صنع الله إبراهيم.. صنيعة تجربة إنسانية ثرية
دائما ما يخلف رحيل مبدع حق، غصة فى القلب قبل الحلق، فهو يثير بداخلنا سؤالا حتميا: كم مبدعا حقيقيا ومختلفا بيننا؟ وهل يجود الزمان بمثله ذات يوم؟ ربما.. لكنه حتما لن يحمل الظروف المهيئة ذاتها ولا التاريخ ذاته ولا المواقف ذاتها..
إن التجربة الحياتية كبصمة الإبهام، لا تكرر نفسها أبدا.
منذ مرضه الذى لم يستمر طويلا ودخوله المستشفى إثر نزيف داخلى وكسور فى الحوض، والجميع يتوجس خيفة، فكان هاجس الموت والرحيل إذا ما مر بخيال أحدنا، نفضه عن عقله نفضا، وكأنه يرفض أن يمر صنع الله بما يمر به البشر.
حتى فاجأنا أمس الأول، باختياره الرحيل بعد أن أنهكه طول العراك فى واقع لم يتغير على الأقل كما كان يأمل.
أؤمن تماما بأن المبدع الحقيقى يحمل من الصفات الإنسانية ما يؤهله للإبداع، فالثقافة لا تكفى وحدها، ربما صنعت تلك الأخيرة كاتبا شهيرا، لكنه لن يكون متفردا، فمن اتخذ الإنسان منطلقا وقضية، حتما سيصل إلى قلوب قرائه..
فها هو د. حسين حمودة يصف انطباعه خلال تلك اللحظات الحميمة التى جمعته بالكاتب الكبير صنع الله إبراهيم، بقوله: «كنت مشدوهًا بقدرته على العمل المنظم المحترف، والزهد الشديد فى التعامل مع متطلبات الحياة، والاحترام الجم لبعض ما تمنحه هذه الحياة من طيبات صغيرة..»
هكذا رآه، وهكذا بدا، مبدعا يحمل من صفات المبدع الحق أهمها، بل أخطرها.. الزهد والرضا، صفتان لا تتوافران فى كثير من مبدعى عصرنا، لكنهما متى وجدتا فى أحدهم.. عليك أن تعترف حينها بضرورة تفرد إبداعه..
وصنع الله إبراهيم لم يكن كاتبا اعتياديا، من أولئك الذين تمر على كتاباتهم فلا تلقى شيئا ذا بال، أو يستوقفك ما يدعو للتأمل.. بل إنك منذ الوهلة الأولى، بل منذ العتبة الأولى للنص (العنوان)، تدرك أنك بصدد إبداع مختلف.. هكذا بدا منذ انطلاقته الإبداعية.
وتلمسه عالم الكتابة فى الستينيات، حيث شكّلت تجربته الروائية الممتدة لأكثر من خمسة عقود، مشروعاً روائياً فريداً قائماً على التجريب من ناحية والموقف السياسى الواضح من ناحية أخرى، فقد كان لطبيعة نشأته وما خلفته تجربة اعتقاله أثر بارز فى إبداعه.
ودعونا خلال تلك السطور نتلمس معا بعضا من مشواره الإبداعى والحياتى، اللذين شكلا تلك التجربة المتفردة، فهما خطان امتزجا ولم ينفصلا، واضحان كوضوح حياته ومواقفه.
مولده ونشأته:
وُلد صنع الله إبراهيم فى القاهرة، فى 24 فبراير من عام 1937.
وربما اختار له القدر اسمًا مختلفًا، فكان الاختلاف صفة لازمته فى حياته ومنجزه الأدبى.
وعن سبب تسميته (صنع الله)، فقد اختار والده هذا الاسم عندما فتح المصحف ووضع أصابعه على إحدى السُّور، فإذا بها آية «صُنع الله الذى أتقن كل شىء» من سورة النمل، فسمّاه (صنع الله).
