لجريدة عمان:
2025-08-14@17:50:15 GMT

كيف نتعايش مع أوجاع الزمن ؟!

تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT

كيف نتعايش مع أوجاع الزمن ؟!

سعود بن خالد الأغبري - 

الفكرة ليست في السؤال وإنما في كيفية الحصول على الإجابة النموذجية التي لا تتعلق بالاجتهادات العشوائية والتخمينات والتوصيات غير المبنية على الحقائق.

في حقيقة الأمر إذا كان البعض يبحث عن إجابة شافية فعليه لأي سؤال أن يطرق أبواب عقله، وعليه أن يعلم بأنه سيواجه في طريقه الكثير من النظريات من بعض مدّعي المعرفة أو الخبرة في معالجة مشاكل الناس.

وقد يواجه الكثير من التحديات والتحديثات من أجل الوصول إلى الطرق الصحيحة التي تأتي بنتائج إيجابية. أشد الأمور إيلاما للنفس هو كيفية إقناع الذات المكسورة بأن التعايش من المرض يمكن أن يخفف من حدته ويؤجل من مضاعفات تأثيره على المدى القريب.

لماذا بعض الناس تنهار قواهم في مواجهة المرض بسرعة كبيرة؟ الجواب في أمرين؛ الأول الخوف الشديد من المرض ذاته، وثانيا عدم وجود الأشخاص المحفزين لهم على المقاومة والصمود.

في إحدى العيادات كان الطبيب يسدي نصائحه لمرضاه، يسهّل عليهم الأمر ويخبرهم بأن الحياة ما قبل المرض عليهم أن يعتبروها مرحلة وانقضت، وما بعد الإصابة هي مرحلة يجب أن يتعايش معها وألا يجعلها عقبة يصعب تجاوزها، ويسوق لهم بعض التجارب الناجحة التي مرّ بها بعض مرضاه وهم الآن ينعمون بالراحة والسكينة.

البعض لا يقتنع بأن المرض الذي يواجهه يمكن التعايش معه إذا ما تم الالتزام بالتعليمات والإرشادات الطبية، والأنماط المعيشية الصحية، فكل داء له طريقة للتعامل معه.

يذكر الطبيب لمرضاه بأن العامل النفسي هو جزء مهم في مرحلة العلاج، فكلما كان الإنسان مقبلا على الحياة كان متقبلا للوضع الذي هو فيه، والنماذج على تحدي المرض كثيرة وهناك تجارب شفاء تمت بسبب الالتزام ومساعدة الذات في تحدي المرض.

قد تكون هي لحظة -المفاجأة- تعاني من الصدمة بالصمت ربما من أجل استيعاب الواقع الجديد، وأيضا تحس بأنك قد دخلت في مخاض عسير في اقتناع النفس بأن ما كشفته التحاليل والتقارير الطبية هو الواقع الجديد الذي يجب أن يستعد لملاقاته.

في بعض المستشفيات تجد البعض مصابا بحالة انهيار تام، من هول «المفاجأة» التي نزلت عليه كحجر يسقط من الأعلى، تجد أنفاسه محبوسة نتيجة خوفه من الواقع الذي ينتظره خارج العيادة، دون وعي أو إدراك يسرع نحو تكبيل نفسه بأسلاك شائكة قد تدمي كل أجزاء جسده.

لا يكف عن سؤال نفسه، هل يمكن أن أكمل مسيرة حياتي في زحمة المرض أم أنه لم تعد لدي القدرة الكافية والوقت لفعل المستحيل؟ أصبحت الأمراض المزمنة أوجاعها في تزايد مستمر وإصاباتها لا تتخطى الصغير والكبير وذلك بسبب العادات الغذائية الخاطئة والضغوطات النفسية والصدمات العصبية وغيرها، فمن يوم وليلة قد تكون أنت أحد الذين يواجهون نوعا من تلك الأمراض العصرية مثل «السكر والضغط والقلب» وغيرها.

بعد هذا اليوم، سيكون لديك سجل مرضي «ليس مخيفا»، وأدوية لا بد لك من المداومة عليها، لنقل ليس قبولا برضا أو حبا فيها ولكن حتى تستطيع الصمود لأكبر وقت ممكن كمتعايش مع المرض وربما تكون قدوة حسنة لمن هم يعانون مثلك أو سيعانون مستقبلا- لا قدّر الله.

لا تدّعي البطولات على مدى الحياة؛ فهذه الأمراض وإن بدت صامتة لفترة زمنية من مسيرتك، فسوف تهاجمك بقوة لا تتخيلها إذا لم تحسن التصرف، إذن السبيل إلى اتقاء شرها وغضبها هو «التعايش مع المرض».

