الأسرة /متابعات

تواصل المجاعة التي اختلقها كيان الاحتلال الصهيوني عبر الحصار الخانق حصد أرواح المدنيين المجوعين في غزة بينما يبقى الأطفال الفئة الاجتماعية الأكثر تضررا من الكارثة الإنسانية المروعة في القطاع والتي تأتي في سياق جريمة الإبادة الشاملة التي يتفنن جيش الاحتلال في أساليبها ووسائلها أمام أنظار العالم كله.

المشهد المأساوي يتكرر يومياً حيث يواجه عشرات الآلاف من أطفال غزة خطر الموت جوعاً وسط حصار خانق وعدوان مدمر.

وتجاوز عدد الأطفال الذين قضوا بسبب المجاعة والحرمان أكثر من 100 شهيد من أصل نحو 300 فلسطيني قضوا جوعا وفقاً لتقارير حقوقية وإنسانية حديثة.

ومع استمرار الحصار الصهيوني وتدمير البنية التحتية باتت حياة عشرات الآلاف من الرضع والأطفال مهددة بشكل مباشر في ظل انعدام حليب الأطفال والغذاء والرعاية الصحية.

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، فإن الوضع في غزة خرج عن السيطرة، إذ استشهد ما لا يقل عن 16 ألف طفل منذ بداية العدوان، بمعدل 27 طفلاً يومياً، فيما أصبح 39 ألف طفل يتيماً نتيجة فقدان أحد أو كلا الوالدين. وفي الأسبوع الأول من عام 2025 وحده توفي 74 طفلاً نتيجة الغارات الصهيونية بينما قضى ثمانية رضع وحديثو الولادة بسبب انخفاض حرارة أجسامهم نتيجة العيش في خيام مؤقتة دون تدفئة.

المجاعة وانعدام الحليب

وتظل أزمة حليب الأطفال والمجاعة أحد أخطر جوانب الكارثة في ظل انعدام حليب الأطفال، ما يهدد حياة آلاف الرضع الذين يعتمدون عليه كغذاء أساسي. كما أن المستشفيات التي كانت بالكاد تقدم خدماتها أصبحت عاجزة عن استقبال الحالات الحرجة، خصوصا بعد توقف مستشفى “كمال عدوان” عن العمل وهو المرفق الوحيد الذي كان يضم وحدة لطب الأطفال في شمال غزة.

ويقول مسئولون فلسطينيون أن التدمير الممنهج والمتعمد من قبل جيش الاحتلال الصهيوني للمرافق الصحية، وانهيار شبكات المياه والصرف الصحي ونقص الغذاء فاقمت من معاناة الأطفال في القطاع موضحين بأن أكثر من مليون طفل يعيشون في خيام مؤقتة، دون مأوى أو غذاء أو رعاية صحية. وحذرت اليونيسيف من أن “المناخ القاسي، إلى جانب نقص المأوى والتغذية يعرض حياة جميع الأطفال في غزة للخطر”.

أين المجتمع الدولي؟

في ظل هذه الكارثة الإنسانية، تتجه الأنظار إلى المجتمع الدولي الذي يتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية لوقف هذه المجازر بحق الأطفال.

وتكتفي الأمم المتحدة ومفوضية حقوق الإنسان بالدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات، ووقف الهجمات على المدنيين والبنية التحتية غير أن تلك المواقف -كما يقول محللون- لا ترقى إلى حجم الجريمة التي ينفذها جيش الاحتلال الصهيوني فيما بقيت الإجراءات التي اتخذتها عدد من الدول الأوربية على سلطات الاحتلال شكلية وغير مؤثرة وهي كما يقول مراقبون تستهدف امتصاص الغضب المتصاعد في أوساط شعوبهم المصدومة من المشاهد المروعة القادمة من غزة لضحايا المجاعة.

ولا تزال الاستجابة الدولية دون المستوى المطلوب، وسط استمرار العدوان وإصرار العدو على تشديد الحصار ومنع دخول المساعدات مما يجعل من كل يوم يمر تهديداً جديداً لحياة آلاف الأطفال الأبرياء.

وبينما تطالب المنظمات الإنسانية وعلى رأسها اليونيسيف وغيرها من المنظمات المعنية بحماية الطفولة من مختلف دول العالم بتحرك عاجل لإنقاذ أطفال غزة من المجاعة والموت البطيء إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يتمادى في جرائمه متسلحا بالدعم الأمريكي والغربي الذي هو أقوى وأكثر تأثيرا من الدعوات والمناشدات ما يجعل استمرار العدو في جريمة الإبادة وصمة عار في جبين الإنسانية، ويستدعي وقفة جادة من المجتمع الدولي واتخاذ إجراءات عاجلة لرفع الحصار، وضمان وصول الغذاء والدواء للأطفال الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وُلدوا في غزّة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حكومة السودان تُطالب بمُساندة دولية للقضاء على الدعم السريع

قالت حكومة السودان، اليوم الأحد، إن هجوم الأمس الدامي لن يزيد شعب السودان إلا تمسكاً بموقفه الثابت بضرورة القضاء على ميليشيا الدعم السريع التي تزعزع الأمن في المنطقة والإقليم

وأضافت :"جرائم الدعم السريع تحتم على الإرادة الدولية مساعدة السودان على اجتثاث هذه الميليشيا ومحاسبة قادتها".