وفى حديث سابق له، قال صنع الله إن ما اعتنقه من اتجاه يسارى قد بدأ من المنزل، فيقول: «كان الوالد من عائلة برجوازية، وبعد وفاة زوجته الأولى بسبب مرضها، تزوّج من الممرضة (والدة صنع الله) التى رفضتها العائلة لأسباب طبقية».
وكانت علاقته بوالده استثنائية، فصنع الله ابن الشيب، رزق به أبوه وهو فى الخمسين من عمره؛ لذا كان شديد التعلق به، شديد الحرص على تنشئته مثقفا واعيا، مما كان له أبلغ الأثر على بناء شخصيته الإبداعية؛ فقد زوَّده بالكتب والقصص وحثَّه على الاطِّلاع، فبدأت شخصيتُه الأدبية فى التكوين منذ الصِّغَر. درس الحقوق، لكنه سرعان ما انصرف عنها إلى الصحافة والسياسة، فانضم إلى «الحركة الديمقراطية للتحرر الوطنى» (حدتو)، الشيوعيّة السرّية.
وفى عام 1959، اعتقل ضمن الحملة التى شنَّها «جمال عبدالناصر» على اليساريِّين المصريِّين، وقبع فى السجن حتى عام 1964، قضاها فى سجون مختلفة، من بينها سجون القلعة، وأبو زعبل، والواحات.
وفى كتابه (يوميات الواحات)، وثّق صنع الله لتلك التجربة القاسية، لكن بدا أنه استطاع استغلالها لصالح موهبته الأدبية، فقد كان يقرأ بنهم كبير أعمال جورج لوكاش وفرجينيا وولف وغيرهما.
وعن فترة السجن فى حياته، يصف صنع الله السجن بأنه «جامعته» الحقيقية، فقد تنامت لديه قناعة بأن الكتابة ليست مهنة فحسب، بل هى شكل من أشكال المقاومة.
مواقفه السياسية:
لم ينفصل ما ينادى به ضمنيًّا فى أعماله من وجهات نظر، تخطت كونه أديبا (شغلته الكتابة)، إلى كونه إنسانا حرا، لم ينفصل كل ذلك عن مواقفه كمواطن ومثقف فاعل، انتقل برأيه من حيز الورق إلى رحابة الواقع.
ففى عام 2003، وفى الكلمة التى ألقاها على مسرح دار الأوبرا المصرية خلال حفل تسليم جائزة الرواية العربية، انتقد صنع الله سياسة الدولة، وعلى رأسها التطبيع مع إسرائيل، متهمًا إسرائيل بـ»القتل وتشكيل تهديد فعلى لحدودنا الشرقية». كما ندد بـ»الإملاءات الأمريكية، والعجز فى السياسة الخارجية المصرية، وسائر مناحى الحياة».
وعليه فقد أعلن رفضه لتلك الجائزة التى رآها ممثلة لسياسة الدولة التى (يرفضها)، قائلا إنها «صادرة عن حكومة تقمع شعبنا وتحمى الفساد».
وبعد انقضاء ثورة يناير ٢٠١١، كان لصنع الله موقف صريح منها حيث قال إن ما جرى فى ميدان التحرير «لم يكن ثورة بالتأكيد، فالثورة لها برنامج وهدف: تغيير كامل للواقع أو إزاحة طبقة اجتماعية بأخرى. ما حدث كان انتفاضة شعبية مطلبها الأساسى هو تغيير النظام، رغم أن معنى هذا لم يكن واضحاً، باستثناء الإطاحة بأبرز رموز النظام القديم».
* أسلوبه السردى
لم يستطع صنع الله الانسلاخ من بداياته الصحفية،
فقد بدأ مسيرته المهنية كصحفى فى وكالة أنباء الشرق الأوسط ثم وكالة الأنباء الألمانية فى ألمانيا الشرقية.
