المجاعة تفتك بأطفال القطاع أمام أنظار العالم منظمات دولية: جميع أطفال غزة معرضون لخطر الموت جوعا
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
الأسرة /متابعات
تواصل المجاعة التي اختلقها كيان الاحتلال الصهيوني عبر الحصار الخانق حصد أرواح المدنيين المجوعين في غزة بينما يبقى الأطفال الفئة الاجتماعية الأكثر تضررا من الكارثة الإنسانية المروعة في القطاع والتي تأتي في سياق جريمة الإبادة الشاملة التي يتفنن جيش الاحتلال في أساليبها ووسائلها أمام أنظار العالم كله.
المشهد المأساوي يتكرر يومياً حيث يواجه عشرات الآلاف من أطفال غزة خطر الموت جوعاً وسط حصار خانق وعدوان مدمر.
وتجاوز عدد الأطفال الذين قضوا بسبب المجاعة والحرمان أكثر من 100 شهيد من أصل نحو 300 فلسطيني قضوا جوعا وفقاً لتقارير حقوقية وإنسانية حديثة.
ومع استمرار الحصار الصهيوني وتدمير البنية التحتية باتت حياة عشرات الآلاف من الرضع والأطفال مهددة بشكل مباشر في ظل انعدام حليب الأطفال والغذاء والرعاية الصحية.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، فإن الوضع في غزة خرج عن السيطرة، إذ استشهد ما لا يقل عن 16 ألف طفل منذ بداية العدوان، بمعدل 27 طفلاً يومياً، فيما أصبح 39 ألف طفل يتيماً نتيجة فقدان أحد أو كلا الوالدين. وفي الأسبوع الأول من عام 2025 وحده توفي 74 طفلاً نتيجة الغارات الصهيونية بينما قضى ثمانية رضع وحديثو الولادة بسبب انخفاض حرارة أجسامهم نتيجة العيش في خيام مؤقتة دون تدفئة.
المجاعة وانعدام الحليب
وتظل أزمة حليب الأطفال والمجاعة أحد أخطر جوانب الكارثة في ظل انعدام حليب الأطفال، ما يهدد حياة آلاف الرضع الذين يعتمدون عليه كغذاء أساسي. كما أن المستشفيات التي كانت بالكاد تقدم خدماتها أصبحت عاجزة عن استقبال الحالات الحرجة، خصوصا بعد توقف مستشفى “كمال عدوان” عن العمل وهو المرفق الوحيد الذي كان يضم وحدة لطب الأطفال في شمال غزة.
ويقول مسئولون فلسطينيون أن التدمير الممنهج والمتعمد من قبل جيش الاحتلال الصهيوني للمرافق الصحية، وانهيار شبكات المياه والصرف الصحي ونقص الغذاء فاقمت من معاناة الأطفال في القطاع موضحين بأن أكثر من مليون طفل يعيشون في خيام مؤقتة، دون مأوى أو غذاء أو رعاية صحية. وحذرت اليونيسيف من أن “المناخ القاسي، إلى جانب نقص المأوى والتغذية يعرض حياة جميع الأطفال في غزة للخطر”.
أين المجتمع الدولي؟
في ظل هذه الكارثة الإنسانية، تتجه الأنظار إلى المجتمع الدولي الذي يتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية لوقف هذه المجازر بحق الأطفال.
وتكتفي الأمم المتحدة ومفوضية حقوق الإنسان بالدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات، ووقف الهجمات على المدنيين والبنية التحتية غير أن تلك المواقف -كما يقول محللون- لا ترقى إلى حجم الجريمة التي ينفذها جيش الاحتلال الصهيوني فيما بقيت الإجراءات التي اتخذتها عدد من الدول الأوربية على سلطات الاحتلال شكلية وغير مؤثرة وهي كما يقول مراقبون تستهدف امتصاص الغضب المتصاعد في أوساط شعوبهم المصدومة من المشاهد المروعة القادمة من غزة لضحايا المجاعة.
