سوريا.. حرائق ضخمة تلتهم الغابات وتشرّد الآلاف في اللاذقية
تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT
تتواصل جهود مكافحة الحرائق الضخمة التي تجتاح غابات محافظة اللاذقية شمال غربي سوريا، وسط استنفار كبير من فرق الدفاع المدني والمتطوعين، وما تسببت به من نزوح واسع لسكان المناطق المتضررة.
وتكافح فرق الدفاع المدني السوري، بالتعاون مع متطوعين من أهالي ريف جبلة في محافظة اللاذقية، للسيطرة على هذه الحرائق التي تجددت يوم الأربعاء، وامتدت من سهل الغاب بريف حماة إلى قرى بيت ياشوط وعين الشرقية بريف جبلة، جنوب شرقي اللاذقية.
وفي سياق متصل، تجددت الحرائق أمس الخميس في غابات ريف اللاذقية الشمالي، بالقرب من الحدود مع تركيا، وتحديدًا في منطقتي اليمضية وكسب. وقد نشر الدفاع المدني السوري صورًا توثق عمليات إطفاء الحرائق الحراجية الضخمة المندلعة في منطقتي بروما وآرا بجبل الأكراد، بالإضافة إلى كسب واليمضية، مشيرًا إلى صعوبات كبيرة تواجه الفرق، ناجمة عن قوة الرياح وارتفاع درجات الحرارة وطبيعة التضاريس الجبلية الوعرة.
من جانبه، أكد إبراهيم الحسين، مسؤول برنامج البحث والإنقاذ والإطفاء في الدفاع المدني، أن “التهديدات للغطاء النباتي في سوريا ما تزال قائمة، في ظل موجة حرائق شديدة طالت عدة مواقع في أرياف حماة وإدلب وحمص واللاذقية وطرطوس”. وأشار الحسين إلى أن ذلك “يشكل خطرًا كبيرًا على المساحات الخضراء في البلاد، ويزيد من آثار مواسم الجفاف هذا العام، مع انعكاسات سلبية على البيئة والطقس ومختلف مناحي الحياة”.
وكانت منظمة الزراعة والتنمية الريفية قد كشفت في تقرير لها الشهر الماضي أن الحرائق الواسعة التي اجتاحت ريف محافظة اللاذقية تسببت بتدمير أكثر من 10 آلاف هكتار من الأراضي الحرجية والزراعية، أي ما يعادل نحو 100 كيلومتر مربع، وهو ما يمثل أكثر من 3 في المئة من إجمالي الغطاء الحراجي في سوريا.
وامتدت ألسنة اللهب إلى ما لا يقل عن 28 موقعًا في ريف اللاذقية، ملحقة دمارًا واسعًا في الغابات والمزارع ومنازل المدنيين في قرى مثل بيت عيوش والمزرعة وسبورة والبسيط. وقد اضطر أكثر من 1120 شخصًا إلى مغادرة منازلهم، في حين يُقدر عدد المتضررين بنحو 5 آلاف شخص، بينهم أطفال ومرضى ومسنون يعانون من أمراض تنفسية فاقمها الدخان الكثيف الذي وصل إلى مدينة حماة وريفها وجنوب إدلب.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: اندلاع حريق حرائق حرائق سوريا سوريا حرة الدفاع المدنی
إقرأ أيضاً:
مستودع ذخائر عسكرية .. سماع دوي انفجارات قوية في مدينة إدلب
أفادت وسائل إعلام سورية بسماع دوي إنفجارات قوية في مدينة إدلب بشمالي سوريا وذلك داخل مستودع ذخائر عسكرية .
وفي سياق أخر ، أُصيب عدد من المدنيين ورجل إطفاء، بحروق وحالات اختناق ورضوض، جراء سلسلة من حرائق الغابات اندلعت في منطقة سهل الغاب الواقعة بين محافظتي حماة (وسط) واللاذقية (شمال غرب)، وفق ما أفاد به الدفاع المدني السوري ووسائل إعلام رسمية.
وقال الدفاع المدني إن فرقه، بالتعاون مع أفواج الإطفاء والحراج، استجابت لسبعة حرائق حراجية يوم الثلاثاء في المحافظتين، حيث تم إخماد ثلاثة منها، فيما لا تزال أربع حرائق أخرى مشتعلة. وأشار إلى أن أحد عناصر الإطفاء أصيب برضوض إثر سقوط صخرة عليه أثناء عمليات الإخماد.
وذكر الدفاع المدني أن فرق الإطفاء تواجه تحديات كبيرة في السيطرة على النيران، بسبب وعورة التضاريس وارتفاع درجات الحرارة ونشاط الرياح، وهي عوامل ساهمت في تسارع انتشار الحرائق. وشارك أهالي قرية عناب قرب بلدة شطحة في ريف حماة الغربي بجهود واسعة لدعم عمليات الإطفاء، خاصة في الحريق الكبير الذي اندلع منتصف الليل.
كما لفتت الجهات المعنية إلى أن كثافة الدخان ازدادت مساء الأربعاء في ريف حماة الغربي وحماة المدينة وريف حمص الشمالي، بفعل امتداد حرائق الأحراج في أرياف اللاذقية وحماة.
ويحذر خبراء بيئيون من أن استمرار هذه الحرائق قد يؤدي إلى فقدان مساحات واسعة من الغابات الطبيعية، ما يهدد التنوع البيئي في المنطقة ويزيد من مخاطر الانجرافات الأرضية وفقدان التربة.
كما أن انبعاث الدخان بكثافة قد يشكل تهديداً إضافياً على الصحة العامة، خاصة لكبار السن والأشخاص المصابين بأمراض تنفسية مزمنة.
وفي ظل توقعات بارتفاع درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة، تتزايد المخاوف من اتساع رقعة الحرائق وصعوبة السيطرة عليها، ما يستدعي، بحسب مراقبين، تعزيز الدعم الميداني وتوفير معدات إطفاء متطورة لضمان سرعة الاستجابة وتقليل الخسائر في الأرواح والممتلكات.