هكذا بدا جليا تأثر أسلوبه الأدبى بالتوثيق التاريخى، فتميزت رواياته ببعدها التوثيقى لمراحل ذات أهمية فى التاريخ المصرى المعاصر، حتى أن بعضا منها قد تضمن أجزاء مستقلّة من قصاصات صحفية وإعلانات تسحب القارئ للحقبة التاريخية التى تدور بها أحداث الرواية.
فيتجلى فى أعماله تداخل السرديات الشخصية مع المراجع الواقعية، ما يجعل من رواياته أرشيفًا حيًّا للّحظات تاريخية بعينها.
وربما يرى البعض أن أسلوب صنع الله إبراهيم قد يقابله أسلوب الروائى التشيكى فرانز كافكا، والبعض الآخر قارنه بأسلوب ديستوفيسكى، نظراً لما تحفل به أعمال صنع الله من أجواء كابوسية، وشخصيات مأزومة، وذلك الأسلوب الغرائبى السردى الذى سيطر على رواياته، إلا أنه يمكن القول إن أصلان أكثر إغراقا فى الواقع، وأزماته وسوداويته.
صنع الله ونجيب محفوظ:
كان صنع الله إبراهيم منصفا لتجربة نجيب محفوظ الإبداعية، هكذا أعلن عن وجهة نظره عبر ما كتبه فى مقدمة طبعة جديدة لروايته (تلك الرائحة)، فقد قال فى تلك المقدمة: «إن نجيب محفوظ، خلال رواياته التى أصدرها فى الستينيات، أعطى ظهره لما كتب من قبل (وأنا أستعيد بعض ما كتب): «ليخوض مغامرات مثيرة، قفز فيها بالفن الروائى العربى قرنا بأكمله» .. ويرى د.حسين حمودة، فى أحد مقالاته أن قول صنع الله هذا يمثل موقفا مناقضا، ومختلفا عن مواقف كتاب آخرين سجنوا تجربة نجيب محفوظ فى تصور ضيق لا يرى من أعماله شيئا سوى ما كتبه فى الأربعينيات والخمسينيات.. وقال بعضهم، ببساطة غريبة، إنه مجرد «كاتب كلاسيكى»..
* الواقعية الرمزية وهموم الوطن فى أعماله
أثارت روايته الأولى «تلك الرائحة» (1966) ضجة عند صدورها، إذ تناولت حالة الاغتراب والفراغ الوجودى لشاب خرج من السجن ليجد نفسه تائهاً فى مجتمع أكثر تيهاً. وقد رُفضت الرواية من قبل الرقابة وصودرت بدعوى «البذاءة»، ولم تُنشر بنسختها الكاملة إلا بعد 20 عاماً.
بينما تعد رواية اللجنة (1981) أشهر رواياته، وأكثرها رمزية، وتحكى قصة رجل يُستدعى للتحقيق من قبل لجنة مجهولة. فترصد من خلال أسلوب رمزى مكثف، اغتراب الفرد فى زمن «الانفتاح» الذى اتسمت به مرحلة أنور السادات. وفى جَوٍ كابوسى، تبدو الحياة فى مجتمع استبدادى إثر تغوُّل العولمة والشركات الكبرى. وتتبدى الرمزية هنا إلى الحد الذى كانت معه إحدى شخصيات الرواية ليست سوى زجاجة «كوكاكولا».
هكذا يصل اليأس ذروته، حين يختتم روايته بجملة: «رفعتُ يدى المصابة إلى فمى وبدأتُ آكل نفسى».
أما رواية «ذات» (1992) التى اقتبس منها مسلسل «بنت اسمها ذات» (2013)، فيتناول صنع الله إبراهيم خلالها قصة امرأة مصرية من الطبقة الوسطى، تتقاطع حياتها الشخصية مع تحوّلات الدولة المصرية فى عهد عبد الناصر، والسادات، ومبارك. تتداخل الحكاية مع قصاصات صحفية واقعية لكون بطلة الرواية تعمل فى قسم الأرشيف.