ولا تزال الاستجابة الدولية دون المستوى المطلوب، وسط استمرار العدوان وإصرار العدو على تشديد الحصار ومنع دخول المساعدات مما يجعل من كل يوم يمر تهديداً جديداً لحياة آلاف الأطفال الأبرياء.
وبينما تطالب المنظمات الإنسانية وعلى رأسها اليونيسيف وغيرها من المنظمات المعنية بحماية الطفولة من مختلف دول العالم بتحرك عاجل لإنقاذ أطفال غزة من المجاعة والموت البطيء إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يتمادى في جرائمه متسلحا بالدعم الأمريكي والغربي الذي هو أقوى وأكثر تأثيرا من الدعوات والمناشدات ما يجعل استمرار العدو في جريمة الإبادة وصمة عار في جبين الإنسانية، ويستدعي وقفة جادة من المجتمع الدولي واتخاذ إجراءات عاجلة لرفع الحصار، وضمان وصول الغذاء والدواء للأطفال الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وُلدوا في غزّة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
منظمات دولية تتهم إسرائيل بمنع دخول المساعدات إلى غزة منذ مارس
أعلنت أكثر من 100 منظمة دولية، أن معظمها لم تتمكن من إدخال أي شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة منذ مارس/آذار الماضي، معتبرة أن السلطات الإسرائيلية تمنع وصول المساعدات إلى السكان المحتاجين، رغم إعلان الحكومة الشهر الماضي عن السماح بإدخال البضائع، بحسب تقرير لصحيفة "هآرتس"، الخميس.
وأوضحت المنظمات، التي تعمل في غزة والضفة الغربية و القدس الشرقية، أن شهرا واحدا شهد أكثر من 60 رفضا لدخول المساعدات، ما أدى إلى احتجاز ملايين الدولارات من المياه والأدوية والأغذية ومواد الخيام في مستودعات بالأردن ومصر، في وقت يعاني فيه الفلسطينيون نقصا حادا في الغذاء والمستلزمات الأساسية.
وأشارت المنظمات إلى أن الإجراء الجديد الذي دخل حيز التنفيذ في آذار/مارس الماضي، يقضي بتسجيل جميع المنظمات لدى لجنة وزارية مشتركة برئاسة مدير عام وزارة الشتات، مع وضع معايير قد تسمح برفض التسجيل أو إلغاءه، بما في ذلك نشاطات سياسية أو دعوات لمقاطعة إسرائيل، أو اتهامات بنزع الشرعية عن الدولة.
كما يلزم الإجراء المنظمات بتقديم معلومات مفصلة عن موظفيها الدوليين وأفراد عائلاتهم، وهو ما اعتبرته المنظمات مخالفا لقوانين الخصوصية في الاتحاد الأوروبي وبلدانها الأصلية.
وأبدت المنظمات، ومن بينها أطباء بلا حدود والمجلس النرويجي للاجئين وأوكسفام، قلقها من أن هذا الإجراء يهدف إلى مراقبتها وكتم حججها وفرض رقابة على التقارير الإنسانية، ودعت الدول الداعمة والجهات المانحة للضغط على إسرائيل ل فتح المعابر فورا والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود.
وأوضح المحامي يوتام بن هيلل، ممثل المنظمة الجامعة للمنظمات الإنسانية الدولية (AIDA)، أن الإجراء الجديد الذي فرضته إسرائيل على المنظمات الإنسانية يعد شعبويا، ويهدف بالأساس إلى ملاحقة المنظمات التي تعمل في الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة منذ عقود دون أن تكون أنشطتها قد تعرضت لأي انتقاد سابق.
وأضاف أن وزارة الشتات واللجنة التي شكلتها تسعى للسيطرة الكاملة على هذه المنظمات، حتى تلك التي تلتزم بالحياد والمهنية وفقا للقانون الدولي، مؤكدا أن "هذا أمر لا مثيل له في العالم".