هذا القرار قد لا يكون سهلا لدى البعض من الناس خاصة ممن يكرهون تناول العقاقير بشكل متقطع، فكيف سيداومون عليها على مدار حياتهم. البعض يعتقد بأن سكون المرض في معدلات معقولة نجاح باهر، يجعلهم يعرضون عن الاستمرار في تناول الدواء دون استشارة طبية، ويدّعون أمام الملأ بأنهم قد وصلوا إلى مرحلة الشفاء التام وبالتالي «لا داعي لأخذ الأدوية»! هذا المعتقد هو الخطأ بذاته، فهُم لا يعلمون بأن «الهدنة الهشة» التي يقبلها المرض «يمكن أن تنهار في أي لحظة»! في الحياة العامة، مَن لم يجرّب حدة المرض وشدته، لا يفرّق ما بين مريض وسليم، يعتقد بأن المريض لديه من القوة ما يكفي لتساويه مع الشخص الذي يخلو من أي علة مرضية، والحقيقة أن بعض الأشخاص يخفون عذاباتهم وآلمهم عندما يلتقون بزملائهم سواء في العمل أو أي مكان، لا يشتكون مما عانوه البارحة، بل يحاولون الظهور بصورة القوة والصلابة رغم أن المرض ينخر أجسادهم ويضغط على أعصابهم.

إذن هناك شيء أخطر بكثير من المرض العضوي وهو «المرض النفسي» الذي يؤذي الإنسان، وإذا ما التقى الاثنان فإن أثرهما على الشخص يكون مضاعفًا، لذا ينصح الأطباء والمختصون المرضى بأن يكونوا أكثر قوة على تخطي العوامل النفسية حتى يستطيعوا التغلب على أمراضهم العضوية.

إن بيئة الحياة سواء العملية أو العامة قد تكون سببا في إحداث حالة من عدم القدرة على تخطي موجات الألم، فكلما كانت هناك ضغوطات نفسية كان الشخص عرضة لحدوث مضاعفات خطرة عليه من الجانب العضوي.

لذا ينصح الأطباء مرضاهم بالبُعد عن «المؤثرات والعُقَد النفسية» خاصة ممن يعانون من الأمراض المزمنة؛ فالجانب النفسي له دور فعّال سواء في عملية الصمود أو الانهيار التام وعدم الرغبة في مواصلة العلاج.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

عاجل| وفاة الروائي صنع الله إبراهيم بعد صراع مع المرض

رحل عن عالمنا، صباح اليوم الأربعاء، الروائي الكبير صنع الله إبراهيم، عن عمر ناهز الـ88 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.

وفاة صنع الله إبراهيم

صنع الله إبراهيم، هو روائي وصحفي مصري بارز، وُلد في القاهرة عام 1937. يُعتبر واحدًا من أهم كتاب الرواية العربية المعاصرة، وأبرز كُتاب جيل الستينيات في مصر، عُرف بأسلوبه الواقعي النقدي واهتمامه بالقضايا السياسية والاجتماعية في مصر والعالم العربي.

انخرط في النشاط اليساري في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، وتفتح وعي الكاتب صنع الله إبراهيم على ثورة يوليو 1952، وانتسب للحزب الشيوعي، وسُجن في عهد الرئيس جمال عبد الناصر لعدة سنوات بسبب انتمائه السياسي.

أعمال صنع الله إبراهيم

ومن أشهر أعماله السردية الروائية روايات: «تلك الرائحة، شرف، وردة، اللجنة، ذات، العمامة والقبعة، القانون الفرنسي، أمريكانلي، بيروت بيروت، نجمة أغسطس، ذات، متون الأهرام» وغيرها.

وحصد صنع الله إبراهيم، العديد من الجوائز، من بينها جائزة ابن رشد للفكر الحر، في العام 2004، وجائزة كفافيس للأدب دورة العام 2017.

اقرأ أيضاًالرئيس وجه بعلاجه.. تعافي الروائي صنع الله إبراهيم ومغادرة مستشفى معهد ناصر

وزير الثقافة يزور الروائي الكبير صنع الله إبراهيم للاطمئنان على حالته الصحية

آخر تطورات الحالة الصحية للروائي صنع الله إبراهيم

مقالات مشابهة

  • خبير علاقات دولية: إسرائيل تسابق الزمن لضم ما تبقى من الأراضي الفلسطينية
  • ما هو الجذام وكيف يمكن تجنب هذا المرض المعدي؟
  • الإساءة اللفظية في الطفولة.. جرح خفي يمتد أثره مدى الحياة
  • عاجل| وفاة الروائي صنع الله إبراهيم بعد صراع مع المرض
  • "الصحة العالمية" تسابق الزمن لإدخال الإمدادات الطبية إلى غزة
  • إدارة اليوم الدراسي في خطة المناهج الجديدة
  • نحن ما بنسمع للانصرافي !!
  • حقيقة مجموعة هائل سعيد.. ما لا يريدك البعض أن تعرفه!
  • لماذا تعدّ إبادة غزة ضمن أفظع أهوال التاريخ البشري؟