ثم كانت رواية «بيروت بيروت» (1984) والتى جاءت نتيجة المدة القصيرة التى أمضاها فى العاصمة اللبنانية خلال واحدة من هدنات الحرب الأهلية. وعن تلك الرواية يقول ابراهيم فى أحد حواراته الصحفية: «أمضيت فى بيروت حوالى شهر، وخلالها نشأت قصة حب. كنت قد انتهيت لتوّى من كتابة اللجنة وتلك الرائحة، وقلت لنفسى: كفى من هذا… أريد أن أكتب قصّة حب. ولكن ما إن بدأت أكتب، حتى وجدت نفسى غارقاً فى الحرب الأهلية اللبنانية، وقلت لنفسى: أليس من المفترض أن أحاول فهم ما يحدث هنا بالضبط؟ فبدأت أُجرى أبحاثاً. وجدت أفلاماً، ووثائق، وما إلى ذلك، وذهبت إلى الأرشيفات».
بينما فى روايته «وردة» (2000)، ينتقل إلى سلطنة عُمان، مستعيداً تاريخ ثورة ظفار من خلال مذكرات مناضلة يسارية. وتتداخل الوثائق مع السرد الذاتى، مما يجعل من الرواية تأملاً فى حدود التاريخ الرسمى، وفى النسيان المتعمّد للثورات المظلومة.
فيما تحتل رواية «شرف» المرتبةَ الثالثة ضمن أفضل مائة رواية عربية، وتتمحور «العمامة والقبعة» حول الحملة الفرنسية فى مصر (1798–1801) وتتناول مواضيع السلطة، والاستعمار، وصدام الحضارات.
وله أيضا روايات: و«الجليد»، و«نجمة أغسطس»، ، و«النيل مآسى»، و«أمريكانلى»، وغيرها من الأعمال الأدبية التى خطت مكانة مختلفة فى عالم الكتابة.
نال العديدَ من الجوائز العربية المهمة، منها: «جائزة ابن رشد للفكر الحر» عام ٢٠٠٤م، و«جائزة كفافيس للأدب» عام ٢٠١٧م.
رحم الله إنسانا واعيا مخلصا لقضيته، ومبدعا لم ينفصل قلمه عما يؤمن به.. رحم الله صنع الله إبراهيم، وأبقى إبداعه وتجربته مثلا يحتذى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صنع الله إبراهيم صنع الله إبراهیم
إقرأ أيضاً:
الأرض لأصحابها
الفلسطينيون يرفعون ركام الإبادة.. وفضيحة عالمية تنتظر إسرائيلبلدية غزة: إعادة فتح المدينة عملية معقدة وحجم الدمار هائل
بدأ أمس الفلسطينيون العائدين إلى منازلهم بشمال قطاع غزة عقب وقف إطلاق النار الموقع برعاية مصرية بين المقاومة والاحتلال الصهيونى فى رفع الركام عن منازلهم وأعلن الدفاع المدنى فى غزة وصول اكثر من 300 ألف فلسطينى إلى مدينة غزة منذ وقف إطلاق النار مع انعدام وجود خيام جاهزة لإيواء العائدين من مناطق الجنوب.
وأشار إلى انتشال أكثر من 150 شهيدا وأكثر من 75 نداء استغاثة مؤكدا وجود 9500 مفقود فى القطاع، وطالب الصليب الأحمر بالتنسيق مع سلطات الاحتلال لمعرفة مصير المفقودين منذ بدء الحرب قائلا «تلقينا نداءات استغاثة لانتشال جثامين الشهداء ولا نملك آليات حديثة لذلك».
وأكد رئيس بلدية غزة «يحيى السراج» أن إعادة فتح المدينة، عملية معقدة، فى غياب آليات متطورة، وفى ظل حجم الدمار الهائل الذى خلفته حرب الإبادة الإسرائيلية، وعمليات القصف والنسف والتدمير.