وأشار بن هيلل إلى أن المنظمات ملزمة قانونيا بحماية خصوصية معلومات موظفيها، وفق تشريعات صارمة في بلدانها الأصلية والاتحاد الأوروبي، ما يجعل نقل البيانات المطلوبة غير مضمون، ويضعها في موقف حرج: فإذا قدمت المعلومات قد تتعرض لعقوبات وغرامات كبيرة في دولها، أما إذا امتنعت عن تقديمها، فقد تمنع إسرائيل أنشطتها الإنسانية في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، بل تطالب بطرد جميع موظفي المنظمة إذا لم تتم الموافقة عليهم خلال ثلاثة أسابيع.
واعتبر بن هيلل أن هذا الإجراء يمثل تنصلا جديدا من التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي، ويعكس تخليا كاملا عن سكان غزة الذين هم في أمس الحاجة إلى الغذاء والدواء والمأوى.
من جانبها، ردت السلطات الإسرائيلية بأن الهدف من الإجراءات الجديدة هو ضمان وصول المساعدات مباشرة إلى السكان الفلسطينيين ومنع استغلالها من قبل حماس ، مشيرة إلى أن نحو 20 منظمة دولية ملتزمة بالتسجيل وتدخل نحو 300 شاحنة مساعدات يوميا إلى قطاع غزة بانتظام.
وأكدت إسرائيل أن أي تأخير في دخول المساعدات يعود إلى رفض بعض المنظمات الالتزام بالمعايير الأمنية المطلوبة.
نفت مديرية تنسيق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، الادعاءات المتعلقة بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدة أن الواقع عكس ذلك تماما.
وأوضحت المديرية أن إسرائيل تعمل على تسهيل وتمكين دخول المساعدات إلى السكان في غزة، في الوقت الذي تحاول فيه حركة حماس استغلال هذه المساعدات لتعزيز قوتها العسكرية وفرض سيطرتها على السكان، أحيانا بالتواطؤ مع بعض المنظمات الدولية، سواء كان ذلك عن علم أو بدون علم.
وقال المديرية إن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وضعت آلية جديدة لدخول المساعدات إلى القطاع، تهدف إلى ضمان وصولها مباشرة إلى السكان وليس إلى حماس".
وتشترط هذه الآلية تسجيل المنظمات لدى وزارة الشتات في إسرائيل، بما يشمل تقديم قائمة بموظفي المنظمة العاملين في غزة لإجراء تقييم أمني أولي. وتعتمد عملية التسجيل على معايير مهنية وأمنية واضحة تهدف إلى الحفاظ على نقاء المنظومة الإنسانية ومنع تسلل العناصر المسلحة إلى آلية الإغاثة، وهي عملية شفافة عرضت مسبقا على جميع المنظمات.
وأكدت المديرية أن رفض بعض المنظمات تقديم المعلومات أو التعاون في عملية التسجيل يثير مخاوف حقيقية بشأن نزاهة نواياها واحتمال وجود علاقات بين المنظمة أو موظفيها وحماس.
في المقابل، هناك نحو 20 منظمة دولية ملتزمة بالقانون ونفذت عملية التسجيل، تُدخل المساعدات إلى قطاع غزة بانتظام وبالتعاون الكامل، ويصل حجم المساعدات نحو 300 شاحنة يوميا عبر هذه المنظمات.
وأوضحت المديرية أن أي تأخير مزعوم في إدخال المساعدات يحدث فقط عندما تختار المنظمات عدم استيفاء الشروط الأمنية المقررة لمنع تورط حماس، ودعت جميع المنظمات الدولية المعنية بإدخال المساعدات إلى التعاون بشفافية لضمان وصولها إلى السكان وليس إلى الحركة المسلحة.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية التعاون الإسلامي تُدين تصريحات نتنياهو وتُحذر من تداعياتها الخطيرة تقرير إسرائيلي: الجيش يواصل استعداده لاحتلال مدينة غزة وهذا ما تقوم به حماس زامير: الجيش الإسرائيلي يعمل وفق "تصور استراتيجي جديد" لمنع أي تهديد الأكثر قراءة لبنان: شهيد ومصابان في غارة إسرائيلية على بلدة دير سريان مستوطنون يواصلون اقتحامهم اليومي للمسجد الأقصى تشريح جثمان الشهيد المعتقل أحمد طرازعة ظهر اليوم تسجيل 4 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية في غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025