وتابعت بالقول :"ما ترتكبه ميليشيا الدعم السريع تحدي واضح لقرارات مجلس الأمن ولا مبالاة بالقانون الدولي الإنساني".

وأكملت قائلةً :"نستنكر استمرار الصمت الدولي حيال ما ظلت ترتكبه ميليشيا الدعم السريع من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحقّ المدنيين في مدينة الفاشر ومدن السودان الأخرى".

اقرأ أيضاً.. صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة

اقرأ أيضاً.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

صحة غزة: آلاف المرضى والجرحى بحاجة عاجلة للعلاج الأغذية العالمي: الطرق المدمرة في غزة تعيق إيصال المساعدات الغذائية

وذكرت مصادر محلية سودانية أن أعداد ضحايا استهداف مسيرة تابعة للدعم السريع مركز إيواء في الفاشر ارتفع إلى 60 قتيلا

وقال تيدروس أدهانوم، مدير منظمة الصحة العالمية، إنه يدعو إلى حماية المرافق الصحية في الفاشر وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

وأضاف :"الهجمات على مستشفى في مدينة الفاشر أدت إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة 12 آخرين".

وأكمل :"مدينة الفاشر بالسودان تحت الحصار منذ أوائل مايو 2024".

وفي وقتٍ سابق، حمّلت شبكة أطباء السودان قوات الدعم السريع المسئولية المباشرة عن الكارثة الإنسانية في مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، نتيجة استمرار حصارها المفروض على المدينة.

وأوضحت الشبكة أن ما يجري في الفاشر لم يعد مجرد أزمة إنسانية عابرة، بل هو "جريمة ممنهجة" تمارس بحق السكان المدنيين، في ظل انقطاع الإمدادات الطبية والغذائية.

وأشارت إلى أن حصيلة الوفيات بين الأطفال والنساء بسبب سوء التغذية ارتفعت إلى 23 حالة، وسط تحذيرات من تدهور أكبر إذا استمر الحصار المفروض على المدينة.

وقال كامل إدريس، رئيس وزراء السودان، إنه يدعو إلى "التفاف شعبي" لفك الحصار عن الفاشر.

وأضاف :"فك الحصار عن الفاشر سيكون قضيتنا الرئيسية بالأمم المتحدة".

وناشد رئيس الوزراء السوداني المجتمع الدولي دعم مبادرة فك الحصار عن الفاشر.

وأشارت مصادر محلية سودانية إلى أن مُسيرة تابعة للدعم السريع استهدفت مسجداً بحي الدرجة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان أمس الجمعة.

وذكرت المصادر أن العملية أسفرت عن مقتل 70 مدنياً.

وقالت الأمم المتحدة إن قوات الدعم السريع شنت عمليات قتل بحق المدنيين في الفاشر.

وأضافت :"الأزمة الإنسانية في السودان باتت منسية، وذلك بعد نفذت قوات الدعم السريع عمليات إعدام ميداني في 13 منظقة بالسودان".

وذكرت مصادر محلية سودانية أن الجيش السوداني ينفذ خطة استراتيجية للقضاء على الدعم السريع في كردفان وشمال دارفور.

وأشارت المصادر السودانية إلى أن الجيش السوداني يحقق تقدما في عدد من البلدات بإقليم كردفان.

وقال الجيش السوداني إن المضادات الأرضية التابعة له تصدت لهجوم الدعم السريع بالمسيرات على منشآت بمدينة الأبيض في شمال كردفان.

 

 

مقالات مشابهة

  • مدير مجمع الشفاء: الحاجة ماسة لمستشفيات بديلة عن التي دمرها الاحتلال
  • الدفاع المدني بغزة: العالم سيتفاجأ بحجم الكارثة الإنسانية بعد انتهاء الحرب ورفع الأنقاض
  • غزة.. أسطورة الصمود التي كسرت هيبة الاحتلال وأعادت للحق صوته
  • أنظار العالم تتجه لشرم الشيخ.. قمة دولية بحضور ترامب للتوقيع على الاتفاق بين إسرائيل وحماس
  • حكومة السودان تُطالب بمُساندة دولية للقضاء على الدعم السريع
  • 90 % من سكان غزة يعانون من سوء التغذية و100 ألف طفل يواجهون المجاعة
  • علم فلسطين يرفرف في مدرجات جماهير النرويج أمام أنظار منتخب الاحتلال
  • انسحاب الاحتلال من غزة يكشف عن جثث عليها آثار إعدام ولعب أطفال مفخخة
  • المدن التي دمرتها الحروب حول العالم.. غزة في المقدمة
  • «الأونروا» تدعو إلى فتح جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة لمنع انتشار المجاعة