وأوضح أن طواقم البلدية تعمل تحت ضغوط ضخمة، فى غياب الإمكانات وجراء الدمار الهائل الذى خلفه الاحتلال. وأشار السراج إلى أن البلدية قدمت خطة من 3 مراحل لإعادة إعمار بلديات القطاع، وتم نقاشها مع مؤسسات دولية.
وأكد المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة أن الطواقم والوزارات الحكومية نفذت أكثر من 5 آلاف مهمة خلال 24 ساعة فى القطاع. وأشار إلى إنجاز 1200 مهمة طبية وصحية نفذتها كوادر وزارة الصحة والمستشفيات والمراكز الميدانية، شملت إجراء عمليات جراحية مختلفة، وإسعاف جرحى ومرضى، ومتابعة الجرحى والمرضى المزمنين.
وأكد تنفيذ أكثر من 850 مهمة إنقاذ وإغاثة من قبل فرق الدفاع المدنى والطواقم الشرطية والبلدية، شملت انتشال شهداء، وإزالة أنقاض، وتأمين مناطق مدمرة.
وأكملت الطواقم 900 مهمة خدمية نفذتها البلديات وسلطات المياه والكهرباء لإعادة تشغيل خطوط المياه والصرف الصحى، وإزالة الركام والنفايات، وفتح الشوارع من أحياء سكنية مختلفة. وأضاف أنه تم تسجيل 700 مهمة إغاثية وإنسانية من قبل عدة وزارات ومؤسسات حكومية وجهات شريكة، تضمنت توزيع طرود غذائية، وتأمين تكايا طعام، ومواد إيواء على النازحين والمهدمة منازلهم.
وقال المكتب الإعلامى إن الكوادر الحكومية – أثبتت رغم استشهاد أكثر من (8000) من موظفيها أثناء أداء واجبهم – أنها ما زالت تعمل بإرادة فولاذية ومسؤولية عالية تجاه أبناء شعبنا الكريم، لتؤكد أن غزة قائمة بإرادة وصمود أهلها ومؤسساتها التى لم تتوقف يومًا عن العطاء.
وحذر المحلل السياسى الإسرائيلى «إيتامار إيشنر» من أن الأيام المقبلة قد تشهد موجة من التغطيات الإعلامية العالمية التى توثق حجم الدمار الهائل فى قطاع غزة، ما سيؤدى إلى «صدمة دولية غير مسبوقة»،
وفى مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، قال «إيشنر» إن وسائل الإعلام الأجنبية، التى منعت من دخول القطاع لأكثر من عامين، ستدخل غزة قريبا بعد تخفيف القيود، متوقعا أن توثق مشاهد مؤلمة لمعاناة المدنيين ومشاهد الدمار التى قال إنها قد تُقارن فى رمزيتها بما تعرضت له مدينة هيروشيما اليابانية بعد القصف النووى عام 1945. إلا أنه أشار إلى اختلاف جذرى فى التأثير، موضحًا أن تلك الصور لن تبقى حبيسة الأرشيف، بل ستنتشر على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعى، ما يمنحها أثرا فوريا وعابرا للحدود.
وفى تحليله لتبعات ما بعد الحرب على مكانة إسرائيل دوليًا، طرح إيشنر سيناريوهين محتملين:
السيناريو الأول «المتفائل»: ينطلق من فرضية تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، التى تشمل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وانسحاب الجيش الإسرائيلى إلى خطوط متفق عليها. فى هذه الحالة، قد يتراجع الغضب العالمى تدريجيًا، وتبدأ إسرائيل فى استعادة علاقاتها مع المجتمع الدولى، مع انحسار حملات المقاطعة والعقوبات.
السيناريو الثانى -المرجح بحسب إيشنر- يتمثل فى استمرار تداعيات الحرب على المستوى السياسى والدبلوماسى، والتى وصفها بأنها «ثقيلة ومزمنة». ووفق هذا التصور، ستواجه إسرائيل عزلة ممتدة فى الساحات الرياضية والثقافية والأكاديمية.