وبارد في آن واحد".

صيحة عابرة

لا ينبغي الخلط بين صيحة "الفتاة المتعبة" وأساليب أخرى مثل الغوث في المكياج، الذي يركز على بشرة شاحبة وعيون داكنة، أو صيحة مكياج الـAegyo-sal الكورية الجنوبية، التي تبرز الانتفاخ أسفل العينين لإطلالة شبابية. أما أقرب الصيحات السابقة لها فهي موضة الغرنج، المعروفة بمظهرها الفوضوي والعفوي، التي اشتهرت في التسعينيات.

تجسد جينا أورتيغا شخصية وينزداي آدامز في سلسلة نتفليكس من إخراج تيم بورتون. وقالت خبيرة الشعر والمكياج في المسلسل، نيرفانا جلالفاند، إن وينزداي ليست من الشخصيات التي تقضي "ساعات" في التحضير لمظهرها.Credit: Courtesy of Netflix

لكن، وكما هي الحال مع غيرها من صيحات تيك توك العابرة، فإنّ جذور صيحة "الفتاة المتعبة" حديثة. 

يقول دان هاستينغز-ناراينين، نائب رئيس تحرير قسم التوقعات المستقبلية في شركة The Future Laboratory المتخصصة في رصد الصيحات:"موضة الغرنج نشأت من قيم مناهضة للمؤسسة، ومشاهد موسيقية، وروح تضامن مجتمعي، حيث كان التمرد الجمالي والثقافي مترابطين تمامًا".

أما مظهر "الفتاة المتعبة"، فهو جزء من ظاهرة الإنترنت العابرة المعروفة باسم "core"، مثل Barbiecore وcottagecore، ويمثل طريقة سريعة لتوضيح شخصية الفتاة أو المزاج الذي ترغب بإظهاره. 

هذه الصيحة عابرة، وتجارية، ومهيأة للاستبدال باللحظة الفيروسية التالية.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: بريطانيا تجميل مشاهير موضة نجوم هوليوود وسائل التواصل الاجتماعي

إقرأ أيضاً:

عندما يفارق راكب الحياة أثناء الرحلة الجوية.. هكذا تتصرف الطواقم

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في وقتٍ مبكر من يوم الإثنين، مطلع سبتمبر/أيلول، رنّ هاتف بِن فوس عند الساعة الخامسة صباحًا. أبلغه فريق مراقبة الحركة الجوية في مطار سخيبول بأمستردام بوفاة أحد الركاب على متن رحلة متجهة من آسيا إلى هولندا.

وهكذا بدأت عملية يشرف عليها فوس مئات المرات في السنة مجدّدًا، وهي إدارة رعاية ما بعد الوفاة للمسافرين الذين يموتون في الخارج أو على متن الطائرة (في هذه الحالة تحديدًا).

ويعمل فوس منسقًا في مشرحة سخيبول الواقعة خارج منطقة البيع بالتجزئة والمطاعم مترامية الأطراف التي تسبق منطقة التفتيش الأمني ​​في المطار.

بعد وصول الرحلة عند الساعة 6 صباحًا، رافق فوس ممثلًا لوكالة هولندية تتولى مراقبة الحدود إلى الطائرة بعد مغادرة الركاب. 

وكان من الضروري تواجد الطبيب الشرعي أيضًا، الذي أجرى تقييمًا أوليًا استنتج خلاله أنّ سبب الوفاة نوبة قلبية. 

وقام فوس وموظف الوكالة لاحقًا بوضع الراكب المتوفى في كيس جثث لإخراجه من الطائرة، عبر مخرج طوارئ خلفي، خلف الأجنحة، للتوجه إلى المشرحة.

عمل بِن فوس في مشرحة مطار سخيبول في هولندا لـ35 عامًا.Credit: Blane Bachelor

يُعدّ ضمان أقصى قدر من الخصوصية والاحترام للمتوفى جزءًا أساسيًا من دور فوس، إلى جانب دعم المفجوعين، الذين لا يشعرون بالحزن فقط، بل يتعاملون أيضًا مع الواقع المُرهِق لسيناريو لا يُفكّر فيه الكثير من المسافرين عند التخطيط لعطلتهم القادمة، وهو: ما الذي سيحدث إذا تُوفّوا في الخارج؟

تلقى فوس وفريقه المكوَّن من ثلاثة أفراد في مشرحة مطار سخيبول تدريبًا خاصًا للتعامل مع هذه العملية تحديدًا، والتي تُعرف في هذا المجال بإعادة جثامين المتوفين إلى الوطن، أو "RMR".

الأولى من نوعها يُعد مطار سخيبول في أمستردام ثاني أكثر مطارات أوروبا ازدحامًا.Credit: Mouneb Taim/Middle East Images/AFP/Getty Images

ليس غريبًا أن تحتوي المطارات على مشارح أو مرافق تخزين مُبرّدة في الموقع، لكنّ وجود مرافق ذات خدمات متكاملة ومُخصصة لرعاية الموتى أمر نادر للغاية. 

أصبحت مشرحة سخيبول، المعروفة بـ"MOS"، أول مشرحة من هذا النوع عندما بدأت عملياتها في العام1997، في المطار الذي يُعتبر ثاني أكثر مطارات أوروبا ازدحامًا.

في العام 2017، انتقلت المشرحة إلى موقعها الحالي، مفصولةً عن بعض بوابات المغادرة في المطار بسياجٍ من الأسلاك الشائكة.

تحتوي المنشأة التي تبلغ مساحتها حوالي901 متر مربع على جميع عناصر دور الجنازات، من غرفة للتحنيط، ومنطقة تخزين باردة، وأخرى لغسل الجثث قبل الدفن، كونها خطوة مهمة في بعض الديانات والثقافات، وغرفة عرض ذات فتحة دائرية في السقف.

تتّسع وحدات التبريد في المنشأة لـ36 جثة، لكن كجزء من خطة الطوارئ الخاصة بالمطار، يمكن زيادة سعتها لتستقبل 400 جثة.

وقال السكرتير التنفيذي للمنظمة العالمية لمتعهدي الجنازات "FIAT-IFTA"، إيمرسون دي لوكا: "إنّك تقلل من احتمالية تحلل المتوفين. هذا  أول شيء يجب القيام به".

يتعاون فوس وفريقه مع الأطباء، وموظفي شركات الطيران، والمطارات، والأطباء الشرعيين، والهيئات الحكومية،ضمنًا السفارات، للحصول على شهادات الوفاة والإقرارات الجمركية.

الخدمة متوفرة على مدار الساعة، مع ضرورة وجود موظَّفَين على الأقل في الموقع طوال الوقت.

موسم الذروة للوفيات في الخارج تشمل المشرحة على وحدات تبريد لتخزين الجثث.Credit: Blane Bachelor

تشرف المشرحة على 2,500 عملية لإعادة الرفات إلى الوطن سنويًا.

هذا الرقم يشمل المواطنين الهولنديين الذين يموتون في الخارج وتتم إعادتهم إلى هولندا، والمواطنين الأجانب الذين يموتون في هولندا، وتتم إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، أو إلى وجهات أخرى في الخارج.

لاحظ فوس بعض الأنماط على مرّ الأعوام، فهو يعتبر موسم الشتاء على سبيل المثال "فترة مزدحمة للغاية"، لأنّ العديد من المسافرين يذهبون للتزلج، بينما يميل كبار السن إلى زيارة وجهات تتمتع بطقسٍ دافئ.

وأوضح: "يسافر الكثير من المواطنين الهولنديين إلى إسبانيا والبرتغال، لكنهم كبار في السن وقد يموتون هناك".

يتمتع فوس وفريقه بخبرةٍ واسعة في طقوس وعادات الحداد المختلفة، ويعملون جنبًا إلى جنب مع الكهنة، والحاخامات، والأئمة أثناء دعم الأشخاص المفجوعين من ثقافات مختلفة حول العالم.

القواعد والمعايير تمتلك المشرحة مجموعة من التوابيت التي يمكن استخدامها لنقل المتوفين.Credit: Blane Bachelor

لا يوجد قانون عالمي يحكم عملية نقل الرفات البشرية عبر الحدود الدولية.

لكن قواعد شركات الطيران المختلفة، ومعايير القطاع تلعب دورًا، واللوائح الصحية، سواء في البلد الذي توفي فيه الشخص أو في وجهته النهائية، لها دور مهم.

ومع ذلك، وُضعت أول اتفاقية دولية لتحديد معايير لهذه الممارسة في العام 1973، عبر الاتفاقية الدولية لنقل الجثث.

صمَّمت هذه الاتفاقية وثيقة سفر موحَّدة للمتوفى تتضمن معلومات أساسية مثل الاسم الكامل وسبب الوفاة. كما وَضَعت قواعد للتوابيت، ضمنًا الحد الأدنى المسموح لِسُمكها. 

حاليًا، يتبع قطاع الطيران البروتوكولات والإرشادات التي وضعها الاتحاد الدولي للنقل الجوي "IATA".

أهمية التأمين

مقالات مشابهة

  • خبير سياسي: مصر ترفض أي وجود أجنبي في غزة.. وتدعو لإدارتها من لجنة تكنوقراط
  • صورة لغوريلا مرحة تفوز بمسابقة التصوير الكوميدي للحياة البرية
  • «صيحة» تكشف أرقام صادمة لحالات العنف الجنسي في السودان
  • السعودية.. هند صبري تتألّق بفستان من توقيع زهير مراد في ليلة تكريمها
  • طهران تندد بالقيود الأميركية على دبلوماسييها وتدعو الأمم المتحدة للتدخل
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
  • عندما يفارق راكب الحياة أثناء الرحلة الجوية.. هكذا تتصرف الطواقم
  • معلومات جديدة… هذا ما كشف عن العظام التي عثر عليها في محيط بركة دير سريان
  • نهال طايل تكشف القصة الكاملة لأزمة فسخ الخطوبة التي انتهت بمقتل شاب ووالده بالدقهلية
  • الموضة السعودية تفرض حضورها في مهرجان البحر الأحمر